الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

بدو البحار أو قبائل الباجاو - والكثير من شبابنا رحل ليحيا بعيدا عن كل أشكال الصراع


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بدو البحار أو قبائل الباجاو
والكثير من شبابنا رحل ليحيا بعيدا عن كل أشكال الصراع
ربما لم يسمعوا عن بدو البحار ولو أنهم اطلعوا عليهم لراقت فكرة العيش بعيدا في قلب المحيط
قبائل الباجاو مسلمون توزعوا بين أندونيسيا وماليزيا والفلبين
ابتعدوا في البحر ليحيوا بعيد عن الصراعات البشرية.
زواجهم طعامهم حياتهم كلها في بيوت بنوها فوق الماء
قادرون على الغوص لعمق يقارب سبعين متراً ، والبقاء تحت الماء لمدة تزيد عن ثلاث عشرة دقيقة
هكذا أطلق على قبائل الباجاو التي تعيش وسط مياه البحر وهم يموتون فيه
حياتهم ربما كانت أعجوبة قياسا لحياة البشر في هذا العصر
وكأن الحياة على اليابسة بالنسبة إلى الباجاو أصبحت شبه مستحيلة
يسمون أنفسهم "شعب ساما باجاو"،
لا يلتقون أفراداً من خارج قبيلتهم منذ أن وُلدوا وحتى مماتهم، لكن أعدادهم اليوم بدأت تتناقص بسبب الاندماج الثقافي مع الشعوب المجاورة، وجهود البرامج الحكومية الماليزية لضمهم وتوطينهم.
قيل أن أول من سجل وجودهم الرحالة الإيطالي، أنطونيو بيجافيتا، سنة 1521
تحكي الأساطير أن  "الباجاو " ينتمون إلى شعب كان يسكن اليابسة، ويحكمهم ملك له ابنة ابتلعها البحر في عاصفة شديدة، فأمر الملك شعبه بالبحث عنها، فرحلوا إلى البحر، لكنّهم لما فشلوا في العثور عليها قرّروا البقاء خوفاً من الملك.
وتشير رواية أخرى إلى أنهم شعب مُنِع من العيش في الأراضي الماليزية، بعد هجرتهم من الفلبين.
لسان الباجاو ينطق أكثر من لغة، ويعيش معظمهم ضمن مجموعات يشكّلونها على أساس لغة مشتركة، لكن مجموعات أخرى انتقلت للعيش على اليابسة، وتخلّت عن نمط عيشها القديم، فبدؤوا العمل بالزراعة، وتربية المواشي، وبعض الحرف اليدوية.
ومن أشهر اللغات المنتشرة بين شعب الباجاو الملايو بولينيزية، وهي مجموعة من اللغات الأسترونيزية، ويتكلمها نحو 385 مليون شخص، وهي خليط من اللغات السنسكريتية والعربية التي تأثرت بالديانات الهندوسية والبوذية.
يبلغ عدد قبائل الباجاو نحو مليون نسمة؛ 470 ألف نسمة في الفلبين إضافة إلى 437 ألفاً في ماليزيا، وعدد غير معروف في مجموعة مقاطعات كليمنتان، وجزيرة سولاوسي بإندونيسيا وبروناي.
مصدر رزق الباجاو يرتكز على ما يصطادونه من الأسماك وأصداف اللؤلؤ وخيار البحر غالي الثمن
ولا يعرف هؤلاء النقود، بل إنهم يعيشون على مقايضة صيدهم مع سكان اليابسة الأقرب إليهم لتأمين احتياجاتهم من الأرز والطعام.
وأطفال هذه القبيلة لا يذهبون إلى المدارس، بل يتعلمون في عمر مبكّر أساسيات صيد الأسماك وصناعة القوارب، ويبدؤون التدرّب على اصطياد الأسماك الخطرة، وعند بلوغ سن العاشرة يتدرّبون على الغوص لأعماق مختلفة تحت سطح البحر.
يجهل الكثير منهم أعمارهم، ولم يتعلّموا الكتابة والقراءة في حياتهم
ومع هذا فشعب الباجاو شعب مسالم يتميز بالهدوء والكرم، ويصبّ كل اهتمامه في علاقاته على الأخوّة والمشاركة للحفاظ على التماسك الاجتماعي، كما أنهم لا يعرفون الطبقية وأنظمة الحكم والطائفية.
وسبحان الله رب العالمين












شرف الهدف والكل يدعي شرف الهدف ، فالصالح يدعيه ، والطالح هو الآخر يتبناه ويروج له


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
شرف الهدف
والكل يدعي شرف الهدف ، فالصالح يدعيه ، والطالح هو الآخر يتبناه ويروج له
أفلاطون في المدينة الفاضلة قسم الناس لطبقات وادعى الصلاح في ذلك
قتل المكتشفون سكان الهند الغربية أو أمريكا بدعوى عدم قبولهم للتطور
هولاكو  ادعى شرف الهدف وأن الله سخره لتطهير الأرض
الفرنجة قتلوا في المعرة أكثر من أربعين ألفا بدعوة شرف الهدف
حُكِمنا من قبل فرنسا أو انكلترة أو أسبانيا بدعوى جميلة في معناها ( الاستعمار ) وكان استخرابا
واليوم واحدنا إذا بدو يحكي كلمتين وما هون إلو ولا هوي فهمان معناتون ما بتشوفو إلا يبدأ القول:ترى قصدي شريف ..
امتدت الدولة الإسلامية بين الأندلس وغربي الصين ولا أحد في قدرته القول بأن يشكك في نُبْلِ الهدف
فقد مثّل ربعي بن عامر أشرف الهدف يسعى إليه وهو الذي سارت إليه وعليه الفتوحات ، لا مكسب ولا مغنم سوى أن تعيد الخلق للخالق وللعلم فقد جرت مراسلة بين الفرس والمسلمين قبل وبعد لقاء ربعي برستم فكانوا على قلب رجل واحد
لم يضطر سعد إلى تدريب أحدهم ليحسن القول أمام رستم فلقد كان الهدف واضح بَيّنٌ لاثنان وثلاثين ألفاً هم أسود القادسية .
أرسل الفرس لسَعْدٌ ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا نُكَلِّمُهُ وَيُكَلِّمُنَا. فاختار سَعْدٌ جَمَاعَةً لِيُرْسِلَهُمْ إِلَيْهِمْ. فكان منهم رِبْعِيُّ بْنُ عَامِرٍ: الذي قَالَ لسَعْدٍ مَتَى نَأْتِهِمْ جَمِيعًا يَرَوْا أَنَا قَدِ احْتَفَلْنَا بِهِمْ، فَلَا تَزِدْهُمْ عَلَى رَجُلٍ. فَأَرْسَلَهُ وَحْدَهُ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ، فَحَبَسُوهُ ( منعوه )ريمثا أُعْلِمَ رُسْتُمُ بِمَجِيئِهِ فَأَظْهَرَ رستم زِينَتَهُ، وَجَلَسَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَبَسَطَ الْبُسُطَ وَالنَّمَارِقَ وَالْوَسَائِدَ الْمَنْسُوجَةَ بِالذَّهَبِ، وَأَقْبَلَ رِبْعِيٌّ عَلَى فَرَسِهِ وَسَيْفُهُ فِي خِرْقَةٍ( قراب السيف )، وَرُمْحُهُ مَشْدُودٌ بِعَصَبٍ وَقَدٍّ ( أي حبل من جلد  غير مدبوغ )، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبُسُطِ قِيلَ لَهُ: انْزِلْ، فَحَمَلَ فَرَسَهُ عَلَيْهَا وَنَزَلَ، وَرَبَطَهَا بِوِسَادَتَيْنِ شَقَّهُمَا، وَأَدْخَلَ الْحَبْلَ فِيهِمَا، فَلَمْ يَنْهَوْهُ وَأَرَوْهُ التَّهَاوُنَ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ، وَأَخَذَ عَبَاءَةَ بِعِيرِهِ فَتَدَرَّعَهَا وَشَدَّهَا عَلَى وَسَطِهِ. فَقَالُوا: ضَعْ سِلَاحَكَ. فَقَالَ: لَمْ آتِكُمْ فَأَضَعَ سِلَاحِي بِأَمْرِكُمْ، أَنْتُمْ دَعَوْتُمُونِي. فَأَخْبَرُوا رُسْتُمَ، فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ. فَأَقْبَلَ يَتَوَكَّأُ عَلَى رُمْحِهِ وَيُقَارِبُ خَطْوَهُ، ( أي يستهين بهم في تمزيق البسط بؤمحه ومقاربة الخطى لزيادة تمزيق البسط والسجاد) فَلَمْ يَدْعُ لَهُمْ نُمْرُقًا وَلَا بِسَاطًا إِلَّا أَفْسَدَهُ وَهَتَكَهُ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ رُسْتُمَ جَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ، وَرَكَّزَ رُمْحَهُ عَلَى الْبُسُطِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنَّا لَا نَسْتَحِبُّ الْقُعُودَ عَلَى زِينَتِكُمْ. فَقَالَ لَهُ تُرْجُمَانُ رُسْتُمَ، وَاسْمُهُ عَبُودٌ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالَ: اللَّهُ جَاءَ بِنَا، وَهُوَ بَعَثَنَا لِنُخْرِجَ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ( أي لا إكراه ) مِنْ ضِيقِ الدُّنْيَا إِلَى سِعَتِهَا، وَمِنْ جَوْرِ الْأَدْيَانِ إِلَى عَدْلِ الْإِسْلَامِ، فَأَرْسَلَنَا بِدِينِهِ إِلَى خَلْقِهِ، فَمَنْ قَبِلَهُ قَبِلْنَا مِنْهُ، وَرَجَعْنَا عَنْهُ وَتَرَكْنَاهُ وَأَرْضَهُ دُونَنَا، وَمَنْ أَبَى قَاتَلْنَاهُ حَتَّى نُفْضِيَ إِلَى الْجَنَّةِ أَوِ الظَّفَرِ. فَقَالَ رُسْتُمُ: قَدْ سَمِعْنَا قَوْلَكُمْ، فَهَلْ لَكُمْ أَنْ تُؤَخِّرُوا هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى نَنْظُرَ فِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنَّ مِمَّا سَنَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ لَا نُمَكِّنَ الْأَعْدَاءَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ، فَنَحْنُ مُتَرَدِّدُونَ عَنْكُمْ ثَلَاثًا، فَانْظُرْ فِي أَمْرِكَ، وَاخْتَرْ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ بَعْدَ الْأَجَلِ: إِمَّا الْإِسْلَامُ وَنَدَعَكَ وَأَرْضَكَ، أَوِ الْجَزَاءُ فَنَقْبَلُ وَنَكُفُّ عَنْكَ، وَإِنِ احْتَجْتَ إِلَيْنَا نَصَرْنَاكَ، أَوِ الْمُنَابَذَةُ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، إِلَّا أَنْ تَبْدَأَ بِنَا.
واستغرب رستم فسأله قَالَ أَسَيِّدُهُمْ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ الْمُسْلِمِينَ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، يُجِيرُ أَدْنَاهُمْ عَلَى أَعْلَاهُمْ. فَخَلَا رَسْتُمُ بِرُؤَسَاءِ قَوْمِهِ فَقَالَ: هَلْ رَأَيْتُمْ كَلَامًا قَطُّ أَعَزَّ وَأَوْضَحَ مِنْ كَلَامِ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالُوا: مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَمِيلَ إِلَى دِينِ هَذَا الْكَلْبِ! أَمَا تَرَى إِلَى ثِيَابِهِ؟ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ! لَا تَنْظُرُوا إِلَى الثِّيَابِ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى الرَّأْيِ وَالْكَلَامِ وَالسِّيرَةِ، إِنَّ الْعَرَبَ تَسْتَخِفُّ بِاللِّبَاسِ وَتَصُونُ الْأَحْسَابَ، لَيْسُوا مِثْلَكُمْ.
ــــــــــــــــــ
الكامل في التاريخ – ابن الأثير (2/ 298)

كن نافعا تذكر بخير في الدنيا وحتى في الجنة ومن ابن الجوزي رحمه الله نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كن نافعا تذكر بخير في الدنيا وحتى في الجنة
ومن ابن الجوزي رحمه الله نتعلم
لي ولك أن نسأل أنفسنا عن أولئك الذين سيذكروننا في بخير
فلربما كان المكان ، ولربما كان الصديق
المكان الذي عبدت الله فيه ، أم المكان الذي أغضبته فيه وإن بقطع غصن شجرة
أم صديق صالح لا يفتأ يذكرك بخير
قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رحمه الله : اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْأَصْدِقَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ لَهُمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا خَلَّصَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ وَأَمِنُوا، فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا، أَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ، قَالَ: يَقُولُونَ: رَبَّنَا، إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا، فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، لَا تَأْكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا، أَخْرَجْنَا مَنْ قَدْ أَمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنَ الْإِيمَانِ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ هَذَا، فَلْيَقْرَأْ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]
ابن الجوزي : الشيخ الإمام، العلامة، الحافظ، المفسِّر، المحدث، المؤرخ ، شيخ الإسلام عالم العراق. كتب بخطه كثيرًا من كتبه إلى أن مات. كان ذا حظٍ عظيم، وصيت بعيد في الوعظ، يحضر مجالسه الملوك، والوزراء وبعض الخلفاء، والأئمة والكبراء، وقيل إنه حضر في بعض مجالسه مائة ألف. وقال : «كتبت بأصبعي ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألفًا»
وهو القائل لطلابه  : إذا دخلتم الجنة ولم تجدوني بينكم فاسألوا عني وقولوا
يا رب إن عبد فلان كان يذكرنا بك ثم بكى
بماذا سيذكرنا جوارنا أهل بلدنا
ترى هل سنذكر نحن بما دمرنا أم بما بنينا
ــــــــــــــــــ
تفسير البغوي - طيبة (6/ 120)
سنن ابن ماجه (1/ 23)
التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول - الأزدي(ص: 51)

أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (508هـ - 597، 1116 - 1201؟م).

ولا يزال الولد الصالح يستغفر لأبيه


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
اليوم الجمعة
ولكم إخوتي أخواتي
أن تقولوا
وقد نقل عن ابن تيمية رحمه الله قوله : ولا يزال الولد الصالح يستغفر لأبيه ، حتى يُغفر له، ثم ترفع درجته في الجنة
وأنا أقول :
اللهم اغفر لأبي
اللهم اغفر لأمي
اللهم اغفر لأم أولادي
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴿٤١﴾سورة إبراهيم
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ .. ﴿٢٨﴾سورة نوح
والأمر مندوب عليه في السنة النبوية في أحاديث صحيحة وكثيرة

ونصيحة تورث عِزَّةُ بِالْإِثْمِ ومن سلفنا نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
نصيحة ولكن بفضيحة
ونصيحة تورث عِزَّةُ بِالْإِثْمِ
ومن سلفنا نتعلم
خطب المنصور فقال أحمد الله حمده وأستعينه وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أيها الناس اتقوا الله فقام إليه رجل وقال اذكرك من ذكرتنا به وأنت في ذكره يا أمير المؤمنين فقال المنصور مرحباً مرحباً لقد ذكرت جليلاً وخوفت عظيماً وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم والموعظة منا بدت ومن عندنا خرجت .. ثم التفت إلى الرجل وقال وأما أنت يا قائلها فوالله ما الله أردت بهذا ولكن ليقال قام فلان فقال فعوقب فصبر وأهون بها من قائل لو كانت وأنا أنذركم أيها الناس اختها فإن الموعظة الحسنة علينا نزلت وفينا ثبتت ثم قال رحم الله امرأ نظر في دنياه لآخرته فمشى القصد وقال القصد وجانب الهجر ثم أخذ بقائم سيفه وقال إن بكم داء هذا شفاؤه وأنا زعيم لكم بشفائه فليعتبر عبد قبل أن يعتبر به فما بعد الوعيد إلا الايقاع وإنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله. ثم عاد في خطبته.
ولكني أقول أليس فينا من تأخذه الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ إن قدمت له النصيحة وعلى طبق من ذهب قال أهل التفسير : الْبِكَالِيُّ، كَانَ مِمَّنْ يَقْرَأُ الْكُتُبَ -قَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ صِفَةَ نَاسٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ: قَوم يَحْتَالُونَ عَلَى الدُّنْيَا بِالدِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ أمَرّ مِنَ الصّبرِ، يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ مُسوك الضَّأْنِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ. يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: فَعَلِيَّ يَجْتَرِئُونَ! وَبِي يغتَرون! حَلَفْتُ بِنَفْسِي لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ.
ــــــــــــــــ
غرر الخصائص الواضحة - الوطواط(ص: 200)
تفسير الطبري (4/ 232)
تفسير ابن كثير (1/ 562)
تفسير القرطبي (3/ 15)

بين الحسن والأحسن


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الحسن والأحسن
والِاسْتِحْسَان:  لُغَة عد الشَّيْء واعتقاده حسنا يُقَال: (استحسنت كَذَا) أَي اعتقدته حسنا .وَقيل] : هُوَ طلب الْأَحْسَن من الْأُمُور .
في حياتنا نؤجل الحسن من أجل الأحسن ونؤجل ، ونؤجل ، فيأتينا زمن لا الحسن فعلنا ، ولسنا بقادرين على فعل الأحسن
أما في سوء الأعمال فليتنا توقفنا عند فعل الحسن
خلص لقد قاطعتُ فلان وهذا ربما كان أحسن ، إلا أن غير الحسن أن نقول طول العمر
شتمت أبا أحد الناس والشتيمة منقصة عللتها بأنك تفرغ بها غيظا. طيب حسن توقف .وليس بالحسن أن يمتد بك الشتم ليصل للأم والأخوات
حلفت بالطلاق فليكن وهو من سوء القول . حسنٌ يا أخي ولكن لماذا طلاق بالثلاثة ؟
أسأت لأهلك ، لجوارك ، لبلدك ، لوطنك طيب حسنٌ ، ولكن أن لا ترضى إلا الاستمرار في الإساءة أمر عجيب
والأعجب أنك تظن أن فعلك هو الأحسن

قال: داود ين علي رحمه الله : والله لا أحقرتُ أحدًا بعدك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قال: داود ين علي رحمه الله : والله لا أحقرتُ أحدًا بعدك
وفي المعرة عندنا يقولون : مخبا بتيابو ، أي أن الثياب ليست دليلا على ماهية من يلبسها
وللسخرية يقولون : مينو هدا ، والله ما ني شايفيو ، وتثبت التجربة أن صاحب المقولة كان مخطأً
قال أهل السير دخل أَبُو يعقوب الشريطي وكان من أهل البصرة مجلس داود الأصبهاني وكان يحضر مجلس داود أكثر من أربعمائة عمة ، والعمة تعلم ( عالما امتلأ علماً ) . دخل أبي يعقوب وعليه خرقتان، فتصدر لنفسه من غير أن يرفعه أحد، وجلس بِجنب داود، فحرد داود من سلوكه .
أحس أَبُو يعقوب بما حصل فتوجه إلى داود قائلا وسائلا : سل يا فتى
قال دواد وعن ماذا أسألك
قال أَبُو يعقوب: ليسألُ الشيخ عما أحب، فحرد داود
واختار دواد  سؤالا من أبسط ما يسأل متعلم فقال : أسألك عَن الحجامة؟
قَالَ: فبرك أبو يعقوب على ركبتيه وبدأ بالسند فيما يتعلق بالحجامة من لندن آدم حتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ روى طُرق ما : " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " ومن أرسله، ومن أسنده، ومن أوقفه، ومن ذهب إِلَيْهِ من الفقهاء، ورَوى اختلاف طُرق: احْتَجَمَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حرامًا لَم يعطه، ثُمَّ روى طرق: أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِقَرْنٍ. وذكر الأحاديث الصحيحة فِي الحجامة.
ثُمَّ ذكر الأحاديث المتوسطة مثل: " مَا مَرَرْتُ بِمَلأٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ "، ومثل: " شِفَاءُ أُمَّتِي "، وما أشبه ذَلِكَ، ثُمَّ ذكر الأحاديث الضعيفة، مثل قوله: " لا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ كَذَا، وَلا سَاعَةَ كَذَا " ثُمَّ ذكر ما ذهبَ إِلَيْهِ أهل الطب من الحجامة فِي كل زمان، وذكر ما ذكره الأطباء فِي الحجامة، ثُمَّ قَالَ فِي آخر كلامه: وأول ما خرجت الحجامة من أصبهان، فقال: داود: والله لا أحقرتُ أحدًا بعدك
والكثير منا يستهينون بالعلماء .قال ليش : قال لَئن العالم لم يكن على هواهم ، ويبحثون عن زلاتهم لإبعاد الناس عنهم ، فإن وافق العالم هواهم قبلوه وعلى مضض
ويا رب فرج عن أهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــ
تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي(16/ 588)
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي (12/ 259)
شذرات الذهب في أخبار من ذهب – العماد (3/ 298)

من اللباس : المشبرق


من اللباس : المشبرق
ونحن نستخدم الكلمة على غير مدلولها ، فيقال راحت تتشبرق أو للرجل عبيشرق
وذلك للدلالة على الاسراف في البذل
والمشبرق من الثياب : هو الرقيق والمقطع أو مُخَرّق أو ممزق
قال ذي الرمة
فجاءت بنسج العنكبوت كأنه ... على عصويها سابري مشبرق
والشبرقة الإسراع في السير
كانت الشبرقة علامة تدل على الفقر فالمشبرق هو اللباس الرديء الصنع من الكتان أو الصوف وهو من لباس الفقراء خاصة. فأصحبت موضة تُقطع الثياب ولا سيما البنطال لكشف الجسم ومحاولة الإغراء.

قبل أن ترقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :


قبل أن ترقد
نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :
من صلى علي ليلة الجمعة بهذه الصلاة كنت ألحده بيدي
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله صحبه وسلم تسليما
وهي صيغة داوم عليها الإمام الجلال السيوطي وغيره من العلماء


بين الاضطرار والاختيار


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الاضطرار والاختيار
لطالما كنا في حياتنا قادرين على الاختيار ، إلا أننا في اختيارنا ولتغطية فشلنا أو للتستر على هوانا نستخدم كلمة : اضطريت
ما كان قدامي خيار .
في التربية وعندما أضع سؤالا اختياريا : فأبسط شروطه أن يختار المتعلم بين سؤالين متساويين في الصعوبة وإلا سيضطر المتعلم إلى اختيار ما ظنه الأسهل وهنا يفقد السؤال مدلوله.
نقوم بما لا قدرة لنا عليه ( بناء بيت مثلا ) وحين نعجز عن التمام نتوجه للبنوك للاستدانة نبرر الربا بالاضطرار.
في حياتنا نترك قدر من حرية الاختيار في بيوتنا ونكبلها بالشروط التي تدفعهم للاضطرار
في حياتنا العالة نتمنى الحرية ونطالب بها ونبذل الغالي والنفيس للحصول عليها . إلا أنها حرية ( على كيفي ) فإن كنت معي نلت الحرية أو قسطا منها . أما إن كنت غير ذلك أعيدك مضطرا لتكون معي.
ترى هل تحول بنا الحال إلى أنّ كلّ شيء يستلب استلابا ألذ وأطيب.
وجميل قول : شاعرة عربية من عصر الجاهلية
كنت المــجير عليه تقهره ... فإذا سطوت فقد سطا القهر
يا رب فرج عنا
ألهمنا الخير وأعنا على سلوك دروبه



حوار بين أبي جعفر المنصور وأعرابي صور مشرقة من تاريخنا


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حوار بين أبي جعفر المنصور وأعرابي
صور مشرقة من تاريخنا
وجل تاريخنا مشرق
لا ندرسه للتغني ، بل لإتمام ما بدأه السلف
قدم المنصور مكة، فكان يخرج من دار الندوة إِلَى الطواف فِي آخر الليل ويطوف ويصلي، ولا يعلم به، فإذا طلع الفجر رجع إِلَى دار الندوة، وجاء المؤذنون فسلموا عليه، أقيمت الصلاة، فيصلي بالناس، فخرج ذات ليلة حين أسحر، فبينا هو يطوف إذ
سمع رجلا عند الملتزم وَهُوَ يَقُول: اللَّهمّ إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد فِي الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع. فأسرع المنصور فِي مشيه حَتَّى ملأ مسامعه من قوله، ثُمَّ خرج فجلس ناحية من المسجد، ثُمَّ أرسل إِلَيْهِ فدعاه، فصلى ركعتين، واستلم الركن، وأقبل مَعَ الرسول، فسلم عليه، فَقَالَ لَهُ المنصور: مَا هَذَا الّذي سمعتك تقوله .فو الله لقد حشوت مسامعي ما أمرضني فأقلقني، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إن أمنتني على نفسي أنبأتك بالأمور من أصلها، وإلا احتجبت منك وأقتصر على نفسي، ففيها لي شغل شاغل. فَقَالَ: أنت آمن على نفسك. فقال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إن الَّذِي دخله الطمع حَتَّى حال بينه وبين الحق وإصلاح مَا ظهر من البغي والفساد فِي الأرض لأنت. قَالَ: ويحك، كيف يدخلني الطمع والصفراء والبيضاء بيدي، والحلو والحامض فِي قبضتي. قَالَ: وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك يا أمير المؤمنين؟ إن اللَّه عز وجل استرعاك أمور المسلمين بأموالهم، فأغفلت أمورهم، واهتممت بجمع أموالهم، وجعلت بينك وبينهم حجابا من الآجر والجص، وأبوابا من الحديد، وحجبة معهم السلاح، واتخذت وزراء وأعوانا فجرة، إن نسيت لم يذكروك، وإن أحسنت لم يعينوك، وقويتهم على ظلم الناس بالرجال والأموال والسلاح/، وأمرت 23/ أأن لا يدخل عَلَيْك من الناس إلا فلان وفلان، ولم تأمر بإيصال المظلوم والملهوف والجائع والعاري، وما أحد إلا وله فِي المال حق، فلما رآك هؤلاء النفر الذين استخلصتهم لنفسك وآثرتهم على رعيتك، وأمرت أن لا يحجبوا عنك، تجبي المال ولا تقسمه، قالوا: هَذَا قَدْ خان اللَّه، فما لنا لا نخونه، وقد سخر لنا، وائتمروا على أن لا يصل إليك من علم أخبار الناس إلا مَا أرادوا، ولا يخرج لك عامل فيخالف أمرهم إلا أقصوه [1] عنك حَتَّى تسقط منزلته عندك، فلما انتشر ذلك عنك وعنهم أعظمهم النّاس وهابوهم، وَكَانَ أول من صانعهم عمالك بالهدايا والأموال ليتقووا بها على ظلم رعيتك، [ثُمَّ فعل ذلك الثروة والقوة من رعيتك] [2] لينالوا ظلم من دونهم من الرعية، وامتلأت بلاد اللَّه بالطمع بغيا وفسادا، وصار هؤلاء القوم شركاءك في سلطانك، وأنت غافل، وإن جاء متظلم حيل بينه وبين الدخول إِلَى مدينتك، وإن أراد رفع قصة إليك عند ظهورك، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (8/ 50)
وجدك قَدْ نهيت عَنْ ذلك، ووقفت للناس رجلا ينظر فِي مظالمهم، فإن جاء ذلك الرجل يبلغ بطانتك سألوا صاحب المظالم أن لا يرفع مظلمته إليك، فإن صرخ بين يديك ضرب ضربا مبرحا ليكون نكالا لغيره، وأنت تنظر فلا تنكر ولا تغير، فما بقاء الإسلام وأهله على هَذَا، وقد كانت بْنو أمية وكانت العرب لا ينتهي إليهم مظلوم إلا رفعت مظلمته، ولقد كَانَ الرجل يأتي من أقصى الأرض حَتَّى يبلغ سلطانهم فينادي: يا أَهْل الإسلام. فيبتدرونه: مالك مالك. فيرفعون مظلمته إِلَى سلطانهم فينتصف لَهُ. فإنك لا تجمع الأموال إلا لواحد من ثلاث: إن قلت أجمعها لولدي فقد أراك اللَّه عبرا فِي الطفل الصغير يسقط من بطن أمه وماله على الأرض مال، وما من مال إلا ومن دونه يد شحيحة تحويه، فلا يزال اللَّه يلطف بذلك الطفل الصغير حَتَّى تعظم رغبة الناس إِلَيْهِ، ولست بالذي تعطي، بل اللَّه يعطي من يشاء مَا يشاء. وإن قلت أجمع المال ليشتد سلطاني فقد أراك اللَّه عز وجل عبرا فيمن كَانَ قبلك مَا أغنى عنهم مَا جمعوا من الذهب والفضة، وما أعدوا من السلاح والكراع مَا ضرك، وولد أبيك مَا كنت فيه من الضعف حين أراد اللَّه عز وجل بكم مَا أراد، وإن قلت أجمع المال لطلب غاية هي أجسم من الغاية التي أنت فيها، فو الله مَا فوق مَا أنت فِيهِ إلا منزلة لا تدرك إلا بالعمل الصالح. يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هل تعاقب من عصاك بأشد من القتل؟ قَالَ: لا. قَالَ: فكيف تصنع بالملك الَّذِي خولك مَا أنت فِيهِ من ملك الدنيا، وَهُوَ لا يعاقب من عصاه بالقتل، ولكن يعاقب من عصاه بالخلود فِي العذاب الأليم، وَهُوَ الَّذِي يرى منك مَا عقد عليه قلبك  ، وأضمرته جوارحك، فما تقول إذا انتزع ملك الدنيا من يدك، ودعاك إِلَى الحساب؟ هل يفي عنك مَا كنت فيه شيئا؟
فبكى المنصور بكاء شديدا حَتَّى ارتفع صوته، ثُمَّ قَالَ: يا ليتني لم أخلق ولم أك شيئا. ثُمَّ قَالَ: كيف احتيالي فيما خولت ولم أر من الناس إلا خائنا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَيْك بالأئمة الأعلام المرشدين. قَالَ: ومن هم؟ قَالَ: العلماء. قَالَ: قَدْ فرّوا مني. قال: هربوا منك مخافة أن تحملهم على ظهر مَا من طريقتك، ولكن افتح الأبواب، وسهل الحجاب، وانتصر للمظلوم، وامنع الظالم، وخذ الشيء مما حل وطاب واقسمه بالعدل، وأنا ضامن لك عَنْ من هرب منك أن يأتيك فيعاونك على صلاح أمرك ورعيتك. فَقَالَ المنصور: اللَّهمّ وفقني أن أعمل بما قَالَ هَذَا الرجل.
ــــــــــــــــــــــ
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي (8/ 48)
المختصر في أخبار البشر (2/ 7)
تاريخ ابن الوردي (1/ 190)
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي - العصامي(3/ 378)

سيروا إلى الله تعالى عرجا ومكاسير


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سيروا إلى الله تعالى عرجا ومكاسير
لبكرة وحتى نستصلح شوية
النافع المؤقت نسعى إليه ونحرص عليه
حبة مسكن لا نتوانى عن أخذها نخفف الألم بانتظار عودة الصحة
أما النافع الدائم فنُسوّف له
فلأقل الأسباب نتوانى عن فعل يبتغى فيه الخير
وإن سؤلنا عن العلة : بس طبت رح ساوي أحسن وبكون أقدر على ذلك
ولكن هل نحن ضامنين لبقاء فسحة من الأجل نقوم بها بفعل سيق لنا وقد يكون سببا لرضوان الله
وقد نقل عن جملة من السلف قولهم: سيروا إلى الله تعالى عرجا ومكاسير فإن انتظار الصحة بطالة.
قال شرف الدين أبو محمد عبد الله الحسيني :
يا من يسوّف بالأعمال مرتقبا ... وقت الفراغ وقد ألهته أشغال
سر أعرجا أو كسيرا غير منتظر ... لصحة فمرجيّ ذاك بطّال
سِيرُوا إِلَى الله عرجاء وَمَكَاسِيرَ فَإِنَّ انْتِظَارَ الصِّحَّةِ بَطَالَةٌ
وقد جَاءَ عَنِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ سِيرُوا عَلَى سَيْرِ أَضْعَفِكُمْ
ومعناه ما أخرجه أبو نعيم عن قتادة قال ابن آدم إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة وإلى الملل ولكن المؤمن هو المتحامل والمؤمن المتقوي، فإن المؤمنين نعم العجاجون إلى الله بالليل والنهار، وما زال المؤمنون يقولون ربنا ربنا في السر والعلانية حتى يستجاب لهم.
ورحم الله القائل :
وَخُذْ مِنْ قَرِيبٍ وَاسْتَجِبْ وَاجْتَنِبْ غَدًا ... وَشَمِّرْ عَنْ السَّاقِ اجْتِهَادًا بِنَهْضَةِ
وَكُنْ صَارِمًا كَالْوَقْتِ فَالْمَقْتُ فِي عَسَى ... وَإِيَّاكَ مَهْلاً فَهِيَ أَخْطَرُ عِلَّةِ
وَسِرْ زَمَنًا وَانْهَضْ كَسِيرًا فَحَظُّكَ الْ ... بَطَالَةُ مَا أَخَّرْتَ عَزْمًا لِصِحَّةِ
وَجُذَّ بِسَيْفِ الْعَزْمِ سَوْفَ فَإِنْ تَجُدْ ... تَجِدْ نَفْسًا فَالنَّفْسُ إِنْ جُدْتَ جَدَّتِ
ـــــــــــــــ
وفيات الأعيان – ابن خلكان (4/ 306)
طبقات المفسرين للداوودي (1/ 431)
الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث - العامري(ص: 116)
كشف الخفاء – العجلوني الجراحي (1/ 464)
موارد الظمآن لدروس الزمان - الهيثمي(3/ 257)


الأصحاب رزق


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الأصحاب رزق
وقد قيل : الصاحب ساحب ، والأصحاب سر من أسرار بقاء الذكر واستمراره ما شاء الله ذلك .
وربما خطر ببالنا يوما أن نسأل أنفسنا من هم خير الأصحاب الذين عرفتهم البشرية ، لكان الجواب هم أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  . فمن درس التاريخ وسير البشر لا بد أن يُسلّم بذلك
وهذا السؤال يستجر أسئلة أخرى ، فهناك مثلا من المذاهب أربعة إضافة للمهذب الظاهري ، باقية من المذاهب الإسلامية
وهناك عشرات المذاهب الأخرى عرفت لفترة ثم جهلها الناس
قال العلماء في تفسير ذلك : أن الله قيد للإمام مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد ، أصحاب توارثوا المذهب ونقلوه لأصحابهم وهكذا
وفي حياتنا ، إن شئت أن تصاحب فليكن أصحابك لا أقل من أربعة أو مضاعفاتها فعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَلا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ»
قال الزَّيْدَانيُّ في تفسير ذلك : الرفقاءِ أربعةٌ؛ يعني: الرفقاءُ إذا كانوا أربعةً خيرٌ من أن يكونوا ثلاثةً؛ لأنهم إذا كانوا ثلاثةً ومَرِضَ أحدُهم فأراد أن يجعلَ أحدَ رفيقيه وصيَّ نفسِه لم يكن هنا من يَشْهَدُ بإيصائه إلا واحدٌ، وشهادةُ الواحدِ غيرُ كافيةٍ، ولو كانوا أربعةً ومَرِضَ أحدُهم وأرادَ أن يَجْعَلَ أحدَ رفقائه وصيَّ نفسِه يكون مَنْ يَشْهدُ بإيصائه اثنين، وشهادةُ الاثنين كافيةٌ، ولأنَّ الجَمْعَ إذا كان أكثرَ يكون مُعاوَنةَ بعضهم بعضًا أكثرَ، وفضْلُ صلاة الجماعة أيضًا أكثر، فخمسةٌ خيرٌ من أربعة، وكذلك كلُّ جماعةٍ خيرٌ ممن أقلُّ منهم، ولم يكونوا خيرًا ممن فوقَهم.
وقال الزَّيْدَانيُّ : جميع قرائن الحديث دائرة على الأربع، واثنا عشر ضعفاً أربع، ولعل الإشارة بذلك إلى الشدة والقوة واشتداد ظهرانيهم تشبيهاً بأركان البناء؛ ولذلك قال لوط عليه السلام: {أَوْ آوِي إلي رُكْنٍ شَدِيدٍ} فهو أبلغ من قوله تعالي: {كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} لأن البنيان إنما يشتد بالأركان وأركان العبادات جوانبها التي عليها مبناها وبتركها بطلانها.
ـــــــــــــــ
المفاتيح في شرح المصابيح - الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ (4/ 384)
مسند الإمام أحمد (4/ 419)
شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن - شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (8/ 2686)

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة  :
فلولا اتّقاء الله قلت مقالة ... تسير مع الرّكبان أبردها يغلي
أبن لي فكن مثلي أو ابتغ صاحبا ... كمثلك، إني مبتغ صاحبا مثلي
ولا يلبث الأصحاب أن يتفرّقوا ... إذا لم يؤلّف روح شكل إلى شكل
البيان والتبيين (2/ 17)
الحيوان (7/ 94)




من لَمْ يكن لَهُ أستاذ فإمامه الشَّيْطَان وصفحة google أصبحت شيخنا ومعلمنا


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من لَمْ يكن لَهُ أستاذ فإمامه الشَّيْطَان
وصفحة google أصبحت شيخنا ومعلمنا
قال بعضهم: " من أعظم البلية: تشييخ الصحيفة "
وخاطبني أحدهم قال لي : ترى شوف يا أستاذ ما عاد الواحد بعازة شي كل شي موجود بـــ Google
بدك طب فيه سؤال شرعي بتلاقي . حديث عن النبي .تاريخ جغرافيا كلو كلو فيه
قلت وكيف نُميز الصحيح من الكذب ؟ . وأن ما كتب مدسوس أم صحيح ؟
في وفيات الأعيان قال ابن خلكان المجذوب من لا شيخ له : أي معلم له . وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَا يُفْتِي النَّاسَ صَحَفِيٌّ , وَلَا يُقْرِئُهُمْ مُصْحَفِيٌّ .
أما الإمام الشافعي، فقد قال : من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام
وقد قيل: " من كان شيخه كتابه، فخطؤه أكثر من صوابه
ورحم الله القائل :
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة ... يكن من الزيغ والتحريف في حَرَمِ
ومــن كان أخذه للعلم عن كتب ... فعلمه عند أهل العلم كالعدمِ
ـــــــــــــــــ
الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي (2/ 194)
وفيات الأعيان لابن خلكان (7/ 256)
آداب العلماء والمتعلمين – ابن منصور اليمني (ص: 14)


أبو بكر الباقلاني رسول المسلمين إلى الروم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أبو بكر الباقلاني رسول المسلمين إلى الروم
أنا أتمنى أن أكون من حيث الفطنة كهذا الرجل
أفلا يتمنى أحدكم معي هذه الأمنية
تفحم عدوك وتؤيد عليه من خلال مناظرة يرتفع فيها الحق ويذل الباطل
أبو بكر الباقلاني من علماء الشافعية
وحتى لا يطول الأمر عليكم في أسباب المناظرة وظروفها .أقول اختاره عضد الدولة رسولا ومناظراً وكان ما أراده عضد الدولة من إرسال الباقلاني هو إظهار رفعة الإسلام قال القاضي أبو بكر الباقلاني فدخلنا أرض الروم وأخبر الملك بقدومنا فأرسل إلينا أن لا تدخلوا بعمائمكم حتى تنزعوها فقال : القاضي : لا أفعل ولا أدخل إلا على ما أنا عليه وإلا أعود . فطلب الملك معرفة السبب ، فأجاب القاضي : أنا رجل من علماء المسلمين وما تحبونه منّا ذُلٌ وصغار والله قد رفعنا بالإسلام . فسمح له بالدخول على هيئته . وكان الملك قد علم أن القاضي لا يسجد له ، فاحتال كي يوقع القاضي في شيء فوضع كرسيه وراء باب ( لطيف ) لابد لداخله من الانحناء راكعا كي يدخل . فلما رأى ذلك القاضي تفكر وعلم أن في الأمر مكيدة ودخل يمشي إلى خلفه مستقبلا الملك بدبره فعجب الملك من فطنته .قال القاضي : فدخلت عليه بنفيس ثيابي ولما وقع بصره علي سألني بشأن كسوتي فقلت : هو زي العلماء وبه نقابل الأمراء .قال الباقلاني وأحضر الملك ألة تسمى الأرغل تدفع من سمعها للطرب ، فقام الباقلاني بجرح قدمه لينشغل بالألم عن الطرب .
وسأل الملك الباقلاني انشقاق القمر : هذا الذي تدَّعون أنه من معجزات نبيكم ، هل هو صحيح ؟ . قال الباقلاني نعم وقد رآه من كان حاضرا . قال الملك ولِمَ لمْ يره جميع الناس . قال الباقلاني : لأنهم لم يكونوا على أهبة . قال الملك : وهو نقفور ونقفور اسم حمله العديد من ملوك الروم – وهل بينكم وبين القمر قرابة وهو في السماء وغير مختص بكم ؟!! فأجابه الباقلاني : وأنتم فهل كان بينكم وبين المائدة التي نزلت على عيسى ورأيتموها دون اليهود والمجوس والبراهمة فتحير الملك.
وسأله أحد الأساقفة : ما فعلت زوجة نبيكم بما رميت به من الإفك؟ . فأجاب على البديهة : هما امرأتين ذُكرتا بسوء فبرأهما الله أما عائشة ذات زوج لم تأت بولد .وأتت مريم بولد ولم يكن لها زوج . فإن تطرق للذهن الفاسد ريبة فهو إلى الثانية أقرب .
قال الباقلاني : ثم دعاني الملك إلى محفل للنصارى قال : وأجلسني الملك بجانبه ثم دخل أحد البطاركة في آخر الناس فلما توسط المجلس قام الملك ورجاله تعظيما له وأجلسه بجانبه ثم قال للقاضي : هذا قيّم الديانة . فسلم عليه القاضي أحفل سلام وسأله قائلا : كيف الأهل والولد ؟ . فعظم ذلك عليه وعلى من حضر وأنكروا قول الباقلاني فسألهم : ولم أنكرتم من كلامي ؟ فقال الملك : إننا ننزه هؤلاء عن الصاحبة والولد . فقال القاضي : تستعظمون لهذا اتخاذ الصاحبة والولد ولا تستعظمونه لربكم عز وجل !. فحاروا جوابا .
ــــــــــــــــ
البداية والنهاية – ابن كثير  (11/ 350)
 عيون المناظرات – السكوني ص 246