الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

هذه أرضي وهذا وطني - أربيل العراق












ليس لأحد حق بالكلام دون أحد


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ليس لأحد حق بالكلام دون أحد
وفي المعرة عندنا يقول : الحكي ما عليه كمرك . أي ليس عليه ضريبة تدفع
ويقولون : الحكي ما حقوا مصاري . أي هو مجاني – إلا أننا في زمن عدنا ندفع قيمة الكلمة وحسب عدد الحروف المؤلفة لها عبر الهاتف
المشكلة ليست في الكلمة التي ننطقها ، إلا أنها في الثوب الذي ألبسناه إياها . نحن ننهي تقديم الرسالة التي نكتبها بقولنا : أما بعد . ولها معناها . ثم جاء مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى بعبارة : أما قبل . ولها معناها دلالتها أيضاً .
عنترة العبسي بدأ قصيدته بـ هل غادر الشعراء من متردم . وكلامه يدل على أنه يعد نفسه محدثاً لما سيأتي به من معنى ، فقد أدرك الشعر عنترة بعد أن فرغ الناس منه ولم يتركوا له شيئاً للقول ، فأتى في هذه القصيدة بما لم يسبقه إليه متقدم من  معنى . ونحن ألبسنا كثيراً من الكلمات معان لا تؤدي معناها
فيا ( زلمي ) ونقصد بها يا رجل . ومعناها يا لئيم
يا حجي بدلا من قولنا يا حاج أو يا حاجّة . والحجي هو المشرف على راقصات النور . والراقصة حجية
ربي ( يخليك ) ونقصد بها يحفظك ويديمك . والمعنى ربي يبعدك
وعرصا : والمعنى ما فيه شرف . والأصل هو الرجل الحريص النشيط
لنشتق ما نشاء من المعاني على أن نحسن إلباسها المعنى ذي الدلالة الصحيحة
وليس هناك داع للخوف فالكلمات لن تنفد قال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه: لولا أنّ الكلام يعاد لنفد.
وقال بعضهم: كلّ شيء ثنيته قصر إلّا الكلام فإنّك إذا ثنيته طال. على أنّ المعاني مشتركة بين العقلاء، فربما وقع المعنى الجيّد للعامي من الناس أو صاحب الأدب منهم ، وإنما يتفاضل الناس في الألفاظ ورصفها وتأليفها ونظمها .
وربما كان فاحش الكلام سببا في دوام البلاء
لنحسن اللفظ عسا الله أن يكشف عنا ما نحن فيه
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

محمد بن أبي عامر الأندلسي دنجوان إلا أنه عربي


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
محمد بن أبي عامر الأندلسي دنجوان إلا أنه عربي
ويقولون عندنا في المعرة أيضاً : عينو زايغة
وربما كانت صفة الملول ومن كل شيء ، أقرب الصفات إليه . متقلب حتى في عواطفه . إن وقعت عينه على حسناء غرق في حبها وسعى للاقتران بها ثم ما لبث بعد حين أن ملها ففارقها
يمل حتى ممن صادقه ليبحث بعد حين عن آخرين
يمل حتى من ثيابه ، وأغرب ما في الأمر أن يمل المرء من اسمه
قال ابن حزم رحم الله : وأهل هذا الطبع أسرع الخلق محبة، وأقلهم صبراً على المحبوب وعلى المكروه، وانقلابهم عن الود علي قدر تسرعهم إليه؛ فلا تثق بملول ولا تشغل به نفسك، ولا تعنها بالرجاء في وفائه . ثم يقول : وما رأيت قط هذه الصفة أشد تغلباً منها محمد بن أبي عامر رحمه الله، فلو وصف لي واصف بعض ما علمته منه لما صدقته. فهو ابن ساعته.
ولقد كان أبو عامر يرى الجارية فلا يصبر عنها، ويحيق به من الاغتمام والهم ما يكاد أن يأتي عليه حتى يملكها، ولو حال دون ذلك شوك القتاد، فإذا أيقن بتصيرها إليه عادت المحبة نفاراً، وذلك الأنس شروداً والقلق إليها قلقاً منها، ونزاعه نحوها نزاعاً عنها، فيبيعها بأوكس الأثمان. هذا كان دأبه حتى أتلف فيما ذكرنا عشرات ألوف الدنانير عدداً عظيماً.
ولقد مات من محبته جواركن علقن أوهامهن به، ووفي له فخانهن مما أملنه منه، فصرن رهائن البلى وقتلهن الوحدة.
وأنا اعرف جارية منهن كانت تسمى عفراء، عهدي بها لا تتستر بمحبته حيثما جلست، ولا تجف دموعها، وكانت قد تصيرت من داره إلى البركات الخيال صاحب الفتيان. ويقول ابن حزم : ولقد كان رحمه الله يخبرني عن نفسه انه يمل اسمه فضلاً عن غير ذلك. وأما إخوانه فإنه متبدل بهم في عمره على قصره مراراً، وكان لا يثبت على زي واحد كأبي براقش، حيناً يكون في ملابس الملوك وحيناً في ملابس الفتاك. وكان رحمه الله مع هذا من أهل الأدب والحذق والذكاء والنبل والحلاوة والتوقد، مع الشرف العظيم والمنصب الفخم والجاه العريض؛ وأما حسن وجهه وكمال صورته فشيء تقف الحدود عنه وتكل الأوهام عن وصف أقله ولا يتعاطى أحد وصفه.ولقد كانت الشوارع حين تخلو ، تجد من يقصده لأخد الأدب عنه . ورحم الله القائل :
فلا تصحبن مستطرفاً ذا ملالة ... فليس على عهد يدوم ملول
وما أكثر المتقلبين اليوم
ودهم مقرون بمصلحة آنية
لا قيمة لأهل ولا وطن
شرفهم منفعتهم الخاصة
نظرهم عند أقدامهم
ربما كانوا سر البلاء الذي نحن فيه
يا رب فرّج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
طوق الحمامة لابن حزم (ص: 198)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 532)
الصداقة والصديق – أي حيان التوحيدي (ص: 164)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القتاد: شجر له شوك كثير شديد
الفتاك : الذين يرتكبون ما تدعوهم إليه أنفسهم من الجنايات

الأرض تعطي 700 ضعف


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الأرض تعطي 700 ضعف
ومن سيدنا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  تعلم
العطا عطا الله : هكذا يقولون عندنا في المعرة للتدليل على أن الله هو المعطي بحق ، فلا يمن بعطائه حتى على من عصاه ، وهو كريم لمن أطاعه قادر على أن يضاعف المكافئة لتبلغ حدا يفوق تصور عقل البشر .
أقول فإن كانت الأرض المخلوقة لله قادرة على أن تعطي مقابل غرس الحبة فيها أضعافا قد تصل لسبعمائة ضعف قال الله تعالى في سورة البقرة : ( .. كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ .. ) فكيف بنا إذا كان الله هو المعطي وهو القادر ولا عائق يمنعه جل جلاله
في حين أننا وحتى مع نيتنا الصادقة في العطاء ، قد يحال بيننا وبين ما سنقوم به . قدم نمرض وقد يحدث لنا ما لا ليس بحسبان فنمنع من تنفيذ ما أردنا . وقد .. وقد ...
وفي حياتنا قد تنوي الأم مكافأة ابنها ، والمعلم مكافأة تلميذه ، والرئيس مكافأة مرؤوسه . وهنا تتدخل القدرة على الفعل وتتدخل معها مجموعة من الانفعالات التي تؤثر في حجم العطاء ونوعه .فمن كُلِف بتوزيع الصدقة على الناس وهي للعلم ليست من ماله . تجده يقحم عواطف الحب والكره في عمله .
هدا منحبو فنسرع في عطائه . وهدا أخو فلان مشو . وهدا أخو علان لا تعطوه .وهذا منكره ، فترانا نبدع في الحيل لمنع العطاء عنه . وننسى أننا نحن نعصي ربنا ويعطينا
قال الله تعالى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٢٢﴾وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي الصدِّيق، حِينَ حَلَفَ أَلَّا يَنْفَعَ مِسْطَح بْنَ أُثَاثَةَ بِنَافِعَةٍ بَعْدَمَا قَالَ فِي عَائِشَةَ مَا قَالَ، في قصة الإفك، وَهُوَ وَ كَانَ ابْنَ خَالَةِ الصَّدِيقِ، وَكَانَ مِسْكِينًا لَا مَالَ لَهُ إِلَّا مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ وَلَق وَلْقَة ( الطعن الكاذب في الناس ) وتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْهَا، وضُرب الْحَدَّ عَلَيْهَا. وَكَانَ الصَّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَعْرُوفًا بِالْمَعْرُوفِ، لَهُ الْفَضْلُ وَالْأَيَادِي عَلَى الْأَقَارِبِ وَالْأَجَانِبِ. فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَى قَوْلِهِ: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أَيْ: فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، فَكَمَا تَغْفِرُ عَنِ الْمُذْنِبِ إِلَيْكَ نَغْفِرُ لَكَ، وَكَمَا تَصْفَحُ نَصْفَحُ عَنْكَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الصَّدِّيقُ: بَلَى، وَاللَّهِ إِنَّا نُحِبُّ -يَا رَبَّنَا -أَنْ تَغْفِرَ لَنَا. ثُمَّ رَجَع إِلَى مِسْطَحٍ مَا كَانَ يَصِلُهُ مِنَ النَّفَقَةِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزَعُهَا مِنْهُ أَبَدًا
ـــــــــــــــــــــــ
تفسير الإمام ابن كثير (6/ 31)


أم الكملة : فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أم الكملة : فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية
تخيل أن أمك سئلت عنك ، ولا بد أن تسأل ، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة
لا أسألكم وأسأل نفسي عن حب أمهاتنا لنا ، بل السؤال عن علاقتنا بأمهاتنا
ولك أن تتوقع الإجابة : مرضي ، أم عاق ؟
مطمورة الرضا ملئ  ؟ أم أن مطمورة السخط والغضب هي كنزك عند أمك ؟!
كثيرون من يتبجح بجمال قوله : أمي . ومن الناس من يُدلِّعُ أمه بقوله : ويستعيض عن لفظ أمي بـ ( الحجي ) وليته قالة الحاجة فلفظ الحجي فيها مهانة وذلة .
حجت فَاطِمَة بنت الخرشب الأنمارية أم الكملة؛ الرّبيع وَعمارَة وَقيس وَأنس، وَكَانَت حجتها هَذِه فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقَالَ لَهَا رجل من أهل مَكَّة: من أشرف ولدك؟ قَالَت: الرّبيع. لَا بل عمَارَة. لَا بل قيس. لَا بل أنس. ثكلتهم إِن كنت أَدْرِي أَيهمْ أسوِّدْ.
وكان الربيع يقال له: الكامل، وقيس يقال له: الجواد، و الوقاعة ، ولأنس يقال له: أنس الطَّوِيل والحفاظ، ولعمارة دالق وَإِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك أَنه كَانَ يدلق الْخَيل فِي كل وَجه وكان عمارة آلى على نفسه ألاّ يسمع صوت أسير ينادى في الليل/إلا افتكّه، وفيه يقول المسيّب ابن عامر .
جزى الله عنّى والجزاء بكفّه … عمارة عبس نضرة وسلاما
كسيف الفرند العضب أخلص صقله … تراوحه أيدى الرّجال قياما
إذا ما ملمّات الأمور غشينه … تفرّجن عنه أصلتيّا حساما
وَفِي فاطمة يَقُول الشَّاعِر:
بَنو جنية ولدت سيوفاً ... صوارم كلهَا ذكر صَنِيع
ولعل رضى الأم أحدهم أهم دواعي رفع البلاء . في وقت نحن بأمس الحاجة إلى ذلك
يا رب اجعلنا راضين مرضيين
ارفع البلاء عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات  - الآبي (4/ 72)
أمالي ابن الشجري (1/ 23)

الوَقاعَةِ : الأرض التي لا ينشف ماؤها من القاع
الخرشب : السمين الطويل
الفرند : الأثر الباقي على السيف

خَفّف تدْرُجْ ، تَقِّل تعرج


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
في المعرة عندنا يقولون : خَفّف تدْرُجْ ، تَقِّل تعرج
وقَاَل الله تعالى : ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾ سورة الزمر
خصام ومواجهة لا بد حاصلة
خصام بين الروح والجسد ، بين الوالد والولد ، بيننا وبين الناس وحينها يَتَمَيَّزُ الْمُحِقُّ مِنَ الْمُبْطِلِ، وَالصِّدِّيقُ مِنَ الزِّنْدِيقِ
تعتبر وسائل الاجتماعي نعمة من النعم ، وربما كانت نقمة يوم القيامة
لازم ملّي الصحفة حتى أشد الأنظار إليها
أنقل من الشبكة ما صح ، وما لم يصح ، والمقولة : مين عبدقق
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو لم يقل .... والكذب عليه يضمن للكاذب وناقل الكذب مقعداً في جهنم عياذا بالله
وقال فلان وهو من العظماء وكان القول لسواه
وسدد إذا بتسدد فاتورة كنا بغنى عنها
وفي المعرة يقولون : فوق الموتي عصت قبر
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : يُخَاصِمُ الصَّادِقُ الْكَاذِبَ، وَالْمَظْلُومُ الظَّالِمَ، وَالْمَهْدِيُّ الضَّالَّ، وَالضَّعِيفُ الْمُسْتَكْبِرَ.
وقَالَ: يَخْتَصِمُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تَخْتَصِمَ الرُّوحُ مَعَ الْجَسَدِ، فَتَقُولُ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: أَنْتَ فَعَلْتَ. وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ: أَنْتِ أَمَرْتِ، وَأَنْتِ سَوَّلْتِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا، فَيَقُولُ لَهُمَا إِنْ مَثَلَكُمَا كَمَثَلِ رَجُلٍ مُقْعَدٍ بَصِيرٍ وَالْآخَرُ ضَرِيرٌ، دَخَلَا بُسْتَانًا، فَقَالَ الْمُقْعَدُ لِلضَّرِيرِ: إِنِّي أَرَى هَاهُنَا ثِمَارًا، وَلَكِنْ لَا أَصِلُ إِلَيْهَا. فَقَالَ لَهُ الضَّرِيرُ: ارْكَبْنِي فَتَنَاوَلْهَا، فَرَكِبَهُ فَتَنَاوَلَهَا، فَأَيُّهُمَا الْمُعْتَدِي؟ فَيَقُولَانِ: كِلَاهُمَا. فَيَقُولُ لَهُمَا الْمَلَكُ. فَإِنَّكُمَا قَدْ حَكَمْتُمَا عَلَى أَنْفُسِكُمَا. يَعْنِي: أَنَّ الْجَسَدَ لِلرُّوحِ كَالْمَطِيَّةِ، وَهُوَ رَاكِبُهُ.
ـــــــــــــــ
تفسير ابن كثير (7/ 98)
تفسير الإمام الرازي (26/ 451)

وادي العقيق . وادى مبارك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وادي العقيق . وادى مبارك وهو رمز من رموز المدينة المنورة على صلاة أفضل الصلاة والسلام يلفها من الشمال والغرب والجنوب
تغنى به الشعراء والمغنون .
على العقيق اجتمعنا ... نحن وسود العيون
ما بال مجنون ليلى ...  قد جن بعض الجنون
وقد ورد ذكره في الصحيح عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي العَقِيقِ يَقُولُ: " أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الوَادِي المُبَارَكِ ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ "
و وقيل: سمي بالعقيق لحمرة موضعه. وهناك أكثر من وادي عرف بنفس الاسم  . فعقيق الطائف. جاء ذكره في غزوة الطائف، ويقع إلى الشمال من الطائف، بل كان يمر بطرف الطائف من الغرب والشمال (عقيق عشيرة) : وهو من أودية الحجاز، قريب من ذات عرق، وهو الذي ذكره الشافعي فقال: «لو أهلّوا من العقيق كان أحبّ إليّ» . والعقيق: قال الفيروز أبادي: ماء لبني جعدة وجرم تخاصموا فيه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقضى به النبي لبني جرم .ومنذ عهد عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بدأ الناس في البناء في هذا الوادي وازدهر البناء في العهد الأموي .وقد ذكره العديد من الشعراء . وممن بنى فيه عروة بن الزبير وقال في قصره بالعقيق حين فرغ من بنائه
بنيناه فأحسنا بناه * بحمد الله في خير العقيق
تراهم ينظرون إليه شزرا * يلوح لهم على وضح الطريق
فساء الكاسحين وكان غيظا * لأعدائي وسر به صديقي
يراه كل مختلف وسار * ومعتمر إلى البيت العتيق
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح البخاري (2/ 135)
تاريخ دمشق لابن عساكر (40/ 281)
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (2/ 191)
المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 34)

ومن يغمره البلاء فليس له إلا انتظار الفرج


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن يغمره البلاء فليس له إلا انتظار الفرج
ومن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ و بزرجمهر بن البختكان نتعلم
إن كان البلاء خاصا غصت الابتسامة في الحَلق
فكيف إن كان البلاء قد حل وألقى بجرانه الأرض . ولسان حالها تشكو لربها ما حل بساكنيها وتضرع إليه أن يرفعه عنهم
قِيلَ: أنّْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ، وَفِيهِمْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: مَا أَحْسَنُ شَيْءٍ؟ فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ بِرَأْيِهِ، وَعَمْرٌو سَاكِتٌ. فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا عَمْرُو؟ قَالَ: الْغَمَرَاتُ ثُمَّ يَنْجَلِينَ
وَيُشبه هَذَا مَا رُوِيَ عَن بزرجمهر بن البختكان الْحَكِيم، الَّذِي كَانَ وَزِير أنوشروان، فَإِنَّهُ حَبسه وقد غَضَب عليه ، وفِي بَيت كالقبر ظلمَة وضيقا، وصفده بالحديد، وَألبسهُ الحش من الصُّوف، وَأمر أَن لَا يُزَاد فِي كل يَوْم، على قرصين خبْزًا شَعِيرًا، وكف ملح جريش، ودورق مَاء، وَأَن تحصى أَلْفَاظه، فتنقل إِلَيْهِ، فَأَقَامَ بزرجمهر شهورا، لَا تسمع لَهُ لَفْظَة.
فَقَالَ أنوشروان: أدخلُوا إِلَيْهِ أَصْحَابه، ومروهم أَن يسألوه، ويفاتحوه فِي الْكَلَام، واسمعوا مَا يجْرِي بَينهم، وعرفونيه.
فَدخل إِلَيْهِ جمَاعَة من المختصين، كَانُوا، بِهِ، فَقَالُوا لَهُ: أَيهَا الْحَكِيم، نرَاك فِي هَذَا الضّيق، وَالْحَدِيد، وَالصُّوف، والشدة الَّتِي وَقعت فِيهَا، وَمَعَ هَذَا، فَإِن سحنة وَجهك، وَصِحَّة جسمك، على حَالهمَا، لم تتغيرا، فَمَا السَّبَب فِي ذَلِك؟
فَقَالَ: إِنِّي عملت جوارشا من سِتَّة أنواع، آخذ مِنْهُ كل يَوْم شَيْئا، فَهُوَ الَّذِي أبقاني على مَا ترَوْنَ.
قَالُوا: فصفه لنا، فَعَسَى أَن نبتلى بِمثل بلواك، أَو أحد من إِخْوَاننَا، فنستعمله وَنصفه لَهُ.
قَالَ: النوع الأول: الثِّقَة بِاللَّه عز وَجل، والنوع الثَّانِي: علمي بِأَن كل مُقَدّر كَائِن، والنوع الثَّالِث: الصَّبْر خير مَا اسْتَعْملهُ الممتحنون، والنوع الرَّابِع: إِن لم أَصْبِر أَنا فَأَي شَيْء أعمل، وَلم أعين على نَفسِي بالجزع، والنوع الْخَامِس: قد يُمكن أَن أكون فِي شَرّ مِمَّا أَنا فِيهِ، والنوع السَّادِس: من سَاعَة إِلَى سَاعَة فرج.
قَالَ: فَبلغ كسْرَى كَلَامه، فَعَفَا عَنهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــ
الفرج بعد الشدة للتنوخي (1/ 150)

الجوارش : نوع من الأدوية المركبة يقوي المعدة ويهضم الطعام، وليست الكلمة بعربية

ومن يدفع عنا الأذى إلا الله


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن يدفع عنا الأذى إلا الله
ومن قصة كُرْز بن علقمة الذي رغب في أن تصل قريشا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتؤذيه نتعلم
والقصة قبل أن يُسلم عام الفتح رضي الله عنه
قال أصحاب السير والمؤرخون ، لقد اسْتَأْجر الْمُشْركُونَ رجلا يُقَال لَهُ: كرز بن عَلْقَمَة الْخُزَاعِيّ فقفا لَهُم الْأَثر حَتَّى أَتَى بهم إِلَى ثَوْر وَهُوَ بِأَسْفَل مَكَّة فَقَالَ: انْتهى إِلَى هَاهُنَا أَثَره فَمَا أَدْرِي أَخذ يَمِينا أم شمالاً أم صعد الْجَبَل أم صعد إلى السماء
وقال: هذه قدم محمد وهو اشبه بالموجود في الكعبة، أي أشبه بأثر قدم إبراهيم عليه السلام، ثم قال: هذه قدم أبي بكر أو قدم ابنه وما تجوزا هذا المكان. إلا أن يكونا قد صعدا إلى السماء أو دخلا في جوف الأرض. وبالرغم من هذا التأكيد فإنهم لم يدخلوا الغار، ولم يفكر أحدهم أن يقلب الحجر أو يفتش عن محمد وصاحبه، مع أن هذا أول ما كان يجب أن يتبادر إلى الذهن، فما دامت آثار الأقدام قد انتهت عند مدخل الغار كان يجب أن يفتشوا داخله. لكن أحداً لم يلتفت إلى ذلك.
وجاء واحد منهم وأخذ يبول، فجاء بعورته قبالة الغار، وهذا هو السبب في قول أبي بكر لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لرآنا.
فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بفطنة النبوة: لو رأونا ما استقبلونا بعوراتهم وهذا دليل على أن العربي كان يأنف أن تظهر عورته، أو هي كرامة لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ألا يُريه عورة غيره
ويا ربي بحق مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .فرج عن الشام وأهل الشام . ويا رب رد كيد أعداء الشام إلى نحورهم
ـــــــــــــــ
الطبقات الكبرى – ابن سعد (ص: 776)
تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (4/ 295)
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف – ابن الضياء(ص: 202)
تفسير الشعراوي (8/ 5127)

جبل ثور هو جبل يقع جنوب مكة يبلغ ارتفاع قمته 728 متراً. ويمتد من الشمال إلى الجنوب على مسافة 4123 متراً ومن الشرق إلى الغرب على مسافة 4000 متر تقريباً. ومنه اشتُق اسم الغار، غار ثور الذي مكث فيه الرسول الكريم مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   ثلاث ليلِ أثناء هجرته إلى المدينة المنورة .

حبّ السّمع والطاعة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حبّ السّمع والطاعة
قالوا : إن هلاك الناس منذ كانوا إلى أن تأتي الساعة مقترن بحبّ الأمر والنّهي، وحبّ السّمع والطاعة.
وقد قيل إن هلاك الأمم فيما سلف كان بحب الرياسة
فلذة الأمر والنهي تبدأ من البيت وتلاحظ بين الشلة لأطفال المدرسة . وهكذا ، وكلنا سمع بشيخ الكار قديما ونقيب العمال حديثا . ومن بلغ الرياسة تمسك بها وتمنى دوامها . فزوالها مسبب لبارح الألم ، ولا بد أن تزول . ورحم الله شاعر المعرة عمر بن الوردي حيث قال :
لا توازى لذَّةُ الحكمِ بما ... ذاقَها المرءُ إذا المرْ انعزلْ
والولاياتُ وإنْ طابتْ لمَنْ ... ذاقَها فالسمُّ في ذاكَ العسلْ
وللعلم أن هذا الداء سار حتى بين العلماء فالرياسة مطلب لا غنى عنه ورحم الله القائل :
حبّ الرياسة فَتَّ أعضاد الورى ... وأذاق طعمَ الــــــــذُلّ للكُبَراء
والقائل : حبُّ الرياسة داءٌ لا دواء له ... وقلَّما تجد الراضين بالقسم
قال الخليفة المنصور للرّبيع: يا ربيع، ما أطيب الدّنيا لولا الموت! فقال الرّبيع: يا أمير المؤمنين، ما طابت الدّنيا إلاّ بالموت. قال: وكيف ذلك؟ قال: لولا الموت لم تقعد في هذا الموضع الذي أنت فيه. قال: صدقت.
في سبيل الزعامة استدعى شاور الفرنجة لمحاربة صلاح الدين في مصر ولنفس السبب قاتل بعض زعامات أهل الشام في صفوف التتر يوم معركة حطين
وكثيرا ما كان حب الزعامة سببا في دمار الأوطان وخرابها
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــــ
ومن طلب الرياسة صبر على السياسة،
العقد الفريد (2/ 258)
الرسائل للجاحظ (1/ 340)
أنس المسجون وراحة المحزون – البحتري الحلبي (ص: 82)

اللَّمَمَ شيء من الخلل لا يضير


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
اللَّمَمَ
شيء من الخلل لا يضير
ومن ديننا ومن عقلاء الناس نتعلم
فربما كان المقصود صغائر الذنوب
وربما خلل قد نلحظه عند العباقرة من الناس
وفي المعنى الأول أقول : أن لا عصمة إلا لمن عصمه الله تعالى ، وربما وقع المرء فيما هو محظور وقد يتكرر ذلك إلا أن الله عفو كريم . وليس القصد بالمحظور الكبائر بل هو اللمم . وأصل اللمم: الميل إلى الشيء وصلته من غير مداومة. قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ  إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ .. )سورة النجم  32 . واللمم هو  الذَّنب الذي ليس من الكبائر
أما في المعنى الثاني فقد يفسر بشيء من الجنون ولعل ما سأورد من تفسير لتلك الحالة ما نقل عن برتراندرسل الفيلسوف البريطاني وقد اجتمع عنده فريق من المفكرين والأدباء وهو في اللحظات الأخيرة من حياته ودار الحديث عن الإجابة عن سؤال هو هل العبقرية ضرب من الجنون ؟ واحتدم النقاش و( رسل ) صامت لم يشترك بها وفي النهاية كان الاجماع على أن العبقري لا يمكن أن يكون مجنونا أو مصاب بخلل .
وحين بدأ المجتمعون بالاستعداد للانصراف : ما لبثوا أن عادوا إلى أماكنهم حين سمعوا ( رسل ) يناديهم قائلا مهلا يا سادة . وهل لي أن أسألكم ما الذي يضير العبقري إذا كان مجنونا أو مصابا بخلل طالما أن هذا الرأس الذي أنتج إنتاجا فذا ؟
هل فكرتم في المحارة التي تغوصون وراءها في قاع البحر ؟ هل تعلمون أنها لا بد أن تصاب بخلل لكي تنتج اللؤلؤة ؟.
أنا شخصيا كنت أتمنى أن أصاب بالجنون لكي أهتدي إلى وسيلة ، يمكن أن تنقذ البشرية من الهلاك الذي يتهددها
وأتساءل أنا عن عبقري يكون سببا في رفع البلاء عنّا
يا رب فرج الشام وأهل الشام
ـــــــــــ
إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 145)
العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (2/ 527)
مجلة العربي الكويتية

ربي يخليك يا لساني كيف ما درتك بتندار


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ربي يخليك يا لساني كيف ما درتك بتندار
وبقولوا : لسانه طويل . للدلالة على قدرته على إطلاق ألفاظ السوء . ولسانو بسبع شطلات : أي وكأن له سبع ألسن
ويقولون : لسانو عسل ، فكأن في كلماته الشفاء من كل داء
أقول : واللسان هو رسولنا إلى الناس . ومن الناس من تظن ألسنتهم وكأنها خلقت لستر العورات . وأخرى تتعقب ما هان من أخطاء الناس تنشره وتذيعه . مضافا إليه شوية بهارات لزيادة القابلية
كنت مرة عند أخ لي وهو طبيب أسنان ( الدكتور أنور حراكي ) في زيارة . خرج وطلب مني الدخول إلى الحجرة حيث كان يعالج بها طفلا دون السادسة من عمره .
دخلت وكان لسان الطفل مشتعل بالسباب والشتم وبألفاظ يستحي الكبار من إطلاقها والأب يسترضيه ويهيجه على زيادة انفعاله ( قال شو : ابعادا له عن الخوف من العلاج ) وعلامة السعادة على وجهه ويقول : شايف يا دكتور ما  شا الله ما شا الله صار عبيحشك
وأسألكم وأسأل نفسي هل سنّ لنا الإسلام السب والشتم وفي أي حالة كنا بها ؟
هل ندبنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسب أحد حتى أعداءنا
هل سمعتم بمبرر لشتم الناس ؟
نحن في بلاء ومن أسباب رفعه حسن الخلق
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ..  فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ "
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
مسند الإمام أحمد (36/ 344)

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ» ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " ثُمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] ، حَتَّى بَلَغَ [ص:345]، {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ» ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟» فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ "
مسند الإمام أحمد (36/ 344)