الثلاثاء، 29 مارس 2016

الخليفة العباسي المتوكل ناصر السُنَّة

الخليفة العباسي المتوكل ناصر السُنَّة
يمنعه إحقاق الحق من الانتصار لنفسه
تتنوع الظروف وتتبدل المواقف
هناك من نثق به وقد ساق لعلمنا أنا فلاناً وهو من خالفنا وخالف أبانا وجدنا
أخبروني – وللعلم -  نحن في منتهى القوة ، بموقف نتخذه
وقد أمكنتنا الظروف من هذا الذي عادانا رياسة أو فكراً أو ربما تأكدنا من أنه أساء إلينا وذوينا
شتمهم وشتمنا مثلاً
وهنا يتبادر إلي سؤال
نتحقق أم نتصرف
كَتَبَ رَجُلٌ رُقْعَةً إِلَى المتوكل يقول: يا أمير المؤمنين إن أحمد ( الإمام أحمد بن حنبل ) يَشْتُمُ آبَاءَكَ وَيَرْمِيهِمْ بِالزَّنْدَقَةِ. فَكَتَبَ فِيهَا الْمُتَوَكِّلُ:
أَمَّا الْمَأْمُونُ فَإِنَّهُ خَلَطَ فَسَلَّطَ النَّاسَ عَلَى نَفْسِهِ
وَأَمَّا أَبِي الْمُعْتَصِمُ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلَ حَرْبٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالْكَلَامِ
وَأَمَّا أَخِي الْوَاثِقُ فَإِنَّهُ اسْتَحَقَّ مَا قِيلَ فِيهِ
ثم أمر أن يضرب الرَّجُلُ الَّذِي رَفَعَ إِلَيْهِ الرُّقْعَةَ مِائَتَيْ سَوْطٍ، فأخذه عبد الله بن إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ فَضَرَبَهُ خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ.
فَقَالَ لَهُ الْخَلِيفَةُ: لِمَ ضَرَبْتَهُ خَمْسَمِائَةِ سَوْطٍ؟
فَقَالَ: مِائَتَيْنِ لِطَاعَتِكَ ومائتين لطاعة الله
وَمِائَةً لِكَوْنِهِ قَذَفَ هَذَا الشَّيْخَ الرَّجُلَ الصَّالِحَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ.
البداية والنهاية – ابن كثير (10/ 340)


الوضوء مدخل إلى طاعة الله

الوضوء مدخل إلى طاعة الله
فأحسن أخي وأحسني أختي وضوئك
فالتخليل ولا سيما للأصابع ضرورة لا بد منها
فالإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو نزاعه
أَشَارَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يُوَضِّئُوهُ فَجَعَلُوا يُوَضِّئُونَهُ وَهُوَ يُشِيرُ إِلَيْهِمْ أَنْ خَلَّلُوا أَصَابِعِي وَهُوَ يذكر الله عز وجل في جميع ذلك، فلما أكملوا وضوءه تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ
البداية والنهاية – ابن كثير (10/ 341)


لبسنا ثوب الفضل

نخرج ، وقد لبسنا ثوب الفضل
لساننا ناطق بأقل ما فعلنا ، حديث نكرره إرضاء لأنفسنا
وكأننا المنعمون على الخلق
ولو نظرنا حولنا لأدركنا أن كل ما أحاط بنا هبة ، وفضل منعم
الأم سبيل الجنة ، والزوجة هي السكينة ، والأولاد هبة الله إليك
وحتى الناس من حولنا فهم أنس لنا ، ولا تحلو الحياة دون إنس
وتقييم أنفسنا ميزان الفضل لنا
فإن كنا ملازمي العفو عَن الناس كافة ، تاركي الخروج إليهم لمجازاتهم بما أساؤوا ، نُسَكِنُ الإساءة ، بالإحسان إليهم
فنحن من ذوي الفضل
ورحم الله منصور بْن مُحَمَّد الكريزي
سألزم نفـــسي الصفح عَن كل مذنب ... وإن كثرت منه إلــــــــــــي الجرائم
فما النـــــــــــاس إلا واحد من ثلاثة ...  شريف ومــــــــشروف ومثل مقاوم
فأمـــــــــا الذي فوقي فأعرف فضله ... وأتبع فيــــــــــــه الحق والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قَالَ صنت عَن ...  إجابتـــــــــــه عرضي وإن لام لائم
وأمــــــا الذي مثلي فإن زل أو هفا ...   تفضلت إن الحلم للفضل حـــــــاكم
------------
-
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (ص: 166)

البكاء يدفع الحُزن

البكاء يدفع الحُزن
ونقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله : «استغزروا الدموع بالتذكر» .
إلا أن البكاء من خشية الله
وربما لفقد من نحب
أو لندم على فعل خطأ
أما أن يكون البكاء صادقا وعلى عدو فهو غريب تصوره
قال المبرد حدثني رجل من أصحابنا، قال: شهدت رجلاً في طريق مكة معتكفاً على قبر، وهو يردد شيئاً ودموعه تكف من لحيته، فدنوت إليه لأسمع ما يقول، فجعلت العبرة تحول بينه وبين الإبانة، فقلت له: يا هذا! فرفع رأسه إلي، وكأنما هب من رقدة، فقال: ما تشاء? فقلت: أعلى ابنك تبكي? قال: لا، قلت: فعلى أبيك? قال: لا، ولا على نسيب ولا صديق، ولكن على من هو أخص منهما، قلت: أو يكون أحد أخص من ذكرت? قال: نعم، من أخبرك عنه، إن هذا المدفون كان عدواً لي من كل باب، يسعى علي في نفسي وفي مالي وفي ولدي فخرج إلى الصيد أيأس ما كنت من عطبه، وأكمل ما كان من صحته، فرمى ظبياً فأقصده ، فذهب ليأخذه، فإذا هو قد أنفذه حتى نجم سهمه من صفحة الظبي، فعثر فتلقى بفؤاده ظبة السهم، فلحقه أولياؤه فانتزعوا السهم وهو والظبي ميتان، فنمى إلي خبره، فأسرعت إلى قبره معتبطاً بفقده، فإني لضاحك السن؛ إذ وقعت عيني على صخرة، فرأيت عليها كتاباً، فهلم فاقرأه، وأومأ إلى الصخرة، فإذا عليها:
وما نحن إلا مثلهم غير أننا ... أقمنا قليلاً بعدهم وتقدموا
قلت: أشهد أنك تبكي على من بكاؤك عليه أحق من النسيب.
-------------------
-         الكامل في اللغة والأدب – المبرد (4/ 78)
---------------
-         أقصده: لم يخطئه
-         نجم سهمه: ظهر وبر
-         صفحة الظبي: جانبه

-         ظبة السهم: حده

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل إياك نعبد وإياك نستعين

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل 
سورة الفاتحة
 إياك نعبد وإياك نستعين :
يقول الدكتور فاضل : قدم المفعولين لنعبد ونستعين وهذا التقديم للاختصاص لأنه سبحانه وتعالى وحده له العبادة لذا لم يقل نعبدك ونستعينك لأنها لا تدل على التخصيص بالعبادة لله تعالى
أما قول (إياك نعبد) فتعني تخصيص العبادة لله تعالى وحده وكذلك في الاستعانة (إياك نستعين) تكون بالله حصرا (ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير) (الممتحنة آية 4) كلها مخصوصة لله وحده حصرا فالتوكل والإنابة والمرجع كله إليه سبحانه (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) (إبراهيم 12)
(قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا) (الملك آية 29) تقديم الإيمان على الجار والمجرور هنا لأن الإيمان ليس محصورا بالله وحده فقط بل علينا الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدر لذا لم تأت به آمنا. أما في التوكل فجاءت وعليه توكلنا لا توكلنا عليه لان التوكل محصور بالله تعالى.

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل -  (ص: 19)

الأسماء أسماء أسيرة للحب ، والمحب

الأسماء أسماء أسيرة للحب ، والمحب
وقد قيل : بحلاوة الْمحبَّة تحلو الْأَسْمَاء ، ويجد الْقلب لَذَّة تِلْكَ الْحَلَاوَة
فاسم من تحب، يسابق معناه لفظه، ولفظه معناه، فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك.
يا رب نحب من ذكرك بالتوحيد
يا رب إنِّا نحب نبيك محمدا
يا رب ونحب آل محمد وصحبه
يا رب نحب من أطاعك ونكره من عصاك وعاداك
نحب أمهاتنا وأباءنا وأولادنا وأهلنا
يا رب نحب الشام وأهل الشام

اللهم احفظ من نحب

أشعب بين عشق الدراهم ، وعشق جارية

أشعب بين عشق الدراهم ، وعشق جارية
روي أن أشعب يختلف إلى جارية في المدينة، ويظهر لها التعاشق، إلى ان سألته سلفة نصف درهم، فانقطع عنها، وكان إذا لقيها في طريق سلك طريقا أخرى، فصنعت له نشوقا وأقبلت به إليه، فقال لها: ما هذا؟ قالت: نشوق  عملته لك لهذا الفزع الذي بك! فقال: اشربيه انت للطمع الذي بك ؛ فلو انقطع طمعك انقطع فزعي! وأنشأ يقول:
أخلفي ما شـــــئت وعدي ... وامــــــــــــــنحيني كلّ صدّ
قد ســـــــــــلا بعدك قلبي ...  فاعشــــقي من شئت بعدي
إنّي آليت لا أعـــــــــــــــ ...   ــشق من يعشق نقد نقدي!
--------
-         العقد الفريد – ابن عبد ربه (7/ 237)
----------

النشوق: سَعوطٌ يُجعلُ في المنخرين

الخميس، 24 مارس 2016

اللحية وكلمات

اللحية وكلمات
لا شك أنها سنة والسنة هي الاتباع
واللحية زينة
ويكفيني القول أن يمين عائشة رضي الله عنها: لا والذي زيّن الرجال باللحاء.
ولكن لكل عبادة أثران إيجابي يثاب عليه وسلبي يؤزر صاحبه
والسري بن المغلس السقطي رحمه الله كان يقول :
في اللحية شركان: تسريحها لأجل الناس وتركها متفتلة لإظهار الزهد
قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 242)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (2/ 341)


لا تغرق في توقع المسائل

لا تغرق في توقع المسائل
مَسْرُوقٍ، قَالَ:
سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: أَكَانَ هَذَا؟ قُلْتُ: لا، قَالَ:
فَأَحْمِنَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ اجْتَهَدْنَا لَكَ رَأْيَنَا.
صحيح مسلم (1/ 550)

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/ 8)

هل تركنا أمر ربنا

هل تركنا أمر ربنا
سؤال أتوجه به لكل سائل عن أحوال بلادنا وأمتنا
أقول سنن الله واحدة ، سواء في الأفراد ،أوالأمم
فلقد منع القطر عن بني إسرائيل ومعهم سيدنا موسى بذنب أحدهم ، واستسقى سيدنا عمر بن الخطاب بالعباس ، فسقوا بصلاحهم
في سَنَة ثمان وعشرين حدث جُبَيْرِ بْنِ نَصْرٍ قال افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ قُبْرُص فُرِّقَ بَيْنَ أَهْلِهَا – وهو قانون الحروب أيامها - فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَبْكِي إِلَى بَعْضٍ، فَبَكَى أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لَهُ جُبَيْرِ بْنِ نَصْرٍ: مَا يُبْكِيكَ فِي يَوْمٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهِ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَأَذَلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ؟ قَالَ جُبَيْرِ بْنِ نَصْرٍ: فضرب بيده عَلَى منكبي، وَقَالَ: ثكلتك أمك يَا جبير أو قَالَ : دَعْنَا مِنْكَ يَا جُبَيْرُ، مَا أَهْوَنَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ، بَيْنَا هِيَ أُمَّةٌ قَاهِرَةٌ قَادِرَةٌ، تَرَكُوا أَمْرَ اللَّهِ، فَصَارُوا إِلَى مَا تَرَى.
ترى هل ما بنا من بلاء سره في مقولة أبي الدَّرْدَاءِ رَضِي الله عَنهُ
--------
-         تاريخ الطبري (4/ 262)                                                      
-         المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (4/ 364)

-         الكامل في التاريخ (2/ 469)

هذا سيد المسلمين

هذا سيد المسلمين
لا يذهب فكر بعيداً
فرسول الله صلى الله وسلم ، سيد ولد وسيد الرسل ، عليه ، وعليهم الصلاة والسلام
أبي بن كعب بن قيس بن عبد المنذر :
من بعض صفاته أنه شهد العقبة رضي الله عنه مع السبعين من الأنصار، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يكتب له الوحي، وهو أحد الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمر الله عز وجل نبيه أن يقرأ عليه القرآن
وقَالَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فِي حقه: هذا سيد المسلمين.
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم لأبيّ بن كعب:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ 98: 1  سورة البينة
قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، فَبَكَى.
وفي صحيح مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِأُبَيٍّ: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ»، قَالَ: آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: «اللهُ سَمَّاكَ لِي»، قَالَ: فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي
وليس لنا أن نقول أولئك جيل الصحابة وهو الجيل الذي لن يتكرر ، وتقف
نعم هي مقولة صدق دون شك ولا ريب
إلا أنها دافعة للأمل ـ بأن من سار على خطى أبي بن كعب – لا بد أن يصل
فنحن نتبع النبي الذي آمن به كعب ، ونعبد الرب الذي عبده كعب ، وهو الذي لم يجعل رحمته خاصة محصورة بمخلوق
دعونا نصل وإن دون كعب بدرجة
-------------
-         صحيح مسلم (1/ 550)
-         المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/ 8)

-         الطبقات الكبرى – ابن سعد (3/ 379)

كل منا أعلم بشأنه. والمرء مع من أحب.

كل منا أعلم بشأنه. والمرء مع من أحب.
وكل امرىءٍ في شأنه ساعٍ.
وكلّ امرىءٍ من شجو صاحبه خلو
ورحم الله ورحم الله إسحاق الموصلي حيث قال :
يَبْقَى الثَّنَاءُ وَتَذْهَبُ الْأَمْوَالُ ... وَلِكُلِّ دَهْرٍ دَوْلَةٌ وَرِجَالُ
مَا نَالَ مَحْمَدَةَ الرِّجَالِ وَشُكْرَهُمْ ... إلَّا الْجَوَادُ بِمَالِهِ الْمِفْضَالُ
لَا تَرْضَ مِنْ رَجُلٍ حَلَاوَةَ قَوْلِهِ ... حَتَّى يُصَدِّقَ مَا يَقُولُ فِعَالُ
-------------
-         التمثيل والمحاضرة – الثعالبي (ص: 306)
-----
-         الشجو الهم والشجي الكثير الهم


اللمسة البيانية في قول الله تعالى : مالك يوم الدين

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
سورة الفاتحة
اللمسة البيانية في قول الله تعالى : مالك يوم الدين
هناك قراءة متواترة (ملك يوم الدين) بعض المفسرين يحاولون تحديد أي القراءتين أولى وتحديد صفة كل منهما لكن في الحقيقة ليس هناك قراءة أولى من قراءة فكلتا القراءتين متواترة نزل بهما الروح الأمين ليجمع بين معنى المالك والملك.
المالك من التملك والملك بكسر الميم (بمعنى الذي يملك الملك)
وملك بكسر اللام من الملك بضم الميم والحكم (أليس لي ملك مصر) الملك هنا بمعنى الحكم والحاكم الأعلى هو الله تعالى.
المالك قد يكون ملكا وقد لا يكون والملك قد يكون مالكا وقد لا يكون. المالك يتصرف في ملكه كما لا يتصرف الملك (بكسر اللام) والمالك عليه أن يتولى أمر مملوكه من الكسوة والطعام والملك ينظر للحكم والعدل والإنصاف.
المالك أوسع لشموله العقلاء وغيرهم والملك هو المتصرف الأكبر وله الأمر والإدارة العامة في المصلحة العامة فنزلت القراءتين لتجمع بين معنى المالك والملك وتدل على انه سبحانه هو المالك وهو الملك (قل اللهم مالك الملك) الملك ملكه سبحانه وتعالى فجمع بين معنى الملكية والملك
مالك يوم الدين، لِمَ لمْ يذكر الدنيا؟ سواء كان مالكا أو ملكا فلماذا لم يقل مالك يوم الدين والدنيا؟
أولا قال " الحمد لله رب العالمين " فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا. مالك يوم الدين هو مالك يوم الجزاء يعني ملك ما قبله من أيام العمل والعمل يكون في الدنيا فقد جمع في التعبير يوم الدين والدنيا وبقوله " يوم الدين " شمل فيه الدنيا أيضاً.
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل – الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص: 17)


لعله من المفيد أن نبدأ يومنا بابتسامة


لعله من المفيد أن نبدأ يومنا بابتسامة
ولكن من دعم سلوكه بالمصافحة جنى من ذلك غاية ما يحب لنفسه ولمن مست يده يده
فإن كان في كل ابتسامة صدقة ففي كل مصافحة غفران من الذنب
سواء كان ذلك بين الرجل والرجل  أو بين النساء أنفسهم
وفي الترغيب للمنذري عن حذيفة بن اليمان -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر . 
----------------
-         رواه الطبراني في الأوسط (1/ 84)
-         المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/ 31)
-         شعب الإيمان (11/ 287)
======
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِي وَصَافَحَنِي. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَرَى إِلَّا أَنَّ هَذَا مِنْ أَخْلَاقِ الْأَعَاجِمِ. قَالَ: «كَلَّا، مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ فَصَافَحَهُ لُطْفًا وَمَوَدَّةً لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُمَا»
الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين (ص: 126)


الأحد، 20 مارس 2016

حديث عن الْبِرَّ

حديث عن الْبِرَّ
حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، لعمه العباس رضي الله عنه
لن أطيل عليكم والليلة ليلة يوم الجمعة
ويكفيني قول : أبو العتاهية
الصِدقُ وَالبِرُّ أَصَبنا تَوأَما    *   وَالمُسلِمُ البَرُّ يَبَرُّ المُسلِما
وقوله  : لَعَمرُكَ ما ضاقَ امرُؤٌ بَرَّ وَاتَّقى   *    فَذو البِرِّ وَالتَقوى مِنَ اللَهِ في ضَمنِ
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُطِيلَانِ الأَعْمَارَ، وَيُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ، وَيُكْثِرَانِ الْأَمْوَالَ، وَلَوْ كَانَ الْقَوْمُ فُجَّارًا»
ثُمَّ قَالَ: يَا عَمِّ، الْحَدِيثُ الْآخَرُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُخَفِّفَانِ سُوءَ الْحِسَابِ»
فَقَالَ: يَا عَمِّ، الْحَدِيثُ الْآخَرُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكَانِ أَخَوَانِ عَلَى مَدِينَتَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا بَارًّا بِرَحِمِهِ، عَادِلًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَالْآخَرُ، عَاقًّا بِرَحِمِهِ، جَائِرًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ فِي عَصْرِهِمَا نَبِيٌّ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَبَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْعَاقِّ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ رَعِيَّةَ هَذَا وَرَعِيَّةَ هَذَا، فَحَزِنُوا، وَفَرَّقُوا بَيْنَ الأَطْفَالِ وَالأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ يَدْعُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُمَتِّعَهُمْ بِالْعَادِلِ، وَيُزِيلُ عَنْهُمْ أَمْرَ الْجَائِرِ، فَأَقَامُوا ثَلَاثًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ أَنْ أَخْبِرْ عِبَادِي أَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ، وَأَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ، وَجَعَلْتُ مَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ لِذَلِكَ الْجَائِرِ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ الْجَائِرِ لِهَذَا الْبَارِّ، فَمَاتَ الْعَاقُّ لِتَمَامِ ثَلَاثِ سِنِينَ، وَبَقِيَ الْبَارُّ ثَلَاثِينَ سَنَةً»
البر والصلة لابن الجوزي (ص: 56)
البداية والنهاية – ابن كثير (10/ 186)


وَحِّدُونِي بِالرُّبُوبِيَّةِ أَغْفِرْ لَكُمْ

قبل أن نرقد
إخوتي أخواتي
لكم من هدية
نقل عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
قَالَ: «وَحِّدُونِي بِالرُّبُوبِيَّةِ أَغْفِرْ لَكُمْ»
-------
-العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (2/ 515)


لا زلت أذكر سوق المعرة

لا زلت أذكر سوق المعرة
ولازلت أذكر أنهم كانوا في جملة سلوكهم صلحاء
ولا أتألى على الله في ذلك
ولا زلت أذكر في سلوكهم حبهم لاتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى فيما ضعف من الحديث الشريف خشية منهم أن يكون صحيحاً
صوت عبد الباسط محمد عبد الصمد من إذاعة دمشق يتلو كتاب لمدة ساعة تسمعه في كل محل
يتنافس الناس في رفع صوت المذياع الذي ينطق بكتاب الله
ترتفع حد النشاط في السوق بعد السابعة ، وبما يدفعه أهلنا في الريف من خيرات
ومما كنت ألحظ أن الجميع دون استثناء عادات لست بمعرض تقييمها ولكنها تجمعهم
وللذكرى أذكر جلة العاملين في سوق المعرة
كلهم تجمعهم صفة جميلة ،ماتت ، وهي وضع القلم خلف إذنه
وهنا أستسمح القارئ في ورود الأسماء دون قصد في ترتيبها
فوالدي محمد حسن الحرامي وجارنا محمد بشير الشحنة وطالب الدريس ،وأحمد عادل الكرزي ،والحاج مطيع العلوان وأخاه عبد المعطي وأبو فواز محمد العلوان ، وناصر الطعمة وعصري ،وأحمد القندح وقدور الكير وأديب الأبرش والحاج محمود الحلواني والحاج علي الهلال وإبراهيم الحرامي وأخاه ديبو والحاج حسن الجندي ، والحاج لطفي الجندي ، ورئيف الحرامي ، وزكريا الحرامي ، وحسين النداف وشريكه جميل الدريس ، وعمر النحاس وأحمد فريد الشلح وبدر الشلح ومحمد خير الحرامي والحاج محمد خير الحرامي ، حسن البم ومحمد وخالد وصبحي الحيدر وعبسي الشيخ آمين والحاج أسعد الطوبل ونخلة نعمان ، وبولص نعمان ، وحنا قسطنطين ، وأحمد إسماعيل الشواف ،ومحمد إسماعيل الشواف وإبراهيم الرضا وأبو علو ( أحمد الحوا ) وعبد الله الطعمة ، وخالد أطرش الحرامي ، وحسيب الشعراوي ، والحاج سعيد الصبوح ، ومحمد سعدو الداي ، وقاسم الصبوح ، وأبو هاشم الحلاق وعزيز المعرواي وعبد القادر الشحنة ، ومحمد مصطفى الرضا ، إسماعيل البعيق ،وناصر اليوسفي وصالح المطر ، وعبسي المعمار ، وعلي البيك ، وحسين الكردي ،ومصطفى الكردي ، وتوفيق الحرامي ،ومحمود الحرامي ، ورشاد الحرامي ، محمود الجعلوك ، عبد الرزاق الجندي ، محمود العربو ، إبراهيم فارس الحرامي ، صيدلانة ملك من حماة وأحمد الطعمة ، ومحيو الطويش ، ونور المنديل ، وعزو المنديل ، ونعسان القاروق ، وعزو العوض ، وعزو الشحنة ،والحاج محمد فرج الشيروط ، وعبسي الكير ، وحتى الدكتور أحمد راتب الحراكي طبيب المعرة الوحيد وحتى مفتي المعرة الحاج بديع الجندي شاهدته أكثر من مرة يضع القلم خلف إذنه
رجائي أني لم أنس أحداً والكلام هنا دون سنة 1378 هـ 1959 م وفي شارع المعري حصراً ، وتجاوزت ذكر المهن وتركتها مسجلة فيما دونته عن تاريخ المعرة
وأقول كلهم في ذمة الله ورحمته
قد يقول قائل وكل الكلام من أجل وضع القلم خلف الأذن فأجيب
أهلنا كانوا وليتنا كنا يقتفون كل أثر وصلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن كان هذا الأثر في توثيقه ضعيفاً
كنت أرقب الحالة ولم أكن قادراً على تفسيرها ، وبعد أن كبرت علمت أن أثرا مرفوعا ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وهو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَاتِبٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ضَعِ القَلَمَ عَلَى أُذُنِكَ فَإِنَّهُ أَذْكَرُ لِلْمُمْلِي.
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَهُوَ إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَعَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ زَاذَانَ يُضَعَّفَانِ
سنن الترمذي ت بشار (4/ 364)
فأدركت حب أهلنا في المعرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم


أمةٌ لا تَارِيخَ لَهَا ، أمةٌ دُونَ نَسَب

أمةٌ لا تَارِيخَ لَهَا ، أمةٌ دُونَ نَسَب
والتاريخ حجة السابقين على اللاحقين
نتعلم من تاريخ الأمم كلها دون شك
ولكن هل ينطلق الفرنسي مثلا نحو مستقبل يطمح إليه لتكون الخلفية العربية الإسلامية دافعاً له
قطعاً لا حتى ، وإن كان دارسا له مستفيدا منه
قيل للحسن بن سهل: ما بال كلام الأوائل حُجَّةَّ؟
قال: لأنه مرَّ على الأسماع قبْلنا، فلو كان زَللاً لما تأدَّى إلينا، وما تنْقلُ الرواةُ إلا صحيحاً مُسْتَحْسناً.
درر الحكم لأبي منصور الثعالبي (ص: 61)


التحية من شأن كل مسلم

التحية من شأن كل مسلم
فعن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ إِذَا كَانَتِ التَّحِيَّةُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ»
فالتحية هي لكل عبد صالح ، لا نقتصرها على من نعرف
ولا ترد التحية كما نسمعها من صاحبها فنبخسه حقه من جواب الكلمة.
فمن خاطبنا بالسلام عليكم ، لا يكفينا الرد وعليك السلام
والمصافحة دليل ود ورقة قلب
فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ غَدًا أَقْوَامٌ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلَامِ مِنْكُمْ ". قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ فِيهِمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ، يَقُولُونَ:
غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّهْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ
فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا هُمْ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ في الإسلام
وعَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسٍ: أَكَانَتِ المُصَافَحَةُ فِي أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «عَلَّمَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ، وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ»
وأنا أتوجه إليكم فأقول حياكم الله وبياكم
------------
-         معالم السنن (1/ 220)
-         مسند الإمام أحمد (6/ 179)
-         مسند ابن أبي شيبة (1/ 152)
-         مسند الإمام أحمد (20/ 40)
-         صحيح البخاري (8/ 59)
-         صحيح البخاري (8/ 59)


مَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ

خاطرة
بعضنا يستيقظ ، يدخل ويخرج ،وكأنه المطعم المنعم لمن حوله ، زوجه ، أولاده ، أهله
أفلا يعلم أنه مسخر لهم
وآخرين منا ، ومن كل فئات المجتمع ،يتعاملون مع سواهم وكأن الله لم بخلق أمثالا لهم
أنصح نفسي وأحبابي بحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ» ؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ " إسناده حسن
----------
-         مسند أبي يعلى الموصلي (8/ 467)
-         سنن الترمذي (4/ 235)

-         مسند ابن أبي شيبة (1/ 272)