الثلاثاء، 9 مايو 2017

من عبث الملوك وسبحان مقلب القلوب

من عبث الملوك
وسبحان مقلب القلوب
تدخل في طعام الناس ولباسهم
ووصل عجائبه ادعاء الألوهيه
تابع أخي أختي وقل سبحان الله العظيم
كان الحاكم الفاطمي في صغره يشتغل بالآداب والدروس، والنظر في دقائق العلوم: مثل علم النجوم والأرصاد والكيمياء والعزائم والطلسمات وسائر علوم الرياضيّات
-         من محاسن سيرته في ابتداء أمره فإنه أقام شعائر الإسلام، ورفع منار الدين، وأمر
أن يبنى على كلّ كنيسة من الكنائس مسجدا طويل البناء يعلو تلك الكنيسة. وكذلك سائر الديرة في سائر أعمال مصر .وكان متزهّدا متعبّدا، يلبس الصوف، ويركب الحمار، ويدور الشوارع بنفسه. ومن بنائه. . . . وجامع راشدة، والرصد، والجامع الكبير المعروف به.
ومن أفعاله منع اليهود والنصارى من ركوب الخيل والبغال فاستمرّ ذلك.
وأفرد للذمّة من اليهود والنصارى حمامات غير حمامات المسلمين، وجعل على أبواب حماماتهم الصلبان والقرابين، وجعل في أعناقهم الأجراس والصلبان من الخشب الكبار.
ومنها أنّه رفع المكوس والظلامات.
هذا في ابتداء أمره، وأمّا في نهايته وتمام أيامه فصدرت عنه أمور تلى إلى الجنون، لا بل هي الجنون بعينه، من خرافات دينيّة ودنياوية.
-         أمر بسب الصحاب رضوان الله عليهم ثم أمر كشط الكتابة التي على الدروب وغيرها
بلعن أبي بكر، ومن كان اسمه قد كتب.
-         حظّر على النبيذ، ونهى عن المظاهرة به وهجره وامتنع شربه. حرّم بيع العنب في
سائر أعماله. وأمر بقطعه، وهو حصرم. ثم إنّه أمر بقطع سائر الكروم. فقطع ذلك من جميع أعمال مصر. وحتى الزبيب كان في سائر ممالكه وأعماله وأمر بإحراقه فأحرق. قال المؤرّخون من الثقات المصريّين: حسب جملة ما أنفق على إحراق الزبيب في ثمن الحطب الذي أحرق بها فكانت ألف دينار عينا، ولم يبق للزبيب أثر في سائر الأقاليم.
ورجع عن ذلك حين أشار يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أنسطاس الطبيب ، عليه بشرب النّبيذ، وذكر له ما فيه من المنافع، فجنح إلى مشورته، وأغضى عمّا كان عليه من النّهي عنه، واستدعى جماعة من المغنّيّين وأصحاب الملاهي إلى مجلسه، وشرب على غنائهم  وخلع العذار معهم، وأحسن إليهم، وبعد مدّة مات أبو يعقوب بن أنسطاس الطبيب فرجع عن ذلك ، وأمر الحاكم من وجد سكران يقتل بلا معاودة.
-         تدخل حتى في حياة الناس نهى عن بيع الفقّاع – الكمأة - وأمر أن لا تباع الملوخيّة
ولا تطبخ، ولا يباع السمك الذى بغير قشر ولا يؤكل، ولا يباع الترمس والجرجير، ومن هذه الخرافات وأنظارها ثم رجع بالناس إلى ما كانوا عليه في السالف (من بيع الفقّاع والملوكية وسائر الأسماك بغير قشر.
-         سخط على العسل فأهرق ما أحصى عدته ما بين ظروف وزير وخابية إحدى عشر
ألف قطعة.
-         نهى أنّه منع من بيع الكباب اللحم،. وأمر بشنق من يبيعه، وربما أنه شنق عليه.
-         غضب على الكلاب أمر بقتل الكلاب، فلم يبق في مدّة أيّامه كلب يرى. وقيل أحصى
عدّتهم فكانوا ثلاثون ألف كلب الذين قتلوا.
-         مرّ على حمام الذهب بمصر فسمع بها غوغاء النساء، فأمر ببابها فبنى عليهم فسدّ،
وأمر أن يحمى عليهنّ، فلم يبرحوا حتى موّتن عن آخرهن من غير جرم فعلونه، وعاد كل من له أهل بتلك الحمام أتى وأخرجهن وغسلوهنّ، ودفنّ. و منع النساء من الخروج، فلم تكن في أيّامه امرأة تلوح.
وفي النهاية فإنّه تمرّد وبغى، وادّعى دعوى فرعون لعنه الله. وسبب ذلك أنه صحبه إنسان يقال له الدرزى. فنبّهه على أشياء من دعاوى أسلافه الكاذبة، حتى عاد يسلّم عليه الخصّيصين به فيقولون: السلام عليك يا معطى يا مانع، يا محيى يا مميت!
وأمر أن لا تقبّل الأرض بين يديه، وأن يجعل عوض ذلك: السّلام على أمير المؤمنين
وكان سبب غيبته ما يأتي ذكره في تاريخه إن شاء الله تعالى.
حكم مصر بين سنة سبع وثمانين وثلاث مئة - وسنة إحدى عشرة وأربع مئة
--------
-         كنز الدرر وجامع الغرر (6/ 257)
-         تاريخ الأنطاكي (ص: 268)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق