الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

دَعِ امْرأً وَمَا اخْتَارَ. ومن راع للغنم نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

دَعِ امْرأً وَمَا اخْتَارَ.

ومن راع للغنم نتعلم

المثل الذي ابتدأت به عربي يضرب لمن لا يقبل وعْظَكَ، فيقال حين تجد نفسك عاجز عن ردعه : دَعْه واختياره، كما قيل:

إذا المرءُ لم يدر ما أمكنه ... ولم يأتِ من أمْرِهِ أزْيَنَهْ

وأعْجَبَه العجب فاقْتَادَهُ ... وتَاهَ به التيهُ فاسْتَحْسَنَهْ

فدَعْهُ فقد ساء تَدْبِيرُهُ ... سَيَضْحَكُ يَوْماً ويبكي سَنَةْ

والكل يعلم أن الحق أبلج وكل ذي عينين لا بد أن يرى الشمس .إلا أن ابتلينا بمن لا مروءة لهم فهم خارج دائرة الأدب وكيف نرى أدبا عند قوم ضيعوا عقولهم فظنوا أن في عقولهم ما يغنيهم ويكفيهم ، ولا في عقول سواهم .

مرّ عبيد الله بن معمر التيميّ على راعٍ في ظل حائط ومعه غنمٌ يرعاها، فقال: ياراعي، هل من لبن؟ قال: أنا مملوك وهذه الغنم لمولاي، ولايسعني ماتسألني ولا يحلُّ لي. قال وهو يطعم وإلى جنبه كلبٌ يأكل لقمةً ويلقي إليه لقمةً، فقال عبيد الله: إنك لعجبٌ! قال: وماذاك؟ قال: أراك تقاسم الكلب طعامك. قال: أولاً أستحيي من ذي عينين يراني آكل ولاأطعمه؟! قال له: فلمن هذه الغنم؟ قال: لبني فلان من أهل المدينة. قال: ومملوك من أنت؟ قال: لهم. قال: فلمن هذا الحائط؟ - يعني البستان. قال: لهم. قال: فأتى عبيد الله بن معمر مواليه، فقال: أتبيعوني مملوككم فلاناً؟ قالوا: نعم! قال: والغنم؟ قالوا: نعم! قال: والبستان؟ قالوا: نعم! فاشتراها كلَّها، ثمّ أقبل إلى الراعي فقال له: أنت، ياراعي، حُرٌّ لوجه الله! قال: الحمد لله على ذلك! قال: وقد اشتريتُ الغنم فهي لك! قال: أشهدك، يامولاي، إنها صدقة على المساكين! قال: وقد اشتريت الحائط وهو لك! قال: أشهدك، يامولاي، إنه وقفٌ على فقراء أهل المدينة! فانصرف عبيد الله وهو يقول: مارأيت كاليوم مثل هذا العبد لله درُّه!

لقد اتعظ عبيد الله من سلوك راع .

ترى فهل نتعظ فنؤب للحق وننبذ العناد

أم ما زلنا نبني على أحلام إبليس قصورا واهية

يا رب فرج عن سوريا وأهلها

ــــــــــــ

الأدب والمروءة – اللخمي (ص: 12)

مجمع الأمثال – الميداني (1/ 268)

نور القبس - اليغموري (ص: 73)

 

سوامد الليل ومن سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وسيرة سيدنا هود عليه السلام لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

سوامد الليل

ومن سيرة الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وسيرة سيدنا هود عليه السلام لنا مثل

والسوامد من أسرار البلاء الذي نحن فيه ، وهم من خلت عقولهم من الحق يناضلون عن الباطل وقد أعجزهم الدليل والسّامدُ: الذي وقع في حيرة  والحيرة هنا شيطانية فهو إن انصاع للحق ظن أنه سيفتقد المنزلة والمكانة التي هو عليها .

إن هؤلاء هم الخلائق الذين يستمعون ولا يعقلون ما سمعوا من الحق ، وينظرون ولا يميزون ما نظروا.. وهم كثير، في كل زمان وفي كل مكان. وفي العامية نقول : يا أخي والله الطريق من هون . ويأتيك الجواب : لأ لأ من هون ...

طلب كفار قريش رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آية فدعى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانشق القمر فَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ وَفِرْقَةٌ دُونَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْهَدُوا، وَفِي رِوَايَةِ مُجَاهِدٍ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي بَعْض طُرُقِ الْأَعْمَشِ بِمِنى وَعَنِ ابن مَسْعُودٍ قَالَ حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَل بَيْنَ فُرْجَتَي الْقَمَرِ وَرَوَاهُ عَنْهُ مَسْرُوقٌ أَنّهُ كَانَ بِمَكَّةَ وَزَادَ فَقَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ سَحَرَكُمُ ابن أَبِي كَبْشَةَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ إنَّ مُحَمَّدًا إنْ كَانَ سَحَرَ الْقَمَرَ فَإنَّهُ لَا يَبْلُغُ من سِحْرِهِ أَن يَسْحَرَ الْأَرْضَ كُلَّهَا فَاسْألُوا من يَأتِيكمْ من بَلَدٍ آخَرَ هَلْ رَأَوْا هَذَا فَأتَوْا فَسَألُوهُمْ فَأَخْبَرُوهُم أَنَّهُمْ رَأَوْا مِثْلَ ذَلِكَ وَحَكَى السَّمْرَقَنْدِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ نَحْوَهُ وَقَالَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ هَذَا سِحْرٌ فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِ الآفَاقِ حَتَّى تَنْظُرُوا أَرَأَوْا ذَلِكَ أَمْ لَا فَأخْبَرَ أَهْلُ الآفَاقِ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ مُنْشَقًّا فقالوا الكفار هَذَا سِحْرٌ مُسْتَمِرّ .

أما قصة الناقة؟ التي سألها قوم سيدنا صالح ،  سألوه أن يُريهم آية تكون مِصداقًا لما يقول فيما يدعوهم إليه، فقال لهم: أيَّ آية تريدون؟ قالوا: تخرج معنا إلى عِيدِنا هذا ، وكان لهم عيد يخرجون إليه بأصنامهم وما يعبدون من دون الله، في يوم معلوم من السنة ، فتدعو إلهك وندْعُو آلهتنا، فإن استجيب لك اتَّبعناك! وإن استجيب لنا اتَّبعتنا! فقال لهم صالح: نعم! فخرجوا بأوثانهم إلى عيدهم ذلك، وخرج صالح معهم إلى الله فدعَوْا أوثانهم وسألوها أن لا يستجاب لصالح في شيء ممّا يدعو به. ثم قال له جندع بن عمرو بن جواس بن عمرو بن الدميل، وكان يومئذٍ سيّد ثمود وعظيمَهم: يا صالح، أخرج لنا من هذه الصخرة  وهي صخرة منفردة في ناحية الحِجْر، يقال لها الكاثِبة = ناقةً مخترجة جَوْفاء وَبْرَاء  و"المخترجة"، ما شاكلت البُخْت من الإبل. وقالت ثمود لصالح مثل ما قال جندع بن عمرو فإن فعلت آمنَّا بك وصَدَّقناك، وشهدنا أنَّ ما جئت به هو الحقّ! وأخذ عليهم صالح مواثيقهم: لئن فعلتُ وفَعَل الله لتصدِّقُنِّي ولتؤمنُنَّ بي! قالوا: نعم! فأعطوه على ذلك عهودَهم. فدعا صالح ربَّه بأن يخرجَها لهم من تلك الهَضْبة، كما وصفوا. وأنَّهم نظروا إلى الهضبة، حين دعا الله صالح بما دعا به، تتمخَّض بالناقة تمخُّض النَّتُوج بولدها،  فتحركت الهضبة، ثم انتفضت بالناقة،  فانصدعت عن ناقة، كما وصَفوا، جوفاءَ وَبْرَاء نَتُوج، ما بين جنبيها لا يعلمه إلا الله عِظمًا، فآمن به جندع بن عمرو ومَنْ كان معه على أمره من رهطه، وأراد أشرافُ ثمود أن يؤمنوا به ويصدِّقوا، فنهاهم ذؤاب بن عمرو بن لبيد، والحباب صاحبُ أوثانهم، وأوضح لهم سيدنا صالح أنها ناقة الله وأن لهذه الناقة لها يوم في الماء لتشرب منه، ويوم تشربون أنتم فيه. وكان الماء قليلاً عندهم في الآبار . والمعروف أن مدائن صالح كانت منطقة شديدة الحرارة، ويمكن لمن يزور المدينة أو «تبوك» أن يمر عليها. كانت الناقة حرة في اختيار المكان الذي تعيش فيه صيفاً أو شتاءً فلا أحد بقادر أن يمسها بسوء. وكانت هناك امرأتان لهما نياق. وناقة الله تغلب نياق المرأتين في المراعي والماء. فأحضرت المرأتان رجلاً يطلق عليه: «أُحَيْمر ثمود: واسمه قُدار بن سالف» ليقتلها، فقتل الناقة، فلما قتلت الناقة، طلع ابنها الفصيل على جبل يسمى «قارة» وخار ثلاثة أصوات، فنادى سيدنا صالح: يا قوم أدركوا هذا الفصيل، لعل الله بسبب إدراككم له يرفع عنكم العذاب، فراحوا يتلمسونه فلم يجدوه وأعلم الله صالحاً النبي أن العذاب قادم، ففي اليوم الأول تكون وجوههم مصفرة، وفي اليوم الثاني تكون محمرة، وفي اليوم الثالث تكون مسودّة، فقد كانت الناقة هي ناقة الله المنسوبة له سبحانه، وقد تأكدوا بالأمر المشهدي من ذلك، وكان من الواجب عليهم ساعة أن وجدوا الآية الكونية المشهودة المشهودة أن يأخذوا منها العبرة، وأنها مقدمة للشيء الموعود به. لكنَّ الغباء أنساهم أنها ناقة الله.

والغباء أغشى أعين الكثير اليوم حتى جروا علينا البلاء

يا رب أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــ

الشفا بتعريف حقوق المصطفى – اليحصبي (1/ 281)

تفسير الطبري (12/ 527)

تفسير الشعراوي (7/ 4219)





 

 

قبل أن نرقد لنقل أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ

 

قبل أن نرقد

لنقل أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ

فَعَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ، وَقَالُوا: يُبَلِّغُنَا اللَّهُ بِهِ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ هَمَّ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَا الْقَوْمَ غَدًا جِيَاعًا رِجَالًا؟ وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَدْعُوَ لَنَا بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَتَجْمَعَهَا، ثُمَّ تَدْعُوَ اللَّهَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ - أَوْ قَالَ: سَيُبَارِكُ لَنَا فِي دَعْوَتِكَ - فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُجِيئُونَ بِالْحَثْيَةِ مِنَ الطَّعَامِ، وَفَوْقَ ذَلِكَ، وَكَانَ أَعْلَاهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، فَجَمَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ، ثُمَّ دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَحْتَثُوا، فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَئُوهُ، وَبَقِيَ مِثْلُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهَا إِلَّا حُجِبَتْ عَنْهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

مسند الإمام أحمد (24/ 184)

هشام محمد كرامي

الاثنين، 26 أكتوبر 2020

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

من عجائب معجزاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزول تلك الأية فقد أخرج ابْن مرْدَوَيْه والضياء فِي المختارة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي آيَة أنزلت من السَّمَاء أَشد عَلَيْك فَقَالَ كنت بمنى أَيَّام موسم وَاجْتمعَ مُشْرِكُوا الْعَرَب وافناء النَّاس فِي الْمَوْسِم فَنزل عليّ جِبْرِيل فَقَالَ {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك وَإِن لم تفعل فَمَا بلغت رسَالَته وَالله يَعْصِمك من النَّاس} قَالَ: فَقُمْت عِنْد الْعقبَة فناديت: ياأيها النَّاس من ينصرني على أَن أبلغ رِسَالَة رَبِّي وَلكم الْجنَّة أَيهَا النَّاس قُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنا رَسُول الله إِلَيْكُم وتنجحوا وَلكم الْجنَّة . قَالَ: فَمَا بَقِي رجل وَلَا امْرَأَة وَلَا صبي إِلَّا يرْمونَ عليّ بِالتُّرَابِ وَالْحِجَارَة ويبصقون فِي وَجْهي وَيَقُولُونَ: كَذَّاب صابىء فَعرض عَليّ عَارض فَقَالَ: يامحمد إِن كنت رَسُول الله فقد آن لَك أَن تَدْعُو عَلَيْهِم كَمَا دَعَا نوح على قومه بِالْهَلَاكِ . فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اهد قومِي فانهم لايعلمون وَانْصُرْنِي عَلَيْهِم أَن يجيبوني إِلَى طَاعَتك فجَاء الْعَبَّاس عَمه فأنقذه مِنْهُم وطردهم عَنهُ قَالَ: الْأَعْمَش فبذلك تفتخر بنوالعباس . وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْرُسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا النَّاسُ، انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ» وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ الغفاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ إِلَّا وَنَحْنُ حَوْلَهُ مِنْ مَخَافَةِ الْغَوَائِلِ حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْعِصْمَةِ: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] " . وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: رُكَانَةُ وَكَانَ مِنْ أَفْتَكِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ وَكَانَ مُشْرِكًا وَكَانَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ فِي وَادٍ يُقَالُ لَهُ: إِضَمٌ فَخَرَجَ نبيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذَاتَ يَوْمٍ قِبَلَ ذَلِكَ الْوَادِي فَلَقِيَهُ رُكَانَةُ وَلَيْسَ مَعَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ فَقَامَ إِلَيْهِ رُكَانَةُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ الَّذِي تَشْتُمُ آلِهَتَنَا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَتَدَعُو إِلَى إِلَهِكَ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لَوْلَا رَحِمٌ بَيْنِي وَبَينَكَ مَا كَلَّمْتُكَ الْكَلَامَ حَتَّى أَقْتُلَكَ وَلَكِنِ ادْعُ إِلَهَكَ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ يُنْجِيكَ مِنِّي الْيَوْمَ وَسَأَعْرِضُ عَلَيْكَ أَمْرًا هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُصَارِعَكَ وَتَدْعُو إِلَهَكَ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ أَنْ يُعِينَكَ عَلَيَّ وَأَنَا أَدْعُو اللَّاتَ وَالْعُزَّى فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ مِنْ غَنَمِي هَذِهِ تَخْتَارُهَا فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ فَاتَّخِذْ فَدَعَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَهَهُ الْعَزِيزَ الْحَكِيمَ أَنْ يُعِينَهُ عَلَى رُكَانَةَ وَدَعَا رُكَانَةُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، أَعْنِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَاتَّخَذَهُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ فَقَالَ رُكَانَةُ: فَلَسْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَخَذَلَنِي اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَمَا وَضَعَ أَحَدٌ جَنْبِي قَبْلَكَ فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: عُدْ فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشْرٌ أُخْرَى تَخْتَارُهَا فَأخَذَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ وَجَلَسَ عَلَى كَبِدِهِ فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: فَلَسْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَخَذَلَنِي اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَمَا وَضَعَ جَنْبِي أَحَدٌ قَبْلَكَ فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: عُدْ فَإِنْ أَنْتَ صَرَعْتَنِي فَلَكَ عَشُرٌ أُخْرَى تَخْتَارُهَا، فَأَخَذَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَهَهُ كَمَثَلِ فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَصَرَعَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: لَسْتَ أَنْتَ الَّذِي فَعَلْتَ بِي هَذَا إِنَّمَا فَعَلَهُ إِلَهُكَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَخَذَلَنِي اللَّاتُ وَالْعُزَّى فَدُونَكَ ثَلَاثِينَ شَاةً مِنْ غَنَمِي فَاخْتَرْهَا فَقَالَ لَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أُرِيدُ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَدْعُوكَ إِلَى الْإِسْلَامِ يَا رُكَانَةُ وَأَنْفَسُ بِكَ أَنْ تَصِيرَ إِلَى النَّارِ إِنَّكَ إِنْ تَسْلَمْ تَسْلَمْ فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: لَا إِلَّا أَنْ تُرِيَنِي آيَةً قَالَ لَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ عَلَيْكَ شَهِيدٌ لَئِنْ أَنَا دَعَوْتُ رَبِّي فَأَرَيْتُكَ آيَةً لَتُجِيبَنِي إِلَى مَا أَدْعُوكَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَقَرِيبٌ مِنْهُمَا شَجَرَةُ سَمُرٍ ذَاتَ فُرُوعٍ وَقُضْبَانٌ فَأَشَارَ إِلَيْهَا نبيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: أَقْبِلِي بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْشَقَّتْ بِاثْنَيْنِ فَأَقْبَلَتْ عَلَى نِصْفِ شِقِّهَا وَقُضْبَانِهَا وَفُرُوعِهَا حَتَّى كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ رُكَانَةَ فَقَالَ لَهُ رُكَانَةُ: أَرَيْتَنِي عَظِيمًا فَمُرْهَا؟ فَلْتَرْجِعْ فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ بِقُضْبَانِهَا وَفُرُوعِهَا حَتَّى إِذَا الْتَأَمَتْ قَالَ لَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْلِمْ تَسْلَمْ فَقَالَ رُكَانَةُ: مَا بِي إِلَّا أَنْ أَكُونَ قَدْ رَأَيْتُ عَظِيمًا وَلَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ تَسَامَعُ نِسَاءُ الْمَدِينَةِ وَصِبْيَانُهِمْ أَنِّي إِنَّمَا أَجَبْتَ لِرُعْبٍ دَخَلَ فِي قَلْبِي مِنْكَ وَلَكِنْ قَدْ عَلِمَتْ نِسَاءُ الْمَدِينَةِ وَصِبْيَانُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَضَعْ جَنْبِي قَطُّ أَحَدٌ وَلَمْ يَدْخُلْ قَلْبِي رُعْبٌ سَاعَةً قَطُّ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا وَلَكِنْ دُونَكَ فَاخْتَرْ غَنَمَكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ لِي حَاجَةٌ إِلَى غَنَمِكَ إِذْ أَبَيْتَ أَنْ تُسْلِمَ فَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَلْتَمِسَانِهِ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَخْبَرَتْهُمَا أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ تَوَجَّهَ قِبَلَ وَادِي أَضَمِ وَقَدْ عَرَفَا أَنَّهُ وَادِي رُكَانَةَ لَا يَكَادُ يُخْطِئُهُ فَخَرَجَا فِي طَلَبِهِ وَأَشْفَقَا أَنْ يَلْقَاهُ رُكَانَةُ فَيَقْتُلُهُ فَجَعَلَا يِتَصَاعَدَانِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ وَيَتَشَوَّفَانِ لَهُ إِذْ نَظَرَا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا فَقَالَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ كَيْفَ تَخْرُجُ إِلَى هَذَا الْوَادِي وَحْدَكَ وَقَدْ عَرَفْتَهُ أَنَّهُ جِهَةُ رُكَانَةَ وَأَنَّهُ مِنْ أَفْتَكِ النَّاسِ وَأَشَدِّهِمْ تَكْذِيبًا لَكَ؟ فَضَحِكَ إِلَيْهِمَا ثُمَّ قَالَ: أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ لِي: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصِلُ إِلَيَّ وَاللَّهُ مَعِي وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُهُمَا عَنْ رُكَانَةَ وَالَّذِي فَعَلَ بِهِ وَالَّذِي أَرَاهُ فَعَجِبَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَرَعْتَ رُكَانَةَ فَلَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا وَضَعَ إِنْسَانٌ جَنْبَهُ قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ رَبِّي فَأَعَانَنِي عَلَيْهِ وَإِنَّ رَبِّي أَعَانَنِي بِبِضْعِ عَشْرَةَ وَبِقُوَّةِ عَشَرَةٍ .

والسؤال الذي يطرح نفسه هل من الحق أن نوجه جام غضبنا تجاه من أساء لحضرة النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أياً كان

ونحن في منهج حياتنا في بعد عن هديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكفر من خالفنا الرأي ، ونقتل من لم يكن في صفنا حتى وإن شهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . ندمر الوطن ونشرد الأهل والكل يدعي أن ذلك من دواعي الحب لرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

اللهم كن بالمرصاد لمن أساء لرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قولا أو فعلا

ردنا لهدي نبيك الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

فرج يا رب عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الدر المنثور في التفسير بالمأثور (3/ 117)

دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني

المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 342)

بين الشبرقة والسخافة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بين الشبرقة والسخافة

في المعرة عندنا يقولون : عبيتشبرق . ويقولون : شبارق ما بِفارق . في الأولى للدلالة على التبذير وفي الثانية : على الثقل والغلاظة . و الشبرقة: الشيء السخيف ، وثوب شُبارِق: مقطَّع ويصرَّف فَيُقَال: شبرقتُ الثوبَ شَبرقةً وشِبراقاً. والشبرقة التنتيف

قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: فأدْرَكْنَه يأخذنَ بالسّاق والنَّسا ... كَمَا شَبْرَقَ الوِلْدانُ ثوبَ المقدِّسِ

والشبرقة نهش اللحم من العظم . وثوب شبارق مقطع ممزق وَلحم شبارق مطبوخ ألوانا . والشبارقات ألوان الثوب ؛ ومنه قول العامة: شَبْرقَة . والمُشَبْرق من الثياب: الرقيق الردئ النسج، ويُقال للثوب من الكتَّان مثل السبنية: مُشَبْرق.

ومن الشبرقة الشبرقوقو وهي حلوى تشبه كعاب الغزال في الأعراس التركية فـ ( شابر ) صوت الشفتين حينما تقبلان أو حين مضغ الطعام . وقوقو من التركية الرائحة . وبنى عليها الناس : الشبرقة وتْشَبرق

واليوم أضحينا شبرقة للقاصي والداني كلٌ يتلذذ بتشتيت شملنا وأذانا حتى تعدا الأمر وكما يقال الخط الأحمر إلى أن أصبحنا شبرقة لمن كنا نظن أنهم من أهلنا وأبناء لهذه الأرض وهذا الوطن .

ترى هل هناك أسخف ممن يتلذذ بعذاب ابتلي به أهله وكان سبباً في ذلك

رد الله الأمن والأمان لسوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العين (5/ 244)

البارع في اللغة (ص: 531)

معجم متن اللغة (3/ 268)

جمهرة اللغة (2/ 1208)

الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (4/ 1500)

المعجم الوسيط (1/ 470)

المعجم العربي لأسماء الملابس (ص: 256)

محيط المحيط - بطرس البستاني ص 449

معقول أنّا وصلنا لدرجة اللاوعي في المعرة عندنا يقولون : كلام الليل يمحوه النهار

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

معقول أنّا وصلنا لدرجة اللاوعي

في المعرة عندنا يقولون : كلام الليل يمحوه النهار

كثر منا أضحى كالخفافيش ينشط في الليل ويختبئ في النهار ، إلا ان الخفافيش كُيفت في خلقها لتلتقط رزقها ليلا اما نحن فقد كُيّف خلقنا ليكون النهار لنا معاشا ويبقي الليل للراحة والسكون إلا أن من جعل إله هواه أي وجهته وهدفه - وانا لا أكفر احدا - ومعاذ الله أنا افعل . يتأتمر علينا بليل ويغوينا بفرج كاذب وبالاتكال على من لهم مصلحة في خراب بيوتنا . فإن جاء النهار ليُظهر كذبهم . عادوا لظلام الليل أملا في محو مقولات وصياغة أخرى تبرر ضلالاتهم : - ما كان القصد هيك بل هو هكذا - يمكرون بنا بليل . وكانت العرب تقول :هذا أمر دبر بليل . مكر هدفه تحقيق مآرب تؤذي الصديق وتسر العدو .

قيل أن رجلا رأى حلما أفزعه ويتكرر الحلم فيهرع إلى من كان له خبرة في تفسيره ليشير عليه بأن أحدا من خواصه سيقتله وعليه بالتخلص منه . إلا أن الرجل راجع نفسه وسألها إن فعل ما أشير به عليه فمن سيبقى له ممن يستعين به على غوئل الدهر . فهو لا يعلم أيهم من تُصور أنه يكيد له وبالتالي فما عليه إلا قتلهم جميعاً ليقي نفسه الشر المذعوم .

فكر الرجل بعقلانية ووجد أنه إن حصل وخسر نفسه أجل وأفضل من أن يخسر ذويه ..

واليوم نرى انتشار مبدأ أبي العلاء المعري

إِذا مُتُّ لَم أَحفِل بِما اللَهُ صانِعٌ .. إِلى الأَرضِ مِن جَدبٍ وَسَقيِ غُيوثِ

ترى إذا دمر الوطن وشرد الأهل والأصاحب ؟ فهل يتبقى في الحياة ما يسعدها ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

معجزاته صلى الله عليه وسلم كثيرة، وقد اختلف العلماء في عددها فمنهم من أوصلها إلى ثلاثة آلاف كما قال ابن حجر، ومنهم من قال دون ذلك، وسبب اختلافهم جلي هو أنه لم يرد دليل على حصرها في عدد معين، فطفق كل منهم يعد ما يعتبره معجزة ويبعد ما لا يراه أو ما لم يصح عنده . ومن أجلِّ تلك المعجزات وأشهرها القرآن الكريم، وانشقاق القمر ونبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، وتكثير الطعام القليل والماء وحنين الجذع وانقياد الشجر وتسبيح الحصى بكفه وتسليم الحجر عليه... وغيرها.

عَنْ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَأَدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ عَرَّسُوا، فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ لاَ يُوقَظُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَنَامِهِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ، فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ وَصَلَّى بِنَا الغَدَاةَ، فَاعْتَزَلَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ لَمْ يُصَلِّ مَعَنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «يَا فُلاَنُ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا» قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ، ثُمَّ صَلَّى، وَجَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ، إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ، فَقُلْنَا لَهَا: أَيْنَ المَاءُ؟ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لاَ مَاءَ، فَقُلْنَا: كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ المَاءِ؟ قَالَتْ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، فَقُلْنَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثَتْهُ بِمِثْلِ الَّذِي حَدَّثَتْنَا، غَيْرَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ، فَأَمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا، فَمَسَحَ فِي العَزْلاَوَيْنِ، فَشَرِبْنَا عِطَاشًا أَرْبَعِينَ رَجُلًا حَتَّى رَوِينَا، فَمَلَأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَإِدَاوَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ نَسْقِ بَعِيرًا، وَهِيَ تَكَادُ تَنِضُّ مِنَ المِلْءِ، ثُمَّ قَالَ: «هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ» فَجُمِعَ لَهَا مِنَ الكِسَرِ وَالتَّمْرِ، حَتَّى أَتَتْ أَهْلَهَا، قَالَتْ: لَقِيتُ أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَمَا زَعَمُوا، فَهَدَى اللَّهُ ذَاكَ الصِّرْمَ بِتِلْكَ المَرْأَةِ، فَأَسْلَمَتْ وَأَسْلَمُوا

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ قَالَا: لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: افْعَلُوا فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا قَلَّ الظَّهْرُ وَلَكِنِ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ ثُمَّ ادْعُ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ فَلَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ خَيْرًا [فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ] قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنِّطْعِ فَبَسَطَهُ ثُمَّ دَعَاهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ الذُّرَةِ وَالْآخَرُ بِكَفِّ التَّمْرِ وَالْآخَرُ بِالْكِسَرِ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطْعِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: ثُمَّ دَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ قَالَ: فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا مَلئُوهُ قَالَ: وَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا وَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فَيُحْجَبُ عَنِ الْجَنَّةِ .

وَعَنْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، فاتبعته بإداوة من ماء، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير شيئا يستتر به، فإذا شجرتان بشاطئ الوادي، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما، فأخذ بغصن من أغصانها ، فقال: «انقادي علي بإذن الله» فانقادت معه كالبعير المخشوش، الذي يصانع قائده، حتى أتى الشجرة الأخرى، فأخذ بغصن من أغصانها، فقال: «انقادي علي بإذن الله» فانقادت معه كذلك، حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما، لأم بينهما - يعني جمعهما - فقال: «التئما علي بإذن الله» فالتأمتا، قال جابر: فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربي فيبتعد - فحانت مني لفتة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا، وإذا الشجرتان قد افترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة، فقال برأسه هكذا - وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينا وشمالا ..

- ثم أقبل، فلما انتهى إلي قال: «يا جابر هل رأيت مقامي؟» قلت: نعم، يا رسول الله قال: «فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا، فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك»، قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته، فانذلق لي، فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقته، فقلت: قد فعلت، يا رسول الله فعم ذاك؟ قال: «إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت، بشفاعتي، أن يرفه عنهما، ما دام الغصنان رطبين»

ـــــــــ

دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 419)

صحيح مسلم (4/ 2306)

صحيح مسلم (1/ 475)

صحيح البخاري (4/ 191)

--------

مؤتمة : ذات أيتام

سادلة رجليها : مرسلة

أدلجنا : سرنا الليل كله

المزادة ما زيد فيه جلد ثالث بين جلدين ليتسع. وقيل: هي القربة الكبيرة التي تحمل على الدابة؛ سميت من الزيادة فيها من غيرها

العزلاء بالمدِّ [عزلا] المزادة، وهو موضع يخرج الماء منه .فمجَّ فى العزلاوين :أى طرح من فيه ماءً فيهما

النواضح: الإبل التى يُسقى عليها

أفيح : واسع

الاثنين، 19 أكتوبر 2020

مراد الله وكلمات

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مراد الله وكلمات

والمراد قد يكون معلوما بكليته أو ببعض جوانبه والمجهول أيضا من مراد الله قد يكون مجهولا في كليته أو بعض جوانبه

فمن مراد الله في خلقنا معرفة من خلقنا ومن مراد الله أن جعل سيدنا أدم خليفة في الأرض وجعل هذا الكون مسخرا له ولذريته .

الحدود من مرادات الله ، فقطع يد السارق صون للمال العام والخاص .

ومن مرادات الله أن سن مبدأ التعارف بين الخلق وأن يدخل الناس في السلم كافة . وليست الحروب من مرادات الله إلا لدفع البغي ، ومن البغي أن يتبع الشيطان وينحرف الناس عن اتباع الهدى 

فهل من مراد الله وبحجج شيطانية أن يدمر المرء وطنه ؟

هل من مراد الله أن يكون المرء سببا في تشريد أهله ؟

هل من مراد الله أن يكون المرء سببا في تسلط الأعداء على وطنه وأهله ؟

حجج واهية . وأهداف شيطانية

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

 

 

 

 

بوق وأبواق

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بوق وأبواق

والبوق: شيء مجوف مستطيل، أو مخروطي ينفخ فيه ويزمر  قيل أنه "معرب بوري"، وقيل أنه عربي. ويقال للإنسان الذي لا يكتم سرّه إنما هو بوق. وهو أيضاً الباطل والزور ، والتَّبَوُّقُ في الكلام: التَّكَذبُ فيه .

 ومن ذلك قول حسان بن ثابت يرثي عثمان رضي الله عنهما :

يَا قاتَلَ اللهُ قَوْما كانَ شأْنُهُمُ ... قَتْلَ الإمامِ الأمينِ المُسْلمِ الفُطنِ

مَا قَتَلُوهُ عَلى ذَنْبٍ أَلَّمَّ بِهِ ... إلاَّ الَّذي نطَقُوا بُوقا وَلَمْ يَكُنِ

واليوم نرى أجسام آدميين جندوا أنفسهم كأبواق ترويجا لمأرب أعدائهم وأعداء أهلهم ووطنهم ، يلهثون وراء وكما يقال لحسة عسل حتى وإن لم يكن عسل نحل . فالأهم قدر من السعادة التي أَمَّلهم شيطانهم بها . مكاسب مادية ومناصب وهمية ، تبنى على أجساد أهلهم ، وعلى تراب وطنهم ، ورحم الله بديع الزمان الهمذاني حيث قال :

كم رائع الجسم إلا انه طلل ... وهائل الصوت إلا أنه بوق

وما أكثر البواري  ( الأبواق ) التي ينفخ فيها من لا يدرك أثر النغمة التي تخرج  فقط لتمرير الأذى وهو المراد المتوقع منها.

يا رب أخرس من رام بأذى سوريا وأهلها

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

شرح ديوان المتنبي للعكبري (3/ 108)

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

إناس لا يعيبهم شيء فلا خير يترجتى منهم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

إناس لا يعيبهم شيء

فلا خير يترجتى منهم

وفي المعرة عندنا يقولون : ليصفوا رجلا يجدر البعد عنه لسوء صفاته .فلان مْكَشّفْ . أي لا يهمه عيب فعله

لا لقلة ما يعيبهم بل لأنهم كشفوا القناع عن وجوههم ، ليظهروا بجلاء وعلى حقيقتهم ، فلا خشية من سلوكيات لا تحقق إلا شهواتهم . وحتى وإن واجهتهم وقلت : يعني اللي استحوا ماتوا . أدخلت بمقولتك السرور إلى قلوبهم . فقد أضحى ما يعيب زينة لهم . آذانهم طرشاء لا تَسمع إلا ما وافق هواهم . فالعيب عندهم له مسمى واحدا : أن تخالفهم .

ربينا على قيم جُلها نابع من الاسلام أو من أخلاق العرب الأقحاح : أنا وأخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب

وأصبحنا نعتز بأنا مع الغريب ضد أهلنا وأهل بلدنا . لا نستعار من مواقفنا هذه . قال إبراهيم النخعي: " إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلاّ المخافة إنَّ أبتلى به. وقال عمرو بن شرحبيل: لو عيرت رجلاً برضاع الغنم لخشيت إنَّ أرضعها. ومن أمثالهم في هذا: لا تسخر من شيء فيحور بك.

كان الناس يستترون إن أحدثوا ما يعاب ويخشون أن بنسب إليهم حتى تجاه جوارهم  ، ولازلت أذكر مدح جدتي لجوارها

جارنا فلان لا يسمع صوته - وكانت البيوت سماوية والجداران ليست بعالية – وتتابع جدتي : والله يا أختي صوت قبقاق أم فلان وأبون فلان لا نسمعه حتى حين يستيقظون لصلاة الفجر حيث يكون الجو هادئا وربما سمع المرء دبيب النملة . كل حريص على كتم عيوبه خشية من أن يعرف بها . قال رجل لأبنه: إذا أردت أن تعرف عيبك فخاصم شيخا من قدماء جيرانك. قال: يا أبت لو كنت إذا خاصمت جاري لم يعرف عيبي غيري كان ذلك رأيا، ولكن جاري لا يعرف عيبي حتى يعرفه عدوي. وحتى النساء العجائز كانوا يأبوا  أن لا تظهر عليهم علامة الضعف لتقدم السن فتأبى جاهدة أن يظهر انحناء ظهرها .

عجوزٌ ترجَّى أن تكون فتيَّةً ... وقد لحب الجنبان واحدوْدبَ الظُّهرُ

ثم إن كشف العيب هدية تقدم لعدو المرء ليستفيد منها في آذاه

أليس من العيب أن يساهم المرء في تدمير وطنه وقتل وتشريد أهله ؟!. أليس من العيب أن يتعاون المرء مع عدوه ضد أهله

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

البيان والتبيين (3/ 144)

الرسائل للجاحظ (2/ 122)

الأمثال لابن سلام (ص: 75)

 

– الجنبان رؤوس الكتفين

-         لحب : قل اللحم المغلف للعظم

أحي سُنّة ما قدرت أنا أحب أن يذكر اسم أبي في حضرت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 

قبل أن نرقد

أحي سُنّة ما قدرت أنا أحب أن يذكر اسم أبي في حضرت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أنا أحب أن يذكر اسم أبي في حضرت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فهل أنت أخي وأختي تحب ذلك

هي صلاة على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم : أكثروا الصلاة عليّ، فإن الله وكل بي مَلَكًا عند قبري، فإذا صلّى عليّ رجل من أمتي، قال لي ذلك المَلَك: يا محمَّد، إن فلان بن فلان صلّى عليك الساعة".

ـــــــــ

المطالب العالية – ابن حجر العسقلاني(13/ 780)

جامع الأحاديث – الجلال السيوطي(5/ 363)

هَذَا بِذَاكَ وقالوا : هذه بتلك والبادى اظلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

هَذَا بِذَاكَ

وقالوا : هذه بتلك والبادى اظلم

وفي المعرة عندنا يقولون : وحدة بوحدة أي هذه بتلك

قالوا: وأول من قال ذلك الفرزدق، وذلك أنه كان ذات يوم جالسًا فى نادى قومه ينشدهم، إذ مر به جرير بن الخطفى على راحلة، وهو لا يعرفه، فقال الفرزدق: من ذلك الرجل؟ فقالوا: جرير بن الخطفى! فأرسل مع فتى من القوم بيت شعر فيه سبة لأمه فرد عليه جرير ببيت مع الغلام وبسُبة مماثلة . فضحك الفرزدق، ثم قال: هذه بتلك والبادى أظلم".

وما أكثر ما يقال : هيك الله كاتب علينا . فأرُدُ وأقول نعم هيك مكتوب إلا أن الكتابة لا تغير في الحال شيئا ، فهل الكتابة تعني إرادة الله قطعا لا ، فهل أراد الله لأبي جهل والوليد بن المغيرة أن يستمروا على كفرهم ؟ ونحن موقنون أن مكتوب في علم الله أنهم سيستمرون على كفرهم . فاستمرارهم أوصلهم إلى مقعدهم في جهنم . ولو شاء أبو جهل والوليد لاستبدلا مقعديهما من النار بمقعدين في الجنة ، ولكنها ارادتهما . وًعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " العَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ، فَأَقْعَدَاهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، وَأَمَّا الكَافِرُ - أَوِ المُنَافِقُ - فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ "

ونحن نعتقد أن من جر البلاء علينا وكان سبباً فيه طامع راغب في مقعده في جهنم يحمل أوزار ما فعله .

سيندم أشد الندم من تسبب في أذنا

ترى من سيغفر لهم ؟ أمن كان سببا في هلاكهم ؟ أم الأيتام الذين يتموا بسببهم ؟

في ظني لن يغفر لهم لا الشجر ولا الحجر

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

صحيح البخاري (2/ 90)

ديوان جرير (2/ 1042)

 

الأمن ضد الخوف

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الأمن ضد الخوف

والأمن والخوف من صفات العقلاء فلقد خاف سيدنا إبراهيم عليه السلام حين قدم الطعام للملائكة ووجد أن ضيوفه لا تصل أيدهم إلى طعامه وأخذته الرعدة حتى أن زوجته سارة ضحكت من فعله . وسيدنا موسى عليه السلام خاف حين رأى العصا تهتز في يده . وأمن سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام حين توضح الأمر وتحول الخوف إلى أمن وأمان .

ترى لِمَ لم يخف سيدنا خَالِد بن الْوَلِيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وهو يقاتل جيش الروم بعشرة رجال ؟ ولم يخف سيدنا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وبمائة رجل معه اختراق قلب جيش الروم في اليرمومك الذي زاد عن خمسين ألفا ؟. لم يكن سيدانا خالد وعكرمة أجرأ من سيدنا إبراهيم وموسى عليهما السلام مطلقا فسيدنا إبراهيم أقبل على النار آمناً لا يخشى لهيبها وسيدنا موسى أقبل على خوض البحر لا يخشى الغرق . القضية كلها بطاقة آمان تصلك من قوي . فمن أسند لجبل أمن ظهره ، فكيف بمن أوكل أمره لخالق الجبل ، وكان خالق الجبل ضامنا ناصراً له . إلا من يكل أمره لخالقه ظاهراً ، وهو في الباطن يتكل على سواه

واليوم فقدنا الأمن ويعترينا الخوف ونتجه طالبي العون من الله ونحن نعادي الله ظاهرا وباطنا .

شهواتنا ومصالحنا تتقاطع مع من كان سببا في بلائنا

يا رب رد الأمن والأمان لبلدنا سوريا

يا رب لا تعاملنا بعملنا وعاملنا بما أنت أهله

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

 

السبت، 10 أكتوبر 2020

في بلاد الله بحيرة تيتيكاكا أعلى بحيرات العالم Lake Titicaca

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

في بلاد الله

بحيرة تيتيكاكا أعلى بحيرات العالم  Lake Titicaca

هي أكثر المسطحات الميائيةعلوا في العالم ، حيث تقع على ارتفاع 3,812 م فوق سطح البحر. على مقعر مائي يعلو دبال الأنديز  بمساحة قريبة من مساحة لبنان بمساحة قدرها 8300كم2. وتقع البحيرة على الحدود بين بوليفيا والبيرو بمتوسط عمق 107م وأقصى عمق فيها يصل إلى 281م يصب فيها أكثر من 25 نهراً .ويعني اسمها محلياً «صخرة الرصاص» أو «صخرة البوما» Puma، وتقع في منطقة السهول العليا المعروفة بألتيبلانو، التي تشكل حوضاً جبلياً طويلاً محصوراً بين السلسلتين الشرقية والغربية لجبال الأنديز وهي من البحيرات الصالحة لملاحة السفن على مستوى العالم . والبحيرة موطن لحضارات قديمة عاشت حتى الغزو الأوربي لأمريكا ، ويعتقد الأنكا أن جزيرة تيتيكاكا المكان الذي أرسلت إليه الشمس ملوكهم . وفيها أكثر من 40 جزيرة وتشكل الجزر الطافية مكانا رئيسيا لعيش سكان جزر البحيرة، وهي عبارة عن مسطحات ضخمة مجدولة من  أعشاب نبات التوتورا الجافة والخوص تشكل ارضية الجزر التي يبني عليها السكان منازلهم ويعيشون فيها. ولا يزال سكان أيمارا الذين يعيشون في حوض تيتيكاكا يمارسون أساليبهم القديمة في الزراعة على شرفات متدرجة، وبخاصة زراعة  الشعير  والبطاطس وتم العثور على أعلى قطعة مزروعة في العالم بالقرب من  بحيرة تيتيكاكا  على سفوح جبال الأنديز. ولا يزال سكان أيمارا الذين يعيشون في حوض تيتيكاكا يمارسون أساليبهم القديمة في الزراعة على شرفات متدرجة، وبخاصة زراعة  الشعير  والبطاطس وتم العثور على أعلى قطعة مزروعة في العالم بالقرب من  بحيرة تيتيكاكا  على سفوح جبال الأنديز. ويتعرض سطح البحيرة أحيانا للتجمد في شهر تموز وهو أبرد الأشهر في النصف الجنوبي للأرض .

وتبقى سوريا أجمل بقاع الددنيا

ويا رب من أراد الشر بتراب سوريا ببيئة سوريا خذه أخذ عزيز مقتدر

يا رب أنزل بالشامتين بالبلاء الذي نزل بنا أشد عقابك

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا