الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

الرَاحِلَةً

الرَاحِلَةً
ترى ما هي الرَاحِلَةً
ومن منا يحب أن يكون الراحلة
لقد ثبت بأن الرَاحِلَةً صفة لكل أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ولقد شهد لهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك فقال: ( خير القرون قرني 00000 )
وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
«إِنَّمَا النَّاسُ كَالإِبِلِ المِائَةِ ، لاَ تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً»
والرّاحلة هي الناقة التي يختارها الرجل لمركبه وَرَحله لنَّجَابتها وَتمَام الخَلق وحسن المنظَر فإذا كانت في جماعة الإبِلِ عرِفَت ، وقس عليها ما شئت في عصرنا من وسائل النقل التي تحمل أثقالنا
تري أي الناس يكون الراحلة فيضطلع بحمل همومهم وأثقالهم ، كما تحمل الراحلة في الإبل المائة
هو المؤمن يكون بصفاته سهل المقامة ،غير قاٍس ولا صغير جانب ولا ذليل بل هو سهلً قريًب ، كتلك الراحلة السهلة القيادة فتصحب سائقها ، حتى لو أناخها على صخرة لبركت ، ولذلك فإن المؤمن هو من يكون الراحلة في تحصيل منافع المؤمنين والقيام بمصالحهم
اللهم صل على سيد الخلق محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
-         الإفصاح عن معاني الصحاح – أبو المظفر الشيبانيّ  (4/ 42)
-         صحيح البخاري (8/ 104)
هشام محمد كرامي


السنة بالنسبة إلي

السنة بالنسبة إلي
السنة القمرية : هي دورة القمر حول الأرض والمدة التي يحتاجها القمر للدوران 12 دورة حول الأرض، كل دورة تكون شهراً قمرياً واحداً. والسنة القمرية (354.367) يوماً
السنة الشمسية : هي الفترة التي تستغرقها الارض في دورانها حول الشمس ومدتها 365 يوم و 5 ساعات و 48 دقيقه و 46 ثانية
وعليه فيكون الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية هي (10.8752) يوماً، أي أن السنة القمرية تعود لتلتقي مع السنة الشمسية في نقطة البداية نفسها بعد (33.58) سنة شمسية ، وتسمى بالازدلاف.
وحركة الشمس والقمر من سنن الله في الكون
والمسلم يعلم حاجته للعامين
في التاريخ سنتنا القمرية وهي أدق من السنة الشمسية لأن حركة القمر أكثر ثباتا
في حين نعتمد على حركة الشمس في تحديد القبلة وحساب الفصول
أما أن نحتفل
فالاحتفال هو حجم الطاعة لخالق الشمس والقمر


الشر إن تتخلص منه ازداد

الشر إن تتخلص منه ازداد

والخير إن لم تحافظ عليه نقص

الشَّمَاتَةُ لُؤْمٌ هي جبن وسوء خلق

الشَّمَاتَةُ لُؤْمٌ
هي جبن وسوء خلق
وقد روي عن النبي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ
ولنا في سيرة السلف الصالح رحمهم الله تعالى خير مثل في تعاليهم عن الشماتة حتى تجاه من تسبب في إيذائهم ومن ثم ايكال الأمر كله لله 0
فسيدنا مالك بن آنس إمام دار الهجرة علا شأنه في المدينة المنورة على صاحبها الصلاة والسلام ، فحسده الناس وَبَغَوْهُ بِكُلِّ شَيْءٍ.ولما ولي جعفر بْن سُلَيْمَان المدينة سعوا به إِلَيْهِ ، وقالوا : إنه لا يرى أيمان بيعتكم بشيء ( بيعة بني العباس ) ، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت عن الأحنف، في طلاق المكره أنه لا يجوز، فغضب جعفر بن سُلَيْمَان ، فدعا بمالك، فاحتج عليه بما رقي إِلَيْهِ، لقد جُرد الإمام مالك رحمه الله من ثيابه، وضرب بالسياط ، وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه ، وكان من أثر ذلك أنه كان يضطر أن يحمل إحدى يديه بالأخرى.
فلم يزد الإمام مالك بعد ذلك إلا رفعة عند الناس ، وكأنما كانت تلك السياط حليا حلي بها  .
ولقد اختلف العلماء في سبب هذه المحنة ، فالطبري يذكر أن أبا جعفر نهى مالكاً عن الحديث :« ليس على مستكره طلاق ».
ويعلق الإمام الذهبي على المحنة فيقول : « هذا ثمرة المحنة المحمودة أنها ترفع العبد عند المؤمنين ، وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا ، ويعفو الله عن كثير، ومن يرد الله به خيراً يصيب منه ».
لكن ماذا كان موقف مالك رضي الله عنه وأرضاه من هذه المحنة؟
لقد حُمل مالك من الضرب مغشياً عليه فلما أفاق كان أول كلامه : « أشهدكم أني جعلت ضاربي في حلٍّ ». ولم تمض مدة وجيزة حتى دار الزمان، ويغضب أبو جعفر المنصور على ضارب مالك ، فيضرب وناله من فوق الذي نال الإمام مالك رحمه الله .
فينطلق الناس مبشرين : فيقول مالك : سبحان الله أترون حظنا مما نزل بنا الشماتة به؟
إنا لنرجو من عقوبة الله أكثر من هذا ، ونرجو من عفو الله أكثر من هذا ، وقد ضربت فيما ضرب فيه محمد بن المنكدر، وربيعة وابن المسيب، ولا خير فيمن لا يؤذى في هذا الأمر »
وغفر لله للقائل أكْثَمُ بن صَيْفي التميمي :
إذَا ما الدَّهْرُ جَرَّ على أُنَاسٍ ... كَلاَ كِلَهُ أنَـــــــــاخَ بآخَرِينَا
فَقُلْ للشَّـــــــامِتِينَ بِنَا أفِيقُوا ... سَيَلْقَى الشَّـــامِتُونَ كَمَا لَقِينَا
هي أخلاق الإسلام لمن شاء أن يتمثلها
=======
سنن الترمذي (4/ 243)
الطبقات الكبرى - متمم التابعين لابن سعد (ص: 441)
موطأ الإمام مالك (1/ 65)
صحيح الإمام البخاري (3/ 166)
مجمع الأمثال – النيسابوري (1/ 367)
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم - أبو الفرج الجوزي (9/ 44)
-         حديث الشماتة حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ

-         وَبَغَوْهُ : وبغت الرجل إِذا عبته وطعنت عَلَيْهِ

الشهرة ليست مقياس للعظمة

الشهرة ليست مقياس للعظمة
وليست سبيلا لخلود الذكر في الدنيا
ولربما كانت نقمة على صابحها
فإبليس نال الشهرة
وكذلك فرعون
وأمثالهم في الدنيا كثير
فقد يشتهر من لا يستحق العظمة ، وربما نسي من كان مستحقا لخلود الذكر
ولست أقصد أن كل من اشتهر شيطان
فمن عجائب الشهرة أن تنسب أفعال أو أقوال أو حتى آثارا عمرانية لأشخاص أو جماعات لا علاقة لهم بها ، وأنت اليوم تقرأ على صفحات الشبكة أقوال تنسب لعظماء كالصحابة والتابعين أو بعض الأئمة كالشافعي رحمه الله ، وهي لغيره
ومن ذلك أيضاً مقامات الأنبياء والأولياء تراها منتشرة في بقاع شتى ، وربما لم تطؤها أقدامها كمقام بني الله يوشع بن نون عليه السلام مثلا  0
ومن أمثلة التاريخ فلقد اشتهر بين الناس باب سيدنا إبراهيم الخليل في الحرم المكي الشريف والحقيقة أنه لا علاقة  لنسبه إليه ، بل إلى خياط مُعَمَّر اسمه إبراهيم كان يجلس عند الباب فنسب إليه وخلد اسمه
يقول العصامي وَلَيْسَ المُرَاد بإبراهيم الْمُضَاف إِلَيْهِ هَذَا الْبَاب سيدنَا إِبْرَاهِيم الْخَلِيل على نَبينَا وَعَلِيهِ وعَلى سَائِر النَّبِيين أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام ، وَإِنَّمَا هُوَ إِبْرَاهِيم كَانَ خياطاً يجلِسُ عِنْد الْبَاب وَعمر دهراً فَعرف الْبَاب بِهِ وأضيف إِلَيْهِ
ويورد ابن بطوطة اسمه فيقوا وهو منسوب إلى إبراهيم الخوزي من الأعاجم       
فيا رب إن شئت أن نُعرف فليكن ذلك في طاعتك
وجنبنا يا رب أن نُشْهر في معصيتك
رحلة ابن بطوطة - أبو عبد الله ، محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي ، ابن بطوطة (1/ 377)
شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام - أبو الطيب المكي الحسني الفاسي (1/ 315)

سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - العصامي(3/ 488)

الطلاق

الطلاق
لا أنكر شرعيته وأنه حل عندما تغلق أبواب كل حل
وأنا أدعو من قرأ كلماتي للبحث عن معنى الطلاق الشرعي ومن ثم اللغوي
ووالله إني لأستحي من إيراد المعنى
وعند سماع اللفظ في موقف ما ، أقول في نفسي لو علم من لفظ المعنى لخاط فمه مطلقا منعا لتكرار لفظه
ومن كتب السير أقدم لكم إحدى قصص من تلفظه به فندم
لقد تسرع كعادة معتادي هذه اللفظة القاسية المدمرة
هم يحلفون إن حزنوا أو سروا
هو عِيسَى بن مُوسَى ، وكَانَ يحب زَوجته حبا شَدِيدا
خاطبها يَوْمًا قائلاً :
أَنْت طَالِق إِن لم تَكُونِي أحسن من الْقَمَر
فَنَهَضت المرأة المسلمة ، واحتجبت عَنهُ، وَقَالَت: قد طلقتني، فَبَاتَ بليلة عَظِيمَة.
فَلَمَّا أصبح غَدا إِلَى الخليفة الْمَنْصُور، وَأخْبرهُ الْخَبَر
وَقَالَ : يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن تمّ طَلاقهَا، تلفت نَفسِي غمًا، وَكَانَ الْمَوْت أحب إِلَيّ من الْحَيَاة.
وَظهر للمنصور مِنْهُ جزع شَدِيد، فأحضر الْفُقَهَاء، واستفتاهم، فَقَالَ جَمِيع من حضر، قد طلقت، إِلَّا رجلا من أَصْحَاب أبي حنيفَة، فَإِنَّهُ سكت.
فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُور: مَا لَك لَا تَتَكَلَّم؟
فَقَالَ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم،( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ {3} لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [سُورَة التِّين: 1-4]
فَلَا شَيْء أحسن من الْإِنْسَان.
فَقَالَ الْمَنْصُور لعيسى بن مُوسَى : قد فرج الله تَعَالَى عَنْك، وَالْأَمر كَمَا قَالَ، فأقم على زَوجتك.
وراسلها أَن أطيعي زَوجك، فَمَا طلقت.           
================
-         الفرج بعد الشدة للتنوخي – القاضي التنوخي (4/ 377)
----------------
عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب أبو موسى الهاشمي  نشأ بالحميمة  من أرض البلقاء من كور دمشق ثم انتقل مع أهله إلى العراق وجعله السفاح ولي عهده بعد المنصور فلما ولي المنصور أخره وجعله ولي عهده بعد ابنه المهدي وكان جليلا في أهل بيته وولي إمرة الموسم في خلافة السفاح والمنصور وولي الكوفة للمنصور
تاريخ دمشق لابن عساكر (48/ 7)


الظلم ظلمات

الظلم ظلمات
فعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، إياكم والظلم، فإن الظلم ظُلُماتٌ يوم القيامة.
ولكن معقول أن تشكر من ظلمك
ربما كان من أخلاق الصحابة رضوان الله عليهم
ولهم في ذلك نظر
فعبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كان يقول إن الرجل ليظلمني فارحمه
فأخذ ذلك محمود الوراق أحد شعراء العصر العباسي ونظمه فقال :
إِنّي شَــــــــــكَرتُ لِظالِمي ظُلمي    *   وَغَفَرتُ ذاكَ لَهُ عَلـــــــــــــــــى عِلمِ
وَرَأَيتُه أَســـــــــــــــــــــــــــدى إِلَيَّ يَداً   *    لَمّا أَبـــــــــــــــــــــــــــــانَ بِجَهلِهِ حِلمي
رَجَعَت إِســــــــــــاءتُهُ عَلَيهِ وَإِحــــــ   *   ســــــــــــــاني فَعادَ مُضاعَفَ الجُرمِ
وَغَــــــــــــــدَوتُ ذا أَجرٍ وَمَحمَدَة     *    وَغَدا بِكَســبِ الظُلمِ وَالإِثمِ
فَكَأَنَّما الإِحســـــانُ كانَ لَهُ     *   وَأَنا المُســـــــيءُ إِلَيهِ في الحُكمِ
مـــــــــــــــــــازالَ يَظلِمُني وَأَرحَمُه     *   حَتّى بَــــــــــــــكَيتُ لَهُ مِنَ الظُلمِ
مسند الإمام أحمد (5/ 262)
حلية المحاضرة (ص: 108) : محمد بن الحسن بن المظفر الحاتمي


مكتبتنا العربية الإسلامية أعجب ما صنعه البشر

مكتبتنا العربية الإسلامية أعجب ما صنعه البشر
استقص واسأل فإنك إن سألت واستقصيت ، فلن تصل إلى نهاية في تعجبك
بل سيزداد عجبك واعجابك
وقد قيل أعجب من العجب ، ترك التعجب من العجب
يقولون إن عجائب الدنيا سبع - عشرة  - أكثر ،  أقل ، كل يشد الحبل نحوه لإظهار دلائله
أما ما قصدت الحديث عنه ، فكل جزء منه عجيبة تستقصي الفكر والخيال
حتى أنك ربما قلت ليس بعد هذا من عجيبة في الدنيا
ولن تكون على خطأ 
قيل جلس شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – في مجلس مرة فنظم قصيدة خلال بضع دقائق وكانت من مائتي بيت ، وقعد بعده الشُراح ، لتشرح في مجلدات ولازال الطامعون في شرحها كثر
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يســـــــأل
اســــــمع كلام محقق في قوله ... لا ينثني عنــــــــــــــــه ولا يتبدل
ونزداد عجبا عندما نسمع بكتاب عرف بالقاموس المحيط ، ترى هل سأل أحدنا نفسه كم مادة فيه ، ( ستون ألف مادة ) ،فكيف بنا وبكتاب آخر هو لسان العرب وهو أوسع وأكبر ، ثمانون ألف مادة وتاج العروس وتفسير الإمام الطبري الذي أراد أن يجعله في ألف ألف صفحة فأحس بالعجز من طلابه فاختصره ، ونهاية الأرب في فنون الأدب للشهاب النويري 0
ويزداد العجب
عندما نسمع أن رجلا هو ابن عقيل الحنبلي ، ألف كتابه الفنون في سبعمائة مجلد، وقال عنه وعن صاحبه ابن الجوزي رحمه الله تعالى: كان دَينًا، حافظًا للحدود، تُوُفّي لَهُ وَلَدان، فظهر منه مِن الصَّبر ما يتُعَجَّب منه، وكان كريمًا ينفق ما يجد، وما خلَّف سوى كُتُبه وثياب بدنه وعن كتاب الفنون قال ما جعله إلا لفضول الأوقات، يعني فضول الوقت، جعل رزمة من الأوراق عند رأسه فإذا أراد أن ينام كتب قبل أن ينام عشر صفحات، وإذا استيقظ
فإذا أصبح قال: أصبحنا وأصبح الملك لله كتب عشر صفحات، وإذا مرت به خاطرة سجلها، وإذا أتته فائدة قيدها، كل هذا خارج أوقات الدروس والمحاضرات واللقاءات، فترك للأمة سبعمائة مجلد، حتى يقول: أنا آكل الكعك ولا آكل الخبز؟ قالوا: لماذا؟ قال: وجدت أن بين الوقتين مقدار ما يقرأ القارئ خمسين آية.
ولم يكن كتابه الوحيد
كنوز بقيت وكنوز ضاعت
وأزداد عجبا في تساؤلي ، ترى أكانت ساعة النهار أطول ؟
أم كانوا لا شأن لهم سوى الكتابة ؟
ترى كيف هم ؟
الإمام النووي رحم الله وما خلفه من آثار عجيبة في حد ذاتها ، يقدم له أخاه ( خيارة واحدة ) فيرفض أكلها فيسأل الأخ – هل أكل الخيار حرام ؟ ويجيب الإمام لا بل أخشى أن أحس بالرطوبة في  جسمي ، فأنام وأنقطع على الكتابة
ترى أشكل من أشكال الناس هؤلاء ؟ أم صنف آخر ندر وجوده ؟ – ربما
ترى كيف نسخت تلك الكتب ؟ وحتى من نسخها أناس غير عاديون ، وهم عجيبة أخرى
على عهد العزيز الفاطمي كانت في مكتبة القصر ثلاثون نسخة من كتاب العين أول معجمات العربية وعشرون نسخة تاريخ الإمام الطبري
أهو شكل من المعجزات ؟
أم هي البركة ؟ ربما
أهي عناية الله ؟ – دون شك
ولا زلت أقرأ وربما فقط أسماء الكتب وأزداد عجباً
تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (11/ 204)
تاريخ بغداد - الخطيب (17/ 198)
الوافي بالوفيات - الصفدي(22/ 208)
البيان والتبيين (1/ 183)
شرح لامية شيخ الإسلام – الشيخ الخضير (1/ 11)
فصول في الثقافة والأدب - الشيخ علي الطنطاوي ( 89 )


ليلة الجمعة وحديث عن العفاف

ليلة الجمعة وحديث عن العفاف
لن أخوض في تعريف العفاف ومدلوله
إلا أني أقول من اتبغى الزينة كان رجلا أو امرأة فالعفاف زينة
فلا صفة كريمة في امرأة أو رجل إلا والعفاف له المقام الرفيع فيها
وعندي لكم اليوم ثلاث قصص جديرة بالقراءة
فمن عرفها أعاد تذوقها
ومن غابت عنه فلي الشرف في قصها عليه
احدها في صحيح البخاري واثنتين من كتب السير والرقاق أشرت لمصدرهما
وهي لا تحتاج لكثير تعليق ، وإن كان بالإمكان أن يكتب في دراستها مجلدات
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى العَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْضُ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الأَرْضَ وَمَا فِيهَا، فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلاَمٌ، وَقَالَ الآخَرُ: لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحُوا الغُلاَمَ الجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ وَتَصَدَّقَا - صحيح البخاري (4/ 174)
والقصة الثانية : أن سري السقطي اشترى كرّ لوز بستين ديناراً وكتب في روزنامجه ( مفكرة ) ثلاثة دنانير ربحه، فصار اللوز بتسعين ديناراً، فأتاه الدلاّل فقال له: إنّ ذلك اللوز أريده، فقال: خذه، فقال: بكم؟ قال: بثلاثة وستين ديناراً، قال له الدلاّل: إنّ اللوز قد صار الكرّ بسبعين ديناراً، قال له السري: قد عقدت بيني وبين الله عقداً لا أحله لست أبيعه إلاّ بثلاث وستين ديناراً، قال له الدلاّل: وأنا قد عقدت بيني وبين الله عقداً لا أحله، أن لا أغشّ مسلماً، لست آخذ منك إلاّ بسبعين ديناراً، قال: فلا الدلاّل اشترى منه ولا سري باعه
والقصة الثالثة : أن محمد بن المنكدر كان له شقق ( أقمشة ) بعضها بخمسة وبعضها بعشرة فباع غلامه في غيبته شقة من الخمسيات بعشرة فلما عرف لم يزل يطلب ذلك الأعرابي المشتري طول النهار حتى وجده فقال له إن الغلام قد غلط فباعك ما يساوي خمسة بعشرة فقال يا هذا قد رضيت فقال وإن رضيت فإنا لا نرضى لك إلا ما نرضاه لأنفسنا فاختر إحدى ثلاث خصال إما أن تأخذ شقة من العشريات بدراهمك وإما أن نرد عليك خمسة وإما أن ترد شقتنا وتأخذ دراهمك فقال أعطني خمسة فرد عليه خمسة وانصرف الأعرابي يسأل ويقول من هذا الشيخ فقيل له هذا محمد بن المنكدر فقال لا إله إلا الله هذا الذي نستسقي به في البوادي إذا قحطنا
قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد - الحارثي(2/ 438)
صفة الصفوة – ابن الجوزي(1/ 495)
إحياء علوم الدين (2/ 80)
لا تتصوروا أخوتي أن الدنيا خلت من هؤلاء
أبدا هم بيننا يعيشون
وإن كان قلة
يا رب أعنا لنستن بسنتهم


العلم لله

العلم لله
طلبنا العلم لغير الله
فأبى إلا أن يكون لله
 ( يزيد بن هارون )
مواعظ الصحابة - لعمر المقبل (ص: 234)
==============
يَزِيد بن هارُون
(118 - 206 هـ - 736 - 821 م)
يزيد بن هارون بن زاذان بن ثابت السلمي بالولاء، الواسطي، أبو خالد: من حفاظ الحديث الثقات.
كان واسع العلم بالدين، ذكيا، كبير الشأن. أصله من بخارى. ومولده ووفاته بواسط. قدر من كان يحضر مجلسه بسبعين ألفا. وكان يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث باسنادها ولا فخر! وكف بصره في كبره0
رحمه الله تعالى
الأعلام للزركلي (8/ 190)


العلم يطعم اللوزينج بالفستق

العلم يطعم اللوزينج بالفستق
وفي أيام مِلِكٍ مَلَكَ الدنيا المعروفة في عصره
وهو ما حصل للقاضي أَبُو يُوسُف الثقفي تلميذ أبا حنيفة
لقد صحب أَبَا يُوسُف أَبَا حنيفَة ، ليتعلم الْعلم ، على فقر وَشدَّة ، وَكَانَت أمة تحتال لَهُ فِيمَا يتقوته يَوْمًا بِيَوْم، فَطلب يَوْمًا مَا يَأْكُل، فَجَاءَتْهُ بغضارة مغطاة، فكشفها، فَإِذا فِيهَا دفاتر.
فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَت: هَذَا الَّذِي أَنْت مشتغل بِهِ نهارك أجمع، فَكل مِنْهُ.
فَبكى، وَبَات جائعا، وَتَأَخر عَن الْمجْلس من الْغَد، حَتَّى احتال فِيمَا أكله، ثمَّ مضى إِلَى أبي حنيفَة، فَسَأَلَهُ عَن سَبَب تَأَخره، فَصدقهُ.
فَقَالَ لَهُ: أَلا عَرفتنِي فَكنت أمدك؟ وَلَا يجب أَن تغتم، فَإِنَّهُ إِن طَال عمرك، فستأكل بالفقه اللوزينج بالفستق.
قَالَ أَبُو يُوسُف : فَلَمَّا خدمت الرشيد، واختصصت بِهِ، قدم بِحَضْرَتِهِ يَوْمًا، جَام فِيهِ لوزينج بفستق، فدعاني إِلَيْهِ، فحين أكلت مِنْهُ، ذكرت أَبَا حنيفَة، فَبَكَيْت، وحمدت الله تَعَالَى، فَسَأَلَنِي الرشيد عَن قصتي، فَأَخْبَرته.
وقد أورد أصحاب السير قصة تماثلها حصلت مع محمد بن عبد الملك الزيات سأنشرها بإذن الله لا حقا
=============
-         نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (1/ 251)
--------------
الغضارة : إناء للطعام - القصعة الكبيرة

جَام : الطست

الْعُمر أقصر مُدَّة من أَن يضيع فِي الْحساب

الْعُمر أقصر مُدَّة من أَن يضيع فِي الْحساب
من حكايات أهل الأدب
وهي دعوة لتجاوز عثرات الحياة البيتية لإغلاق أبواب السعادة فيه
حَدث أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد اللَّيْثِيّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن كردويه ، قَالَ: كَانَ لي صديق من أهل راذان، عَظِيم النِّعْمَة والضيعة ، فَحَدثني، قَالَ : تزوجت فِي شَبَابِي امْرَأَة من آل وهب، ضخمة النِّعْمَة، حَسَنَة الْخلقَة وَالْأَدب، كَثِيرَة الْمُرُوءَة ، ذَات جوَار مغنيات ، فعشقتها عشقًا مبرحًا، وَتمكن لَهَا من قلبِي أَمر عَظِيم، وَمكث عيشي بهَا طيبا مُدَّة طَوِيلَة.
ثمَّ جرى بيني وَبَينهَا بعض مَا يجْرِي بَين النَّاس، فَغضِبت عَليّ، وهجرتني، وأغلقت بَاب حُجْرَتهَا من الدَّار دوني، ومنعتني الدُّخُول إِلَيْهَا ، وراسلتني بِأَن أطلقها.
فترضيتها بِكُل مَا يمكنني، فَلم ترض، ووسطت بَيْننَا أَهلهَا من النِّسَاء، فَلم ينجع.
فلحقني الكرب وَالْغَم، والقلق والجزع، حَتَّى كَاد يذهب بعقلي، وَهِي مُقِيمَة على حَالهَا.
فَجئْت إِلَى بَاب حُجْرَتهَا، وَجَلَست عِنْده مفترشًا التُّرَاب، وَوضعت خدي على العتبة، أبْكِي وأنتحب، وأتلافاها ، وأسألها الرِّضَا ، وَأَقُول كلما يجوز أَن يُقَال فِي مثل هَذَا ، وَهِي لَا تكلمني، وَلَا تفتح الْبَاب، وَلَا تراسلني.
ثمَّ جَاءَ اللَّيْل ، فتوسدت العتبة إِلَى أَن أَصبَحت ، وأقمت على ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام بلياليها، وَهِي مُقِيمَة على الهجران.
فأيست مِنْهَا، وعذلت نَفسِي، ووبختها، ورضتها على الصَّبْر، وَقمت من بَاب حُجْرَتهَا، عَاملا على التشاغل عَنْهَا.
ومضيت إِلَى حمام دَاري، فأمطت عَن جَسَدِي الْوَسخ الَّذِي كَانَ لحقه، وَجَلَست لأغير ثِيَابِي وأتبخر.
فَإِذا بِزَوْجَتِي قد خرجت إِلَيّ، وجواريها الْمُغَنِّيَات حواليها، بآلاتهن يغنين، وَمَعَ بَعضهنَّ طبق فِيهِ أوساط، وسنبوسج، وَمَاء ورد، وَمَا أشبه ذَلِك.
فحين رَأَيْتهَا استطرت فَرحا، وَقمت إِلَيْهَا، وأكببت على يَديهَا ورجليها.
وَقلت: مَا هَذَا يَا ستي؟
فَقَالَت: تعال، حَتَّى نَأْكُل وَنَشْرَب، ودع السُّؤَال.
وَجَلَست وَقدم الطَّبَق، فأكلنا جَمِيعًا، ثمَّ جِيءَ بِالشرابِ، واندفع الْجَوَارِي بِالْغنَاءِ، وأخذنا فِي الشَّرَاب، وَقد كَاد عَقْلِي يَزُول سُرُورًا.
فَلَمَّا توسطنا أمرنَا، قلت لَهَا: يَا ستي، أَنْت هجرتيني بِغَيْر ذَنْب كَبِير أوجب مَا بلغته من الهجران، وترضيتك بِكُل مَا فِي الْمقدرَة، فَمَا رضيت، ثمَّ تفضلت ابْتِدَاء بِالرُّجُوعِ إِلَى وصالي بِمَا لم تبلغه آمالي، فعرفيني مَا سَبَب هَذَا؟
قَالَت: كَانَ الْأَمر فِي سَبَب الهجر ضَعِيفا كَمَا قلت: وَلَكِن تداخلني من التجني مَا يتداخل المحبوب، ثمَّ اسْتمرّ بِي اللجاج، وَأرَانِي الشَّيْطَان أَن الصَّوَاب فِيمَا فعلته، فأقمت على مَا رَأَيْت.
فَلَمَّا كَانَ السَّاعَة، أخذت دفترًا كَانَ بَين يَدي وتصفحته، فَوَقَعت عَيْني مِنْهُ على قَول الشَّاعِر:
الْعُمر أقصر مدّة ... من أَن يضيّع فِي الْحساب
فتغنّمي ساعاته ... فمرورها مرّ السَّحَاب
قَالَت: فَعلمت أَنَّهَا عظة لي، وَأَن سبيلي أَن لَا أَسخط الله عز وَجل بإسخاط زَوجي، وَأَن لَا أسْتَعْمل اللجاج، فأسوءك، وأسوء نَفسِي، فجئتك لأترضاك، وأرضيتك.
فانكببت على يَديهَا ورجليها، وَصفا مَا كَانَ بَيْننَا.
الفرج بعد الشدة للتنوخي (4/ 426)

راذان قرية من قرى السّواد - راذان الأسفل وراذان الأعلى 

لا تكن سببا في استجلاب البلاء

لا تكن سببا في استجلاب البلاء
فالخطأ قد يؤدي لكارثة
قد لا تكون أنت موضعها
بل أهلك ، بلدتك ، وطنك
ولا أظن من أدرك ذلك أحب وقوعه
ففي سَنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ ذكر أنّ نَفَرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا الشَّرَابَ، وكان مِنْهُمْ: ضِرَارٌ وَأَبُو جَنْدَلٍ، واستجوبهم أبو عبيدة في ذلك فأقروا وتابوا
ثم كلم فيهم عمر رضي الله عنه فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: فقَالَ لَهُ: ادْعُهُمْ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ وَسَلْهُمْ أَحَلَالٌ الْخَمْرُ أَمْ حَرَامٌ، فَإِنْ قَالُوا: حَرَامٌ، فَاجْلِدْهُمْ ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ ، وَإِنْ قَالُوا: حَلَالٌ، فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ.
فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: بَلْ حَرَامٌ، فَجَلَدَهُمْ، وَنَدِمُوا عَلَى لَجَاجَتِهِمْ، وَقَالَ: لَيَحْدُثَنَّ فِيكُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَثٌ، فَحَدَثَ عَامُ الرَّمَادَةِ.
وأَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَدْبٌ وَقَحْطٌ في الشام والحجاز ، ، وَكَانَتِ الرِّيحُ تَسْفِي تُرَابًا كَالرَّمَادِ فَسُمِّيَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَاشْتَدَّ الْجُوعُ حَتَّى جَعَلَتِ الْوَحْشُ تَأْوِي إِلَى الْإِنْسِ، وَحَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَعَافُهَا مِنْ قَيْحِهَا.
وزاد البلاء بطَاعُونُ عَمَوَاسَ الذي توفي فيه كثيرون وكان منهم أبو عبيدة رضي الله عنه .
---------------------------------
-         الكامل في التاريخ – ابن الأثير (2/ 374)
-         مختصر تاريخ دمشق – ابن منظور الأنصاري (28/ 221)


اللذة لا تدوم

اللذة لا تدوم
ولي أن أسأل نفسي وأسأل من رغب الرد علي
كم هي المدة الزمنية للذة
ربما كان الرد وعن أي لذة تتحدث
عن لذة الطعام : فهي لن تزيد عن ثلاثين ثانية وهو مقدار ما تلاك اللقمة في فم أحدنا كحد أقصى
عن لذة لقاء من ندعي حبه أو جلسة في منتزه
أو أو
لن يكون العمر كل موضع لذة في الغالب
ولكن
إن كانت اللذة في أمر مباح حلال نتذكره ونعيد ذكراه بمتعة
أما إن كان في أمر حرام !
أرجو أن نصف حالنا حينها
هل نشتري جهنم بلذة قد لا تدوم ثلاثين ثانية



المحن شكل من أشكال التأديب

المحن شكل من أشكال التأديب
ولله أن يمتحن عباده بما شاءَ من المحن
ومَنْ عَرَفَ سِرَّ اللَّه فِي الْقَدَرِ هَانَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ
والتأدب صورة من صور التعلم
فمن صبر تعلم ومن لم يصبر
فلقد قال الله تعالى : مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴿١٥﴾ سورة الحج ، وبغض النظر عن تأويل الآية الكريمة ففي مضمونها بشارة عن الفرج الذي لا بد حاصل قادم بقدر الله وقدرته
روي أَن بعض الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، قَالَ: المحن تَأْدِيب من الله، وَالْأَدب لَا يَدُوم
فطوبى لمن تصبر على التَّأْدِيب، وَتثبت عِنْد المحنة، فَيجب لَهُ لبس إكليل الْغَلَبَة، وتاج الْفَلاح، الَّذِي وعد الله بِهِ محبيه، وَأهل طَاعَته.
ويقول ابن إِسْحَاق: احذر الضجر، إِذا أصابتك أسنة المحن، وأعراض الْفِتَن، فَإِن الطَّرِيق الْمُؤَدِّي إِلَى النجَاة صَعب المسلك.
وقوله: (وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا) يقول: وربك يا محمد بصير بمن يجزع ومن يصبر على ما امتحن به من المحن.
الفرج بعد الشدة للتنوخي (1/ 162)
تفسير الطبري (19/ 253)
تفسير الرازي (29/ 468)




الأيام وتأبط شراً

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول : في أيامنا فقد الأمن وضاع الأمان ، ومعهما رحلت السعادة ، فلا ترى إلا من تأبط شرا
أما من توشح الخير ، فلا وإن حدث تراه مغموسا بالهم والغم
القلق قتل نفوس الأحياء
إلا أنه لم يقتل الأمل عند من وثق بفرج الله
ويحضرني هنا قصة أحد الشعراء الصعاليك ، ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل وينتهي نسبه إلى نزار.
أما - تأبط شرا - لقب لقّب به، ذكر الرواة أنه كان رأى ليلاً كبشا في الصحراء، فاحتمله تحت إبطه، فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحيّ ثقل عليه الكبش، فرمى به فإذا هو الغول
فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت؟
قال: الغول
قالوا: لقد تأبطت شرّا فسمّي بذلك.
يا رب اجعل الأيام الآتية تتأبط الفرج ولا تحمل الغول
------
الأغاني – أبي فرج الأصفهاني (21/ 86)
------
عميثل : الرجل الذي يجر ثوبه