الخميس، 26 مايو 2016

البصرة

















جلسة صحابية

جلسة صحابية
في بعض كتب الأدب التي قرأت – والمعول على الناقل
أنه اجتمع يوماً أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وأرضاهم
فتمثل أبو بكر رَضِي الله عَنهُ قول الشاعر :
الموت باب وكل النــــــــاس تدخله ... يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
فرد عمر رَضِي الله عَنهُ متمثلا بالبيت الثاني :
الدار دار نعيم إن عملت بــــــــــما ... يرضي الإله وإن خالفت فالنــــار
فأجازه عثمان رَضِي الله عَنهُ :
هما محلان مـــــــا للناس غيرهما ...  فانظر لنفســـــــك أي الدار تختار
فأجازه علي رَضِي الله عَنهُ بقوله:
ما للعباد سوى الفردوس إن عملوا ... وإن هفوا هفوة فالرب غفـــــــــار

والبيت الأول والثاني مشهوران لأبي العتاهية وقيل لغيره

السّلسبيلُ

صبيحة مباركة 
إخوتي أخواتي 
قيل السّلسبيلُ رحيق الشّهدُ ، وقيل أول مرة وردت كلمة السَّلْسَبيل في القرآن الكريم 
والسَّلْسَبيل : عين في الجنة ، قال الله تعالى : عَيْناً فِيها تُسَمّى سَلْسَبِيلًا ، وهو الماء السلس السهل في الحلق
والكلمة الطيبة شكل من السلسبيل 
إن خرجت بصدق أثرت بسامعها وقائلها 
وأنا أدعو نفسي وأدعوكم إخوتي أخواتي 
لنقل صبيحة مباركة نبدأ يومنا تخرج من قلوبنا عبر شفاهنا سلسبيلا
ولمن نحب
عساها فاتحة يوم خير وبركة
------------
-
شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (5/ 3175)
-
خريدة القصر وجريدة العصر – الأصبهاني (1/ 58)


كم نحب العجلة

صِبيحة مباركة
إخْوتي  أْخواتي
سبحان الله ، كم نحب العجلة في أمورنا حتى في طلب كوب ماء ، ونحن آمنون في بيوتنا
نغرسها في أبنائنا ، ومن ثم إن استعجلونا في أمر غضبنا ، وكأن التعجل خاص بنا
وندرك معها أن العجلة حتى في الكلام مدعاة للزلل
وأسألكم ونفسي أليس هذا بتناقض والتناقض أحد أوجه الحمق
رزقنا الله الصبر في انتظار الفرج
وقد قيل : العجلة من سوء الدب
ورحم الله علي بْن مُحَمَّد البسامي  حيث قال :
لنا جليـــــــــــــــس تارك للأب ... جليســــــــــه من حمقه في تعب
يغضب جهلا عند حال الرضا ... عمدا ويرضى عند حال الغضب
فنحن منه كلما جاءنـــــــــــــــا ... فـــــي عجب قد جاز حد العجب
كأنه من ســــــــــــــوء تأديبه ... أســــــــــلم في كتاب سوء الأدب
--------

روضة العقلاء ونزهة الفضلاء – الدارمي (ص: 123)

لكل منا نفسان في داخلنا

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول لكل منا نفسان في داخلنا ، لا نفْس واحدة ، وهو أمر لا أدعي اكتشافه
نفس فطرية خيّرةٌ فطر الله الناس عليها ، وأخرى مكتسبة بالتربية
نازعان هما خير وشر
ولنا أن نغلب منهما ما نشاء
وكَل منهما تحتاج للترويض فإِنْ أَهْمَلَ المرء سِيَاسَتَهَما، وأَغْفَلَ تروِيَضَهَما ، وكان عبثيا في ذلك بغفلته عن  إدراك طاقته ضاع وتشتت في سلوكه بين نفسيه ، وربما كانت الغلبة هنا للنفس المعاندة الشيطانية
وَرحم الله سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ حيث قال :
إذَا زَجَرْت لَجُوجًا زِدْته عَلَقًا ... وَلَجَّتْ النَّفْسُ مِنْهُ فِي تَمَادِيهَا
فَعُدْ عَلَيْهِ إذَا مَا نَفْسُهُ جَنَحَتْ ... بِاللِّينِ مِنْك فَإِنَّ اللِّينَ يُثْنِيهَا
وقول الله تعالى : َيا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾ سورة الفجر ، فيه إشارة لوجود نفسين في داخلنا   
أما من عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ قَدْرَ طَاعَتِهَا، وَخَبَرَ مِنْهَا  ما تستطيع ثبت حاله و إنقاد للفطرة في أحواله
وكم منا من لا يعرف قدراته
حياته اضطراب بين نفسيه
لا استقرار في حياته
وَرحم الله الْفَرَزْدَقُ فِي قَوْلِهِ:
لِكُلِّ امْرِئٍ نَفْسَانِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ ... وَأُخْرَى يُعَاصِيهَا الْفَتَى وَيُطِيعُهَا
وَنَفْسُك مِنْ نَفْسَيْك تَشْفَعُ لِلنَّدَى ... إذَا قَلَّ مِنْ إحْرَازِهِنَّ شَفِيعُهَا
و يا رب كن لنا عونا على ادراك ذاتنا



حب المكاسب يحول حكماء الرجال الناس إلى بلهاء

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وقد قيل حب المكاسب يحول حكماء الرجال الناس إلى بلهاء
وذلك إن تحول الكسب إلى غاية بحد ذاته
وفي حالة كهذه تتحول الوسائل التي يستخدمها إلى عدة يعتدها
ولكن لهذا الكون قانون آخر شرعه خالقه ، فما توافق معه اتصف بالديمومة ، ومن خالفه أتاه الهلاك من وجه الكسب الذي ظن به الفلاح والنجاح
ورحم الله أبي فراس الحمداني:
إذا كان غير الله للمرء عدّة ... أتته الرّزايا من وجوه المكاسب
------
-         زهر الآداب وثمر الألباب - القيرواني(1/ 311)


لمسات بيانية في نصوص من التنزيل- لماذا قال تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) ولم يقل تنعم عليهم

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
سورة الفاتحة
لماذا قال تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) ولم يقل تنعم عليهم
ولماذا ذكر الفعل الماضي على المضارع ؟
اختار الفعل الماضي على المضارع
وذلك ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عليهم النعمة (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا) (النساء آية 69) صراط الذين أنعمت عليهم يدخل في هؤلاء. وإذا قال تنعم عليهم لأغفل كل من انعم عليهم سابقا من رسل الله والصالحين ولو قال تنعم عليهم لم يدل في النص على انه سبحانه انعم على احد ولاحتمل أن يكون صراط الأولين غير الآخرين ولا يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة. مثال: اذا قلنا أعطني ما أعطيت أمثالي فمعناه أعطني مثل ما أعطيت سابقا، ولو قلنا أعطني ما تعطي أمثالي فهي لا تدل على أنه أعطى أحداً قبلي.
ولو قال " تنعم عليهم " لكان صراط هؤلاء اقل شأنا من صراط الذين أنعم عليهم فصراط الذين انعم عليهم من أولي العزم من الرسل والأنبياء والصديقين أما الذين تنعم عليهم لا تشمل هؤلاء. فالإتيان بالفعل الماضي يدل على انه بمرور الزمن يكثر عدد الذين انعم الله عليهم فمن ينعم عليهم الآن يلتحق بالسابقين من الذين انعم الله عليهم فيشمل كل من سبق وانعم الله عليهم فهم زمرة كبيرة من أولي العزم والرسل وأتباعهم والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عليهم، أما الذين تنعم عليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عدد المنعم عليهم قليل لذا كان قوله سبحانه أنعمت عليهم أوسع وأشمل واعم من الذين تنعم عليهم.
لماذا قال صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين؟
------------
-         لمسات بيانية في نصوص من التنزيل – الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص: 28)


من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وقد قيل : من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه
ومن المعلوم أنه قد تزلّ رجل المرء في اختيار طريق خطأ فتكون الزلة بمثابة منبه ينتعش بعدها ليصحو
أما زلة اللسان فغالبا ما تكون مهلكة
ومن وقع في زلةً فلا بديل عن الاعتذار ، كمن وقع في ذنب فلا بد من التوبة ، ومفارقة الحالة التي كان عليها
وبيوتنا هي مجال للدربة على معالجة الخطأ
لنكن من خلالها أهلا في عدم استعظام الزلة مؤهلين بذلك لتقبل زلة الآخرين من أهلنا وإخواننا وفي محيطنا الذي نعيش فيه
نعفو ليعف عنا ونغفر ليغفر لنا
هبني أسأت كما زعمـ ... ــت فـــــأين عاطفة الأخوة
ولئن أسأت كما اســــأ ... ت فأيــــن فضلك والمروة
وفي قول ابن المعتز رحمه الله دليل
يا ســيدي قد عثرتُ خذ بيدي ... ولا تدعني ولا تقل تعــــــــــسا
واعفُ فإنْ عُدتُ فاعفُ ثانيةٍ ... فقد يداوي الطبيب من نكــــــسا
------------
-         المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (8/ 111)
-         العقد الفريد (4/ 327)
-         البيان والتبيين (2/ 131)

-         رسائل الثعالبي (ص: 22)

واقعنا يبكي قلوباً وإن كانت كالحجارة

قبل أن نرقد
لنتذكر أن واقعنا يبكي قلوباً وإن كانت كالحجارة
لن أذكر دواعي البكاء
ويكفيني القول أن من دواعيه رجال كنا نظنهم أعلام حق ، وإذ بهم أعلام باطل
ومن جميل ما يُذكر عن الإمام ابن الجوزي قوله: "إذا جلست في الظلام بين يدي الملك العلام، فاستعمل أخلاق الأطفال، فالطفل إذا طلب شيئًا فلم يعط بكى، حتى أخذه".
فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا»
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يَخْرُجُ مِنْ عَيْنَيْهِ دُمُوعٌ، وَإِنْ كَانَ مِثْلَ رَأْسِ الذُّبَابِ، مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ثُمَّ تُصِيبُ شَيْئًا مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»
-------
-         سنن ابن ماجه (2/ 1404)
-         شعب الإيمان  (2/ 236)
-         موسوعة الأخلاق - الخراز (ص: 146)

-          

الثلاثاء، 3 مايو 2016

كيف سيكتب الإيمان في قلوبنا دون ابتلاء

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
لنبدأ يومنا بالرضا بما قسم الله لنا
أقول وعلى الرغم من قيمة الذهب في ذاته ، مَا حظي الذهب بنقش اسم الْملك عليه حتى تم تكرار ترداده على النار مرات فنفت النَّار عَنْهَ كل كدر ، وطهر من كل خبث
وكيف سيكتب الإيمان في قلوبنا دون ابتلاء
ليظهر النقش عليها بصفة النسب لربها
قال الله تعالى : أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ
وذلك حين يحصل القبول بعد الاختبار : وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
ومن ثم يُنال الفرج : أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ سورة المجادلة


كيف أخبروني ؟

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
إذا كان الصّدق يجلب الثّقة، والكذب يورث التّهمة
وكانت الأمانة تلجب الطّمأنينة
وكذلك العدل يوجب اجتماع القلوب، والجور يوجب الفرقة
وحسن الخلق يوجب المودّة، وسوء الخلق يوجب المباعدة
والتكبّر يوجب المقت، والتواضع يوجب المقت
إذا كان ما قيل : صحيحا فلم نتعب أنفسنا بالشتم واللوم لسوانا
نكذب ونريد أن نُصدق ، نخون ونلهث وراء الطمأنينة ، نظلم ونطلب العدل من غيرنا
وبعدها نريد أمناً وأمانا
ونريد من ربنا النصر
كيف أخبروني ؟
وإن شئتم أخبرتكم
من مبادئ إبليس أن يشغلنا باللوم وينهانا عن قليل الفعل
لنغدو ناصحين فقط
ننتظر الصلاح من سوانا
ننشد الفرج بالقلب ، وهو أضعف الإيمان

وأخشى أن يكون بكاؤنا على مصائبنا غدا كذبا

الخليفة المنصور العباسي من صناع التاريخ

الخليفة المنصور العباسي من صناع التاريخ
وأقول لو أننا قدّرنا الأمور بقدرها لتغير حالنا
فلكل حالة نعيشها ، حال ينبغي التعامل معه
إلا أن خلط الأمور جعل من حالنا ما وصلنا إليه
كثير منا من لا يعيش لحظات الفرح كما ينبغي ، وآخرون لا يعطوا الحزن حجمه ليستأسر اليأس حياة أصحابه
دخل المنصور، فإذا ثلاثة قناديل مصطفة، فقال: ما هذا، أما واحد من هذا كان كافيا؟
وأمر أن يقتصر منها على واحد.
قيل : فلما أصبح أشرف على الناس وهم يتغدون، فرأى الطعام قد خف من بين أيديهم قبل أن يشبعوا
فقال: يا غلام، عليّ بالقهرمان، قال: ما لي رأيت الطعام قد خف من بين أيديهم قبل أن يشبعوا
قال: يا أمير المؤمنين، رأيتك قد قدرت الزيت فقدرت الطعام
فقال: ويلك، أنت لا تفرق بين زيت يحترق في غير ذات الله، وبين طعام إذا فضل وجدت له آكلا، أبطحوه، فبطحوه فضربه سبع درر.
-------------

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (7/ 343)