الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

فهلوي تظن نفسك ، وأنت المصدق المخدوع


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
فهلوي تظن نفسك ، وأنت المصدق المخدوع
في المعرة عندنا يقولون عمن ينسب لنفسه قدراً من الذكاء – فهلوي
وكل منا عرضة لأن ينخدع إلا من عصمه الله . وحتى من اتصف بقدر عال من الذكاء فأبو حنيفة وهو الإمام الأعظم ومن وصفه الإمام الشافعي بقدرته على أن يثبت أن صارية من الحجر هي من الذهب قال : خدعتني امرأة أشارت إلى كيس مطروح في الطريق، فتوهّمت أنّه لها، فحملته إليها، فقالت: احتفظ به حتى يجيء صاحبه.
فكيف بنا وبالبسطاء منا : زعموا أن سارقاً علا ظهر بيت رجلٍ من الأغنياء، وكان معه جماعةٌ من أصحابه، فاستيقظ صاحب المنزل من حركة أقدامهم، فعرَّف امرأته ذلك؛ فقال لها: رويداً إني لأحسب اللصوص علوا البيت، فأيقظيني بصوت يسمعه اللصوص وقولي ألا تخبرني أيها الرجل عن أموالك هذه الكثيرة وكنوزك العظيمة؟ فإذا نهيتك عن هذا السؤال فألحي علي بالسؤال. ففعلت المرأة ذلك وسألته كما أمرها؛ وأنصتت اللصوص إلى سماع قولهما. فقال لها الرجل: أيتها المرأة، قد ساقك القدر إلى رزقٍ واسعٍ كثيرٍ: فكلي واسكتي، ولا تسألي عن أمرٍ إن أخبرتك به لم آمن من أن يسمعه أحدٌ، فيكون في ذلك ما أكره وتكرهين. فقالت المرأة: أخبرني أيها الرجل، فلعمري ما بقربنا أحدٌ يسمع كلامنا. فقال لها: فإني أخبرك أني لم أجمع هذه الأموال إلا من السرقة. قال: وكيف كان ذلك؟ وما كنت تصنع؟ قال: ذلك لعلمٍ أصبته في السرقة، وكان الأمر علي يسيراً، وأنا آمن من أن يتهمني أحدٌ أو يرتاب فّي. فقالت المرأة: أخبرني أيها الرجل، فلعمري ما بقربنا أحدٌ يسمع كلامنا. فقال لها: فإني أخبرك أني لم أجمع هذه الأموال إلا من السرقة. قال: وكيف كان ذلك؟ وما كنت تصنع؟ قال: ذلك لعلمٍ أصبته في السرقة، وكان الأمر علي يسيراً، وأنا آمن من أن يتهمني أحدٌ أو يرتاب في. قالت: فاذكر لي ذلك، قال: كنت أذهب في الليلة المقمرة، أنا وأصحابي، حتى أعلو دار بعض الأغنياء مثلنا؛ فأنتهي إلى الكوة التي يدخل منها الضوء فأرقي بهذه الرقية وهي شولم شولم سبع مرات، وأعتنق الضوء؛ فلا يحس بوقوعي أحدٌ، فلا أدع مالاً ولا متاعاً إلا أخذته. ثم أرقي بتلك الرقية سبع مراتٍ. وأعتنق الضوء فيجذبني؛ فأصعد إلى أصحابي، فنمضي سالمين آمنين. فلما سمع اللصوص ذلك قالوا: قد ظفرنا الليلة بما نريد من المال؛ ثم إنهم أطالوا المكث حتى ظنوا أن صاحب الدار وزوجته قد هجعا؛ فقام قائدهم إلى مدخل الضوء؛ وقال: شولم شولم سبع مراتٍ؛ ثم اعتنق الضوء لينزل إلى أرض المنزل، فوقع على أم رأسه منكساً. فوثب إليه الرجل بهراوته، وقال له: من أنت؟ قال: أنا المصدق المخدوع المغتر بما لا يكون أبداً؛ وهذه ثمرة رقيتك.
والأغرب أن تنصح فلا تنتصح والمعلوم أن النفوس تنخدع بالباطل كما تنخدع بالحق . رأى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ ابْنه عبد الله جَالِسا مَعَ رجل فَقَالَ لَهُ: يَا بني؛ احذر هَذَا، لَا تشترين مِنْهُ شَيْئا، فَإِنَّهُ يتبرأ إِلَى الرجل من الْعَيْب. وَالرجل لَا يفْطن لذَلِك. قَالَ: فَمر عبد الله بن عمر بِذَاكَ الرجل يَوْمًا وَمَعَهُ غُلَام وضيء، فَقَالَ لَهُ: تبيعه؟ قَالَ: نعم. قَالَ: بكم؟ قَالَ: بِكَذَا. قَالَ لَهُ: هَل بِهِ عيب. قَالَ: مَا علمت أَن بِهِ عَيْبا إِلَّا أَنا رُبمَا أرسلناه فِي الْحَاجة فيبطئ فَلَا يأتينا حَتَّى نبعث فِي طلبه. فَقَالَ عبد الله: وَمَا هَذَا؟ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ. فَلَمَّا صَار إِلَيْهِ أرْسلهُ فِي حَاجَة فهرب، فَطَلَبه أَيَّامًا حَتَّى وجده، فَأتى صَاحبه ليَرُدهُ عَلَيْهِ بالإباق، فَقَالَ لَهُ: ألم أخْبرك أَنا رُبمَا أرسلناه فِي الْحَاجة فَلَا يرجع حَتَّى نرسل فِي طلبه؟ فَعلم أَنه قد خدعه.
وَقَالَ أُحَيْحةُ بن الجُلاح
تفهّم أيّها الرّجل الجهول ... ولا يذهب بك الرأي الوبيل
فإنّ الجهل محمله خفيف ... وإنّ الحلم محمله ثقيل
وترى ألم يئن الأوان كي يستيقظ من انخدع
ألم يئن الأوان أن نعود لحقيقة أن عدو جدك ما يودك
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (4/ 84)
الفلاكة والمفلوكون - الدلجي (ص: 144)
أخبار الظراف والمتماجنين – ابن الجوزي (ص: 152)
كليلة ودمنة (ص: 78)
صبح الأعشى في صناعة الإنشاء – القلقشندي (2/ 449)

الفهلوية وهي لغة كان يستخدمها ملوك فارس فهي الفارسية الأولى وهي لغة منسوبة إلى فهلة، وفهلة اسم عدد من الأماكن: أصبهان والري وهمذان وماء تهاوند، وآذربيجان.
التنبيه على حدوث التصحيف (ص: 23)


هيك عم بيقولوا والنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ» «زَعَمُوا»


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
هيك عم بيقولوا
والنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ» «زَعَمُوا»
طيب يا أخي منوين سمعت ، ويجيبك لا تاخدني إلا كذاب
وطالما أنت يا أخي أقرب للكذب ، وبعيد عن الصحة فلماذا تنشر أمثال هذه الأخبار
ما هي مصلحتك في ذلك ، فلولا أن لك مصلحة في نقل الكذب ما قلت حتى تثبَّت منه . قد يكون الخبر متعلق بهتك ستر طاهر أو بهدم بنيان أسرة ، أو بسلامة وطن . لا ويأتوك بأخبار إلا وكأنهم قد تلقوها من مصادرها .
قديما كانت الشائعات مدمرة واليوم كذلك  . فقد أشيع بين من هاجر من المسلمين للحبشة أن كفار قريش في مكة أسلموا فخرج بعض الصحابة من الحبشة وتكبدوا عناء الطريق حتى وصلوا إلى مكة ووجدوا الخبر غير صحيح وتعرضوا للتعذيب من قبل كفار قريش .
بعث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  الوليد بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الزكاة ، وأنه لما أتاهم الخبر فرحوا ، وخرجوا ليلتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يلتقونه أي للوليد خاف ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله : إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة .
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضباً شديداً، فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد ، فقالوا : يا رسول الله : إنا حُدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق ، وإنا خشينا أن يكون إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله !
قتل مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  في معركة أحد فأشيع بين الناس أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قتل فانهزم الجيش .ِ
والله العظيم أتعبتنا : كلمة سمعت ، وقالوا ، وعبيقولوا  ، ومقاطع صوتية لا تعلم صاحبها ولا مصدرها .
وحسبي الله ونعم الوكيل
يا رب يا رب نحن عبادك وأبناء عبادك . فرج عنا ما حل بنا من بلاء
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــ
الأدب المفرد مخرجا – الإمام البخاري(ص: 268)
تفسير ابن كثير (7/ 371)

السبت، 19 أكتوبر 2019

صرنا ننسى ونسياننا تعلوه الغرابة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صرنا ننسى ونسياننا تعلوه الغرابة
سألت أحدهم هل دخل الفرنسيون المعرة قبل دمشق أم بعدها .؟
هل دخل اليهود المعرة وحاولوا سلب أساسيات فيها ؟
هل انتصر المسلمون في معركة بدر الأولى ؟
وقد قيل : وَمَنْ نَسِيَ وَتَهَاوَنَ خَسِرَ
ومن ابتلي بالنسيان وتعايش معه حرم كثير من النفع في حياته . وكم أنقذتنا الذاكرة من مواقف حرجة . إلا أننا اليوم قد وصل الأمر بنا إلى فقدان الصلة شبه الكاملة بالماضي . علما بأن ما مضى هو التاريخ والمرء دون تاريخ يفقد نسبه .
طلبت التربية وحرصا على سلامة نتائج الامتحان ذكر اسم الجد تلافيا للوقوع في خطأ ناتج عن تشابه الأسماء .
وكنت أسأل بعض طلابي : ما اسم جدك ؟ نسبة كبيرة لا أعلم . معناها ما بتعرف اسم جد أبيك وكانت الابتسامة هي جواب السؤال .
أقول من كان منا لا يعلم الحد الأدنى من تاريخ أرضه وهي وطنه فكيف به أن يحافظ عليها . فلعله يظن أن كنا في هذه الأرض هكذا .
سألت وبحث مرة عن سر تسمية منطقة في دمشق بالحجر الأسود وفي النهاية وجدت أن كثير من جند المسلمين فقئت أعينهم نتيجة دقة إصابة نبال جند الروم وهم يحاصرون دمشق .
لم يحدث قتال في معركة بدر الأولى وتسمى أيضاً بوَدّانَ ولقد دخل الفرنسيون المعرة قبل دمشق . ولقد حاصر ودخل اليهود سرايا المعرة لسرقة ما بها فكان لهم شباب الحي الشرقي بالمرصاد . أسروهم جمعياً وسُلموا للسلطات
تاريخنا هو نسبا وأمة بلا تاريخ أمة بلا نسب
ويا رب ربي فرج عن سوريا وأهل سوريا .

مو أنا هوي شكل من التربية تنتج التنصل واتهام الآخرين


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
مو أنا هوي
شكل من التربية تنتج التنصل واتهام الآخرين
والسر في ذلك الخشية من العقوبة التي ما نفتأ نلوح بعصاها ليل نهار . وربما لضعف في شخص المرء ذاته ، فندفع من نربي أو من نتعامل معه للتنصل دائما من أمر قد اقترفه حتى وإن كان هو من فعله . وليتنا قبلنا من متنصل أيّنً كان عذره أملاً في منحه الثقة في نفسه فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ " وقديما قيل : كَانَ يُقَالُ: " الِاعْتِرَافُ يَهْدِمُ الِاقْتِرَافَ "
ويتطور الأمر مع الزمن لتبني نظرية المؤامرة لنُحمِّل من خلالها سوانا أعباء أخطائنا
ومن المعلوم أن المندوب لنا أن نصل من قطعنا، وأن نحسن إليه ، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ( ... وَمَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ مُتَنَصِّلًا فَلْيَقْبَلْ ذَلِكَ مِنْهُ مُحِقًّا كَانَ أَوْ مُبْطِلًا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.وإن وسعنا الأمر نتيجة تحول الكثير إلى الاتكالية فننسب لسوانا ما ليس فيه .
مشاكلنا ننسبها إلى أعدائنا وننسب إليهم القوة التي لا قدرة لنا على مواجهتا .
يا أخي هيك بدون اليهود أو أمريكا أو ... أو ...
ومين إلو قدرة تلك الدول
وأسأل نفسي وأسألكم هل انتصر أعداؤنا في كل معاركهم
هل فكر سعد أو خالد رضي الله عنهما برهبة القوة عند الفرس والروم وكانتا أقوى بكل المقاييس من دول نعرفها
إن تخاصمنا مع بعضنا أظهرنا من القوة العجب
لعن الله نظرية المؤامرة وحتى وإن كانت هناك مؤامرة فلقد تأمر الفرنجة الصليبيون مع المغول باستدعائهم إلى أرضنا ، وخرجنا بفضل الله منتصرين
ترى هل تعامل الشهيد عماد الدين زنكي أو المظفر قطز رحمهما الله مع نظرية المؤامرة كما نتعامل اليوم
يا رب أصلحنا وأصلح بنا
يا  رب فرج عن الشام وأهل الشام
ورحم الله سعيد بن المسيب فَعَنْ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ مَا لَمْ يَأْتِكِ مَا يَغْلِبُكَ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهُ فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدَيْهِ، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
العقد الفريد (2/ 17)
شعب الإيمان – البيهقي (10/ 560)
المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 170)

«لَا تُخَاصِمْ وَأَنْتَ ظَالِمٌ»


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
«لَا تُخَاصِمْ وَأَنْتَ ظَالِمٌ»
أي لا تخاصم وأنت تعلم أنك ظالم فإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مِنْ صِفَتِهِ خِيَانَةُ النَّاسِ فِي أمنهم وأمانهم وفي أَمْوَالِهِمْ , وأن يركب المرء مركب الْإِثْمِ لبلوغ ذَلِكَ .
فالحق لا يخاصم الحق ولكننا يمكن أن نرى باطلا يخاصم حق وفي صورة أخرى وما أكثرها نرى أهل الباطل يتنازعون . وللعلم أن نزاعهم هذا لن يهدأ حتى وهم في نار جهنم قال الله تعالى : إِنَّ ذَ‌ٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾سورة ص
ولا بد من يوم سيأتي يقول التابع لمن تبعه .. رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا عَنْ سَبِيلِكَ . ولكن هيهات أن ينقذهم ما أبدوا من عذر .
وهناك ستتقطع بينهم كل أسباب المصالح والصلات أي ما كان بينهم من الوصال والود في الدنيا.
-         سيسمع من يقول والله أنا أخطأت في اتباعك
-         وسيسمع الرد ومن أجبرك على اتباعي
-         لقد أوصلتني لغضب الله
-         لا أنت من أوصلت نفسك : مصلحتك كانت معي فاتبعتني . قال الله تعالى : إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦﴾ سورة البقرة
-         جعلتني أخون أهلي ووطني وصورت لي الخيانة هي سعادة
-          أين كان عقلك حين ذاك
-         استعجلت المنفعة : وقلنا منكسب الدنيا والآخرة ونسيت إنو جبستين بالإيد ما بينشالوا
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

كان في دمشق وكان .. ومن رحلة ابن جبير وابن بطوطة وذكريات الشيخ علي الطنطاوي نقرأ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كان في دمشق وكان ..
ومن رحلة ابن جبير وابن بطوطة وذكريات الشيخ علي الطنطاوي نقرأ
يقول ابن جبير الذي عاش في نهاية القرن السادس الهجري وتوفي سنة 614 هجرية 1218 م: ومرافق الغرباء بهذه البلدة أي دمشق أكثر من أن يأخذها الاحصاء، ولا سيما لحفاظ كتاب الله، عزّ وجل، والمنتمين للطلب. فالشأن بهذه البلدة لهم عجيب جدا. وهذه البلاد المشرقية كلها على هذا الرسم، لكن الاحتفال بهذه البلدة أكثر والاتساع أوجد. فمن شاء الفلاح من نشأة مغربنا فليرحل الى هذه البلاد ويتغرب في طلب العلم فيجد الأمور المعينات كثيرة فأولها فراغ البال من أمر المعيشة، وهو اكبر الأعوان وأهمها، فاذا كانت الهمة فقد وجد السبيل الى الاجتهاد، ولا عذر للمقصر الا من يدين بالعجز والتسويف، فذلك من لا يتوجه هذا الخطاب عليه، وانما المخاطب كل ذي همة يحول طلب المعيشة بينه وبين مقصده في وطنه من الطلب العلمي، فهذا المشرق بابه مفتوح لذلك، فادخل أيها المجتهد بسلام، وتغنم الفراغ والانفراد قبل علق . ولو لم يكن بهذه الجهات المشرقية كلها إلا مبادرة أهلها لإكرام الغرباء وايثار الفقراء ولا سيما أهل باديتها فإنك تجد من بدار إلى بر الضيف عجبا كفى بذلك شرفا لها وربما يعرض أحد هم كسرته على فقير فيتوقف عن قبولها فيبكى الرجل ويقول: لو علم الله في خيرا لأكل الفقير طعامي لهم في ذلك سر شريف.
ومن عجيب أمرهم تعظيمهم للحاج على قرب مسافة الحج منهم وتيسير ذلك لهم واستطاعتهم لسبيله فهم يتمسحون بهم عند صدورهم ويتهافتون عليهم تبركا بهم ومن أغرب ما حدثناه من ذلك: أن الحاج الدمشقي مع من انضاف إليهم من المقاربة عند صدورهم إلى دمشق في هذا العام الذي هو عام ثمانين خرج الناس لتلقيهم: الجم الغفير نساء ورجالا يصافحونهم ويتمسحون بهم واخرجوا الدراهم لفقرائهم يتلقونهم بها وأخرجوا إليهم الأطعمة. فأخبرني من ابصر كثيرا من النساء يتلقين الحاج ويناولنهم الخبز فإذا عض الحاج فيه اختطفته من أيديهم وتبادرن لاكله تبركا بأكل الحاج له ودفعن له عوضا منه دراهم
أما ابن بطوطة الذي عاش في القرن الثامن الهجري وتوفي سنة 779 هجرية 1378 م فيقول : مررت يوما ببعض أزقة دمشق فرأيت به مملوكا صغيرا قد سقطت من يده صحفة من الفخار الصّيني وهم يسمونها الصحن، فتكسرت واجتمع عليه الناس، فقال له بعضهم: اجمع شقفها واحملها معك لصاحب أوقاف الأواني، فجمعها وذهب الرجل معه إليه فأراه إياها، فدفع له ما اشترى به مثل ذلك الصحن، وهذا من أحسن الأعمال فإن سيد الغلام لا بدّ له أن يضربه على كسر الصحن أو ينهره، وهو أيضا ينكسر قلبه ويتغير لأجل ذلك فكان هذا الوقف جبرا للقلوب، جزى الله خيرا من تسامت همته في الخير إلى مثل هذا.
أما الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله فيقول : والأوقاف الخيريّة من أشرف معالم الحضارة الإسلامية: مالٌ مرصود لأعمال الخير، منفعته لكل واحد ولا يملكه أحد، القيّم عليه يجب أن يحفظه، ويجوز أن ينميه أو يزيد فيه ولكن يحرم عليه أن ينقص منه أو أن يفرّط به. وقف أجدادُنا الأموالَ الجِسام على كل عمل من أعمال الخير: على المساجد وعلى المدارس وعلى المشافي، وعلى أمور قد لا تخطر لأمثالنا على بال. هل سمعتم في الشام وقفاً للقطط الضالّة يُطعِمها ويسقيها؟ وللكلاب الشاردة المريضة يداويها ويؤويها؟ يُسمّي العامّة الأول «مدرسة القطاط» وهي في القيمرية الذي كان حيّ التجار في دمشق، والثاني في حيّ العمارة ويسمّونه اسماً غريباً هو «محكمة الكلاب». وقد توفي الشيخ الطنطاوي سنة 1999م .
ـــــــــــــ
رحلة ابن جبير (ص: 259)
 رحلة ابن بطوطة (1/ 331)
ذكريات - علي الطنطاوي (7/ 335)

والأمر لا يقتصر على دمشق وحدها فهو عام في الشام خاصة وبلاد المسلمين عامة ففي المعرة أوقافا لازالت شواهدا موجودة وأهدفا متنوعة منها لعابري السبيل باعتبار أن المعرة تقع على رحلة الشتاء والصيف من عدن حتى أنطاكية
أسماء لم تمت فعبسي المعمار وأحمد الحمصتين رحمهما اللذان عاشا في أواسط القرن الرابع عشر الهجري أواسط القرن التاسع عشر الميلادي.كان رائدين في تقديم كل ما يحتاجه عابر السبيل من حاجات وفي الثلث الأول من القرن الماضي كان المرحوم حكمت الحراكي رائد في ذلك


من اللباس عند العرب البايكة


من اللباس عند العرب
البايكة : وهي لفظ عامي يُطلق على ما توضع فيه تكة السراويل ويرادفها في العربية الحُجْزة التي فيها التكة
وفي مناطقنا فالبايكة : هي مكان مبيت الدواب  ورعايتها كالخيل والبغال وسواها . و الحُجْزة ما تلبسه المرأة دون أن يخاط جانباه .
والتكة هي السراويل وكل ما يشد الرجل وسطه . وفي المعرة يقولون فلان إجا على التكة أي في الوقت المحدد .
والتكة : اللحم الشقف المشوي

حذار من الصفة التي تلبسك كاسمك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حذار من الصفة التي تلبسك كاسمك
فان أجمع الناس على صفة فوالله سيصبح من الصعب الخلاص منها
وحذار أيضا إن تنصلت من صفة أن يصبح لك في الدنيا اسمان وحذار أيضا إن كانا متناقضين
كان لقب الإمام مالك رحم الله بإمام دار الهجرة
ولقب الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت : رحمه الله – بالأمام الأعظم
ولقب الشافعي رحمه الله بعالم قريش : وهو لقب بَشَّر به النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس قبل أن يولد الشافعي
ولقب الإمام أحمد رحمه الله بأمام أهل السنة
أما العز بن عبد السلام رحمه الله فبسلطان العلماء وبائع الملوك وشيخ الإسلام
ولقب إبليس اللعين : بالشيطان
وألقاب وألقاب يطلقها الناس قد ترمز لحقيقة أحيانا ...
في المعرة يقولون ذيلو طاهر للتعبير عن طاهرة في أفعاله ، عن كل ما يدنسها
وبقولوا عن الندل إن ذكر بوسخ الخارج ( مكان قضاء الحاجة )وفي دمشق بوسخ الششمة
ولي ولكم إخوتي أخوتي أسأل الله أن نورّث أبناءنا صفة ذات حمد وثناء عند الله وبين الناس
فلا أظن أن من كثر أذاه على أهله وبلده ووطنه سيجد الحمد في دنياه ، ولا آخرته .
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

إن قدر لك أن تكون مربيا ومن ذكرياتي أيام كنت مدرسا وأداري


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إن قدر لك أن تكون مربيا
ومن ذكرياتي أيام كنت مدرسا وأداري
وكبرياء ولي أمر
صفات كثيرة عليك التمتع بها ، منها أن تصم أذنيك مرة ، وتغمض عينيك في أخرى
في المدرسة التي تقع قبلي المقبرة والتي أسميتها البنين الثانية ومن ثم قدر لي أن أطلق عليها اسم إعدادية الطبيب الشهيد حسن حسني الدمشقي رحمة الله وهو أول طبيب مجاز سكن المعرة ومضى على وفاته مائة سنة عام إلا سنة واحدة .
ثم تغير اسم المدرسة بعد أن نقلت الدمشقي إلى الحي الشرقي .
ذكريات وبصمات بعضها في ظني يدخل في نطاق الحسن وبعضها خارج عن إطاره وهي حال كل من مارس عملا . ولله  أسأل أن  يكون الحسن هو الغالب .
من جملة ما كنت ألح على من كان يعمل في ندوة المدرسة وكان عالي الذكاء أن يدون لي أسماء من يبالغون في الشراء وأسماء من لا يقبلون على الندوة إلا ما ندر .
فمن لا يشتري ربما هي علامة ومؤشر على فقره لندفع من حصة الطلاب الفقراء ومن بالغ فلربما جنف على أهله وهو أمر بحاجة للمعالجة .
قدم لي هذا العمل فائدة ساعدتني على حل أمور كثيرة ومنها أروي لكم هذه القصة . أربعمائة ليرة فقدها أحد الطلاب وقد أفاد بأن أهله أعطوه المبلغ لشراء حاجيات إثر عودته للبيت . ولن أدخل في التفاصيل ..
سألت مصطفى يا أبو محمد أعطني صورة عن بيعك اليوم فقال : والله عادي يا أستاذ ولكن الطالب فلان كان مالو عادي يشتري بكثرة ومصطفى كان يحفظ أسماء أكثر من سبعمائة طالب ويحفظهم بشعبهم .
دارة الشبهة على الطالب ومن أهم أوجهها وجود مبلغ 315 ل.س علما بأن لفافة الفلافل بليرة ونصف والكازوزة بنصف ليرة . ودخل والد الطالب لا يتناسب مع منحه مبلغا يتجاوز العشرة ليرات .
وخطر لي أن أعتمد على والده فذهبت برفقة الطالب إليه فأحسن الترحيب ورويت ما حدث . فصمت برهة ثم قال : يا أستاذ هشام أنا بإمكاني إنقاذ ولدي بقولي أنا من أعطاه المبلغ لتحل المشكلة ، ولكن لن أكذب عليك إنقاذ لفعلة أخطأ بها ولدي فالمبلغ ليس لولدي وأخرج أربعمائة ليرة وردها إلي ثم خرج وعاد مع ولده ليعتذر عن فعلته . وأنا أقسمت عليه بالله أن لا يضربه . فأقسم لي
الأب يا أستاذ هشام الأمر بيني وبينك . قلت اطمئن
عدت للمدرسة وكأني عثرت على كنز إنساني
أقصها لكم والله يعلم أنها وأشد منها لم تخرج أسماء أصحابها على لساني ، كنت أخفيها حتى على العاملين معي
استمر الطالب في المدرسة
راقبته حتى نجاحه في الصف التاسع فكان من خير طلاب الدمشقي  خلقا وسلوكاً.
ثلاثون عاما إلا قليل عملت مديراً لها . امتلكت حيزيا ذا أهمية في ذاكرتي.

المكتوب مبين من عنوانو مقولة فيها من الصحة وليس الصحة بكاملها أو تمامها .


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
المكتوب مبين من عنوانو
مقولة فيها من الصحة وليس الصحة بكاملها أو تمامها .
وللعلم فليس المقصود بالمقولة الرسائل ذاتها فقط . بل العلامات التي تظهر على وجه من كلفته بأمر ثم يأتيك  مقطوب الجبين أو منفرج الأسارير ، نستقرؤها من خلال وجه من أرسلناه فتسمع : ليك ليك ما مشي الحال مبين على وجهو . أو جاي فرحان معناتا مشي الحال . وكذلك الحال حين نستقرئ أحداثا مستقبلية . وفي المثل العامي : لو بدا تمطر كانت غيمت 
ترى وهل تصدق فراستنا دائما ؟ أقول وفي كثير من الأحوال قد لا تصدق فراستنا .
فكثيراً ما ظننا السوء في رجل أو امرأة ، وأثبت الزمن عكس ما نظن
في حلب وقديماً ، جماعة كانوا يقومون بجمع التبرعات لعمل خيري وكان في الحي امرأة ثرية ورثت عن زوجها . اقتربوا من الباب فسمعوها تضطرب مؤنبة خادمتها على اهدار عود كبريت . قالوا : أمعقول أن تدفع لنا هذه ؟ إذا مشان عود كبريت ضربت الخادمة ، وبعد جدل دخلوا المنزل فأكرمتهم المرأة . لا بل إنها دفعت أكثر مما جمعوا من مال .
سألها أحدهم ، ما كنا نتوقع ذلك منك وقد سمعناك تعاقبين الخادمة على عود كبريت ؟!. قالت : أنا امرأة وحيدة وقد أحتاج لهذا العود في وقت لا أجد مجالا لشرائه ...
تعج بنا الأحداث اليوم ، وما أكثر المستقرئين والمحللين لها .
ولا يعلم الغيب إلا الله
أن لست بعائب على أصحاب الخبرة في تحليل الأمور
ولكن أن يكون الكل محلل ... معقول هذا ؟
وزيادة على ذلك ، ليتهم محللين فقط بل ومنظرين .... كلام لا أكثر . فإن فعلوا قاموا بفعل يخالف ما قالوا . املاءات من بعيد ينفذونها .
قد يكون مصدرها وعلى الأغلب إبليس
وربما أبالسة من الإنس
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ومن حكاية الحارث بن مضاض الجرهمي نتعلم حين يستشري الشر فثق أن له من ينتفع به


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن حكاية الحارث بن مضاض الجرهمي نتعلم
حين يستشري الشر فثق أن له من ينتفع به
وزوال الشر مرهون بإطفاء ناره والوقوف أمام أهله . حتى لا تأكل ناره أهل الخير والشر معا
ومن المعلوم أنه من سنن الحياة وجود الشر فلو لم يوجد الشر فلا معنى لوجود الخير ، ولقد قال العلماء : لولا وجود هذا الشر. . لم يكن هناك ضرورة حتى للإيمان. . فالمؤمن يقي نفسه ومجتمعه وعالمه من شرور يأتي بها أهل الشر أو يصطنعونها .
قد يضعضع الشر أركان أسرة وباتساعه يدمر كل شيء حتى يصل الدمار للأهل والوطن
قريش من أشهر قبائل العرب دمرتها الحرب حتى غلب الخير ببعثة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قالوا: خرج رجل من قريش قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فركب البحر، فانكسرت سفينته، فوقع في جزيرة في أرض لا يرى بها أنيسا، فبينا هو يطوف في تلك الجزيرة إذا هو بشيخ كبير مجتمع العلم، فقال: من أنت؟ قلت: رجل من العرب. قال: من أيّ العرب؟ قلت: رجل من قريش. قال: بأبي وأمي قريش، وأين مساكنها اليوم؟ قلت: بمكة. قال: فهل خرج محمد بعد؟ قلت: وما خروج محمد؟ قال: فقص علىّ كيف يكون خروجه، وأخبرني أنه نبي، وأنه سيخرج، فإذا خرج فأتّبعه وقص أمره، ثم قال لي: أعالم أنت بمكة؟ قلت: نعم. قال: فهل تعرف مكانا يقال له " المطابخ "؟ قلت: نعم. قال: أفتدري لم سُمِّىَ المطابخ؟ قلت: لا.
فقال: إن جيشين منا تواعدوا للقتال، فنزل أحدهما شرقي الجبل، ونزل الآخر غربيه، فنحرنا فيه الجُزُر من جانبيه جميعا، فسميَ بنا المطابخ.ثم قال: هل تعرف مكانا بمكة يقال له " القعيقعان "؟ قلت: نعم. قال: فهل تدري لم سمىَّ قيقعان ؟ قلت: لا .قال: لما خرجنا من المطابخ للقتال، فاجتمعنا بذلك الجبل، فاقتتلنا فيه، وقعقعوا السلاح، سميناه قعيقعان.
ثم قال: هل تعرف فيها بقعة يقال لها " فاضِحُ " قلت: أجل، نعم. قال: فهل تدري لم سمى فاضحا؟ قلت لا. قال: فإننا تناجزنا، فاقتتلنا قتالا فضح بعضنا بعضا، فسميناه فاضحا. ثم قال: هل تعرف فيها موضعا يقال له " أَجياد "؟ قال: قلت، نعم. قال: فهل تدري لم سمى أجيادا؟ قلت: لا. قال: فإنا لما أتيناه على جريدة خيل، فاقتلعت فيه الخيل، ليست فيها رجّالة، سمى أَجيادا لجياد الخيل. ثم انصرف عني إلى الروضة. فقلت: يا عبد الله، سألتني فأخبرتك، فأخبرني، من أنت؟ فألتفت إلي، فقال مجيبا:
كأَن لم يكن بين الحجون إلى الصَّفا ... أَنيس، ولم يسمُر بمكَّة سامرِ
بلى، نحن كنَّا أَهلَها، فأَزالنا ... صروف الَّليالي والجدود العواثُرِ
ويا رب كف الشر عنا حتى يعود للوطن أهله
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المعمرون والوصايا - السجستاني(ص: 2)

في الانتظار رحمة !


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
في الانتظار رحمة !
الفرج حسن الظن بالله ومن انتظر الفرج أحسن الظن بربه ونال ثواب صبره

والفرج إضافة إلى أنه رحمه فهو عبادة
إذا تضايق أمر فانتظر فرجا ... فأضيق الأمر أدناه من الفرج
والتوبة باب من أبواب الفرج فإن تبت فما أقرب الفرج
ورحم الله القائل
كم رأينا من صحيحٍ قد هوى ... وأخي سقمٍ من السقم خرج
لا تكن إن راب أمرٌ آيساً ... فلعند اليأس يأتيك الفرج
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا