السبت، 29 أبريل 2017

من أهلنا في الشام نتعلم الصبر

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من أهلنا في الشام نتعلم الصبر
ومن ريف دمشق (مدينة التل) ، وحي الجميلة في حلب ، ومدينة المعرة ، ثلاث قصص لمصبر واحتسب
اليوم يدفع بعضنا بعضا لتجرع الصبر
خطباء ومحدثون خلاصة قولهم : بدا صبر أو بدنا نصبر
وأنا هنا لن أدلل على أهمية الصبر وأجر الصابرين عند ربهم ، ولكني ألفت الانتباه إلى قضية ذات علاقة بالصبر
في مجلس حضرته منذ أكثر من عقد ونصف
وجوم على وجوه الحضور وهم كثر ينتظرون خبرا من فاجأه المرض من أقربائنا
طالبني من هو قربي بالحديث وبالصيغة التالية : حكي أستاذ بايش عبتفكر
قلت أرجو أن أسيء بكلامي لأحد
نحن اليوم ننتظر قريبا لنا وعلى الأغلب أقعده المرض والموجود منا أبناءه وبناته ووو…. فمن سيصبر على تمريضه ، ربما جاء اليوم الذي سيفقدنا جميعا حتى نستثقل عيادته ، وكل يتعلل بظروفه
ربما سيحتاج لكوب ويصرخ فلا يرد أحد وحصل ما قلت
مواصفات الصابرين تدرس في سلوكهم ولا تؤخذ من أفواههم
فعندما نتحلى بقدر ما من الصبر يمكن أن يُكوِّن ذلك شحنة ندفعها لمن ابتلي فيصبر
تخيل من يقول لك اصبر وأن تعلم أنه لا يصبر على فقد سيجارة إن نفذ الدخان
دعينا أيام الجندية لحضور زفاف شقيق النقيب عمر – ( ضابط شهم بعيد ما أمكنه عن فعل ما يغضب الله ) 
أقلتنا سيارة عسكر لمدينة التل ، والطريق إليها قطعة من الجنة فكيف بها
استقبلنا بشكل يفوق ما توقعناه
ازحم الرجال حول السيارة احتفاء بنا ومن خلال أهلا وسهلا قرع أسماعنا صوتا – راح الولد – ولن أصف اضطراب الناس حولنا ، نزلنا وقد فارق طفل الحياة لم يبلغ في ظني الخامسة من العمر ، لقد كانت عجلات سيارتنا سببا في مفارقته الحياة
وأغرب ما الأمر أن والد الطفل توجه إلينا قائلا : ولا يهمكم إنه قضاء الله
لا ، وأصر علينا بتناول طعام العرس وبأيمان
وليس لديه طفل أو طفلة سواه وجاء بعد معالجة طبية لسنين طوال
وأنتم تصور حالنا ، مجبرون على اظهار السرور في موضع حزن
لم يقبل الأب عرضا من أحد كدية لخطأ ارتكبه السائق
والأغرب أننا عدنا للتل بعد عام نبارك له ، فقد رزقه الله بتوأم وكانوا ذكرين
في حي الجميلية بحلب قريب لي وهو سائق خالف اتجاه المرور ظنا منه أن الحركة ظهراً لن تؤثر على مروره
وفي الزقاق الذي دخل فيه خرج طفل في الثانية عشر من عمره ، فجأة ليفقد الحياة تحت عجل السيارة
ذهل السائق لما حدث ولم يلبث أن جره رجل قائلا – فورت دم تعا تخبا عندي – أصوات بالخارج ، وحتى داخل البيت ، تبحث عن السائق لقتله فالطفل وحيد على تسع بنات وهو أصغرهم وأخواله أحد عشر يسكنون بالجوار
وفي لحظات تهيئة الطفل للدفن دخل الرجل وهو والد الطفل ليخرج قريبي من البيت دون أن يثار الشك أنه الفاعل
وجد السيارة لم تمس بأذى وزيادة عن ذلك رافقه حتى بلغ مأمنا
رفض الوالد أي مقابل
ويشاء الله أن يعوضه بمولود ذكر بعد سنتين
في المعرة محام حقق شهرة في مهنته وعلى مستوى سوريا يُدْهَس ابنه أمامه فيحتسب أمره لله ويقول لمن سأله كان السائق غير مسرع ، ولكنه قضاء الله
ربما هؤلاء حين يخاطبوك بكلمة اصبر تنصاع لقولهم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق