استعجال
القدر
قد
نسوق أنفسنا إلى استعجال آجالنا
بلال
بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كان في حبس الحجّاج ، وكان يعذّبه.
وكان
كلّ من مات في الحبس، رفع خبره إلى الحجّاج، فيأمر بإخراجه وتسليمه إلى أهله.
فقال
بلال للسجّان: خذ منّي عشرة آلاف درهم، وأخرج اسمي إلى الحجّاج في الموتى، فإذا
أمرك بتسليمي إلى أهلي، هربت في الأرض، فلم يعرف الحجّاج خبري، وإن شئت أن تهرب
معي، فافعل، وعلي غناك أبدا.
فأخذ
السجّان المال، ورفع اسمه في الموتى، فقال الحجّاج: مثل هذا، لا يجوز أن يخرج إلى
أهله حتى أراه، هاته.
فعاد
إلى بلال، فقال: أعهد ، قال: وما الخبر؟
قال:
إنّ الحجّاج قال: كيت وكيت، فإن لم أحضرك إليه ميتا، قتلني، وعلم أنّي أردت الحيلة
عليه، ولا بد أن أقتلك خنقا.
فبكى
بلال، وسأله أن لا يفعل، فلم يكن إلى ذلك طريق، فأوصى، وصلّى، فأخذه السجان،
وخنقه، وأخرجه إلى الحجّاج ميتا.
فلما
رآه ميتا، قال: سلّمه إلى أهله.
فأخذوه،
وقد اشترى القتل لنفسه بعشرة آلاف درهم، ورجعت الحيلة عليه
-----------
الأذكياء
(ص: 110)
نشوار
المحاضرة وأخبار المذاكرة (7/ 81)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق