السبت، 29 أبريل 2017

عالم من بلدي - أديب الآمنة

الشيخ أديب الآمنة والمعروف بالمعرة بـ ( أديب السمنة(

عالم من بلدي
ومن في اعتقادي أني إن أديت عبادة مفروضة كانت في ميزان حسناته
كان رديف شيخ المعرة أحمد الحصري ولم يكن ليقل عنه علما ولا عملاً
ساهم معه في إنشاء معهد الإمام النووي ودرس فيه
ووالله إني حين أذكره ، أذكر الخير كتب عنه ، وسأكتب ولن أمل ذكره
كان رحمه الله قوله عملا ، بعيداً عن النصح المجاني الذي لا يعتدى تأثيره إذن السامع
تخرج من المدرسة الخسروية بحلب
إن اعتلى صهوة المنبر ، كاد المنبر أن ينطلق بما يريد
ينطق بالكلمة يلفظها بطريقة ، يرسلها ومعها للسامع بمعناها
توفي رحمه الله تعالى سنة 1392هـ الموافقة لسنة 1973م وربما كانت ولادته عام 1350 هـ 19311م
 
عانى رحمه الله من عجز في العمود الفقري وتغلب عليه بالصبر والعلاج الفيزيائي الذي ساعده عليه الشيخ محمد النفوس علم قراء القرآن في المعرة حتى تجاوزه إلى حد مارس حياته بشكل طبيعي
كان كافياً أن يلحظ أو ينقل إليه أن عادة أو أمراً حدث في المعرة ، حتى يتصدى وبأسلوب العلماء ولو شئت لضربت أمثلة إلا أنها قد تؤذي بذكرها ، وبعض أصحابها لا زالوا أحياء
لقد كان طبيباً حاذقا في تعامله يحسن التشخيص ويحسن العلاج وييسر الله له معالجتها
كان رحمه الله لا يبخل علينا بعلم حركاتنا في الصلاة كان ترسم أمامه فيقوم الخطأ منها
وكان ذلك في مسجد المدرسة النورية وبعد صلاة العصر يوميا عدا الجمعة
 
قال لي مرة وأنا أمثل أمامه القيام من التحيات الوسطى قم الآن فنهضت فقال لا يا هشام ما هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ، على ما آتاه الله من قوة ، يفعل كما فعلت بل كان يظهر العجز أمام خالقه ويستند إلى يديه حج مراراً
 
زرته في إحداها والناس من أهلنا في المعرة يسألونه ( إن شاء الله ما تعذبت – أين نمت – ومتى زرت … الأسئلة المعتادة للحاج ) وسألني رحمه : ما لك صامت يا ولدي قلت يا شيخنا حرضتني لأسألك سؤالا بعيدا عن أسئلت الناس
 
قال : قل ، قلت : ما يسألك عنه الناس متشابه لكل من أدى فريضة الحج ، ولكن هل فعلت يا شيخنا أمرا من خلال ذاتك ربما كان بعيداً عن أذهان الناس
ابتسم وتنهد وقال : ربما فعلت
 
قلت ماذا : قال بعد طواف الإفاضة خطر لي أن أسير في شوارع مكة القديمة آملا أن يكون في غبار هوائها بقية من أثر لصحابي أو تابعي أتعرض له أنا فيلتصق بي وأعود للمعرة به
رحمك الله يا شيخنا يا رب اجعل مقعده مع النبيين والشهداء والصالحين
 
هشام محمد كرامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق