صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
الحقيقة مرة
وقد
نتسأل لماذا يلتقي أهل السوء على باطلهم ؟ ثم يسيرون في تعاون وتساند رائعين ، ولا
يجتمع أهل الصلاح على حقهم ويظلون ويظلون متباعدين متدابرين ؟!!..
الجواب
: إن أهل السوء أخلصوا في السعي الى باطلهم وعلموا أنهم لن يصلوا اليه إلا باجتماع
وتناصر ، ولم يكن لأحدهم من وراء ذلك الباطل مأرب خفي يناقضه ، فجمع بينهم السعي
في الطريق ، وألف بينهم العلم بضرورة
التعاون ، ومنعهم عن التدابر أنهم جميعاً صادقون في السعي الى باطلهم
المشترك ، وان كانوا يتفاوتون في القصد الى مآرب أخرى من ورائه .
وأما
أهل الصلاح فلم يخلصوا في السعي الى حقهم اخلاص أولئك الساعين الى باطلهم . اذ كان
حق هؤلاء جاثماً في نهاية طريق من الضنك والحرمان ، وكان باطل أولئك قابعاً وسط
هالة من مطامع النفس وأهوائها . فكان في
أهل الصلاح من تحلى بالحق والدعوة اليه ظاهراً ، وراح يتلمس مطامع نفسه وأهواءها
باطناً . وكان فيهم من تبنى الحق كلاماً يردده في المجالس أو خطباً يدبجها في
المحالف ، فاذا كلفه الحق شيئاً آخر كالتنازل عن بعض حقوق نفسه أو تحمل بعض مشقات
الحياة ، تخلى وابتعد . .
-----------
-
باطن الأثم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق