السبت، 29 أبريل 2017

مثقل استعان بذقنه

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
واسْتَعِنْ على عَمَلك بِمن يُحسنهُ
ولا تكن تحت قول المثل : مثقل استعان بذقنه
البشر في هذه الدنيا مسخرون لبعضهم شاؤوا أم أبوا
والتسخير مظهر للتعاون وأساس للإعمار
يتباهى البعض بقوة نالوها وهي زائلة ، في تسخير آخرين ربما ستساق لهم بعد حين
تحتاج أمرا فتسأل عن من يساعدك ، ومن تصورت أنه مفتاح الحل له
وهنا تظهر فراستك وتتبدى تجربتك في الحياة
فالاستعانة بمن هو يستعين بل هو العبد المخلص لمن يعين مشكلة
لِم لَمْ تفعل هذه الدولة معنا كذا ؟
ولم كان ولم يكن موقف الأخرى هكذا ؟
لا تستغرب فأنت وهم مثقلون بالهموم فكيف ينجد غريق شارف على الموت غريقا
لقد كنا معهم لمصلحة ، وقد زالت ، وكانوا معنا لمصلحة ، وهم يبحثون عن سوانا
عندما نملك القوة يستعان بنا
وعندما نفقدها يستعان علينا
رغب قيصر الروم في تقديم العون لسيدنا معاوية رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقويه لسحم خلافه مع سيدنا علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  وكان بحاجة لتلك المعونة ، إلا أنه أدرك أن المستعين بالعدو على أخيه يسوق الموت إليه ولأخيه
إياك أن تفعلها يا حاكم روما ، وإلا ، أصالح ابن عمي ونأتيك لنذلك في عقر دارك
ولم يخلق الله تعالى أحدا يستطيع بلوغ حاجته بنفسه دون الاستعانة ببعض من سخّر له، فأدناهم مسخّر لأقصاهم، وأجلّهم ميسّر لأدقّهم. وعلى ذلك أحوج الملوك إلى السّوقة في باب، وأحوج السّوقة إلى الملوك في باب، وكذلك الغنيّ والفقير، والعبد وسيّده. ثمّ جعل الله تعالى كلّ شيء للإنسان خولا، وفي يده مذلّلا ميسّرا إمّا بالاحتيال له والتلطّف في اراغته واستمالته، وإمّا بالصّولة عليه، والفتك به، وإمّا أن يأتيه سهوا ورهوا. على أنّ الإنسان لولا حاجته إليها، لما احتال لها، ولا صال عليها.
واسْتَعِنْ على عَمَلك بِمن يُحسنهُ
يَا باري الْقوس برياً لست تحكمه ... لَا نظلم الْقوس أعْط الْقوس باريها
======
-       الحيوان - للجاحظ (1/ 35)
-       جمهرة الأمثال – ابن مهران(1/ 76)

وأصل المثل : البعير يحمل الحمل الثقيل فلا يقدر على النهوض، فيعتمد بذقنه على الأرض.
وقال أبو عبيد: يقال: بذقنه وبذقنه جميعاً.
الأمثال لابن سلام (ص: 123)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق