السبت، 7 أكتوبر 2017

التوش من ألعابنا أيام كنّا صغاراً : الحلجة والدوش والتوش

التوش
من ألعابنا أيام كنّا صغاراً : الحلجة والدوش والتوش
التُوش ربما أنها مشتقة من الفرنسية Toughe مَسّ ولمس ومن ثم أطلقت على قطعة خشبية قدر فتر أو دون ذلك ينجر طرفاها ويلعب بها حيث يضرب أحد الطرفين بعود فترتفع في الهواء وهنا يحاول خصوم اللاعب صدها بأكفهم أو بأذيال ثيابهم أو بعصا يحملونها ، وفي حال نجح أحدهم في ذلك تسلم اللعب وهو الذي سيستأنف ضرب التوش
ورحم الله أيام زمان


هل تحب عملك إن كنت محباً له فثق أنك إذن ستبدع

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
هل تحب عملك
إن كنت محباً له فثق أنك إذن ستبدع
وبغض النظر عن نوعية العمل وشكله
وحتى وإن كنت مكرها على عمل ما ، أحبه لتتناسى حالة الإكراه والظلم القهري الذي فيه ، فقد يكون بابا لما هو قام ، وهو الذي تحب ، فالاحساس بالفشل قاتل لكل ابداع
ومن محيط المعرة قصة لوشئت لذكرت الأسماء فيها
سنة ثمان وثمانين وتسعمائة وألف يفاجئ رب الأسرة وبعد إتمام زواج ابنته الأخيرة بقول زوجته، عليك اليوم أن تطلقني ، فوجئ الزوج بكلام امرأته بطلبها ، ولكنه قرأ في وجهها جدية الطلب
زواج دام خمس وثلاثين سنة ، سار بسعادة أوصلت الأولاد إلى درجة المسؤولية
ثلاثة ذكور وابنتان أنهوا الدراسة الجامعية وتزوجوا
قالت الزوجة : تزوجتك مكرهة ، ما أحببتك يوما ، وكان من قدر الله أن حملت ، فقلت أنتظر حتى يكبر وحملت وحملت
هل سجلت علي تقصيراً تجاهك ، وتجاه بيتي وأولادي
الزوج واجم لا يتكلم ، وقد اجتمع أهل الزوجين والأولاد
أحببت بيتي حبا مؤقتا لاتمام ما توجب علي فعله ، وقد أنجزته بفضله الله
أحب اليوم أن أعيش في حجرة لا أراك فيها
وتم لها ما أرادت



الجمعة، 6 أكتوبر 2017

إن القرآن أكرم من أن تنزف عنه عقول الرجال

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
اليوم الجمعة وكثر من يسر الله لهم قراءة شيء من كتاب الله
ومما ورد في آداب التلاوة عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، وَزَادَ غَيْرُهُ: «يَجْهَرُ بِهِ»
أما أن ينقلب الأمر إلى شكل من الطرب ليهيم السامع بصوت القارئ لدرجة أن البعض قد يُظهر منه ولشدة هيامه أن قد فقد عقله وغشي عليه فهو أمر مستنكر
قيل لعائشة رضي الله عنها: إن قوماً إذا سمعوا القرآن يغشى عليهم. فقالت: إن القرآن أكرم من أن تنزف عنه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله تعالى: {تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صحيح البخاري (9/ 154)
التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا (2/ 333)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ الشَّافِعِيُّ وَمُوَافِقُوهُ مَعْنَاهُ تَحْزِينُ الْقِرَاءَةِ وترقيقها وَاسْتَدَلُّوا بِالْحَدِيثِ الْآخَرِ زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ ، وقَالَ الْهَرَوِيُّ مَعْنَى يَتَغَنَّى بِهِ يَجْهَرُ بِهِ
-       شرح النووي على مسلم (6/ 79)
وحمله بعضهم على تحسين الصوت وقد قيل فى قوله - عليه السلام -: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن "  أى يجعله مكان الغناء الذى كانت تستعمله العرب فى سيرها وجلوسها، وأكثر أحواله
-       إكمال المعلم بفوائد مسلم - القاضي عياض(3/ 158)


الرقي يعني الوعي

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الرقي يعني الوعي
تتبدل الحياة لتفتح أبوابا جديدة للتمدن ومن ثم التحضر وهو حسن استخدام الوسائل
الهاتف من أبواب التمدن وحسن استخدامه شكل من التحضر
وسائل التنبيه من دليل تمدن والرقي الحضاري في حسن استخدامها
أن تعمل وتختار العمل ومحل العمل مدينة ومن ثم حضارة
أن تستخدم وسائل إعلامية لترويج عملك مدينة وحضارة
ولكن أن تختار نهاية الطريق أوبدايته وبالذات عند انحرافه لتعيق كل مار ، والغاية لفت الانتباه إلى أنك موجود
وتتعمد الإعاقة رغبة بالشراء منك ، لا تبالي بالنتيجة ، تهدور دراجة أو مريض قد يؤذيه الذي فعلت ، أو التسبب بحادث سير أو....
ويزداد الأمر سوأ إن اخترت زاوية الطريق وما يليها غير صالح للمرور
ترى وهل من السعادة إيذاء الخلق ؟
ترى ألا يخشى المرء من دعوة من تعرث ؟
اشترى رجل سيارة وركبها سعيداً عائداً لبلده وفجأة توقفت السيارة فنزل يتفقدها
فوجد أن البنزين قد نفذ
تأوه وقال نعم نعم أدرك السبب
كنت طوال الطريق ازمر ، وهو سبب نفاذ البنزين


الرد بمجرد الشتم لا يعجز أحداً

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الرد بمجرد الشتم لا يعجز أحداً
لا أسهل من أن تثبت ضعفك إن الفكري أو الجسدي فتشتم
لا وتُدخل في شتيمتك من ليس له علاقة بالحالة التي أنت فيها
يساءُ إلينا فنوسع دائرة الشتم لندخل فيها من أساء ومن لم يسيء
وأول ما ندخل شتم الأم والأخت .....
ترى هل سمعنا عن نبي شتم أحداً
هل وصل إلينا أن أحداً من السلف الصالح ،وكثيرون منهم من تعرض للعذاب البدني والنفسي ، فهل شتم من فعل به أو أساء إليه
الإمام أحمد في محنته ، هل شتم المأمون أو المعتصم
علماؤنا اليوم هل سمعتم أنهم ردوا على من استباح أعراضهم بالشتم ؟ !
هل حققنا النصر على الفرجة أو التتر بالشتم
عمر المختار وقد انقطع حبل المشنقة به أول مرة ما شتم إيطاليا
ونصر نحن على أن نبقى ضعفاء لنتختار الضعف لعجزنا فنشتم



صرْفَنْد

صرْفَنْد
كلمات أو تعابير نستخدمها ومنها : الصرْفَنْد فنقول نحن ما صرلي صرْفَنْد أجي لعندك ويراد بذلك الفرصة
الكلمة لا تذهب عمقا في التاريخ بل من شبه المؤكد أنها من العهد العثماني
وهي من التركية عن الفارسية ( سار ) بمعنى المكان و( فند ) الحيلة أو الوسيلة فيصبح المعنى : لم يتح لي سبيل حيلة أو لم يكن لي موضع وسيلة

وفي التركية عن العربية : الصرف أي صرف الطلاب للعطلة و( أنْد ) من الفارسية بمعنى الجزء من العدد فيصبح المعنى : الفرصة اليسيرة

بين الحق والشجاعة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين الحق والشجاعة
أن نرى ما حق فهو أن متكرر ، وأن نرى من ابتعد عن الحق فهو متكرر أيضاً
ولكن المحزن أن نسعى للحق لنصل إليه على سبيل اليقين ، ثم نحديد عنه
وندعي بعد ذلك بالشجاعة ، ننفي بذلك كذبا صفة الجبن عنا
والشجاعة اتباع الحق

وصبيحتكم مباركة

همومنا مختلفة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
همومنا مختلفة 
لكل منا همه ، وحمل الهَم في أحيان كثيرة دليل مروءة ، فالسعي لطلب الرزق حق وهم ، وتحقيق النجاح في عمل ما حق وهم ، و .. و ..
هموم ترفع من قدر المرء ، وهموم تخفضه
هناك من كان جل همه الأذى ، فالسارق همه النحاج في سلب الناس أموالهم
وهناك من يستيقظ وقد حمل هما اجتماعيا قد لا يقدر على حله ، ولكنه يشغل نفسه في التفكير لإيجاد حل قد ينتفع به الناس ، وهناك من يتسع همه لتشغله هموم أمته 
ابن خلدون رحمه الله مثلا لم يكن قادرا على شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله ، فجعل هذا الهم دين في عنق الأمة فقال : شرح صحيح البخاري دين في عنق الأمة
فلما شرحه ابن حجر سقط هذا الدين
ولهذا عندما قيل للإمام للشوكاني رحمه الله : ألا تشرح صحيح البخاري فقال لا هجرة بعد الفتح
أي لقد انتهي الأمر بما فعل ابن حجر العسقلاني رحمه الله

الأرمان

الأرمان
من أنواع الطعام المعروفة ويطبخ بأساليب عديدة منها
1-  لحم بعظمه يسلق ويضاف إليه ماء الحصر ويؤكل مع البرغل أو الرز
2-  وفي الشام عموما يطبخ مع اللبن ويؤكل مع الرز ويسمى بالشاكرية
وأصل الكلمة أرمان بالتركية : أرمان كبابي وهي مأخوذة عن الفارسية بمعنى الرغبة والمسرة
وقيل : الاسم مستمد من الشام نسبة لشخص كان ولوعاً بها
وهناك من يعمل الكبة بشاكرية ، والفرق عن الأرمان ، أن اللحم في الكبة مسلوق وفي الأرمان مسلوق أو مقلي بالدهن ، وفي بيروت ، تسمى ( لبن أمو ) إلماحاً إلى شريعة اليهود ( لا تاكل الجدي بلن أمو وهي من الوصابا العشر )
وهناك أنواع أخرى أضحت مندثرة منها الأرمان السبعاوي يعمل بسلطة البندورة مع الخيار والبقدوس والنعنع والفليفلة والبصل والتوم

والأرمان الشامي : وهو لقب أطلق على مريسة القمردين وأطلق الاسم للترويج والقمردين اختراع شامي 

محاسن إصلاح البدن

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قيل اثنان لا يجتمعان المعدة والعقل ، والقصد هنا لا على جوع ، ولا على شبع
وكما أننا نسعى لتغذية الفكر كذلك لا بد من صيانة للبدن 
فالطعام ولعل استمراره وحاجة الإنسان إليه ، كان من الأهمية في أن نوليه حدا من العناية لنصل بأجسامنا إلى طريق العافية
الصيام مثلا ومن جملة فوائده عملية تفريغ لصوامع المواد الغذائية التي يحتفظ بها الجسم عند الحاجة ، كانقطاع الطعام لسبب قهري ملا ، فلو استمر المرء دون صيام لتلف الغذاء في هذه المخازن لعدم الحاجة إليه مع طول الزمن ، وانعكس ضرره على الجسم
ولقد كان البحث على أساليب للتغذية الصحية شأن الإنسان عبر التاريخ ولا زال 
قيل : جمع الرشيد أربعة من الأطباء: فارسيا ورومياً وهندياً ويونانيا ، فقال: ليصف كل واحد منهم الدواء الذي لا داء فيه. فقال الرومي: الدواء الذي لا داء فيه حب الرشاد الأبيض. وقال الفارسي: الماء الحار. وقال الهندي: الإهليلج الأسود. وكان اليوناني أبصرهم فقال له: تكلم. فقال: حب الرشاد يولد الرطوبة والماء الحار يرخي المعدة والإهليلج يرقّ المعدة. قال: فأنت ما تقول؟ قال: الدواء الذي لا داء فيه أن تقعد على الطعام وأنت تشتهيه وتقوم عنه وأنت تشتهيه.
المحاسن والمساوئ – محمد البيهقي (ص: 135(
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني(1/ 731(
قال محمد بن جعفر: العين طليعة المعدة. وكان مكتوبا على مائدة أنوشروان: ما طعمته وأنت تشتهيه فقد أكلته، وما طعمته وأنت لا تشتهيه فقد أكلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال محمد بن جعفر: العين طليعة المعدة. وكان مكتوبا على مائدة أنوشروان: ما طعمته وأنت تشتهيه فقد أكلته، وما طعمته وأنت لا تشتهيه فقد أكلك.
-         (الإهليلج): شجر ينْبت فِي الْهِنْد وكابل والصين ثمره على هَيْئَة حب الصنوبر الْكِبَار يتخذ من الدواء وقيل الرمان الأمليسي الذي ليس فيه نوى وفي الأندلس يسمونه الأجاص

-         والماء الحار : المعدني يستشفى به

تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن
وكأنناخلقنا لنسأل لا لنتعلم ونعمل ، وأقصد بالسؤال هنا ، كوسيلة للتخلص من الواجب
ولنلاحظ ذلك في بيوتنا ، وحياتنا العامة
فمثلا تنصح ولدك أو صاحبك أو تأمره بأمر فيه مصلحة : ويسألك عن العلة ، فتوضح له الأمر
يصغي إليك فتتوهم أنه سينقاد لما طلبت منه
ولكن الألم يعتريك حين تجد أن نصحك وإن شئت أوامرك غدت سراباً لا ماءً ، ولربما قد قام بما هو عكس إرشادك
إنها الثقة
فلو وثق بك ، لاستوعب ، وانقاد إليك
نحسن مثلا العناية بأولادنا ، ونسعى لتحفيظ القرآن لهم ، ونسعد بما فعلنا
إلا أننا وإيّاهم عاجزون عن تفسير آية ، أو العمل بما وجّهت إليه آية
فعن عبد الله بن عمر، وجندب بن عبد الله البجلي، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وآخرون من الصحابة رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ ، قالوا: (تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً، ويأتي أقوامٌ يتعلمون القرآن، ثم يتعلمون الإيمان، يشربونه شرب الماء)
وعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، «فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح صحيح البخاري للحويني (7/ 12)
السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها (ص: 384)
سنن ابن ماجه (1/ 23)
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (14/ 133)

قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَسَيَأْتِي قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ
كلام عبد الله بن عمر: يشربونه شرب الماء، كم من واحد حافظ للقرآن من أوله إلى آخره، ولا يفقه منه شيئاً، وهذا كثير.

وقوله: يشربونه شرب الماء، بمعنى: أنهم أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، تجد الواحد منهم يقول لك: أنت لم تفخم الحرف الفلاني، وأنت رققت في غير موضع الترقيق

قيل أنه على المرء أن يخصص وقتاً يراه للتفكير

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قيل أنه على المرء أن يخصص وقتاً يراه للتفكير ، فمن عاش يومه دون أن يشغل عقله ،عاش يوما ميتا
كثيرون من يتمون يومهم كما أتموا الذي قبله ، لتتحول هيئة سلوكهم إلى عادة تقيدهم ، وتقضي على لذة ما ينجزون من عمل
وآخرون لهم وجهة نظر أخرى ، فمثلا أمهاتنا وعند انجاز مهام البيت كالطعام مثلا ، فعند الاحساس بموعد قدوم رب الأسرة من عمله ، يتملكها إحساس بأنه قام للتو
الطالب عندما يفكر بتحقيق النجاح لا يفارق الإحساس بمتابعة الدراسة واقتراب موعد الامتحان
لنجرب مثلا التفكير بأن وقت الاستيقاظ قد قرب ، عندها سنجد أن النوم قد سارع للعيين


وحتى من أخلاق العرب في الجاهلية يمكن أن نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وحتى من أخلاق العرب في الجاهلية يمكن أن نتعلم
كان عروة بن الورد يسمى عروة الصعاليك؛ لأنه كان يجمع الفقراء في حظيرة فيرزقهم من خلال ما يقوم به من غزو ، لا يميز بنفسه عنهم ، وكان من عادته قبل الغزو أن يقوم بعمل تحريات حول الأغنياء فإن كان الغني كريما تركه وأبعد رجاله عنه ، وإن كان بخيلا أغار عليه وسلبه كل ما يملك ثم يقسمها على الفقراء
لعل انطلاقي في البلاد ورحلتي ... وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوما إلى رب هجمة ... يدافع عنها بالعقوق وبالبخل
ونحن اليوم في وصول المال إلينا لا نميز بين غني وفقير فالكل سواء
قال عبد الملك بن مروان: من قال إن خاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد
ــــــــــــــــــــــــــ
الأعلام للزركلي (4/ 227)


أسميك : أعوذ بالله

أعوذ بالله
هناك كنايات يطلقها الناس جذافا وظلما ، وهناك من يكون سبباً في إطلاق اللقب عليه
فهبنقة كان سبباً في قول العرب أحمق من هبنقة وغلب على مسيلمة صفة الكذاب
وفي حياتنا حكايات وقصص تعلل سبب إطلاق اللقب على أحد الناس
ومن التاريخ أن تيمور لنك سأل خواجه نصر الدين - وكان صاحب طرفه وهو من غلاة الروافض الذين آذوا المسلمين أيام التتر – أطلق علي اسماً بعد ما بلغك أن ملوك بغداد فد تسمّوا بالمتوكل على الله والمستنصر بالله و….. ؟
فرد سريعا أسميك : أعوذ بالله


ومن الهجرة النبوية الشريفة نعلم أبناءنا الصحيح ونستبعد الخطأ

ومن الهجرة النبوية الشريفة
نعلم أبناءنا الصحيح ونستبعد الخطأ
لقد وصل أبناؤنا إلى قناعات مغلوطة عن أحداث جرت في السيرة النبوية المطهرة من ذلك أن معركة بدر أول عمل عسكري قام به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن ثم كانت معركة أحد ، سواء كان ذلك في التعليم المدرسي أو من خلال خطباء الجمعة ، فكلا الاثنان يتجاوزون الحديث عن الأعمال العسكرية التي أرسلها أو قام بها الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والحق أن ذلك بعيد عن الصواب
لقد وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً / 12 / ربيع الأول / سنة 1 هـ / 16 / تموز / 622 م وبالتالي بين الهجرة وأحد 22 شهراً قمرياً على وجه التقريب وخلال هذه الفترة قام رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أرسل بعض أصحابه في 19 عملاً عسكرياً ، أي بمعدل عمل عسكري في الشهر وللعلم كانت أول سراياه سرية سيف البحر في رمضان سنة 1 هـ في آذار 622 م .التي قادها حمزة بن عبد المطلب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

فغزوة أحد كانت يوم السبت السابع من شوال سنة 2 هـ 23 آذار 625 م وهي الغزوة التاسعة عشرة من مغازي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي إذن ليست التالية لبدر كما يظن ، فبدر هي التاسعة وبين بدر وأحد تسع مغاز والمغازي تشمل السرايا والبعوث جميعاً

حتى لا نفترق

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حتى لا نفترق
ترى هل أحد نرجسي النزعة أم آسي الصفة
والمعلوم أن من اتصف بالنرجسية كان لا يعجبه أحد سوى نفسه
أما الآسي فأقل معانيه العمار من كل شيء حتى في الود
والنرجس نبتة تشاهدها وكأنها تحاكيك قائلة : ليس في الدنيا من له القدرة على منافستي جمالا وسحر
أما الآس نبتة قيل لو دخلت العسل كانت شفاء لشفاء العسل
ذهبت امرأة إلى معبّر للرؤيا فقالت: رأيت زوجي أولاني باقة نرجس، فقال : يطلقك.
فقالت: لمه، فقال: لقول الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنّما العهد للآس
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – للراغب للأصفهاني (2/ 604)

التذكرة الحمدونية – ابن حمدون(8/ 403)

تجهل نفسك

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
عندما ترتقي فيما ظننته سُلّماً للمجد في حياتك سواء كان ذلك مالاً أو منصباً ، وتظن من خلاله أنك امتلكت أدوات التأثير في سواك . لتعلم حينها ، أن هذا الظن قد دفعك كي تجهل نفسك
لأنك حين تفقد ما جعلك تجهل نفسك كالمال مثلا ، هو نفسه وعند فقده سبب كي يجهلك الآخرون


معاناة الصحابة في المدينة المنورة

معاناة الصحابة في المدينة المنورة
ومن الهجرة النبوية الشريفة نتعلم ( الصبر احتسابا لله )
ومما صادف إبّان الهجرة أن كانت المدينة موبوءة (بحمّى) الملاريا، فلم تمض أيام حتى مرض بها أبو بكر، وبلال رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا.
وعانى الصحابة رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ من جوّ المدينة ، والمهاجر حين يضنيه الألم تستيقظ عنده مشاعر الحنين إلى الوطن.
لهذا كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يصبّر الصحابة على احتمال الشدائد، تضحية لنصرة الإسلام
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي، إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا»
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ. قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ [وَيَا بِلاَلُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟]
قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ - وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ.
وَكَانَ بِلاَلٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ فَيَقُولُ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً، - بِوِادٍ ، وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ؟
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مَجَنَّةٍ؟ - وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ ؟
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ. كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ.وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ»

ـــــــــــــــــــــــــــــ
-       صحيح مسلم (2/ 1004)
-       موطأ مالك (5/ 1310)

المجنة : البقعة الغليظة تكون في الوادي
طَفِلَ : أصابَهُ التُّرَابُ فأفْسَدَه.
إِذْخِرٌ : اذّخر مِنْهُ ذخيرة لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ
لأْوَاءُ : الشدة من مرض وجوع

الجُحْفَة" : مكان وإنما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنقل حمى المدينة إلى الجحفة؛ لأن الجحفة في ذلك الوقت كانت اليهود تسكنها.

بين أن تداري وأن تداهن ، فرق كبير

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بين أن تداري وأن تداهن ، فرق كبير
فالمداراة والمداهنة كلاهما من طرق اللين ، إلا أن المداراة ملاينة للوصول إلى حق ، والمداهنة ملاينة للوصول إلى باطل.
ومن صور المداراة أن أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كان يقول لأُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُا إِذَا غَضِبْتُ فرضيني وإذا غضبت رضيتك فإذا لم نكن هكذا ما أَسْرَعَ مَا نَفتَرِقُ
ــــــــــــــــــــــــــــ
-       روضة العقلاء ونزهة الفضلاء – الدارمي (ص: 72)


طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

وجهة نظر
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
ومن الهجرة النبوية الشريفة نتعلم
أنا مدرس للجغرافيا كان اختاري لها عن قناعة وحب ومن توفيق الله أني كنت قادراً على اختيار ما أشاء
يمكن لمن دخل بيتي أودقق في حديثي أن يلحظ وبسهولة أثر حبي لمادة اختصاصي وقد دعمته بحبي لقراءة التاريخ فالتاريخ والجغرافيا أولاد عم عصب لا غني لمن درس الجغرافيا عن التاريخ وكذلك لدارس التاريخ عن الجغرافيا
فالتاريخ ضرورة لفهم ودراسة أي موقع على سطح الأرض ، والدراسة الجغرافية أساسا في فهم الحدث التاريخي
في كل المعارك عبر التاريخ كان فهم المكان من عوامل النصر الأساسية
نشئت بفضل الله تعالى محبا لكل أثر ذو علاقة بالنبي صلوات الله وسلامه عليه ، وتعلمت بعد كبرت استعباد كل أثر لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا به ، ومن ذلك نشيد أحبه وأنشده وأحبه سماعه ، وهو نشيد ( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع )
فوجئت أيام الجامعة أن علماء دمشق الأفاضل كانوا يؤكدون على أن ما عرف عن أهل المدينة المنورة ، وأنهم خرجوا بالدفوف لاستقبال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منشدين : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع . أمر لم يثبت وإن ثبت فهو فلربما كان ذلك بعد عودة النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة من غزوة تبوك
والأمر في تفسيره سهل متيسر فالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هاجر من مكة المكرمة الواقعة جنوب المدينة المنورة أي متجها من الجنوب إلى الشمال وثنيات الوداع تقع شمال المدينة المنورة والعربية أحفظ لأرضه من نفسه ، فكيف سيخاطب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقول:  أهلا بمن هو قادم منها أي ثنيات الوداع
أما حين قدوم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك فالأمر أقرب للصحة فتبوك تقع شمالي المدينة المنورة


الاختيار

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الاختيار لا يكون في الدنيا كلّها شرّ صرف أو خير محض
ولا عيب أن ينطلق الاختيار من المصلحة ، شرط أن لا يؤذي خيارنا أحدا
والاختيار في النهاية مسؤولية ، والتزام ، ودليل حرية
وهنا لا بد من التذكير أن لا بد للخيار من اختبار للتدليل على النجاح أو الفشل
وما هو بغريب أن نعلم أن اختيارنا كلمة ليست في مكانها أومحلها ، قد تهدم أسرة ، وقد تُخرج المرء من نعيم إلى جحيم


تزيّ بما شئت ولكن ثق بأنك مكشوف لا محالة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تزيّ بما شئت ولكن ثق بأنك مكشوف لا محالة إما في الدنيا أو في الآخرة وعلى رؤوس الأشهاد
هناك من امتهن أن يزوغ وهناك من أتقن ذلك ، حتى لا يعتريك الشك في ما يظهر من سلوكه
يصاحبك حتى تظنه حبيبك ويتملص منك وكأنك السبب في جفائه
عن نفسي أحترم خيار الناس أياً كانت
فمن شاء كفر ، وجعل الكفر دينه ، وديدنه
ربما وكمسلم أنا ، أتألم وأسأل الله له الهداية
ولكني أحترم خياره في الدنيا ، ومآله لله
وأحترم نفسي بمقدار صدقي مع ربي ، والله هو من يعلم السرائر
ولكن كيف أحترم من أظهر لك مودته ، وتراه اليوم وهو في خريف عمره يلهث وراء ما حُرم منه عمرا منصب صوري ، يتسلقه ، أو مال رغب في كسبه
يزورك من كنت لا تزال تحترمه ، أو لازالت له عندك بقية من احترام
وتتوقع من زيارته تفقد أحوالك
كان في الماضي القريب يجد في نفسه شرفا لمجرد طرق بابك
وتتفاجئ أنه يود الركوب على أكتافك ليبني مجدا
حالة تجمع الحزن ، مع السرور
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم



الزيغ هُوَ الْميل عَن الْقَصْد عن طريق أو أسلوب حياة إلى سوى ذلك وغالباً ما تعني البعد عن الصواب


المُغَالَبة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وأقل ما يقال في المُغَالَبة أنها أَشد أَسبَاب القطيعة
والمُغَالَبة ليست سبيلاً لرشد المرء وفعل الخير
قَالَ حُذَيْفَة بن الْيَمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لرجل : أَيَسُرُّك أَنَّك غلبت شَرّ النَّاس؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَإنَّك لن تغلبه حَتَّى تكون شرا مِنْهُ.
ــــــــــــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (2/ 78)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء - الراغب الأصفهاني(1/ 465)


البُشت والسرسري

البُشت والسرسري
ونستخدم نحن في شمال سوريا : صيغة تهكمية للتأنيب والسّب : يا بُشت ( بُشط ) يا سرسري
البُشت : وهي من الفارسية وتعني الظهر واستخدمت مجازاً لتطلق على الحقير والوضيع أو اللئيم والسافل وربما تطلق على الذليل أو المخنث . والسرسري تركية مستمدة من الفارسية وتعني من لا عمل له أو البطّال أو المتشرد
والبُشت في لهجة بدو حلب العباءة الصوفية القصيرة حتى الركبة وذات أكمام قصيرة تتخذ من جلد الماعز ولا تصبغ يلبسها الرعاة فقط وربما أخذت من التركية : بوش : الناس
وهي البُشْت: كلمة معربة، أصلها في الفارسية: بُشْت، ومعناها: العباءة الواسعة من نسج غليظ كالصوف، يلبسها الرجال، معروفة في دول الجزيرة العربية، والبشت معروفة في بلاد الشام بصفة عامة والقلمون بصفة خاصة: كساء من صوف غليظ لا أكمام له، يرتديه أهل الريف أثناء العمل، واللفظ تحوير لكلمة بشتدار الفارسية، التى تأتى بمعنى كل ملبوس سميك. وقيل البشت يطلق على نوع من الثياب يستعمل في الريف، وهو كالعباءة إلا أنه قصير ودون الركبة، والبشت غير موجود إلا في الريف يتخذونه من الصوف للتدفئة، ولقصره لا يعوقهم في أشغالهم إذا استعملوه لباسًا لهم.
ورد ذكره عند ابن إياس، وعند الجبرتى: بشت جوهر، وفى المنهل الصافى: ويلبس بشتًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعجم العربي لأسماء الملابس (ص: 65)
السلوك في معرفة دول الملوك ج2 ص 486


غضبت عليك قطعت راسك ، رضيت عليك من وين بدي جبلك راس

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وفي المعرة عندنا يقولون : غضبت عليك قطعت راسك ، رضيت عليك من وين بدي جبلك راس
ولهذا قيل : عندما يذهب الغضب يأتي الأسف
والأَسَفُ: عند العرب هو الحُزْن في حال. والغضب في حال أخرى
الله عز وجل يقول : {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً}
وأكثر ما يكون الدافع للأسف الغضب قال الله تعالى: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ أي: أغضبونا.
وما أكثر ما نأسف ، ولكن هل تعلمنا من الأسف ؟
كم أغضبنا من نحب بعبثنا ؟

ثم هل نحن اليوم بحاجة لشحنات أسف أخرى ؟

المُشاكَلة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إذا أردت أن تفهم فلا بد لك من المُشاكَلة و المُشاكَلة هنا المُماثَلة
ويدرك هذا الأمر كل من مارس التربية ، بل إن الحياة العامة تفرض علينا المُشاكَلة
كيف بنا أن ننجح في مخاطبة طفل بلغة الكبار . وقد قالوا: الصبي عن الصبي أفهم، وكذلك الغافل فلا بد أن تتغافل لتصل للغافل، وكذلك الأحمق والأحمق، والغبي للغبي، والمرأة والمرأة.
ويؤكد ذلك قول الله تبارك وتعالى: " ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً ". أي في صورة رجل
حتى يسهل الأخذ عنه .
لأن الناس عن الناس أفهم، فمما أعان الله تعالى به الصبيان، أن قرب طبائعهم وقدرعقولهم من مقادير عقول المعلمين.
وسمع الحجاج - وهو يسير - كلام امرأة من دار قوم، فيه تخليط وهذيان، فقال: مجنونة، أو ترقص صبياً! ألا ترى أن أبلغ الناس لساناً، وأجودهم بياناً وأدقهم فطنة، وأبعدهم روية، لو ناطق طفلاً أو ناغى صبياً، لتوخى حكاية مقادير عقول الصبيان، والشبه لمخارج كلامهم، وكان لا يجد بداً من أن ينصرف عن كل ما فضله الله به بالمعرفة الشريفة، والألفاظ الكريمة. وكذلك تكون المشاكلة بين المتفقين في الصناعات.
الرسائل للجاحظ (3/ 37)


الانتهازية

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إن كنت انتهازيّا فأنت بصفاتك السلوكية ربما تنتمي لفصيلة طائر الوقواق والذي يمثل في حياته ومنذ بدئها قمة الإنتهازية في هذا الكون
الانتهازية معروفة بين البشر وحتى في النبات والحيوان
ولعل أقرب تعريف للانتهازية هو مَنْ يتقرّب إلى الآخرين ويسعى إلى بلوغ غاياته بكل وسيلة مهما كلَّفه الأمر، بهدف تحقيق النجاح أو تحقيق منفعة ذاتيَّة
يقول الدكتور عبد المحسن صالح رحمه الله : لو أن أحداً أراد أن يؤلف قصة عن الانتهازية أو الطفيلية أو استغلال الغير بطريقة قد لا تطرأ على عقل بشر فلا بد من أن يكون قد اطلع على حياة الوقواق وللعلم أن العائلة الوقواقية تضم 127 نوعا تختلف من حيث الشكل والنوع والسلوك وتتوزع على قارات العالم
في الغالب لا يعيش الوقواق حياة أسرية بالمعنى المعروف وسأقتصر بصورة من صور تلك الحياة الانتهازية الغريبة فأنثى الوقواق وفي حضانة البيض انتهازية فهي تضع بيضها في أعشاش حيوانات أخرى وهي تعلم ما يناسب بيضها من مدة ، وأكثر من ذلك تضع البيوض بنفس اللون تماماً
فرخ الوقواق يبدأ حياته انتهازياً فيرمي بالبيوض التي لم تفقس ويقتل الفراخ التي معه
وسبحان الله العظيم
ونصيحة لنفسي ولكم لنبتعد عن الانتهازية في حياتنا


من هم علية القوم ؟ . ثم من هم العوام ؟. ومن السفلة من الناس ؟.

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وفي صبيحة يوم الجمعة سؤال أوجهه لنفسي ولمن أحب قراءة كلماتي
من هم علية القوم ؟ . ثم من هم العوام ؟. ومن السفلة من الناس ؟.
وحتى أفهم أقول : لست أقصد بعلية القوم الفئة الحاكمة أو الأثرياء وأصحاب المركز الاجتماعي  وإنما المقصود أفراد يتصفون بصفات لا يستطيع السفلة من الناس إن حصلوا على المال والشهرة أو القوة أن يصلوا إليها
والتمييز سهل بين فرد من علية القوم وآخر من العوام أو السفلة ، فمن أقل صفات فرد من علية القوم أن يؤثر غيره على نفسه ، حياته مسخرة لخدمة خلق الله ، إن حصل على مال نفع وانتفع وإن كان نفوذا أفاد وأصلح
والسفلة فالمال يعني الغرق في المتعة ، والمنصب هو سبيل لتحقيق المصالح الذاتية
الفراغ عند علية القوم للابداع ، وعند السفلة للفساد
والعامة حال وسط بين هذا وذاك
ولقد مثّل الصحابة رضوان الله عليهم ، والسلف الصالح رحمهم الله ، الذؤابة العليا في فتح الطريق لبلوغ درجةعلية القوم
قال الله تعالى : وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٩﴾ سورة الحشر
وأقول حاشا لمن : آمن بربه واتبع سنة نبيه إلا أن يكون في الناس من علية القوم





الحب كلمة من حرفين

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الحب كلمة من حرفين
فالحاء والباء من الأحرف التي تفيد الحركة والحركة دون توقف
كذلك الحاء تدل على الحركة والباء على الوقع والدبيب
ومن أحب كان من شأنه الاحتفاظ بأثر من يحب وحتى أثر من أثره
والأمر شأن إنساني شامل
كان الرسام الهولندي ( رامبيراندت ) وكان من عشاق الفن الإسلامي وكان يقتني مجموعة من التحف الإسلامية وعندما اضطرته ظروفه المادية لبيعها فقام بعمل رسوم دقيقة لها
وطالم تغنى الشاعر العربي بالأطلال


ما عندو وجدان

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وما أكثر استخدمنا لمقولة : ما عندو وجدان
فالموصوف بالوجدان في حياتنا يدل على أن المرء قادر على العطاء ، والقدرة ، وهي قضية ذاتية تتدخل فيها أمور كثيرة أولها الإدراك
وللإدراك معان واستخدمات متسعة منها أن تدرك من سبقك مثلاً
وهنا لا بد من التمايز
لقد تمايز الصحابة رضوان الله عليهم في تجهيز جيش العسرة لكن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خص سيدنا عثمان عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَفَرَّغَهَا عُثْمَانُ فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُهَا وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانُ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ» قَالَهَا مِرَارًا «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
ونحن في مواقف حياتنا نتعرض لجانب من تلك المواقف وسلوكنا هنا ينطوي على إدارك الموقف والإدراك سابق للوجدان وعندما ندرك نسلك والنتيجة هو الوجدان
حبل جارك قصير لا يفي بالغرض ، هذا ادراك
اتيانك بحبل ، لوصله لتحقيق الحاجة فهذا  هو الوجدان
ومن لا يدرك ، لن يجد ، فالوجدان من الإيجاد
المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 110) - من تلخيص الذهبي صحيح
معجم الفروق اللغوية (ص: 568)