الثلاثاء، 11 أبريل 2017

أمعقول أن يجهل أحدنا اسم أمه ؟

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي 
أمعقول أن يجهل أحدنا اسم أمه ؟
وعند الحديث عن مقام الأم صورتان
الأولى أن الأستاذ كامل شحادة رحمه الله ، رجل علمني لذة تقبيل قدمي أمي
نعم هو رجل أقل ما يُعرف به ، أنه رجل علم 
 
لجأت إليه حين شاركت في تأليف المعجم الجغرافي السوري وكان نصيبي منه ، مدينة المعرة وست وثلاثين مركزاً بشريا تابعا لها
تعلمت منه حب الآبدة الأثرية ، وكيفية تذوق جمالها 
علمني الكثير 
رافقني بكرم منه رحمه الله وعلمني احترام الأثر البشري ، وقدسية الحفاظ عليه
وكان من أجمل صفاته 
سمو علاقته بأمه 
 
صورة لن أنساها وفي أول لقاء معه وكنت برفقة صديقه ومن هو بمثابة الأخ له عمي عمر الأبرش رحمه الله
انتظرناه في منزل والديه في قرية كفرومة ، دون سابق موعد 
ونحن نعلم أنه قادم من مدينة حماة حيث كان عمله 
قعدنا على شرفة علوية تطل على صحن الدار
دخل البيت 
قال لي عمي عمر الأبرش سترى مشهداً لم تره في حياتك
دخل وكانت والدته جالسة في زاوية أرض الدار
انكب على رجلي إمه 
على قدميها 
يمرغ وجهه بهما بلذة ، وهو لا يعلم أننا نرقب 
رضاك يا أمي أستحلف بالله رضاك
دموع حب ذرفت 
هو يتوسل والأم تقول : رب السما يرضا عليك
كانت حياته طاعة لها
وفي هذه المناسبة 
هناك وجه آخر في علاقة الأبناء بأمهاتهم
قصة حديثة العهد
توفيت أم قبيل عهد الأضحى الماضي
ومن عادة أهل المعرة صنع ما يعرف بالحجرة على قبور موتاهم
تسجل على إحدى الشهادتين إسم الميت
سأل النحات أحد أبنائها عن ما يرغب في كتابته واسم أمه
فقال : والله ما بعرف – بنصحلى أم …. باسم الولد الأكبر
ابتسم النحات وقال سبحان الله 
وانتظر النحات أن يرد له الخبر دون فائدة 
وقاد الفضول النحات ليسأل آخر وآخر ، وآخر من أبنائها وهم أربعة فلم يصل لاسم الأم 
اسألوا أخواتكم 
إي والله بنستحي
طيب ألا توجد بطاقة شخصية لها 
ومنها تعلم الأبناء اسم أمهم ، ولأول مرة كما يبدو
وشو عادين حالون وجهاء
ولن أستطرد الحديث لأقص عليكم ما تبينت أنا ، وكيف كانت شكل علاقتهم بها
لم أقص عليكم من خيالي بل أصاحب القصة أحياء ، ومعروفين
ولدي الأغرب
حكايات الوفاء كثيرة ، وقصص العقوق مؤلمة
يا رب أصلح أمورنا 
وألهمنا طاعة أمهاتنا
ارحم من غدا تحت التراب من نسائنا
 
وارزقنا بطاعتهم الجنة

 روي أن الحسن بن علي، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كان يمتنع من مؤاكلة أمه السيدة فاطمة الزهراء ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ، منذ صغره ، فسئل عن ذلك. فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى لقمة تقع عينها عليها فأكون قد عققتها
وروي أن أعرابياً حاملاً أمه في الطواف وهو يقول:
إنـــــــي لها مطيةٌ لا أذعر ... إذا الركاب نـــفرت لا أنفر
ما حملت وأرضعتني أكثر ... الله ربــــي ذو الجلال أكبر
ثم التفت إلى ابن عباس، وقيل لابن عمر، رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا ، فقال له: أتراني قضيت حقها؟ 
فقال: لا والله ولا طلقة من طلقاتها.
المحاسن والمساوئ (ص: 235)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق