ظننت
أن صاحبكم يظلم الناس
شذرات
من حياة الوليد بن عبد الملك رحمه الله
ومن
سيرة السلف الصالح نتعلم
قال
ابن البرا: سمعت أبى يقول: سمعت بعض مشايخنا يقول: لما فرغ الوليد من بناء المسجد،
قال له بعض ولده: أتعبت الناس في طينة تخرب في كل سنة. قال: فأمر أن يسقّف
بالرصاص، فطلب الرصاص من كل بلد وناحية، وبقى موضع لم يجدو له رصاصا، فكتب إلى
ساير النواحي والعمال، فأجابه بعض عماله: إنا قد وجدنا عند امرأة منه حاجتنا وقد
أبت أن تبيعه إلا وزن بوزن من فضة وذهب. فكتب إليه أن خذ منها ، بما أحببت وزنا
بوزن.
فلما
وافاها قالت: هو هديه منى للمسجد.
فقالوا
لها: أنت طلبتي زنته شحا منك فتهديه للمسجد بغير ثمن؟
قالت:
إنما فعلت ذلك ظنا منى أن صاحبكم يظلم الناس في بنايه. فلما رأيت الوفاء منه علمت
أنه ليس بظالم، فتبرعت.
فكتب
العامل بذلك إلى الوليد، فأمر أن تطبع على صفائحه «هذا لله»، ولم يدخله في جملة ما
عمله فهو إلى اليوم مكتوب عليه ذلك أي سنة هـ = 736 هـ - 1432 م.
-----------
- كنز
الدرر وجامع الغرر - أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري (4/ 256)
- الدارس
في تاريخ المدارس - عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي (2/ 293)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق