الثلاثاء، 9 مايو 2017

الحقيقة مرة

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
الحقيقة مرة
وقد نتسأل لماذا يلتقي أهل السوء على باطلهم ؟ ثم يسيرون في تعاون وتساند رائعين ، ولا يجتمع أهل الصلاح على حقهم ويظلون ويظلون متباعدين متدابرين ؟!!..
الجواب : إن أهل السوء أخلصوا في السعي الى باطلهم وعلموا أنهم لن يصلوا اليه إلا باجتماع وتناصر ، ولم يكن لأحدهم من وراء ذلك الباطل مأرب خفي يناقضه ، فجمع بينهم السعي في الطريق ، وألف بينهم العلم بضرورة  التعاون ، ومنعهم عن التدابر أنهم جميعاً صادقون في السعي الى باطلهم المشترك ، وان كانوا يتفاوتون في القصد الى مآرب أخرى من ورائه .
وأما أهل الصلاح فلم يخلصوا في السعي الى حقهم اخلاص أولئك الساعين الى باطلهم . اذ كان حق هؤلاء جاثماً في نهاية طريق من الضنك والحرمان ، وكان باطل أولئك قابعاً وسط هالة من مطامع  النفس وأهوائها . فكان في أهل الصلاح من تحلى بالحق والدعوة اليه ظاهراً ، وراح يتلمس مطامع نفسه وأهواءها باطناً . وكان فيهم من تبنى الحق كلاماً يردده في المجالس أو خطباً يدبجها في المحالف ، فاذا كلفه الحق شيئاً آخر كالتنازل عن بعض حقوق نفسه أو تحمل بعض مشقات الحياة ، تخلى وابتعد . .
-----------

-         باطن الأثم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق