الأربعاء، 27 يوليو 2016

أحياء نحن أم أموات ؟ !

أحياء نحن أم أموات ؟ !
أم أن ، من رحل عنا من أهلنا وأحبتنا ، هم الباقون أحياء ؟ !
وأسأل نفسي وأسألكم ، هل استمرار نبضات قلوبنا دليل حياة
كثيرون من دلت نبضات القلب على أنهم أحياء ، إلا أنهم في غيبوبة عن عالم الأحياء
يُنْتظر عودتهم للحياة ، هذا إن هناك بقية من عمر
فهل نحن أحياء ؟ أم ينتظر عودتنا للحياة لنحدث أثراً باقياً فيها
أم سنبقى أحياء بالمعيار الطبي دون زيادة
أم صيرنا حب الحياة لنتحول شبة آلة تعد الأيام ، ومع ذلك فالعادون أيها الأخوة مسؤولون
أفلا يحركنا من سبقنا ، نتباكى ظاهرا بذكرهم ، ونتباهى بما فعلوا
الواقع يؤكد أننا أثراً منهم
لكننا أضحينا أثراً همه محو الأثر ، ومن عجز عن ذلك حاول تشويهه
هم يستنهضوننا كي نبقى حتى وإن أدركنا الموت
وإلا كنا أموت ونحن أحياء ، سيأكل الدهر كل ذكرى حتى أسمائنا
و لنتذكر أن من سلف يأبى الدهر أن يموتوا
ورحم الله أبو منصور بن عبد العزيز العكبريّ حيث قال :
أطيل تفكُّري في أي نــاس ... مضوا عنـــا وفيمن خلفونا
هم الأحياء بعد الموت حقا ... ونـحن من الخمول الميتونا
--------------
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (16/ 209)
سمعت علي بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ:
هَتَفَ الْعِلْمُ بِالْعَمَلِ، فإن أجابه وإلا رحل
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (17/ 20)


اسمع خرير ماء الكوثر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول : هي دعوة وفي صبيحة هذا اليوم لسماع صوت خرير ماء الكوثر
فلقد أكرمنا الله بسمع نستطيع به تمييز صوت نحب ، لا وحتى متعلقاته ، ودونه أن نراه
شدة الحب تدفعنا للقول : هدا الصوت يشبه صوت سيارة فلان وهكذا ، وحتى وقع أقدام من نحب
وأنا أدعوكم اليوم ومن أماكنكم لسمات صوت ما أظن مؤمنا إلا وأحب سماعه
كلنا يسأل الله ، الوفود إليه لنحظى بشربة من يد المصطفى لا نظمئ بعدها أبدا
من منا إخوتي أخوتي لا يبغي شربة من نهر الكوثر
وصوت خرير الماء يسبق رؤيته
لنحدث أنفسنا بهذا الخير آملين واثقين بالله من حصوله
عسا أن ندفع عن أنفسنا فعل ما يُكره ، بفعل ما يحب فعله
لنقل اسمعي يا نفس خرير مائه
إنه سبيل الجنة إلا أن سلعة الله غاليه
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "إنّ اللهَ أَعْطَانِي نَهَرًا يُقَالُ لَهُ الْكَوْثَرُ لَا يَشَاءُ أَحَدٌ مِنْ أُمّتِي أَنْ يَسْمَعَ خَرِيرَ ذَلِكَ الْكَوْثَرِ إلّا سَمِعَهُ" فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ "أَدْخِلِي أُصْبُعَيْك فِي أُذُنَيْك وَشِدّي، فَاَلّذِي تَسْمَعِينَ فِيهِمَا مِنْ خَرِيرِ الْكَوْثَرِ"
الروض الأنف – ابن هشام (3/ 247)
سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/ 478)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (1/ 542)

اقتل إبليس عطشا

اقتل إبليس عطشا
ابتسم بعدها إن شئت
قال بعض القصاد: يا معشر الناس إن الشيطان إذا سمّي الإنسان على الطعام والشراب لم يأكل معه، فكلوا خبز الذرة والمالح ولا تسمّوا ليأكل معكم، ثم اشربوا الماء وسمّوا الله حتى تقتلوه عطشا.
-         محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 726)
القصاد : الأئمة من إمام


الزواج مودة صادقة ، ووفاء مستمر

الزواج مودة صادقة ، ووفاء مستمر :
ومعقول أن يقابل الود إلا بالود
من منحك قلبه ، ليس لك إلا أن تمنحه قلبك
ومن سير السلف نتعلم
سعيد بن إسماعيل بْن سعيد بْن منصور، أَبُو عثمان الواعظ  الحيري:
ولد بالري ونشأ بها، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها في ربيع الآخر ثمان وتسعين ومائتين ، سمع الحديث بالري من مُحَمَّد بن مقاتل، وموسى بن نصر ويقال: إنه كَانَ مستجاب الدعوة.
حَدَّثَ محمد بْن نعيم الضبي، قَالَ: سمعت أمي تقول: سمعت مريم امرأة أبي عثمان، تقول: صادفت من أبي عثمان خلوة فاغتنمتها، فقلت: يا أبا عثمان، أي عملك أرجى عندك؟
فَقَالَ: يا مريم لما ترعرعت وأنا بالري، كانوا يريدونني على التزويج  فأمتنع ومرة جاءتني امرأة
فقالت : يا أبا عثمان قد أحببتك حبا أذهب نومي ورقادي ، وأنا أسألك بمقلب القلوب، وأتوسل به إليك أن تتزوج بي، قلت: ألك والد؟
قالت: نعم فلان الخياط في موضع كذا وكذا، فراسلت أباها أن يزوجها مني، ففرح بذلك، وأحضرت الشهود فتزوجت بها، فلما دخلت بها وجدتها عوراء عرجاء مشوهة الخلق
فقلت: اللَّهمّ لك الحمد على ما قدرته لي، وَكَانَ أهل بيتي يلومونني على ذلك، فأزيدها برا وإكراما إلى أن صارت بحيث لا تدعني أخرج من عندها، فتركت حضور المجالس إيثارا لرضاها وحفظا لقلبها ثم بقيت معها على هذه الحال خمس عشرة سنة، وكأني في بعض أوقاتي على الجمر ، وأنا لا أبدي لها شيئا من ذلك  إلى أن ماتت، فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي(13/ 119)
تاريخ بغداد - الخطيب (10/ 144)

وفيات الأعيان – ابن خلكان(2/ 370)

الحذر ، لا يمنع القدر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
ولقد أمرنا بالحذر ، وعلمنا أن الحذر ، لا يمنع القدر
ولنا أن ندرك أن التشدد في الأمر قد يقلق المرء ، ويدفعه للوقوع فيه
ومنا من إذا أراد التنبيه لأمر بالغ حتى أربك من ينبه
مرة ومنذ سنين ، كنت أقلم أظفار طفلتي - وقد غدت بفضل الله أماً – وكانت أمي رحمها الله تقول لي : يا هشام دير بالك ، وأقول أمرك أمي ، كررتها مراراً ، وأنا أقول أمرك أمي
وكان أن أخطأت وخرج الدم من إحدى أصابعها
وعندها انفجرت أمي رحمها الله قائلة : نبهتك ، نبتهك ، قلتلك ، وما فهمت 
وما كان أمامي إلا الصمت
ولنعلم أن شدة الحذر عين عليك لما تحذر، وان شدة الاتقاء تدعو إلى ما تتقي.
----------

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون(1/ 393)

لا نحب الشر ، ونبتعد عن الأشرار

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول : والله إنّا ، لا نحب الشر ، ونبتعد عن الأشرار
نحاول دفع الشر عنا عن أهلنا ، عن بلدنا وطننا ، ما أمكننا
لكن الكثيرون منا يهوى سماع أخبار الشر والأشرار ، متابعا أخبارهم وناقلا لها
ينشرها حيث كان وكيف ، ودون أدنى تحقق أو تحقيق من صدقها
ليتصور السامع أن الدنيا كلها غدت شرا ، وقد سادها الأشرار ، ولا أمل في الخير
وهو في النهاية يعد نفسه ناقلا
لا وفاعلا للخير
والمثل العربي يقول : حسبك من شَرّ سَمَاعه
ولقد قال الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩﴾


الأحد، 24 يوليو 2016

من صور القضاة في تاريخنا

من صور القضاة في تاريخنا
والصورة في أيامنا أبشع وأشنع
وأقول أقسم أبو جعفر المنصور، على الإمام الأعظم أبا حنيفة بأن يتولى القضاء ، وما ذلك إلا حرصاً منه على إقامة العدل
رد أبو حنيفة رحمه الله بيمن على أمير المؤمنين بأن لا يتولاه ، فقيل له أتحلف على يمنا على يمين أمير المؤمنين ، فأجاب قادر على أداء الكفارة ، وأنا لست بقادر ، لقد أعفي أبو حنيفة ، واشترط عليه أن يختار بديلا عنه فاختار
ذكرت القصة لأقول إن اختيار المنصور أبا حنيفة للقضاء لم يكن منح منصب بل لصفات توفرت به وغابت عن غير
ثم تبدلت الأمور حتى وصل الحال إلى شراء منصب القاضي بالمال
في سنة إحدى ومائتين هجرية ولي الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة أبو عبد الله العوفي ، من أهل الكوفة، ولي ببغداد قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث
حَدَّثَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: وحدثني بعض أصحابنا قال: جاءت امرأة إلى العوفي ، ومعها صبي ورجل
فقالت: هذا زوجي، وهذا ابني منه
فقال لَهُ: هذه امرأتك؟ قال: نعم
قَالَ: وهذا الولد منك؟
قَالَ: أصلح اللَّه القاضي، أنا خصي
قَالَ: فألزمه الولد فأخذ الصبي فوضعه على رقبته وانصرف، فاستقبله صديق له خصي والصبي/ على عنقه
فَقَالَ: من هذا الصبي؟ فَقَالَ: القاضي ، يفرق أولاد الزنا عَلَى النَّاسَ . توفي العوفي في هذه السنة.
--------
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (10/ 101)


المكاره بشائر خير وعلامة للخلاص وإيذانا بنوال الجائزة

المكاره بشائر خير
وعلامة للخلاص
وإيذانا بنوال الجائزة
فالجنة رغبة كل من أمان بالله وأطاعه
يسألها الناس وهم يعلمون أنها سلعة الله وسلعة الله غالية
وإناس يجرون إليها قهرا ، لا وبالسلاسل
كما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام
ورحم الله معن بن أوس المزني وهو من شعراء القرن الهجري الأول
حيث قال :
ربَّما خير لامرئٍ ... وهــــو للأمر كاره
ربَّ خيرٍ أتاك من ... حيث تأتي المكاره


الجرس عرفه المسلمون

الجرس شأنه التنبيه وقد عرفه العرب المسلمون
ولست بصدد الحديث عن أدوات عرفها واستخدمها المسلمون
ودافعي في إيراد الخبر شوقي لزمن يغلفه الأمن والأمان ، وعندها لن نكون بحاجة للجرس إلا للتنبيه باستئذان زائر
لقد أَمِنَ زِيَادٌ بن أبي سفيان النَّاسُ في العراق بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى كَانَ الشَّيْءُ يَسْقُطُ مِنَ الرَّجُلِ أَوِ الْمَرْأَةِ فَلا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ حَتَّى يَأْتِيَهُ صَاحِبُهُ فَيَأْخُذَهُ، وَتَبِيتُ الْمَرْأَةُ فَلا تُغْلِقُ عَلَيْهَا بَابَهَا، وَسَاسَ النَّاسَ سِيَاسَةً لَمْ يُرَ مِثْلُهَا، فهَابَهُ النَّاسُ هَيْبَةً لَمْ يَهَابُوهَا أَحَدًا قَبْلَهُ ،وَيسَمِعَ وهو يتفقد الناس زِيَادٌ جَرَسًا مِنْ دَارِ ٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ:مُحْتَرِسٌ قَالَ: فَلْيَكُفَّ عَنْ هَذَا، وأَنَا ضَامِنٌ لِمَا ذَهَبَ لَهُ
------------------------------------------------
-         الكامل في التاريخ – ابن الأثير(3/ 48)

-          تاريخ الرسل والملوك- الطبري (5/ 222)

التكييف وحتى التكيف مع تقلبات الطقس أمر مرتبط بحياة الإنسان

التكييف وحتى التكيف مع تقلبات الطقس أمر مرتبط بحياة الإنسان
الإسكيمو مثلا أولئك الناس الذين بعيشون شمالا في المناطق القريبة من القطب الشمالي حيث لا تزيد الحرارة صفيا عن – 20 درجة تحت الصفر داخل بيوتهم المبنية من الجليد وبطانتها فرو الحيوانات يخلع ملابسه داخلها دفعا لشدة الحرارة
كذلك حاول الناس على اختلاف مناطق عيشهم التكيف مع البيئة التي يعيشون فيها ، والقرآن الكريم أشار إلى ذلك عند حدثنا عن إناس يعيشون دون ستر من الثياب وربما كان المقصود أن بيوت لهم تقيهم الحر ، قال الله تعالى : حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿٩٠﴾
ولقد ذكر علي بْن محمد بْن سليمان الهاشمي، أن أباه محمدا حدثه أن الأكاسرة كان يطين لها في الصيف سقف بيت في كل يوم، فتكون قائلة الملك فيه، وكان يؤتى بأطنان القصب والخلاف طوالا غلاظا، فترصف حول البيت ويؤتى بقطع الثلج العظام فتجعل ما بين أضعافها، وكانت بنو أمية تفعل ذلك
وذكر بعضهم: أن المنصور كان يطين له في أول خلافته بيت في الصيف يقيل فيه، فاتخذ له أبو أيوب الخوزي ثيابا كثيفة تبل وتوضع على سبايك، فيجد بردها، فاستظرفها، وقال: ما أحسب هذه الثياب أن اتخذت أكثف من هذه إلا حملت من الماء أكثر مما تحمل، وكانت أبرد، فاتخذ له الخيش، فكان ينصب على قبة، ثم اتخذ الخلفاء بعده الشرائج، واتخذها الناس.
تاريخ الطبري (8/ 82)


الإمارة مسؤولية

الإمارة مسؤولية
هي ميزة إن قادت صاحبها لظل الله يوم القيامة
وميزة أيضا إن ساقته إلى منتهى سخطه
وقد قيل : نعم الشيء الأمارة، لولا قعقعة البرد، والتشزن للخطب.
وقيل لعبد الملك بن مروان:
عجل عليك الشيب يا أمير المؤمنين! قال:
وكيف لا يعجل عليّ وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين
وكان الرشيد في بعض أسفاره، وقد نزل الثلج فأذاه
فقال له بعض اصحابه: الى متى سهرك يا امير المؤمنين؟
فقال: اسكت، للرعية المنام، وعلينا القيام، ولا بد للراعي من حراسه الاغنام.
----------------------------------------
-         صلة تاريخ الطبري (11/ 189)
-         البيان والتبيين – الجاحظ (1/ 128)
=======================

التشزن مجابهة الخطب أو الأمر الداهم

الْأُلْفَةِ َأَبْقَى للْمَوَدَّةِ

الْأُلْفَةِ َأَبْقَى للْمَوَدَّةِ
ولنعلم أن حسن الخلق يوجب المودّة
وأن سوء الخلق يوجب المباعدة
وقد نقل عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ لِلَّهِ، فَلْيُبَيِّنْ لَهُ فَإِنَّهُ خَيْرٌ فِي الْأُلْفَةِ وَأَبْقَى فِي الْمَوَدَّةِ»
وعَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُرْفَعُ عَنِ النَّاسِ الْأُلْفَةُ»
وَمن عَلامَة سوء الْخلق كَثْرَة الْخلاف وَقلة الِاحْتِمَال
وَمن عَلامَة الالفة قلَّة الْخلاف وبذل الْمَعْرُوف
-----------------------------------------------
-         الزهد لوكيع (ص: 612)
-         الفتن لنعيم بن حماد (1/ 74)
-         آداب النفوس للمحاسبي (ص: 153)
-         الرسائل السياسية – الجاحظ (ص: 77)



الحظ

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول نحن نبالغ في استخدم كلمة الحظ فنقول : حظو كويس ، وحظو بشع ، ومنا من يستخدم كلمة بخت للدلالة على الحظ
وكأننا بإطلاق كلمة  الحظ ، نريح بها أنفسنا من عناء الفشل الذي حل بنا
ولكن الحظ هو الْجِد في طلب الشيء ، لذا يقال فلَان ذُو جد فِي كَذَا وَكَذَا أَي ذُو حَظّ فِيهِ.
فزوجك حظك لأنك سعيت بجد للحياة معها وكذلك أنت حظها لقبولها بك
كوب ماء تشرب نصفه هو حظك منه
وكذلك موقف تتخذه في الحياة هو جزء من حظك منها
ورحم الله القائل
وَلَيْسَ الْغنى والفقر من حِيلَة الْفَتى ... وَلَكِن أحاظ قســـــــــــــــمت وجدود
وكذلك رحم الله أحمد بن طاهر بن الحسين يقول :
يا سائلي عن موقع الحظ والـ ... ــعقل انصرف بالحجج القاهرة
الحظ للدنيــــــــا التي تنقضي ... والعقل للدنيــــــــــــــا وللآخرة
فحظنا هو تعبير عن حجم جِدنا
ومن سعى لأمر نال حظه منه
-----------
-         تهذيب اللغة (3/ 273)
-         البصائر والذخائر (5/ 220)
-         جمهرة اللغة (1/ 100)

-         الزاهر في معاني كلمات الناس (1/ 20)

لا يزال الناس بخير ما تعجبوا من العجب

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وقد نقل عن المغيرة بن شعبة قوله : لا يزال الناس بخير ما تعجبوا من العجب
لذا أدعوكم لتعجبوا فلقد َحَكَى الْأَصْمَعِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا صَلَّى فَأَطَالَ وَإِلَى جَانِبِهِ قَوْمٌ فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ صَلَاتَك، فَقَالَ: وَأَنَا مَعَ ذَلِكَ صَائِمٌ:
صَلَّى فَأَعْجَبَنِي وَصَامَ فَرَابَنِي ... نَحِّ الْقَلُوصَ عَنْ الْمُصَلِّي الصَّائِمِ
الاعجاب أصبح سمة للكلُ ، الكل عالم ، والقلة متعلم
بضغطة زر يمكنك أن تصل لبغيتك – هذا في ظنك – من خلال حاسوبك أو هاتفك
وربما غرنا إبليس يوسوس لنا قائلا : وما حاجتك لكتاب تدرسه أو معلم يغرس فيك أصول البحث
لذا غدونا نشتهي مصادفة من يقف عند حدود ما يعلم ، أو حدود قدراته
دعيت مرة للمركز الثقافي بالمعرة
اللافتة كانت تقول : الشعراء الشباب
قعدت أنتظر
قدّم مدير المركز الثقافي رحمه الله الندوة - وكانت المفاجأة - أنه من تولى تقديم الشعراء ، وكان معلما – أعرفه كما أعرف نفسي - ويكتب الشعر ، ولكنه للأمانة ومن حيث الثقافة لا تتجاوز معرفته الكتاب المدرسي
بدأ بالتقديم لشاعرين شابين ومن ثم دعاهما للمنصة
وأعود للعجب أحدهما طالب في الصف الأول الثانوي والثاني في الثاني الثانوي والاثنان ، كانوا طلابي في نفس العام
وأعود للعجب أنهما كانوا من جملة الطلاب الذين ينتظرون قرار مجلس المدرسين لإضافة خمسة درجات في مادة اللغة العربية فلربما نجحوا
لم أتمالك نفسي
قمت من مقعدي ، وهمست في أذن المعلم الشاعر الذي كان للتو قد بدأ في الحديث عن شاعريتهم ، وقلت وهما يسمعان
الاثنان ممن رسب في مادة العربية ، لا بل في معظم المواد الدرسية : قال مشيا أستاذ
قلت لا بل أنا من الذي يمشي
----------
-         البيان والتبيين (2/ 56)


الغدر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول : ما أكثر أهل الغدر اليوم لقد كشفهم البلاء ، والأعجب منه ائتمان أهل الغدر
والأكثر عجبا هو مصاحبتهم وقد قيل : لو كرهتني يدي ما صحبتني
ترى أمصاحبتهم دليل عجز منا ، أم حمق في أخلاقنا ، أم 0000؟!
ومن جميل ما قرأت ، عن ابي علي الحسن بن علي بن فهر القلاف قال قال عبد الصمد يا ابا علي رأيت اليوم عجبا اجتزت ببعض الخرابات فسمع منها أنينا فدخلت واذا برجل قد شد حبلا يريد ان يخنق نفسه فزعقت عليه وقلت له لا يحل لك ان تفعل هذا فقال لي فاعذر فقلت لي فاعذر فقلت وما شأنك والغدر قال قد قامرت في قتل نفسي فقمرتها وما ارى الغدر فنحيت الحبل من عنقه وعجبت كيف لم يستجز الغدر في هوى الشيطان فكيف يجوز الغدر في رضا الرحمن؟
----------
درر الحكم لأبي منصور الثعالبي (ص: 20)

صفة الصفوة (1/ 553)

تكرار الحديث

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول كثيراً ما نكون في موقف المتحدث
الناصح حينا والمسامر أحيانا
مع أزواجنا ، أولادنا ، أو
وحتى لا نمل ويستأنس بحديثنا لنتبعد عن الإعادة
فعن الزهري قال: «إعادة الحديث أشد من نقل الصخر» .
وقال بعض الحكماء: «من لم ينشط لحديثك فارفع عنه مؤونة الاستماع منك»
والقرآن علمنا عدم التكرار فالقصة القرآنية نراها تذكر في ومن أوجه عديدة وحتى الكلمة كذلك فعند ذكر النار في قصة سيدنا موسى قال جذوة وقال قبس وقال نار
ورحم الله عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحسين بن يوسف الكاتب حيث قال :
إِذَا تَحَدَّثْتَ فِي قَوْمٍ لِتُؤْنِسَهُمْ ... بِمَا تُحَدِّثُ مِنْ مَاضٍ وَمِنْ آتِ
فَلَا تَعُدْ لِـــحَدِيثٍ إِنَّ طَبْعَهُمُ ... مُوَكَّلٌ بَـــــــــمُعَادَاةِ الْمُعَادَاتِ
البيان والتبيين (1/ 105)
الآداب الشرعية والمنح المرعية – المقدسي (2/ 99)


كثيرا ما نعلم فنذر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول كثيراً ما نعلم فنتجاهل ونصمت
يدفعنا التجاهل بما نعرف سوء عاقبته البوح بما نعلم
وكثيرا ما نتمنى أننا لو جهلنا لأن الجهل قد يورثنا راحة ، في حين أن العلم أحياناً قد يسبب التعب
وقد قيل : كم علم لو بدا لنا لكان فيه شقاء عيشنا، وكم جهل لو ارتفع منّا لكان فيه هلاكنا
والأشد إيلاماً أن نتحدث بما لا نعلم ، فنتسبب بكارثة
وكثر هم الذين ( يهرفون ) وقد قيل : لا تهرف قبل أن تعرف.
وقد نقل عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قوله : «لَا تَعْجَلُوا بِحَمْدِ النَّاسِ، وَلَا بِذمِّهِمْ، فَإِنَّكَ لَعَلَّكَ تَرَى مِنْ أَخِيكَ الْيَوْمَ شَيْئًا يَسُرُّكَ، وَلَعَلَّكَ يَسُوءُكَ مِنْهُ غَدًا، وَلَعَلَّكَ تَرَى مِنْهُ الْيَوْمَ شَيْئًا يَسُوءُكَ، وَلَعَلَّكَ يَسُرُّكَ مِنْهُ غَدًا، وَالنَّاسُ يُغَيَّرُونَ، وَإِنَّمَا يَعْفُو اللَّهُ الذُّنُوبَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَرْحَمُ بِالنَّاسِ مِنْ أُمِّ وَاحِدٍ فَرَشَتْ لَهُ بِأَرْضِ فيء ، ثُمَّ لَمَسَتْ، فَإِنْ كَانَتْ لَدْغَةٌ كَانَتْ بِهَا قَبْلَهُ، وَإِنْ كَانَتْ شَوْكَةٌ كَانَتْ بِهَا قَبْلَهُ »
--------
-         الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 314)
-         جمهرة الأمثال (2/ 265)
-         الأمثال للهاشمي (1/ 137)
-         الإمتاع والمؤانسة (ص: 156)


الهَرْفُ: شِبْه الهذَيان من الْإِعْجَاب بالشَّيْء

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

نعيش في زمن الريب

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأبعد الله عنكم الريبة ، ورزقكم اليقين
إلا أنا نعيش في زمن الريب
يريد أحدنا أن يدفع الشك باليقين ليعيد فهم أشخاص بدلوا جلودهم وهيئاتهم لأسباب استجدت في حياتهم
ونسأل أنفسنا أتقية هي ، كفعل الرافضة ؟!
أم أنهم هم ! ، ولكن الزمن أزال الغشاوة عن العيون
أذناب غدوا سادة ، والسادة حكم الدهر عليهم بالموت أحياء
تحتار في إطلاق الحكم لتتخلص من الشك
ولكن الزمن العجيب لا يسمح بذلك ، لسرعة تقلب حالهم
ومما يزيد الأمر ألماً ، أنهم كانوا قريبين منك تعرفهم سنين
سحر ساحر حولهم !
والريبة تقودك كي لا تظلم نفسك ، فتدعوك للتريث بإصدار الحكم ،
فهم وإن تبدل الحال كل ساعة تبدلوا
فكيف بنا ندفع الريب ؟
وهل نستطيع ؟
ربما كانت وسائل دفع الشك في زمننا معطلة
ورحم الله القائل :

رأيتُ من فعلكم ما أستريبُ به       وكان أولى بكم أن تذهبَ الرِّيبُ

هل أحدنا أعسرا أم أيسرا أم أعسر يسر

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأسأل هل أحدنا أعسرا أم أيسرا أم أعسر يسر
فالأول يستخدم يمناه ، والثاني يستخدم يسراه ، والثالث بمقدوره استخدم كلتا يده – اليمن أو اليسار
أقول ذلك للتأكيد على التنوع في ما نملك من قدرات ، والتنوع من جماليات الحياة
ولكن من رغب في يمين الطريق أفلام يجد أن السير في يساره وفي بعض الأحيان ضرورة ، وربما وجد أحيانا نفسه مضطرا لاستخدما وسط الطريق والدواعي لذلك كثيرة
ومن الحكمة أن نفعل ما نستطيع ، ومن الحكمة أيضاً أن نتعامل مع من حولنا بحسب ما يستطيعون
قال الأصمعيّ : : نظر أعرابيّ إلى عمر ثم قال للناس: «ما رجل رأيته أعسر يسرا، لا يأخذ أحدا إلّا كدس به ، إمّا أن يكون خير النّاس أو شرّ الناس» .
ومن العجيب أن نكون عبثيين في حياتنا ونزداد عبثا بقولنا ( هيك رب خلق أشو ساوي ) وكأننا عياذاً بالله نبرر لأنفسنا ونسبب كل سلوك خاطئ لخالقنا
ورحم الله القائل والبيتين ينسبان لعدد من الشعراء
إذا لم تســــــتطع شيئا فدعه ... وجاوزه إلى ما تســــــتطيع
وكيف تريد أن تدعى حكيما ... وأنت لكلّ مـــا تهوى تبوع
------------------

كُدْسٌ : والمقصود أنه كان رضي الله عنه يزاحم الناس مشاكلهم ويختار بتوفيق الله الأصلح