الثلاثاء، 9 مايو 2017

عمر الأبرش رجل علمني حسن صلة الرحم علمني أن لا أنساق مع ما أهوى دائما

عمر الأبرش
رجل علمني حسن صلة الرحم
علمني أن لا أنساق مع ما أهوى دائما
هو من وجوه عائلتنا أيام كنا شبابا ، وقد تغيرت الكنى حديثا
تنوعت المهن التي ما رسها وأتقن العمل بها
كان نجاراً متميزاً في صنعته ، وانتهى به الأمر ليكون رئيساً لدائرة التبغ ( الريجي ) في المعرة مع أنه يمقت التدخين ، ولا يتعاطف مع المدخنين
إلا أن أعلا ما تميز به حبه لسوريا بل حبه للشام كله
كان طفلا لا يتجاوز الثالثة عشر عندما صعد منبر الجامع الكبير في المعرة ، بعد أداء صلاة الجمعة ، محرضاً الناس على الجهاد ضد فرنسا والانتداب الفرنسي ، حكم عليه بالإعدام حكما غير قابل للتنفيذ لصغر سنه
وكان له الشرف في أن تطأ أقدامه تراب فلسطين مجاهدا ، مع ثلة من أبناء المعرة ومنطقتها
شغوف بالقراءة حتى وفاته ، محبا للعلم وأربابه
له بصمات طيبة مع صديقه الأستاذ كامل شحادة في صيانة قبر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز
وكان سندا له في إتمام إنجاز متحف المعرة الأثري 
حرضني على حب الطبيب الشهيد حسن حسني الدمشقي التي قتله الفرنسيون في المعرة ، والبحث عنه وإبرازه حتى نحجت في ذلك ، وكان له اليد المؤثره في تسمية المدرسة التي أعمل بها باسمه 
ومن صفاته رحمه الله ، حب البحث عن محتاج لخدمته بشكل عام ، ولذوي رحمه بشكل مخصوص
يسعى إليه بنفسه ليبذل ما في وسعه لحل أزمته
وكم ، وكم وصل إناسا كانت أولادهم تعقهم وحتى وفاتهم ، ولو شئت لذكرت أسماء
يتلقى الإساءة من ذوي رحمه برحابة صدر لينتقل بها من قطيعة الرحم إلى وصلها
ومن المواقف التي جعلتني في غرابة وحتى من الإقدام عليها ، أن أحد أقربائنا ولسوء فهم لسلوك قام به الحاج عمر ، قام بسبه مغرقا في شتمه وكان الموقف لا يسمح لأحد بالتدخل سواه ، وكان غائباً
طرق بابي قبيل المغرب وإذ به : لبيس تبابك واخرج معي
لم أقل إلى أين وما كنت عصيته مذ عرفته ، وهو أكبر سنا من والدي
إلى أين يا عمي قال لنؤدب فلان ، وكان لا بد من مرافقته
وصلنا ، حاولت طرق الباب ، فمنعني وقال أنا من سيفعل
خرج قريبنا فاتحا وكان الخوف من النتيجة يقتلني
خرج وهو يعلم أن بامكان عمر الأبرش بل هو قادر أن يرد الصاع بمثله وأكثر
إلا أنه انكب على رأسه يقبله ، ويبكي ألماً للذي حصل
كان يكثر من الاعتذار
والحاج عمر يقول : ولا يهمك أن تسبني خير من أن تسب سواي
فأنا ممن يحبك
قلت في نفسي والله ليس لدي القدرة على احتمال ذلك
إلا أنه عمر الأبرش ، رجل ، ويحسن التصرف كالرجال
رحمه الله تعالى وأكرمه بالجنة
هشام محمد كرامي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق