الأربعاء، 17 فبراير 2021

سوء النطق يورث سوء الفهم ومن حملة نابليون على عكا لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

سوء النطق يورث سوء الفهم

ومن حملة نابليون على عكا لنا مثل

تقتضي الفصاحة عدم تنافر الكلمات ضمن الجملة الواحدة. فإذا تنافرت الألفاظ صعب النطق بها وبدت غير متلائمة وغير متوافقة. من ذلك قول الشاعر:

وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر

وهنا قد يظن البعض أن هذا البيت من أشعار الجن لصعوبة تركيب كلماته وأن المرء لا يستطيع إنشاده ثلاث مرات في نسق واحد دون أن يتعتع أو يتلجلج .

فرِق غير رَقْ ، وقُرْب غير قِرَب ، وهكذا ... وقد يؤدي الخطأ في النطق إلى سوء فهم ومن ثَم إلى كارثة .

ومن ذلك أنه تم إعدام 1200 جندي تركي أثناء محاصرة نابليون لمدينة عكا سنة 1231 هـ 1799م خلا حملته لتكوين إمبراطورية فرنسية في الشرق . فقد انتابت القائد الفرنسي نوبة سعال ، فهتف : Ma Sacree tous وتعني السعال اللعين . وفهم مساعده أنه قال : Massacrez tout أي اقتلوا الجميع فما كان من المساعد إلا أن أعدم الأسرى  بأسرع ما يمكن تنفيذاً لما ظنه أنه أمر قائده .

واليوم ما أكثر من يقول أنا ما قصدت هيك . ولكن قصدت كذا وأنت لم تفهم

ومن العجب أن ترى من يفعلها بقصد ، وحتى يتنصل من مسؤولية الكلمة التي أطلقها .

ترى لو سألنا من تسبب في بلائنا ؟ أأنتم كنتم تقصدون خراب بيتوتنا ؟

وتبقى الإجابة واقع نراه ، دمار وخراب

يا رب فرج عن سوريا وأهلها

ـــــــــــــ

مجلة الفيصل العدد 190

البيان والتبيين (1/ 16)