السبت، 29 أبريل 2017

هي دعوة للبحث والتقصي ، وليست دعوة للتشويش على أحد

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
هي دعوة للبحث والتقصي ، وليست دعوة للتشويش على أحد
كلمات قد تبرر نشري لبعض ما لم ينسب ولم يصح من حديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث
فأنا والله واحد من الناس وممن لا يحب أن يتجاوز ما يقدر ، أو يدعي ما لا يعلم
ولكن أليس من الحب أن تبعد من تحب عن الوقوع في الغلط أي كان
مصادر تشريعنا معروفة ولها أهلها فمن اتكل على غير أهلها وقع فيما لا يحمد عقباه
كنت يا فعا أستمع لخطبة جمعة في حيينا من عالم جليل وتقي وورع عليه رحمة الله ، وشهد له شيخ المعرة أحمد الحصري رحمه الله بالعلم والصلاح ، ونحن مع شيخنا نشهد له بذلك
قلت وفي تلك الخطبة - ومنذ أكثر من أربع عقود - كان ينهى عن شرب الخمر فأورد حديثا : قال فيه رحمه الله أن الله يقول وعزتي وجلالي من شربها أو سقاها طفلا لأسقينه من حميم جهنم وإن كان مغفوراً له
صاحت الناس يا لطيف
قلبت الحديث في عقلي فكيف سيشرب من حميم جهنم وهو مغفورا له
وكان لدي من هدايا الشيخ أديب السمنة عليه رحمة الله ، كتاب حديث قلبته وفي ظني أنه يحوي كل شيء فلم أجده
وفي يوم سبت ولسبب لا أعرفه التقيت بالشيخ في دكان والدي ، وأخبرته بما كان يدور في ذهني فابتسم ولم ويجبني ، والنتجية عقاب شديد من والدي سلمت يداه - وكيف بتقول للشيخ هيك
بعد أيام كان الشيخ يقترب من محلنا وبعد وصوله قال جزاك الله يا ولدي فالحديث كذب وهو من كلام الوعاظ وقداستقيت الخطبة منه – سعد والدي بما قاله الشيخ ومع ذلك أنبني على تجرئي عليه
وفي خطبة الجمعة التالية نبه الشيخ المصلين بكذب الحديث
بعد سنين وكنت في الثانوية وفي أحد أيام عيد الأضحى اجتمعت به وبعد نحر الأضحة سأله أحد أخوالي صحيح يا شيخي سنركب عليها يوم القيامة فتبسم وذكر الحديث التالي : عظموا ضحاياكم ، فإنها على الصراط مطاياكم ، وبعنفوان الشباب تسرعت ، وقلت لن نركب بل هي مطية لتجاوز الذنب وهكذا علمنا الشيخ أحمد الحصري وأعلمنا بأنه بخصوص تعظيم الأضحية لا حديث يصل إلى درجة الصحيح بل كلها ضعاف
ولن أسرد ما حدث ، إلا أني تتبعت الشيخ بعدها فوجدته لا يذكر إلا ما صح من حديث
من علمنا زرعوا فينا حب البحث لنصل لليقين
كانوا يأتون بمصادرهم إلى حجرة الصف
وفي أيام دمشق تعلمت من مجالس علمائها أن أي كتاب ونتيجة خطأ في النسخ قد يفقد كلمة أو تضاف إليه كلمة أو أكثر وحتى في الطبعات كانوا يقولون ما ننقل منه هو من طبعة كذا في بلد كذا
كانوا لا يفترون عن ذكر السند ودرجة الحديث
فالأمر لا يتعلق بكلام شخص أي شخص هو كلام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعلمونا أن هناك من كذب على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهناك فريق من الكذابين قالوا نحن نكذب للنبي وليس عليه من منطلق الترغيب والترهيب والأمر سيان سواء من كذب عليه أو من برر كذبه بحبه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ما قلت هو دافعي لنشر أحاديث ثبت كذبها وهي منتشرة
لست عالما حديث ولا أدعي ذلك
إلا أن مصادر الحديث منتشرة في الآفاق
فالحديث الذي لا أصل له فيها لا باللفظ وحتى بالمعنى كيف ننسبه لسيد الخلق عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وهو من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي
وليس كل منتشر أويقال على صفحات الشبكة صحيح
وهذا لا يعني أن كل ما نسمعه مكذوب بل أكثره بفضل الله صحيح
عن نفسي أختار ما قدر لي مما هو منتشر وأراجع الحديث على كتبه كلمة كلمة ومن ثم أنظر إلى ما قاله العلماء فيه
ومن ثم أظهره على صحفتي ووالله وأنا خائف من أن يكون ما نشرت غير الصحيح
ومن ثم هل سيقبل الله منا ادعاءنا وقولنا حديث قاله الناس وكل الناس بتعرفو …. أو قاله بعض الخطباء …. أو منتشر بين الناس …. لا أخوتي أخواتي لن يقبل
لذا يحسن اختيار من نسمع له ومن نأخذ عنه
القضية قضية دين ، والدين أساسه التقوى
بعض الأخوة يقول والله ضعنا مين بدنا نصدق
أقول إن ارتبت في أمر دنيوي ، من يخطب ابنتك مثلا أو رجل قد ضمرغشك في تجارة ، أفنتستمر أم نسأل ونتبين ؟
فكيف بمن قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وهو من نحب ، وهو من نتبع
هناك جنة وهناك نار
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ» صحيح البخاري (1/ 33)
عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: إِنِّي لاَ أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» صحيح البخاري (1/ 33)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» صحيح مسلم (1/ 10)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق