الأحد، 22 يناير 2017

هناك ما اعتاد الناس عليه - الاسكندرية - مصر العربية















اشبيلية












لو قدر لنا أن نختار زمنا نكون أحد من عاش فيه ، ترى بماذا سنجيب ؟

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
ولو قدر لنا أن نختار زمنا نكون أحد من عاش فيه ، ترى بماذا سنجيب ؟
في ظني لن نتردد أن تختار عصراً ذهبياً نود أن نكون واحداً من أهله
ولكل أمة عصراً يتعز أفرادها به
ربما لو كنت فرنسياً لاخترت عصر نابليون
أما إن كنت عربيا مسلماً فلن تتردد في اختيار عصر النبوة
رؤية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومعاشرة صحابته الكرام رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ
ولكن ما هي الضمانة أن لا تكون كأبي لهب ؟ ، أو كعبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق ؟
حَدث زيد بن أسلم أَن رجلا قَالَ لِحُذَيْفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا حُذَيْفَة نشكو إِلَى الله صحبتكم رَسُول الله أدركتموه وَلم ندركه ورأيتموه وَلم نره فَقَالَ حُذَيْفَة وَنحن نشكو إِلَى الله إيمَانكُمْ بِهِ وَلم تروه ، وَالله مَا تَدْرِي يَا ابْن أخي لَو أَدْرَكته كَيفَ كنت تكون ، لقد رَأَيْتنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الخَنْدَق فِي لَيْلَة بَارِدَة مظْلمَة مطيرة وَقد نزل أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابه بالعرصة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من رجل يذهب فَيعلم لنا علم الْقَوْم أدخلهُ الله الْجنَّة فَمَا قَامَ منا أحد ثمَّ قَالَ من رجل يذهب فَيعلم لنا علم الْقَوْم جعله الله رَفِيق إِبْرَاهِيم يَوْم الْقِيَامَة فوَاللَّه مَا قَامَ منا أحد فَقَالَ من رجل يذهب فَيعلم لنا علم الْقَوْم جعله الله رفيقي يَوْم الْقِيَامَة فوَاللَّه مَا قَامَ أحد منا فَقَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله ابْعَثْ حُذَيْفَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا حُذَيْفَة فَقلت لبيْك يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي فَقَالَ هَل أَنْت ذَاهِب فَقلت وَالله مَا بِي أَن أقتل ولكنني أخْشَى أَن أؤسر فَقَالَ أَنَّك لن تؤسر …….
اللهم اجعلنا في زمرة من تحب من خلقك ولا تحرمنا شربة من يدك نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
===========
-         تاريخ دمشق لابن عساكر (12/ 280)
-         الأذكياء ابن الجوزي(ص: 21)

-         بغية الطلب فى تاريخ حلب (5/ 2154)

هناك من قتله العجز ، وآخرون قتلهم التنافس

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
وأقول سبحان الله ننافس فيما قسم لنا ولن يجدي التنافس فيه ، ونهمل أنفسنا في طلب غير المقسوم من التنافس وكان بمقدورنا الاستزادة منه ما شئنا
هناك من قتله العجز ، وآخرون قتلهم التنافس
والحق أن التنافس عبارَة عَن طلب الْأَنْفس من الأمور ، وفيها يتباين الناس
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: كَانَ يُقَالُ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَبَايَنُوا، فَإِذَا تَسَاوَوْا؛ فَقَدْ هَلَكُوا.
وقَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَنهم إِنَّمَا يَتَسَاوَوْن إِذَا رَضُوا بالنَّقْصِ وَتَرَكُوا التَّنافُس فِي طَلب الْفَضَائِلِ ودَرْكِ المَعالي
أما يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا دَامَ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِ الرَّجُلِ شَيْءٌ فَيَجِدُ مَنْ يُفَرِّجُ عَنْهُ.
لَولا التَنافُسُ في الدُنيا لَما وُضِعَت * كُتبُ القَنـاطِرِ لا المُغني وَلا العُمَدُ
حثنا الله على التنافس إذا كان باعثًا لنا على طلب المحاسن ، وذلك كقول الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
أما فيما قسم ولن تفيد مطلقاً السرعة بل المشي الهادئ فيه قال الله : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ
لنجرب اليوم في أن ننافس في بر أمهاتنا ، لنفتح به باباً للفرج ، ولا خلاف إن كانت في الحياة نقبل قدميها نطلب رضاها ، وإن كانت غادرتنا نستغفر لها ، فالبر أبوابه لا تغلق
=======
-         لسان العرب (14/ 409)
-         المجالسة وجواهر العلم – الدينوري
-         الذريعة الى مكارم الشريعة – الأصفهاني (ص: 245)
-         مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل – العز بن عبد السلام (ص: 151)


أَنْتَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْأُمْنِيَةِ

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
أَنْتَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْأُمْنِيَةِ
والأمنيّة: ، وهي ما تمنّى الإِنسان، قال اللّه تعالى: تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ
وما أكثر أمانينا , ولكن إذا كنا في موضع تحقيق الأمنية التي نحب ، قادرون على الوصول لها ترى ما الذي نفعله
أنحصلها ؟ أم نتركها ؟
قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَثَّلْتُ نَفْسِي فِي النَّارِ أُعَالِجُ أَغَلَالَهَا وسَعِيرَهَا آكُلُ مِنْ زَقُّومِهَا وَأَشْرَبُ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا
فَقُلْتُ: يَا نَفْسُ إِيشْ تَشْتَهِينَ؟
قَالَتْ: أَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا فَأَعْمَلَ عَمَلًا أَنْجُو بِهِ مِنْ هَذَا الْعِقَابِ،
وَمَثَّلْتُ نَفْسِي فِي الْجَنَّةِ مَعَ حُورِهَا وأَلْبَسُ مِنْ سُنْدُسِهَا واسْتَبْرَقِهَا وَحَرِيرِهَا
قُلْتُ: يَا نَفْسُ إِيشْ تَشْتَهِينَ؟
قَالَ: فَقَالَتْ: أَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا فَأَعْمَلَ عَمَلًا أَزْدَادُ فِيهِ مِنْ هَذَا الثَّوَابِ،
قُلْتُ: فَأَنْتَ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْأُمْنِيَةِ
==========
-         شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم - الحميري(9/ 6387)
-         الزهد لأحمد بن حنبل (ص: 293)


العقاب وسيلة تمنع الاندفاع إلى الشر

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
وعافاكم الله من أن تكونوا محل عقاب الله وغضبه
والمعلوم أن صور العقاب والثواب متنوعة
النظرة مثلاً ربما كانت وسيلة ثواب أو وسيلة عقاب
ولكني أتساءل وإياكم في شكل ونتيجة العقاب
فربما كان العقاب وسيلة تمنع الاندفاع إلى الشر
ولكن هل وجدنا مرة أن العقاب الذي ننزله بأولادنا دفعهم لفعل الخير
إن وجدنا أن العقاب لا يدفع إلى الخير ، فما لنا إلا البحث عن وسيلة أخرى ، تشدهم إليه
قيل أن ولدين شاهدا شيخا لا يحسن الوضوء ، قالا له يا عماه نريد أن نتوضأ أمامك وتحكم أيا منا أحسن وضوء
توضأ الاثنين وأجادوا عندها أدرك الشيخ سوء وضوئه وأقر لهم بحسن فعلهم


أول من مات

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
هل من مصلحة لنا أن نعد زمرة أموات ، ونحن أحياء
هناك من يموت ظاهر وهو حي يجري عليه الرزق
وهم الشهداء والشهادة أوسع معنا من أن يتضمنها القتال فقط
وهناك من يختار الموت وهو حي يرزق
وهو يوم القيامة يحشر منسي أعمى
قال الله تعالى : الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٥١﴾ سورة الأعراف
وقال عز وجل : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾ ﴿١٢٤﴾ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَ‌ٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَ‌ٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ ﴿١٢٦﴾ سورة طه
هل تعلمون من هو أَوَّلَ مَنْ مَاتَ من خلق الله ولا يزال حياً
قِيلَ: أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى، يَا مُوسَى إِنَّ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنْ خَلْقِي إِبْلِيسُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ عَصَانِي، وَإِنَّمَا أَعُدُّ مَنْ عَصَانِي مِنَ الْأَمْوَاتِ.
-------------------
-         الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي – ابن قيم الجوزية(ص: 51)


الصمت والكلام

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
نعمة أن اللسان مقصور تأثيره على القريب الحاضر، وهو لا يتعدى سامعه
يستثنى من ذلك من شاء الله أن يبقى نداءهم مسموع حتى يرث الأرض ومن عليهم
قال الله تعالى : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴿٢٧﴾
والناس في الكلام : فريق  يلازم السكوت والناس راغبة إليه في الكلام
نقل عن الشعبي رحمه الله قوله : ما سمعت متكلما على منبر قط تكلم فأحسن إلا تمنيت أن يسكت خوفا من أن يسيء، إلا زيادا، - ابن أبي سفيان - فإنه كان كلما أكثر كان أجود كلاما.
وفريق امتهن الكلام والناس راغبة في صمته ، لا يبالي بأحد فقه ما يقول أم لا ، ضر كلامه ، أم نفع
وأخطر الفرقين من وهبه الله لسانا ومنطقاً حلوا يجذب من سمعه ، لا يمله السامع ، واستخدمه في اشاع الباطل بصورة الحق
وقد نقل عن أرسطو قوله : من لازم السكوت ، فإنه قد اختار ذلك ، إما بجهل أو بعلم ، فإن سكت بعلم فقد نطق بصدق 0 وإن سكت بجهل فإنه قد كذب
عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ  قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟
==========

-         مسند الإمام أحمد (36/ 383)

عبد العزيز دقماق رجل حبب إلي الكتاب

عبد العزيز دقماق
رجل حبب إلي الكتاب 
وعلمني حسن التعامل معه 
كنا أطفال سنة 1387هـ 1968م عندما زارنا رجل أخبرنا مدير المدرسة بأنه مدير المركز الثقافي العربي بالمعرة 
كان قادراً على اغرانا بالذهاب لزيارة المركز الثقافي 
وكنت فيمن تشجع وذهب بعد أن زاد في تشجيعي والدي رحمه الله 
مشهد الكتب زاد في اغرائي 
 
كان الأستاذ عبد العزيز عبد اللطيف دقماق سخيا في أخلاقه معنا ، ولا أذكر أن أحدا من زملائي تابع التردد على المركز سواي
كان يرشدني في الاختيار 
يملي قواعد القراءة 
قرأ ميولي في حبي لكتب التاريخ 
وجعل القسم مفتوحا أختاره منه ما أشاء بعد أن وثق بي ومن متابعتي
ومن عمل في المركز بعده كان يعلم أني أعلم مقتنيات المركز من الكتب سواء التاريخية أو الأدبية
أذكره يقول : عند الأذان نتوقف عن القراءة
والذهاب للمسجد أفضل
لم ألتق بالرجل بعد مغادرته المعرة أبداً
ولكني مدين لحسن خلقه
 
هشام محمد كرامي

وأتساءل هل الصياح شارة الزعامة ؟ أم أن الزعامة هي التي تخلق الصياح ؟

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
وأتساءل هل الصياح شارة الزعامة ؟ أم أن الزعامة هي التي تخلق الصياح ؟
ما هي الصلة بين رفع الصوت وسلم السلطة ؟
وهل رفع الصوت أحد السبل للوصول للحق ؟ أم هو وسيلة لطمسه ؟
وقد قيل : اجهر بصوتك لا يأخذك ترويع  * لا ينفع الصوت إلا وهو مسموع
أم أن الصياح شكل من الصراخ تلجأ إليه المرأة إذا ضعفت عن كلّ شيء فزعت إلى الصّراخ والولولة؛ التماسا للرّحمة
يظهر أن الزعامة شيء لا بد منه ، حتى بين الحيوانات ، والزعامة جلية بين الديوك ، وقد تساءل بعض العلماء عن الديكة أيها أكثر صياحاً ، وأيها أكثر زعامة ، وهل الزعامة هي التي تخلق الصياح أم أن الصياح هو الذي يخلق الزعامة وقاموا بالتجربة
جاؤوا بعدد من الديوك ، وجعلوا كل واحد منها في بيت ، وأحصوا صياحها ، فلم يجدوا فرقا ذي بال بينها ، ثم جاؤوا بدجاجات ، وأدخلوا الديكة عليها ، فقامت بين الديكة المعارك ، كل واحد ينقر صاحبه ، وانجلت المعارك عن ديك أقر له الآخرون بالزعامة ، ومنذ أن حمل هذا الديك  أعباءها ظل يصيح ويصيح عشرين مثلا مما يصيح الآخرون ، ثم أخرجوا هذا الديك من مملكته ، وأبعدوه عن الدجاجات ، فقامت المعركة بين الديكة الباقية
وتغلب أحدها ، وتزعم ، وزاد صياحه أضعافا عن صياح سائر الديكة
الصياح إذن هو شارة الزعامة ، والزعامة هي التي تخلق الصياح ، يا ترى ماذا تكون نتيجة هذه التجربة لو طبقناها على الناس في أركان الأرض جميعاً ؟
==============
-         الحيوان (6/ 516)

-         مجلة العربي

زيارتنا أخوتي أخواتي لمن نحب ممن فارقنا وغدا تحت التراب

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
وفي
زيارتنا أخوتي أخواتي لمن نحب ممن فارقنا وغدا تحت التراب
يجدر أن نعلم
ولنكن على ثقة أن زيارتنا ليست عبسا نفعله ، ربما كانت أقل الواجب تجاه من فقدنا
     -  البكاء عند القبر : لقد كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ كَثِيرًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى!
كَمْ تَبْكِي؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا؛ غَيْرَ أَنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ لَا أَلْقَاهُ فِي الْآخِرَةِ
-         في زيارة من فارقنا من أحبتنا يقول ابن عبد البر : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال:  "ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام".  وعن أبي هريرة ما من رجل يزور قبر أخيه فيسلم عليه ويقعد عنده إلا رد عليه السلام وأنس به حتى يقوم من عنده رواه أبو الشيخ والديلمي.
-         وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم
سلام من يخاطبونه، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب منزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به
قال ابن تيمية:  الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً،  بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي فإنه يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له ، واستدل الشيخ ابن عثيمين لذلك بالحديث الذي نقله ابن القيم عن ابن عبد البر.  والميت يستفيد من هذا السلام تخفيف العذاب، لأن السلام على أهل القبور بمعنى السلامة، قال ابن عثيمين رحمه الله:  والسلامة لأهل القبور تكون من العذاب، فقد يكون  الإنسان معذباً في قبره ولو عذاباً خفيفاً
-         قال ابن أبي الدنيا  في كتاب القبور: باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء: عن زيد بن
أسلم عن  عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم". وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد
-         زيارة الميت يوم الجمعة وقبل الجمعة بيوم وبعدها بيوم ، حدث محمد بن الحسين قال
ونقل رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصماً الجحدري  في منامي بعد موته بسنتين فقلتأليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني  فنتلقى  أخباركم، قال: قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعم نعلم بها عشية الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
وحدث حسن القصاب  قال: كنت أغدو محمد بن واسع  في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان ، فنقف على القبور، فنسلم  عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها
ويكفي دليلا في هذا تسمية المسلم عليهم زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما  صح تسميته زائراً، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره..
اللهم ارحم موتانا
ارحم من غدا تحت التراب من أحبتنا
اجمعنا ومن نحب في رحمتك
اغفر لنا ولهم
يا أرحم الراحمين
ترى هل نسينا أحبابنا ؟ أم أنهم ذاكرتنا ؟
ترى أخي أختي ألم يشدك الشوق والحنين كي تسمع صوتك من تحب ؟
ترى ألسنا بحاجة لنعلم من تحب بأننا مشتاقون له ؟
ترى هل لدينا متسع لذرف عبرات صدق ، وبصمت نغسل بها آثار ولو لثواني ، ألم الفراق
نخفف باستغفارنا عذابا ، ربما وقع ونرفع بدعائنا مقاما نرجوه له من الرحيم الرحمن
وسامحوني على الإطالة
===


فقد تكلم عن هذه المسألة العلامة ابن القيم في كتابه (الروح) فأطال، ونحن ننقل لك أهم ما ورد باختصار قال ص 5 فما بعدها:  هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟ قال ابن عبد البر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  "ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام". 
وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم:  "يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً" فقال له عمر:  يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا! فقال:  "والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جواباً". 
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب منزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا  في كتاب القبور: باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء: حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن  عائشةرضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم". 
حدثنا محمد بن قدامة الجوهري حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا  هشام بن سعدحدثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة  رضي الله عنه قال: إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام. 
حدثنا محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام الأصغر حدثنى مسمع  حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصماً الجحدري  في منامي بعد موته بسنتين فقلت:  أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني  فنتلقى  أخباركم، قال: قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعم نعلم بها عشية الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
وحدثنا حمد بن الحسين حدثنا بكر بن محمد حدثنا حسن القصاب  قال: كنت أغدو محمد بن واسع  في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان ، فنقف على القبور، فنسلم  عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها.. وذكر آثاراً كثيرة ثم قال: وهذا باب في آثار كثيرة عن الصحابة، وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة  يقول: اللهم إني أعود بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة  كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد الله  ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما  صح تسميته زائراً، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره.. هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم، وكذلك السلام عليهم أيضاً، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى الرجل قريباً منهم شاهدوه، وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك. 
قال يزيد بن هارون: أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن ابن ساس  خرج في  جنازة في يوم، وعليه ثياب خفاف فانتهى إلى قبر، قال: فصليت ركعتين ثم اتكأت عليه، فوالله إن قلبي ليقظان إذ سمعت صوتاً من القبر: إليك عني لا تؤذني، فإنكم قوم تعملون ولا تعلمون، ونحن قوم نعلم ولا نعمل، ولأن يكون لي مثل ركعتيك أحب إلي من كذا وكذا، فهذا قد علم باتكاء الرجل على القبر وبصلاته. وقال: وهذه المرائي وإن لم تصح بمجردها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها، وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى. 
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:  "أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر. يعني: ليلة القدر". 
فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على اسحتسانه واستقباحه، وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح على أنا لم نثبت هذا بمجرد الرؤيا، بل بما ذكرناه من الحجج وغيرها. وقال: وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم  في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص  هو في  سياق الموت، فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله بكذا، فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإني على أطباق ثلاث... ثم ذكر الحديث، وفيه: فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا على التراب سنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظر ما أراجع به رسل ربي، ثم قال: فدل على أن الميت يستأنس بالحاضرين عند قبره، ويسر بهم.
وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن، قال  عبد الحقيروى أن عبد الله بن عمر  أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة، وقال: ويدل على هذا أيضاً ما  جرى عليه عمل الناس قديماً، وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة، وكان عبثاً. وقد سئل عنه الإمام أحمد  رحمه الله فاستحسنه واحتج عليه بالعمل.