الثلاثاء، 9 مايو 2017

عمر بن عبد الْعَزِيز ، وفرتونة السَّوْدَاء

عمر بن عبد الْعَزِيز ، وفرتونة السَّوْدَاء
اقرأ معي هذه الصورة البيانية المرسومة بالسلوك ، ولم ترسم بالكلمات
وتذكر إنه الإسلام ، وهؤلاء من حمله
وإن كان لا بد من العجب ، فأذكرك أنه تاريخ سلفنا
قد كانت حضارة تحكمها أخلاق الإسلام ، علمية مادية يحترم فيها الإنسان والحيوان والنبات والجماد في اتزان عجيب
رسالة من أمة مصرية سوداء أرسلت بها إلى والي المسلمين وأميرهم تشتكي فيها سرقة دجاجها فيهرع خليفة المسلمين إلى نجدتها وحماية دجاجها، فقد كتبت إليه مولاة في مصر تدعى "فرتونة السوداء" فشكت في كتابها لأمير المؤمنين ( عمر بن عبد العزيز رحمه الله ) أن حائطا لها قصيرا، وانه يقتحم عليها منه فيسرق دجاجها، فكتب عمر (رضي الله عنه) بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى فرتونة السوداء مولاة ذي أصبح، بلغني كتابك، وما ذكرت من قصر حائطك، وانه يدخل عليك فيه، فيسرق دجاجك، فقد كتبت لك إلى أيوب بن شرحبيل، آمره أن يبني لك ذلك، حتى يحصنه لك مما تخافين إن شاء الله
وَكتب إِلَى أَيُّوب بن شُرَحْبِيل من عبد الله عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى ابْن شُرَحْبِيل أما بعد فَإِن فرتونة مولاة ذِي أصبح كتبت إِلَيّ تذكر قصر حائطها وَأَنه يسرق مِنْهُ دجاجها وتسأل تحصينه لَهَا فَإِذا جَاءَك كتابي هَذَا فاركب أَنْت بِنَفْسِك إِلَيْهِ حَتَّى تحصنه لَهَا فَلَمَّا جَاءَ الْكتاب إِلَى أَيُّوب ركب بِبدنِهِ حَتَّى أَتَى الجيزة يسْأَل عَن فرتونة حَتَّى وَقع عَلَيْهَا وَإِذا هِيَ سَوْدَاء مسكينة فأعلمها بِمَا كتب بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهَا وحصنه لَهَا
-----------------
سيرة عمر بن عبد العزيز - عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع، أبو محمد المصري (المتوفى: 214هـ) - (ص: 62)


وَكَانَ بريد عمر بن عبد الْعَزِيز لَا يُعْطِيهِ أحد من النَّاس إِذا خرج كتابا إِلَّا حمله ، لا يهمل كتاب أحد من الناس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق