الجمعة، 19 أكتوبر 2018

شنت ياقب مدينة أندلسية


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
شنت ياقب مدينة أندلسية
ترى هل فكر أحدنا أن يشد الرحال ليزور قبر أحد صحابة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ
ربما رد علي أحدهم فقال : إي أنا ما عبزور قبر إمي كل حين ومين ... والمشكلة الأصعب أين تقع قبورهم ...؟
أقول : قبورهم بين الأندلس والصين ، ولا تخلو بقعة من أرض الشام من مثوى صحابي
أما شنت ياقب فمدينة فتحها المنصور بن أبي عامر رحمه الله تعالى ويُحج إليها النصارى سيراً على الأقدام
كل ذلك من أجل رجل ظُن أنه كان أحد حواريي سيدنا عيسى عليه السلام
كتب مرة عن الرجل الذي أعاد السكينة لأرض الأندلس وفتح مناطق لم يصلها المسلمون فيها ولا سيما شمال غرب الأندلس وهو المنصور بن أبي عامر رحمه الله تعالى ، ذلك الرجل الذي يعد من أعاجيب قادة الفتح المسلمين . عجيب في نشأته وعجيب في أسلوب قيادته .كان رحمه الله وحتى إن كان ضعيفا مريضا يحمله الجند على تابوت وفي أرض المعركة يثبتهم .حديثنا عن نهايات القرن الرابع الهجري وبداية القرن الحادي عشر الميلادي وهي المناطق التي لم يصل إليها قبله أحد ضرب المنصور عل جليقية الجزية وصار أهل جليقية جميعا في طاعته، وكانوا كالعمال له إلا - بزمند بن أرذون ومسد بن عبد شلب قومس - غليسية فإنّهما كانا أملك لأمرهما. على أنّ مسدا بعث بنته للمنصور سنة ثلاث وثمانين وصيّرها جارية له فأعتقها وتزوّجها. ثم انتقض بزمند وغزاه المنصور فبلغ شنت ياقب موضع حجّ النصرانية ومدفن يعقوب الحواري من أقصى غليسية، وأصابها خالية فهدمها ولكنه لم يمسّ قبـر القديس سانتياغو أو القديس يعقوب
ومدينة تقع في مقاطعة (غاليسيا (GALICIA في شمالي غربي أسبانيا وتعتبر من أشهر المزارات في أسبانيا إذ يوجد فيها مقام القديس يعقوب الذي يقال إنه أحد حواري السيد المسيح وحامي أسبانيا الذي جاءها لتبشيرها بالدين المسيحي.
ألفونسو الثالث ابتنى كنيسة شنت ياقب الشهيرة. بعد تراجع العرب وأسرف في الإغداق على الكنيسة ورجال الدين، على المبالغة في فرض الضرائب على الضياع
ولقد استقبلت كاتدرائية “سانتياغو دي”  المصنفة كإرث ثقافي للإنساني أكثر من 198 ألف حاج سنة 2012، وحصل كل واحد منهم على شهادة خاصة بالحجاج نظراً لاجتيازه 100 كيلومتر سيراً على قدميه أو200  كيلومتر على دراجة هوائية، هذا إلى جانب آلاف الأشخاص الذين يزورون المقام بالسيارة أو بواسطة النقل العام أو الذين يعبرون مسافة أقصر من 100 كم مشياً (مما لا يؤهلهم الحصول على الشهادة) ويُذكر أن 50% من الحجاج هم إسبان فيما يأتي الـ50% الآخرون هم من بلدان مختلفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير (2/ 95)
تاريخ ابن خلدون (4/ 231)
دولة الإسلام في الأندلس  - محمد عبد عنان(1/ 361)
جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس الأزدي (ص: 112)

ـــــــــــــــــــ
رحمه الله أحمدُ بن عبد الرّحمن بن أبي  الوليد أحمدَ الكِنَاني، البَلَنْسِي الذي ذكر ذلك الفتح :
ألا ليتَ شِعري هل يُمَدُّ ليَ المَدى ... فأُبْصرَ حفلَ المشركينَ طَريدا؟
وهل بعدُ يُقْضَى في النَّصارى بنصْرةٍ ... تُغادِرُهم للمُرهَفاتِ حَصيدا
وَيغْزو أبو يعقوبَ في شَنْتِ ياقبٍ ... يُعيد عَميدَ الكافرينَ عَميدا
ويُلقي على إفْرَنْجِهم عبءَ كَلْكلٍ ... فَيترُكهمْ فوقَ الصّعيدِ هُجودا
يُغادرُهمْ جَرْحًا وقتلًا مبرِّحًا ... ركوعًا على وجهِ الفلا وسجودا
ويفتَكُّ من أيدي الطُّغاةِ نواعمًا ... تَبدَّلْنَ من نَظْم الحُجولِ قُيودا
وأقبَلْنَ في خُشْن المُسوح وطالما ... سحَبْنَ من الوَشي الرقيقِ بُرودا
وعفَّر منهُنَّ التّرابُ تَرائبًا ... وخدَّدَ منهنَّ الهَجِيرُ خدودا
فحُقَّ لدَمْعي أن يَفيضَ لأزرق ... تملَّكَ دعجاءَ المدامع سُودا
ويا لَهْفَ نفْسي من معاصم طفلةٍ ... تُجاوِرُ بالقَيْد الأليم نُهودا
الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة – الأوسي المراكشي(1/ 380)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق