صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إخوتي
أخواتي
وأقول
: أحيان الصدق لا يكفي لوحده
ولو
أن الصدق يكفي لاتبع الناس محمد عليه الله الصلاة والسلام لصدقة ، وقد أقروا بذلك
وهذا
لا يعني مجانبة الصدق لا قدر الله
ولكن
القول والفعل الصادق يحتاج عند طرحه لوحدة المكيال بيننا ، وبين من نتوجه إليهم
وحدة
المبدئ ، وحدة الهدف
وعندها
تجد غرسة الحب التربة المناسبة لها ، والحب
الصادق يوجب الاتباع
جرب
أن تعمد الى جماعة من الناس تتجاذب أفكارها مبادئ وقيم مختلفة متعارضة ، فهي بينها
أوزاع وأشتات . . ثم ادعها ما شئت الى الوحدة والتضامن وحذرها ما شئت من بلاء
الفرقة ومصائبها ، أفتسمع لندائك من مجيب ، أو تعثر لنصائحك على أي أثر ؟
بل
جرب أن تقبل بنصائحك هذه الى أمة لا تطوف بها أفكار وقيم متخالفة ، ولكنها لا تمسك
أيضاً بأي مبادئ أو قيم تلتقي عليها ، فان دعوتها الى تكون كدعوة ماء سارب عل وجه
الأرض الى أن يجتمع ويتكاثف فوق بعضه دون أن يحصره أي حوض . !!
لو
دعا محمد صلى الله عليه وسلم عرب الأوس والخزرج من أهل المدينة ، الى الحب والتآلف
والاخاء ، قبل أن يغرس في أفئدتهم عقيدة الايمان بالله واتباع سنته وهديه ، لذهب
دعاؤهم لهم أدراج الرياح ولضلت كلماته ـ على تأثيرها وبلاغتها ـ عن أسماعهم ولضاعت
وسط معاركهم المحتدمة وحروبهم المستعرة.
-----------
-
من اسرار المنهج الرباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق