الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

كل عين باكية يوم القيامة

كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ  يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إلا
هو استثناء من هول يوم لا شك قادم
كلام الرسل فيه ، اللهم سلم
وفي عرصات هذا اليوم أمنون
وربما بموقف أرضى الرحيم الرحمن
فأمنهم
يا رب أمنّا في يوم الفزع الأكبر
فلقد روى أَبِو هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كُلُّ عَيْنٍ بَاكِيَةٌ  يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا عَيْنًا غَضّت عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَعَيْنًا سهِرت فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَعَيْنًا يَخْرُجُ مِنْهَا مِثْلُ رَأْسِ الذُّبَابِ، مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ"
-------------------------------------------------------------------
-تفسير ابن كثير (6/ 44)
-الجهاد لابن أبي عاصم (2/ 418)
-المخلصيات - محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي المخَلِّص (3/ 413)

الناس على دين ملوكها

مقولة للعرب :
الناس على دين ملوكها
وإذا تغير السلطان تغير الزمان
ومسلك الملك مسلك الرعية
فهذا
الوليد بن عبد الملك
و سليمان بن الملك
وعمر بن العزيز
فلقد كان الوليد صاحب بناء واتخاذ للمصانع والضياع ، وكان الناس يلتقون في زمانه، فإنما يسأل بعضهم بعضا عن البناء والمصانع
ثم ولي سُلَيْمَان، فكان صاحب نكاح وطعام، فكان الناس يسال بعضهم بعضا عن التزويج والجوارى
فلما ولي عمر بن عبد العزيز كانوا يلتقون فيقول الرجل للرجل:
ما وردك الليلة؟ وكم تحفظ من القرآن؟ ومتى تختم؟ ومتى ختمت؟ وما تصوم من الشهر؟
------------------------------------------------
- تاريخ الطبري (6/ 497)
- الكامل في التاريخ (4/ 70)

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

من كلام الحكمة - قس بن ساعدة

من كلام الحكمة
قيل لقسّ بن ساعدة:
- ما أفضل المعرفة؟
قال : معرفة الرجل نفسه.
- قيل : فما أفضل العلم؟
قال: وقوف المرء عند علمه
- قيل: فما أفضل المروءة؟
قال: استبقاء الرجل ماء وجهه.
العقد الفريد – ابن عبد ربه (2/ 117)

من جميل الشعر العربي

من جميل الشعر العربي
قال المأمون لمحمد بن الجهم: أنشدني بيتا أوله ذم وآخره مدح ؛ أولّك به كورة.
فأنشده:
قبحت منــــــــاظرهم فحين خبرتهم ... حسنت منا مناظرهم لحسن المخبر
فقال له: زدني. فأنشده:
أرادوا ليخفوا قبره عــــــــــن عدوّه ... فطيب تراب القبر دلّ علــــى القبر
العقد الفريد – ابن عبد ربه (6/ 227)

كن واثقا بالله ولا تجعل لإبليس عليك سبيل

كن واثقا بالله
ولا تجعل لإبليس عليك سبيل
ولا يعتريك الشك في تبديل الحال
ولنتذكر أن الْإِيمَانُ نِصْفَانِ: نِصْفُ صَبْرٍ وَنِصْفُ شُكْرٍ
اقرأ إن شئت تاريخ الأمم كلها ، فلا أشك أنك ستخرج بالحقيقة التي لا بد من حصولها أن الحق منتصر
استغرب ما شئت ، وإن شئت ، ولكن إن تريثت هديت للحقيقة التي لا بد حاصلة ،أن الله جاعل : بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا 
ومن كتاب الله نتعلم :
ففي سورة البقرة جاءت آية الابتلاء بعد آية الشكر قال الله تعالى ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ (154) واقرؤا إن الآيات التي قبلها ستجدوا أن الله يخبرنا عن جراء الشاكرين ومن المعلوم أن جراء الشكر الزيادة ، ولقد قال الله تعالى :  وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿٧﴾ سورة إبراهيم –
فكيف أعقبت آية الشك الحديث عن الابتلاء ، قال الإمام الرازي وكأن الله تعالى يخبرنا أَنَّ إِكْمَالَ الشَّرَائِعِ هو إِتْمَامُ للنِّعْمَةِ، فَكَانَ ذَلِكَ مُوجِبًا لِلشُّكْرِ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الْقِيَامَ بِتِلْكَ الشَّرَائِعِ لَا يُمْكِنُ إِلَّا بِتَحَمُّلِ الْمِحَنِ
فكل مصيبة للمؤمن يعقبها الفرج الذي لا شك فيه
ودعوني أضرب لك مثلا من حياة أم المؤمنين أُمِّ سَلَمَةَ هِنْد بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم
قالت لقد سمعت من رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا سُررْتُ بِهِ.
قَالَ: "لَا يُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أجُرني فِي مُصِيبَتِي واخلُف لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا فُعِل ذَلِكَ بِهِ".
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ ، وسُررْتُ بِهِ
فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخَلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي.
فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لِي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟
فَلَمَّا انْقَضَتْ عدَّتي اسْتَأْذَنَ عَلِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَدْبُغُ إِهَابًا لِي - فَغَسَلْتُ يَدِي مِنَ القَرَظ  وَأَذِنْتُ لَهُ، فَوَضَعْتُ لَهُ وِسَادَةَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا، فَخَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مَقَالَتِهِ
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بِي أَلَّا يَكُونَ بِكَ الرَّغْبَةُ، وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ، فِيَّ غَيْرة شَدِيدَةٌ، فَأَخَافَ أَنْ تَرَى مِنِّي شَيْئًا يُعَذِّبُنِي اللَّهُ بِهِ، وَأَنَا امْرَأَةٌ قَدْ دخلتُ فِي السِّنِّ، وَأَنَا ذَاتُ عِيَالٍ
فَقَالَ: "أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذهبها اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ عَنْكِ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّن فَقَدْ أَصَابَنِي مثلُ الذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي".
قَالَتْ: فَقَدْ سلَّمْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَتَزَوَّجَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت أُمُّ سَلَمَةَ بَعْدُ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِأَبِي سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْهُ، رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ونحن أخوتي أخواتي نثق أن بعد هذا العسر فرجا هو أرجى مما نحلم ونتصور
فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَنَسُ الْإِيمَانُ نِصْفَانِ نِصْفٌ شُكْرٌ، وَنِصْفٌ صَبْرٌ»
-------------------------------------------------------
-تفسير ابن كثير (1/ 468)
-تفسير الرازي - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (4/ 128)
-مسند الشهاب القضاعي (1/ 127)
-شعب الإيمان - البيهقي(12/ 193)

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

كبر وهلل واستبشر

كبر وهلل واستبشر
فسبيل الله يسير ، ورحمته لا تقف عند حد
طريق الشيطان اليأس وجزاؤه القنوط
لا تستكبر ذنباً وتخشى عفو ربك
ولك أن تعلم أن صغائر الذنوب تغفر باجتناب كبائرها.
روى ع سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ ، قَالَ: جَاءَ شَابٌّ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَدَعْ سَيِّئَةً إِلَّا عَمِلَهَا , وَلَا خَطِيئَةً إِلَّا رَكِبَهَا، وَلَا أَشْرَفَ لَهُ سَهْمٌ فَمَا فَوْقَهُ إِلَّا اقْتَطَعَهُ بِيَمِينِهِ، وَمَنْ لَوْ قُسِّمَتْ خَطَايَاهُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَغَمَرَتْهُمْ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ ؟ » أَوْ : «أَنْتَ مُسْلِمٌ؟»
قَالَ: أَمَّا أَنَا , فَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبْ , فَقَدْ بَدَّلَ اللهُ سَيِّئَاتِكَ حَسَنَاتٍ»
قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَغَدَرَاتِي وَفَجَرَاتِي؟
قَالَ: «وَغَدَرَاتُكَ وَفَجَرَاتُكَ» ثَلَاثًا فَوَلَّى الشَّابُّ، وَهُوَ يَقُولُ:
اللهُ أَكْبَرُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُكَبِّرُ، حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، أَوْ خَفِيَ عَنِّي
تفسير ابن كثير (6/ 129)
المعجم الكبير للطبراني (7/ 53)

هي دعوة لكم أخوتي لتكونوا جلساء الله يوم القيامة

هي دعوة لكم أخوتي لتكونوا جلساء الله جل جلاله يوم القيامة
فإلى من أحب أن يكون جليس الله في ذلك اليوم
أقول ليس الطريق إلى ذلك وعِرا بل سهلا يسيراً
- لا للتعالي فوق الذنب ونعم للخوف من الوقوع فيه
- لا للكِبر ونعم للتواضع
- لا للغفلة عن الله ونعم للسان رطب بذكره
قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِجُلَسَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , قَالَ: «هُمُ الْخَائِفُونَ الْخَاضِعُونَ الْمُتَوَاضِعُونَ الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا»
------------------------------
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء
- الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (2/ 80)

السبت، 26 سبتمبر 2015

تعالوا ندعو ونوقن في اﻹجابة

في هذا الصباح
تعالوا ندعو ونوقن بالإجابة
نحن ندّعي الحب لبعضنا بظهر الغيب
ومن الحب الدعاء لمن تحب بخير
وربما كان ذلك مندوبا عليه
ولك أن تتوجه لربك وتسأله ما تشاء ، ولنكثر أخي أختي في الطلب
فعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ، قَالَ: وَكَانَتْ زوجه الدَّرْدَاءُ ، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَلَمْ أَجِدْهُ وَوَجَدْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَقَالَتْ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟
قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ،
فَقَالَتْ: فَادْعُ لَنَا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ مُسْتَجَابَةٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ "
فَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ، فَأَلْقَى أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ، يَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: " أَرْبَعٌ لَا يُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ: دَعْوَةُ وَالِدٍ رَاضٍ، وَإِمَامٍ مُقْسِطٍ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الرَّجُلِ دُعَاءً لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ
------
- مصنف ابن أبي شيبة (6/ 48)
- مسند الإمام أحمد (36/ 39)

الحوار لا المراء شان هذا الدين

الحوار لا المراء شأن هذا الدين وأتباعه
ولنا في رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم خير مثل
حوار في بيت ومع النبي صلى الله عليه وسلم
وبين النبي صلى الله عليه وسلم  ومع زوجاته
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يبيّن معنى ورود جهنم لنسائه فعَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ -امْرَأَةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ- قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ، فَقَالَ: "لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ"
قَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} ؟ 71 سورة مريم
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} (72) سورة مريم.
وروي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ رضي الله عنه قَالَ : «أَخْبَرَ اللَّهُ عَنِ الْوُرُودِ وَلَمْ يخبر بالصدور
فقال عليه السلام: يا ابن رَوَاحَةَ اقْرَأْ مَا بَعْدَهَا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا» ،
ويقول المفسرون : أَنَّ حَرَارَةَ النَّارِ لَيْسَتْ بِطَبْعِهَا فَالْأَجْزَاءُ الْمُلَاصِقَةُ لِأَبْدَانِ الْكُفَّارِ يَجْعَلُهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ مُحْرِقَةً مُؤْذِيَةً وَالْأَجْزَاءُ الْمُلَاصِقَةُ لِأَبْدَانِ الْمُؤْمِنِينَ يَجْعَلُهَا اللَّهُ بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَيْهِمْ، كَمَا فِي حَقِّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَكَمَا أَنَّ الْكُوزَ الْوَاحِدَ مِنَ الْمَاءِ كان يَشْرَبُهُ الْقِبْطِيُّ فَكَانَ يَصِيرُ دَمًا وَيَشْرَبُهُ الْإِسْرَائِيلِيُّ فَكَانَ يَصِيرُ مَاءً عَذْبًا
ترى هل لغة الحوار موجودة في بيوتنا ؟
هل حاورت زوجك مرة ؟
وهل كان حوار نِد لا حوار متعال  ؟
-----------------------------------------
- تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (21/ 557)
- تفسير ابن كثير (5/ 252)

أَكْرِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا

أَكْرِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ عَالِمَهَا يَمْلأُ الأَرْضَ عِلْمًا
وشذرات من حياة الإمام الشافعي رضي الله عنه
قعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - قَالَ وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَرْفَعُ الْحَدِيث للنبي صلى الله عليه وسلم َ - قَالَ: «لَا تَسُبُّوا قُرَيْشًا، فَإِنَّ عِلْمَ عَالِمِهَا يَمْلَأُ الْأَرْضَ عِلْمًا» .
وقَالَ سمعت المزني يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، فسألته عن الشافعي فقال لي: «من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي، فإنه مني وأنا منه  »
وقال نبأنا أحمد بن حسن الترمذي قَالَ: كنت في الروضة فأغفيت، فإذا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقبل، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله، قد كثر الاختلاف في الدين قلت : 000 فما تقول في رأي الشافعي؟ قَالَ: بأبي ابن عمي أحيا سنتي.
السنة لابن أبي عاصم (2/ 637)
تهذيب الكمال في أسماء الرجال - المزني (24/ 363)
تاريخ بغداد وذيوله – الخطيب البغدادي (2/ 67)

اختر لنفسك الذي تقول

اختر لنفسك الذي تقوله : إن أدركك اليقن
فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وَلَمَّا احْتُضِرَ وَضع رَأْسُهُ فِي حِجْرِ وَلَدِهِ عَبْدِ اللَّهِ وقَالَ :
ظَلُومٌ لِنَفْسِي غَيْرَ أَنِّيَ مُسْلِمٌ ... أُصَلِّي الصَّلَاةَ كُلَّهَا وَأَصُومُ
الكامل في التاريخ (2/ 429)
الاستيعاب في معرفة الأصحاب - النمري(3/ 1157)

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وجدل مع الملائكة

إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وجدل مع الملائكة
ولنعلم أن لَا طَرِيقَ إِلَى صَوْنِ النَّفْسِ عَنِ الْوُقُوعِ فِي عَذَابِ اللَّه إِلَّا بِالتَّوْبَةِ
هول جدل دار بين سيدنا إبراهيم عليه السلام والملائكة المأمورة بإيقاع العقاب على قوم سيدنا لوط عليه السلام
ولَعَلَّ موضوع الجدل يدل على رحمة سيدنا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فكان جداله مع الملائكة عَنْ لَفْظِ ذَلِكَ الْأَمْرِ الذي جاء به الملائكة من رب العزة جلَّ جلاله ، أكَانَ ذَلِكَ الْأَمْرُ مَشْرُوطًا بِشَرْطٍ ، وكانت غاية سيدنا إبراهيم  من ذلك تأخير العذاب علّ قوم سيدنا لوط يتوبون فَيُرفع عنهم
ولهذ وصفه الله تعالى بقوله : إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ وَهَذَا مَدْحٌ عَظِيمٌ مِنَ اللَّه تَعَالَى لِإِبْرَاهِيمَ
فالْحَلِيمُ هُوَ الَّذِي لَا يَتَعَجَّلُ بِمُكَافَأَةِ غَيْرِهِ على أساء فيه ، بَلْ يَتَأَنَّى فِيهِ فَيُؤَخِّرُ ، أوَيَعْفُو
ومن حوار سيدنا إبراهيم مع الملائكة تأتينا نحن البشرى
قَالَ إِبْرَاهِيمُ : للملائة أَتُهْلِكُونَ قَرْيَةً فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ مُؤْمِنٍ؟
قَالُوا: لَا
قَالَ: أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَةً فِيهَا مِائَتَا مُؤْمِنٍ؟
قَالُوا: لَا
قَالَ: أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَةً فِيهَا أَرْبَعُونَ مُؤْمِنًا؟
قَالُوا: لَا
قَالَ: ثَلَاثُونَ؟
قَالُوا لَا حَتَّى بَلَغَ خَمْسَةً
قَالُوا: لَا
قَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ كَانَ فِيهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ مُسْلِمٌ أَتُهْلِكُونَهَا؟
قَالُوا: لَا
فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ ذَلِكَ : {إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ} الْآيَةَ [الْعَنْكَبُوتِ:32]
فَسَكَتَ عَنْهُمْ وَاطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ
فسبحان الرحيم الرحمن
------------------------------------
- تفسير الرازي (18/ 377)
- تفسير ابن كثير (4/ 335)
- الكامل في التاريخ (1/ 107)

أسماء من شهر بالكنية من النساء اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدركنه رضي الله عنهم جميعاً

أسماء من شهر بالكنية من النساء اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدركنه
رضي الله عنهم جميعاً
منهن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة : اسمها هند بنت سهيل بن المغيره زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأم هانئ بنت ابى طالب بن عبد المطلب : اسمها فاخته في قول الرواه والمحدثين، واما هشام بن محمد الكلبى فانه كان يقول- فيما ذكر: اسمها هند.
وأم حبيبه بنت ابى سفيان : اسمها رمله.
وأم شريك واسمها : غزيه بنت جابر بن حكيم.
وأم أيمن : واسمها بركه مولاه رسول الله ص.
وأم الفضل : وهي لبابه الكبرى بنت الحارث بن حزن، وهي زوجه العباس بن عبد المطلب .
وأم معبد : واسمها عاتكه بنت خالد بن خليف من خزاعة، وهي التي روى عنها ان النبي ص مر بها فضافته ونعتته لزوجها.
وأم الدرداء الكبرى : خيره بنت ابى حدرد الأسلمي.
وأم بشر بن البراء بن معرور : خليده بنت قيس بن ثابت.
صلة تاريخ الطبري (11/ 671)

اﻷسماء والكنى لبعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم

الأسماء والكنى
لبعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم
من الرجال
أبو الارقم : واسمه عبد مناف بن اسد بن عبد الله المخزومي.
أبو موسى الأشعري: اسمه عبد الله بن قيس حليف ابى أحيحة سعيد بن العاص.
أبو محذوره المؤذن : اسمه أوس بن معير، وقيل: سمره بن عمير وقال ابن معين:هو سمره بن معين.
أبو العاص بن الربيع : ختن رسول الله ص على ابنته زينب اسمه : مقسم بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ويقال: قاسم
أبو ذر : ويختلف في اسمه فعامه اهل الأنساب يقولون : اسمه جندب بن جنادة بن سفيان وقد قيل ان اسم أبيه يزيدأبو امامه صدى بن عجلان الباهلى.
وابو الدرداء عويمر بن زيد
وابو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بن كليب.
وابو قتادة، اختلف في اسمه، فقال ابن إسحاق: هو الحارث بن ربعي، وقال بعضهم: هو عمرو بن ربعي، وقال الواقدى: هو النعمان بن ربعي.
وابو اليسر كعب بن عمرو.
وابو هريرة قال هشام اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشرى وقال الواقدى:
هو عبد شمس، فسمى في الاسلام عبد الله: وقال آخرون: اسمه عبدنهم وقيل: سكين، وقيل عبد غنم.
وابو سعيد الخدرى سعد بن مالك بن سنان.
وابو برزه الأسلمي، قال هشام: هو نضله بن عبد الله، وقال بعضهم: هو نضله بن عبيد بن الحارث وقال الواقدى: هو عبد الله بن نضله
وابو جمعه حبيب بن سباع
وابو دجانة سماك بن خرشه
صلة تاريخ الطبري (11/ 670)
صلة تاريخ الطبري (11/ 669)
مقسم معجم الصحابة للبغوي (5/ 167)
مشاهير علماء الأمصار (ص: 30)

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

لا سببا في استجلاب البلاء

لا تكن سببا في استجلاب البلاء
فالخطأ قد يؤدي لكارثة
قد لا تكون أنت موضعها
بل أهلك ، بلدتك ، وطنك
ولا أظن من أدرك ذلك أحب وقوعه
ففي سَنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ ذكر أنّ نَفَرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا الشَّرَابَ، وكان مِنْهُمْ: ضِرَارٌ وَأَبُو جَنْدَلٍ، واستجوبهم أبو عبيدة في ذلك فأقروا وتابوا
ثم كلم فيهم عمر رضي الله عنه فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: فقَالَ لَهُ: ادْعُهُمْ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ وَسَلْهُمْ أَحَلَالٌ الْخَمْرُ أَمْ حَرَامٌ، فَإِنْ قَالُوا: حَرَامٌ، فَاجْلِدْهُمْ ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ ، وَإِنْ قَالُوا: حَلَالٌ، فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ.
فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: بَلْ حَرَامٌ، فَجَلَدَهُمْ، وَنَدِمُوا عَلَى لَجَاجَتِهِمْ، وَقَالَ: لَيَحْدُثَنَّ فِيكُمْ يَا أَهْلَ الشَّامِ حَدَثٌ، فَحَدَثَ عَامُ الرَّمَادَةِ.
وأَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ وَجَدْبٌ وَقَحْطٌ في الشام والحجاز ، ، وَكَانَتِ الرِّيحُ تَسْفِي تُرَابًا كَالرَّمَادِ فَسُمِّيَ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَاشْتَدَّ الْجُوعُ حَتَّى جَعَلَتِ الْوَحْشُ تَأْوِي إِلَى الْإِنْسِ، وَحَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَذْبَحُ الشَّاةَ فَيَعَافُهَا مِنْ قَيْحِهَا.
وزاد البلاء بطَاعُونُ عَمَوَاسَ الذي توفي فيه كثيرون وكان منهم أبو عبيدة رضي الله عنه .
---------------------------------
- الكامل في التاريخ – ابن الأثير (2/ 374)
- مختصر تاريخ دمشق – ابن منظور الأنصاري (28/ 221)

الأحد، 20 سبتمبر 2015

اﻹمارة مسؤولية

الإمارة مسؤولية
هي ميزة إن قادت صاحبها لظل الله يوم القيامة
وميزة أيضا إن ساقته إلى منتهى سخطه
وقد قيل : نعم الشيء الأمارة، لولا قعقعة البرد، والتشزن للخطب.
وقيل لعبد الملك بن مروان:
عجل عليك الشيب يا أمير المؤمنين! قال:
وكيف لا يعجل عليّ وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة مرة أو مرتين
وكان الرشيد في بعض أسفاره، وقد نزل الثلج فأذاه
فقال له بعض اصحابه: الى متى سهرك يا امير المؤمنين؟
فقال: اسكت، للرعية المنام، وعلينا القيام، ولا بد للراعي من حراسه الاغنام.
----------------------------------------
- صلة تاريخ الطبري (11/ 189)
- البيان والتبيين – الجاحظ (1/ 128)
=======================
التشزن مجابهة الخطب أو الأمر الداهم

القرآن الكريم إنساني النزعة

القرآن إنساني النزعة
فلا تبصر من ورائه إلا السمة الإنسانية المطلقة، فهو في كل ما يصدر عنه من عقيدة وأخلاق وتشريع وعظات، إنما يقدم من ذلك كله ثوبا قد فصّل على قدر الحقيقة الإنسانية كلها أينما وجدت وكيفما تنوعت.
ومهما نظرت في هذا الثوب، فلن تجد فيه أيّ مظهر لطابع البيئة أو القبيلة، سواء في شكله أو جوهره.
ومن ذلك في التشريع:
فإذا أمعنت النظر، وجدت قانون كل أمة أو دولة أو جماعة من الناس، إنما يعكس طبيعتها وأعرافها ويتجاوب مع ظروفها فشريعة كل أمة إذا تعبير عن حاجتها ومتطلباتها فقط دون أيّ نظر إلى ما وراء حدودها.
غير أن التشريع القرآني لا تجد فيه أيّ منزع إلى عرق أو طائفة أو جماعة ... وإنما هو ينبثق عن أسس ومبادئ إنسانية مطلقة، بحيث تأتي عامّة فروعه متطابقة معها في دقة واطّراد.
ولنضرب أمثلة لإيضاح هذه الحقيقة:
سورة النساء، من السور التي تفيض بالأحكام التشريعية المتعلقة بتنظيم الأسرة وحقوق المرأة، ونظام الحكم، وتقويم العدالة وضبط حقيقتها. فانظر كيف بدأت هذه السورة بوضع الركيزة الأساسية لتلك الأحكام كلها، وكيف لفتت أنظار الذين سينصتون إلى هذه الأحكام التالية، إلى أن المنطلق إلى تقريرها ووجوب الأخذ بها إنما هو النظر إلى مصلحة الأسرة الإنسانية المطلقة دون أي التفات إلى الظروف المتنوعة والمختلفة للبيئات والجماعات.
وهذه هي الركيزة الأساسية:
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها، وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً، وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1).
فالمنطلق لتقرير كل الأحكام والتشريعات إنما هو الرحم الإنسانية العامة.
من روائع القرآن – الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (ص: 216)