السبت، 29 أبريل 2017

المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي 
المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً
وفي المعرة عندنا قد يقول البعض : يا رب تجيبا بعينو
كمن ظن نفسه صياداً عندما رأى أرنباً فقذف حجراً في الهواء و يا رب ....
لم يكن ابن صيادا ، ولا هو درب على الصيد
دعاه الفشل ليلقي تبعة فشله على سواه فيرتاح
وقد قيل في المثل العربي : " كن عصامياً ، ولاَ تكن عظامياً "
وقيل إن لم تكن عظامياً فكن عصامياً
قال أحد الشعراء : نَفَسُ عِصَامٍ سَوْدَتْ عَصَامَا ... وَعَلَّمَتْهُ الكَرَّ وَالإقْـــــــدَامَا
وَصَيَّرَتْهُ مَلِكاً هُمَامَا
وُصف عند الحجاج رجلٌ بالجهل ، وكانت له إليه حاجة ، فَقَالَ في نفسه: لأخْتَبِرَنَّهُ ، ثم قَالَ له حين دخل عليه: أعصامياً أنت أم عِظَامياً؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عظاما؟
فَقَالَ الرجل: أنا عصامي وعظامي، فَقَالَ الحجاج: هذا أفضل الناس، وقضى حاجته، وزاده، ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ.
فَقَالَ له: تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك
قَالَ الرجل : قل ما بدا لك وأصدقك
قَالَ: كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك؟
قَالَ له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ، فقلت: أقول كليهما، فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر، وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم
فَقَالَ الحجاج عند ذلك: المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً، فذهبت مثلاً.
---------
-       مجمع الأمثال - الميداني(2/ 331)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق