الجمعة، 26 فبراير 2016

لا تقلوا لي ماتت الابتسامة

إخوتي أخواتي
مدّكم الله بالسعادة والسّلامة، وقرنها ربي بالعافية والسّرور
ووصلها بالنعمة التي لا تزول، والكرامة التي لا تحول
لقد أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله
ولكن أليس من السعادة ؟ أن نبدأ يومنا نحمد الله أن سَلَّمَنا أمسُ من فعل ذنب كدنا نقع فيه
أقول ومن السعادة أيضاً التخلي عن فعل نُصِرُّ عليه وبه غضب الله ، وربما غضب من نحب
أليست الابتسامة التي نسينا إطلاقها في باكورة يومنا ، وكأنها مَذَلة تجاه زوجتنا أولادنا أهلنا ضرورية
أن تنهض عابساً ، فعل يوجب التخلي عنه
ولا تقلوا لي ماتت الابتسامة
أزيلوا الكآبة عنكم ، عن من حولكم بابتسامة ، فهي صدقة ومن تصدق نال السعادة

وإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ


وإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ
عندما نشير لأحد بقولنا غالب النا تحبه ، قد نفول الصدق
ولو تريثنا لقلنا أحبه الناس لحبه الله له
وربما كان الله لا يحبه ، ولكن يسر حب الناس له لينال حظ ما فعله من خير تجاههم ، وبذلك يسقط حظه في الآخرة
وآخرون أحبهم الله في الدنيا وهم في رضاه يوم القيامة ، ولأمر فعلوه أيضا لخير الناس ، وابتغوا به وجهه
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ» ، قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ؟ قَالَ: «يُفْتَحُ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ، حَتَّى يَرْضَى مَنْ حَوْلَهُ»
-------------
الزهد الكبير للبيهقي (ص: 308)
مسند ابن أبي شيبة (2/ 355)
الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 395)
مسند الإمام أحمد (29/ 323)


من كان بخيلا ورث عدوه ماله

من كلام الحكمة
وفد على أنوشروان حكيم للهند وفيلسوف للروم، فقال للهندي: تكلم
فقال: «خير الناس من ألفي سخيا، وعند الغضب وقورا، وفي القول متأنيا، وفي الرفعة متواضعا، وعلى كل ذي رحم مشفقا» .
وقام الرومي، فقال: «من كان بخيلا ورث عدوه ماله، ومن قل شكره لم ينل النجح، وأهل الكذب مذمومون، وأهل النميمة يموتون فقراء، ومن لم يرحم سلط عليه من لا يرحمه»
موسى عمران بْن موسى المؤدب
----
البخلاء للخطيب البغدادي (ص: 223)
مساوئ الأخلاق للخرائطي (ص: 167)


من أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ

من أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ
أقول جلت حكمة الله
فالتاريخ بكل حيثياته ينطق فيما ينطق بتأكيد هذا الحديث الشريف المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولقد اخترت لكم ثلاثة أمثلة ، والصلة بينهم أن كل منهم مالئ ظالماً واحد هو هولاكو ، الذي استباح دماء المسلمين ، ولا رابطة مصلحة بينهم ولا لقاء ولا اتفاق 0
وكلي ثقة أن ذاكرتكم مليئة بالأمثلة على صدق وصحة ما قلت 0
ولكن ليس كل من ظننا فيه السعي للظلم كان كذلك ، فكثير ما يخيب ظن السوء في الحكم على الناس
-         الْوَزِيرُ مُؤَيِّدُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلْقَمِيِّ رافضي كان السبب في دخول هولاكو بغداد وأقل
أهدافه اسكات أصوات المساجد وكل قرأ عن الذي حصل في بغداد بعد استباحتها فكَانَ الرَّجُلُ يُسْتَدْعَى بِهِ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ من بنى العباس فيخرج بأولاده ونسائه فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَى مَقْبَرَةِ الْخَلَّالِ، تُجَاهَ الْمَنْظَرَةِ فَيُذْبَحُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ، وَيُؤْسَرُ مَنْ يَخْتَارُونَ مِنْ بَنَاتِهِ وَجَوَارِيهِ. وَقُتِلَ شَيْخُ الشُّيُوخِ مُؤَدِّبُ الْخَلِيفَةِ صَدْرُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ النَّيَّارِ، وَقُتِلَ الْخُطَبَاءُ وَالْأَئِمَّةُ، وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ، وَتَعَطَّلَتِ الْمَسَاجِدُ وَالْجَمَاعَاتُ وَالْجُمُعَاتُ مُدَّةَ شُهُورٍ بِبَغْدَادَ، ، فَلَمْ يُقَدِّرْهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كل ما أراد ، بَلْ أَزَالَ نِعْمَتَهُ عَنْهُ وَقَصَفَ عُمْرَهُ بَعْدَ شُهُورٍ يَسِيرَةٍ مِنْ هَذِهِ الْحَادِثَةِ، وَأَتْبَعَهُ بِوَلَدِهِ فَاجْتَمَعَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالدَّرْكِ الْأَسْفَلِ من النار
وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتار برذونا وهو مرسم عليه، وسائق يسوق به ويضرب فرسه، فوقفت إلى جانبه وقالت له: يَا ابْنَ الْعَلْقَمِيِّ هَكَذَا كَانَ بَنُو الْعَبَّاسِ يُعَامِلُونَكَ؟ فَوَقَعَتْ كَلِمَتُهَا فِي قَلْبِهِ وَانْقَطَعَ فِي دَارِهِ إِلَى أَنْ مات كمدا وغبينة وضيقا
-         السُّلْطَانِ الْمَلِكِ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ ابن الْعَزِيزِ مُحَمَّدِ بْنِ الظَّاهِرِ غَازِي بْنِ
النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ شَادِي فَاتِحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وكان متعاون مع التتار وكان قد استدعاهم لقتال المسلمين ودخول مصر ، فنصر المسلمين في عين جالوت 0
وذكروا في كيفية قتله أَنَّهُ أمر بأربع من الشجر متباعدات بعضها عن بعض، فَجُمِعَتْ رُؤُوسُهَا بِحِبَالٍ ثُمَّ رُبِطَ النَّاصِرُ فِي الأربعة بِأَرْبَعَتِهِ ثُمَّ أُطْلِقَتِ الْحِبَالُ فَرَجَعَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى مَرْكَزِهَا بِعُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ
-         سليمان بْنِ عَامِرٍ الْعَقْرَبَانِيُّ استحضره الملك هولاكو خان الزين الحافظى وهو سليمان بْنِ
عَامِرٍ الْعَقْرَبَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالزَّيْنِ الْحَافِظِيِّ، وَقَالَ لَهُ قَدْ ثَبَتَ عِنْدِي خِيَانَتُكَ، وَقَدْ كَانَ هَذَا الْمُغْتَرُّ لَمَّا قَدِمَ التَّتَارُ مَعَ هُولَاكُو دِمَشْقَ وَغَيْرَهَا مَالَأَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَآذَاهُمْ وَدَلَّ عَلَى عَوَرَاتِهِمْ، حَتَّى سَلَّطَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْعُقُوبَاتِ وَالْمَثُلَاتِ وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً 6: 129
أغرى التّتار فنازلوا الموصل ومعهم صاحب ماردين، ونصبوا عليها المجانيق وضايقوها، ولم يكن بها سلاح ولا قوُتٌ كثير، فَغَلا السِّعر، واستنجد الملك الصالح بالبرلي، فَنَجَده من حلب، فسار إلى سنْجار، فعزمت التّتار على الهرب، فوصل إليهم الكلب الزَّين الحافظي وأخبرهم بأن البرلي في طائفةٍ قليلة، وشجّعهم، فسارت إليه التّتار وهم فِي عشرة آلاف
فهو زِنْدِيق، خدم المَلك الحافظَ صاحبَ جَعْبَر بالطّبّ، وإليه يُنْسَب، ثمّ خدم الملك النّاصر يوسف، وارتفعت منزلته، وأُعطي إمْرةً وطبلخاناه من التّتار .وكان من أهل اللغة والأدب  وممن صحح " صحاح الجوهريّ "
 ومن أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِ بِالظَّالِمِ ثُمَّ يَنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِينَ جَمِيعًا، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنَ انْتِقَامِهِ وَغَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ.
ولكن إخوتي أخواتي ، يَحْكِي عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ , قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتْحَفَ عَبْدَهُ , سَلَّطَ عَلَيْهِ مَنْ يَظْلِمُهُ»
ولنحذر فقد كان سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ المروزي ، يَقُولُ: «مَا مِنْ سَاعَةٍ إِلَّا وَاللَّهُ تَعَالَى يَطَّلِعُ فِي الْقُلُوبِ، فَأَيُّ قَلْبٍ رَأَى فِيهِ غَيْرَهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ الْعَدُوَّ»
-----------
-         البداية والنهاية – ابن كثير
-         تاريخ الإسلام - الإمام الذهبي (15/ 53)
-         جزء حنبل بن إسحاق (ص: 123)
-         الأربعون في شيوخ الصوفية للماليني (ص: 126)
-------
-         أتحف نفسه بزيارة المواقع الأثريّة: أسعدها، سرّها، متَّعها "أتحفونا بأروع ما لديهم من أشعار".
-         الطبلخانة : الطبول ويقال لها الدبادب والبوقات والزمر الذي يضرب به عشية كل ليلة بباب الملك وخلفه إذا ركب في المواكب ونحوها وهي المعبر عنها بالطبلخاناه وهي من شعار الملك القديم


إِنَّ الفَتى مَـــــــن يُقولُ ها أَنا ذا * لَيــسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي

إِنَّ الفَتى مَـــــــن يُقولُ ها أَنا ذا * لَيــسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
كثيرون منا امتهن النقل 
ويتباهى بما ينقل 
والغريب أنه يغلق على عقله أسباب عمله
لا يعطي نفسه فرصة التفكير فيما نقل 
صورة بعبارة ظاهرها جميل ، يضعها على صفحته ، وتنهال عليه إشارات الاعجاب وربما بلغت الألاف
والأعجب أن جملة غير قليلة ، تضع الاعجاب دون أدنى حد من التفكير ، ولا حتى في الصياغة ولا في التوثيق
ولله الأمر من قبل ومن بعد
إن نال أحدنا اعجاباً على صورة لم يبزل جهدا سوى المشاركة فيها 
فكم من الاعجاب سينال مثلا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي وسواه ممن نعتز بذكرهم وربما جهلنا أسمائهم
كتبت مرة عن صاحب كتاب الفنون وهو أثر واحد من آثار صاحبه وفي سبعمائة مجلد لأبي الوفاء علي بن عقيل الفقيه طرق فيه علوم شتى رحمه الله
لقد بدأ ابن الجوزي التصنيف وله من العمر ثلاثة عشر عاما ، في الوعظ. ، وقد اختلف المؤرخون في عدد تصانيف ابن الجوزي، فقد قام الأستاذ عبد الحميد العلوجي ببليوغرافيا عن مؤلفات ابن الجوزي . أحصى فيها بدليل نقدي مقارن مرتب على حروف الهجاء حوالي 519 كتابا منها
1- المغني في التفسير.
2- تذكرة الأريب في تفسير الغريب.
3- نزهة العيون النواظر في الوجوه والنظائر.
4- فنون الأفنان في علوم عيون القرآن.
5- ورد الأغصان في فنون الأفنان.
6- عمدة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ.
7- غريب الغريب.
8- زاد المسير في علم التفسير.
9- منتقد المعتقد.
10- منهاج الوصول إلى علم الأصول.
11- غوامض الإلهيات.
12- مسلك العقل.
13- منهاج أهل الإصابة.
14- الرد على المتعصب العنيد.
15- السر المصون.
16- دفع شبهة التشبيه.
17- جامع المسانيد بألخص الأسانيد.
18- الحدائق.
19- نفي النقل.
20- المجتبى.
21- عيون الحكايات.
22- إرشاد المريدين في حكايات السلف الصالحين.
23- ملتقط الحكايات.
24- التحقيق في أحاديث التعليق.
25- مناقب بغداد.
26- تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير.
27- طرائف الظرائف في تاريخ السوالف.
28- شذور العقود في تاريخ العهود.
29- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (وهو كتابنا هذا) .
30- الإنصاف في مسائل الخلاف.
31- جنة النظر وجنة الفطر.
32- معتصر المختصر في مسائل النظر.
33- عمدة الدلائل في مشهور المسائل.
34- رد اللوم والضيم في صوم يوم الغيم.

35- المذهب في المذهب.
36- مسبوك الذهب.
37- العبادات الخمس.
38- تبصرة المبتدئ.
39- اللطائف.
40- المنتخب في النوب.
41- واسطات العقود من شاهد ومشهود.
42- كنز المذكر.
43- كنوز الرموز.
44- لقط الجمان.
45- الياقوتة.
46- المدهش.
47- اليواقيت في الخطب.
48- القصاص والمذكرين.
49- احكام الأشعار بأحكام الأشعار.
50- الثبات عند الممات.
51- الطب الروحانيّ.
52- مناقب عمر بن الخطاب.
53- الشيب والخضاب.
54- المصباح المضيء في دولة المستضيء.
55- ذم الهوى.
56- بحر الدموع.
57- الحمقى والمغفلون.
58- الأذكياء.
59- تلبيس إبليس.
60- الشفا في مواعظ الملوك والخلفاء.
61- تقويم اللسان.
62- صيد الخاصر.
63- مناقب أحمد بن حنبل.
64- مناقب الحسن البصري.
65- مناقب سفيان الثوري.
66- مناقب عمر بن عبد العزيز.
67- البازي الأشهب المنقض على مخالفي المذهب.
68- سلوة الأحزان بما روي عن ذوي العرفان.
69- نواسخ القرآن.


السلطان صلاح الدين رجل عرف لِم خلق

بقعة ضوء من تاريخنا
السلطان صلاح الدين رجل عرف لِم خلق
ليلة حطين قام السلطان الناصر صلاح الدين يتجول بين الخيام يتفقد جنده ليطمئن على حالتهم قبيل المعركة مع الفرنجة فوجد من يقرأ القرآن ومن يعتني بسلاحه ومن ، ومن ، حتى مرة بخيمة فوجد أصحابها يتسامرون وما كانوا سمرهم في أمر مُحرم إلا أن الحالة وما هم مقبلين عليه لا تستقضي السمر حتى وإن كان بعيدا عن غضب الله فقال لمرافقه من ها هنا نؤتى
وأمره بالدخول إليهم وتنبيههم
صلاح رجل عرف لِم خلق
عرف المطلوب فجند حياته له
وفي تاريخ ابن كثير وغيره أنه رحمه الله تعالى وفي سَنَةُ أَرْبَعٍ وثمانين وخمسمائة عاد منتصراً إلى دمشق بعد أن قضى على الداوية الذين لوعوا المسلمين وضيقوا عليهم الطرقات ، وجد الصفي بن الفايض وكيل الخزانة قد بنى له دَارًا بِالْقَلْعَةِ الدمشقية وكانت هَائِلَةً مُطِلَّةً عَلَى الشَّرَفِ الْقِبْلِيِّ، فغضب عليه وعزله وقال: إنا لم نخلق للمقام بدمشق ولا بغيرها من البلاد، وإنما خلقنا لعبادة الله عز وجل والجهاد في سبيله، وهذا الّذي عملته مما يثبط النفوس ويقعدها عما خلقت له.
فلم يقم بها
-----

- البداية والنهاية – الحافظ ابن كثير (12/ 329)

الاثنين، 22 فبراير 2016

ليس لنا أن نداهن

أقول قد نجامل ، ولكن ليس لنا أن نداهن
والمداهن هو من يظهر خلافَ مَا أَضْمَر فكأنّه بَيَّن الكذبَ على نَفسه. وَقَالَ فِي قَول الله جلّ وعزّ: { أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ } (الواقِعَة: 81) : أَي مكذِّبون . وقال الله، تبارك وتعالى: {ودُّوا لو تُدْهِنُ فيُدْهِنونَ} (378) ، والمراد بالإِدهان: الكذب.
ولما قال عكرمة مولى ابن عباس ،لابن عبَّاس إن المداهنين هلكوا مع الغافلين، كساه ثوبين
حياكم الله تعالى وبارك بكم
--------
-         الزاهر في معاني كلمات الناس – الأنباري (2/ 200)
-         تهذيب اللغة - الهروي (6/ 116)
-         البداية والنهاية – ابن كثير (9/ 274)
ورحم الله من قال :
من لي من مُزرَّرِ اليَلامق ... صاحبِ إدهانٍ ودين مارق
كالداء بين الضِّلْعين اللازق ... لا هالكٍ سكتا ولا مُنازِق
مجلسُه تحت الرِّواق الخافق ... يختلف الميّار ذا الجوالق
-         يملق: فارسية القباء
-         المنازق : الطائش
-         مُزرَّر : كتوم – وهي من زر القميص ليطوي ما تحته
-         الميّار :من معانيها المفسد بين الناس


لِمَ سَمَّى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ

لِمَ سَمَّى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ
ودعوة ننال بها رضا الله ، وربما مكانة الصديقين
ولن نحتاج لكثير جهد وإن كان العمل وصدق النية شرطان لازمان
فقد سمى اللَّه تعالى العمل إيماناً، وقال: {وما كان الله ليضيع إيمانكم}
ولن أطيل عليكم ففي مسند الإمام أَحْمَدُ وغيره : حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ لِمَ سَمَّى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَهُ الَّذِي وَفَّى؟ لِأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا أَصْبَحَ وَكُلَّمَا أَمْسَى: سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تَمَسُّونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحمد في السموات وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ» حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ
-------------------------------
-         مسند أحمد (24/ 388)
-         الخطب والمواعظ لأبي عبيد (ص: 126)
-         تفسير ابن كثير (6/ 277)
-         الأمثال من الكتاب والسنة (ص: 135)

-         موطأ مالك (1/ 255)

أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ

قبل أن نرقد
أخواتي إخوتي
أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ
وكل أدرى بما تأخذه عيناه ، أو الأصح بما يثبت بصره إليه ، إن كان ما يرضي أو يسخط ربه
والنظر للقرآن أمر تعبدي ، وفي تقديري ، لا بد لمن نظر للقرآن من أن يقرأ وإن آية أو حرفا من كتاب ربه 
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَظُّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ؟، قَالَ: «النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ، والِاعْتِبَارُ عِنْدَ عَجَائِبِهِ»
-         العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (1/ 226)
-         شعب الإيمان (3/ 509)
        إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ وَاللهُ أَعْلَمُ


من أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ


من أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ
أقول جلت حكمة الله
فالتاريخ بكل حيثياته ينطق فيما ينطق بتأكيد هذا الحديث الشريف المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولقد اخترت لكم ثلاثة أمثلة ، والصلة بينهم أن كل منهم مالئ ظالماً واحد هو هولاكو ، الذي استباح دماء المسلمين ، ولا رابطة مصلحة بينهم ولا لقاء ولا اتفاق 0
وكلي ثقة أن ذاكرتكم مليئة بالأمثلة على صدق وصحة ما قلت 0
ولكن ليس كل من ظننا فيه السعي للظلم كان كذلك ، فكثير ما يخيب ظن السوء في الحكم على الناس
-         الْوَزِيرُ مُؤَيِّدُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلْقَمِيِّ رافضي كان السبب في دخول هولاكو بغداد وأقل
أهدافه اسكات أصوات المساجد وكل قرأ عن الذي حصل في بغداد بعد استباحتها فكَانَ الرَّجُلُ يُسْتَدْعَى بِهِ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ من بنى العباس فيخرج بأولاده ونسائه فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَى مَقْبَرَةِ الْخَلَّالِ، تُجَاهَ الْمَنْظَرَةِ فَيُذْبَحُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ، وَيُؤْسَرُ مَنْ يَخْتَارُونَ مِنْ بَنَاتِهِ وَجَوَارِيهِ. وَقُتِلَ شَيْخُ الشُّيُوخِ مُؤَدِّبُ الْخَلِيفَةِ صَدْرُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ النَّيَّارِ، وَقُتِلَ الْخُطَبَاءُ وَالْأَئِمَّةُ، وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ، وَتَعَطَّلَتِ الْمَسَاجِدُ وَالْجَمَاعَاتُ وَالْجُمُعَاتُ مُدَّةَ شُهُورٍ بِبَغْدَادَ، ، فَلَمْ يُقَدِّرْهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى كل ما أراد ، بَلْ أَزَالَ نِعْمَتَهُ عَنْهُ وَقَصَفَ عُمْرَهُ بَعْدَ شُهُورٍ يَسِيرَةٍ مِنْ هَذِهِ الْحَادِثَةِ، وَأَتْبَعَهُ بِوَلَدِهِ فَاجْتَمَعَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالدَّرْكِ الْأَسْفَلِ من النار
وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتار برذونا وهو مرسم عليه، وسائق يسوق به ويضرب فرسه، فوقفت إلى جانبه وقالت له: يَا ابْنَ الْعَلْقَمِيِّ هَكَذَا كَانَ بَنُو الْعَبَّاسِ يُعَامِلُونَكَ؟ فَوَقَعَتْ كَلِمَتُهَا فِي قَلْبِهِ وَانْقَطَعَ فِي دَارِهِ إِلَى أَنْ مات كمدا وغبينة وضيقا
-         السُّلْطَانِ الْمَلِكِ النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ ابن الْعَزِيزِ مُحَمَّدِ بْنِ الظَّاهِرِ غَازِي بْنِ
النَّاصِرِ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ شَادِي فَاتِحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وكان متعاون مع التتار وكان قد استدعاهم لقتال المسلمين ودخول مصر ، فنصر المسلمين في عين جالوت 0
وذكروا في كيفية قتله أَنَّهُ أمر بأربع من الشجر متباعدات بعضها عن بعض، فَجُمِعَتْ رُؤُوسُهَا بِحِبَالٍ ثُمَّ رُبِطَ النَّاصِرُ فِي الأربعة بِأَرْبَعَتِهِ ثُمَّ أُطْلِقَتِ الْحِبَالُ فَرَجَعَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى مَرْكَزِهَا بِعُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ
-         سليمان بْنِ عَامِرٍ الْعَقْرَبَانِيُّ استحضره الملك هولاكو خان الزين الحافظى وهو سليمان بْنِ
عَامِرٍ الْعَقْرَبَانِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالزَّيْنِ الْحَافِظِيِّ، وَقَالَ لَهُ قَدْ ثَبَتَ عِنْدِي خِيَانَتُكَ، وَقَدْ كَانَ هَذَا الْمُغْتَرُّ لَمَّا قَدِمَ التَّتَارُ مَعَ هُولَاكُو دِمَشْقَ وَغَيْرَهَا مَالَأَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَآذَاهُمْ وَدَلَّ عَلَى عَوَرَاتِهِمْ، حَتَّى سَلَّطَهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِأَنْوَاعِ الْعُقُوبَاتِ وَالْمَثُلَاتِ وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً 6: 129
أغرى التّتار فنازلوا الموصل ومعهم صاحب ماردين، ونصبوا عليها المجانيق وضايقوها، ولم يكن بها سلاح ولا قوُتٌ كثير، فَغَلا السِّعر، واستنجد الملك الصالح بالبرلي، فَنَجَده من حلب، فسار إلى سنْجار، فعزمت التّتار على الهرب، فوصل إليهم الكلب الزَّين الحافظي وأخبرهم بأن البرلي في طائفةٍ قليلة، وشجّعهم، فسارت إليه التّتار وهم فِي عشرة آلاف
فهو زِنْدِيق، خدم المَلك الحافظَ صاحبَ جَعْبَر بالطّبّ، وإليه يُنْسَب، ثمّ خدم الملك النّاصر يوسف، وارتفعت منزلته، وأُعطي إمْرةً وطبلخاناه من التّتار .وكان من أهل اللغة والأدب  وممن صحح " صحاح الجوهريّ "
 ومن أَعَانَ ظَالِمًا سُلِّطَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِ بِالظَّالِمِ ثُمَّ يَنْتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِينَ جَمِيعًا، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنَ انْتِقَامِهِ وَغَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ.
ولكن إخوتي أخواتي ، يَحْكِي عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ , قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتْحَفَ عَبْدَهُ , سَلَّطَ عَلَيْهِ مَنْ يَظْلِمُهُ»
ولنحذر فقد كان سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ المروزي ، يَقُولُ: «مَا مِنْ سَاعَةٍ إِلَّا وَاللَّهُ تَعَالَى يَطَّلِعُ فِي الْقُلُوبِ، فَأَيُّ قَلْبٍ رَأَى فِيهِ غَيْرَهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ الْعَدُوَّ»
-----------
-         البداية والنهاية – ابن كثير
-         تاريخ الإسلام - الإمام الذهبي (15/ 53)
-         جزء حنبل بن إسحاق (ص: 123)
-         الأربعون في شيوخ الصوفية للماليني (ص: 126)
-------
-         أتحف نفسه بزيارة المواقع الأثريّة: أسعدها، سرّها، متَّعها "أتحفونا بأروع ما لديهم من أشعار".
-         الطبلخانة : الطبول ويقال لها الدبادب والبوقات والزمر الذي يضرب به عشية كل ليلة بباب الملك وخلفه إذا ركب في المواكب ونحوها وهي المعبر عنها بالطبلخاناه وهي من شعار الملك القديم

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

حُقُوقَ اللَّهِ أَعْظَمُ من أن يقوم بها العباد

حُقُوقَ اللَّهِ أَعْظَمُ من أن يقوم بها العباد
ونعم الله أكثر من أن تحصى، أو يقوم بشكرها العباد
وقد نقل عن الفضيل قال الله تعالى بشر المذنبين بأنهم إن تابوا قبلت منهم وحذر الصديقين أني إن وضعت عليهم عدلي عذبتهم
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من ذكر خطيئة أَلَم بها فوجل منها قلبه محيت عنه في أم الكتاب
وروي أن نبينا من أنبياء بنى إسرائيل أذنب فأوحى الله تعالى إليه وعزتي لئن عدت لأعذبنك فقال يا رب أنت أنت وأنا أنا وعزتك إن لم تعصمني لأعودن فعصمه الله تعالى
وقال بعضهم إن العبد ليذنب الذنب فلا يزال نادماً حتى يدخل الجنة فيقول إبليس ليتني لم أوقعه في الذنب
وقال حبيب بن ثابت تعرض على الرجل ذنوبه يوم القيامة فيمر بالذنب فيقول أما إني قد كنت مشفقاً منه فيغفر له
ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين
إحياء علوم الدين (4/ 14)

البداية والنهاية – ابن كثير (9/ 119)

أَخذه الْأسد فِي الْمَكَان الَّذِي أَخذ فِيهِ أَبَاهُ

أَخذه الْأسد فِي الْمَكَان الَّذِي أَخذ فِيهِ أَبَاهُ
نقل أصحاب الأدب عن أبي عَليّ الْعلوِي بِالْكُوفَةِ، أن غُلَام لَهُ دخل عليه، فَقَالَ: يَا مولَايَ، أَخذ الْأسد فلَانا وكيلك.
فانزعج، وَقَالَ: أَيْن أَخذه؟ فَقَالَ: فِي مَوضِع كَذَا وَكَذَا، وَأدْخلهُ الأجمة الْفُلَانِيَّة.
فَقَالَ أَبُو عَليّ: لَا إِلَه إِلَّا الله، فِي هَذَا الْيَوْم بِعَيْنِه، أَخذ الْأسد أَبَاهُ، وَأدْخلهُ هَذِه الأجمة بِعَينهَا، مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سنة، واغتم، فسليناه، فَعَاد إِلَى شَأْنه فِي المحادثة.
ولم يلبث ، إِذْ دخل عَلَيْهِ غلمانه مبادرين، فَقَالُوا: قد وافى فلَان، يعنون ذَلِك الْوَكِيل، فَأذن لَهُ، فَدخل.
فَرَحَّبَ بِهِ أَبُو عَليّ، وَسَأَلَهُ عَن خَبره، فَقَالَ: نعم، أَخَذَنِي الْأسد، كَمَا شاهدوني، وَكنت رَاكِبًا، فَحَمَلَنِي بِفِيهِ، كَمَا تحمل السنور بعض أَوْلَادهَا، إِلَّا أَنه مَا كلمني، وأدخلني الأجمة، وَقد زَالَ عَقْلِي.
وَلم أعلم من أَمْرِي شَيْئا، إِلَّا أنني أَفَقْت فَلم أره، وَوجدت أعضائي سَالِمَة، وَوجدت حَولي من الجماجم وَالْعِظَام أمرا عَظِيما، فَلم يزل عَقْلِي وقوتي يثوبان إِلَيّ إِلَى أَن قُمْت، ومشيت.
فَعَثَرَتْ بِشَيْء تأملته، فَإِذا هُوَ هميان، فَأَخَذته، وشددت بِهِ وسطي، ومشيت إِلَى أَن بَعدت عَن الْموضع، فوصلت إِلَى شَبيه بوهدة، فَجَلَست فِيهَا، وغطيت نَفسِي بِمَا أمكنني من الْقصب بَقِيَّة لَيْلَتي.
فَلَمَّا طلعت الشَّمْس أحسست بِكَلَام المجتازين، وحوافر بغالهم، فَخرجت وعرفتهم قصتي، وَركبت بغل أحدهم.
فَلَمَّا بَعدت عَن الأجمة، وَأمنت على نَفسِي، فتحت الْهِمْيَان، فَإِذا فِيهِ رقْعَة بِخَط أبي، بِأَصْل مَا كَانَ فِي الْهِمْيَان من الدَّنَانِير، وَبِمَا أنفقهُ، فَإِذا هُوَ هميان أبي الَّذِي كَانَ فِي وَسطه لما افترسه السَّبع.
فحسبت المصروف، ووزنت الْبَاقِي، فَإِذا هِيَ بِإِزَاءِ مَا بَقِي من الأَصْل، مَا نقصت شَيْئا.
قَالَ: وَأخرج الْهِمْيَان، وفتحه، وَأخرج الرقعة، فَقَالَ أَبُو عَليّ: نعم، هَذَا خطّ أَبِيك.
فسبحان الله رب العالمين
=================
-         الفرج بعد الشدة للتنوخي (4/ 188)
---------
الهميان حزام من جلد توضع به النقود


زوجة سابع الخلفاء الراشدين

زوجة سابع الخلفاء الراشدين
قل ما شئت عن المرأة إلا أنك لن تبلغ قول الله تعالى : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَ‌ٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿٢١﴾ سورة الروم وقَالَ الله تَعَالَى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها [الْأَعْرَافِ: 189]
ولكن هل كل النساء تسعى لتحقيق السكينة ؟
ومن ثم هل كل الرجال لهم يسعون لفهم هذه السكنية ، وحسن تقديرها والتعامل معها ؟
نور الدين زنكي رحمه كان أحد الذين قدر لهم فهم زوجه تلك المرأة امتلكت من الصفات ما يؤهلها لتسخير الحياة بالشكل الذي يحلو لها ، إلا أنها كيفت حياتها بما يرضي ربها وهي في ذلك استطاعت أن تسخر الدنيا لها لا أن تسخر نفسها للدنيا
كَانَتْ عِصْمَتُ الدِّينِ خاتون بنت الأتابك معين الدين تكثر القيام في اللَّيْلِ زوجة نور الدين رحمه الله تعالى ورحمها ، فَنَامَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَنْ وِرْدِهَا فَأَصْبَحَتْ وهي غضبى، فسألها نور الدين عن أمرها فذكرت نومها الّذي فوت عليها وردها، فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانة في القلعة وقت السحر لتوقظ النائم ذلك الوقت لقيام الليل، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجرا جزيلا، وجراية كثيرة ، ورحم الله القائل :
فألبـــــس اللَّهُ هَاتِيكَ الْعِظَامَ وَإِنْ ... بَلِينَ تَحْتَ الثَّرَى عَفْوًا وَغُفْرَانَا
سَقَى ثَرًى أُودِعُوهُ رَحْمَةً مَلَأَتْ ... مَثْوَى قُبُورِهِمُ رَوْحًا وَرَيْحَانَا

-         البداية والنهاية – ابن كثير (12/ 279)
-         الدارس في تاريخ المدارس – الدمشقي (1/ 391)