الجمعة، 19 أكتوبر 2018

صورة من تاريخنا كمين باب الشِّيزري أو ما عرف في أوروبة بالمأساة الكبرى


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صورة من تاريخنا
كمين باب الشِّيزري أو ما عرف في أوروبة بالمأساة الكبرى
كان ملوك الفرنجة ومنذ أيام شارل مارتل يعملون على وضع حد نهائي لعبور المسلمين جبال البرانس وتم الأمر حين قام (بيبن بن شارل مارتل ) بانتزاع الحكم واستطاع إجلاء المسلمين إلى ما وراء جبال البرانس وكان ثغر أربونة آخر معقل إسلامي استولى عليه بيبن سنة 760 م وانتهت بذلك سيادة المسلمين في غالية ( فرنسا )
في سنة 768م أصبح شارلمان ملكا بعد وفاة والده بيبن ليغدو بعد مدة أكبر ملوك النصرانية ومن أمبراطور الدولة الرومانية المقدسة حيث حكم من ضفاف الراين حتى جبال البرانس .
وعرف بأنه حامي النصرانية الأكبر وهو من أجبر القبائل السكسونية على اعتناق النصرانية بعد حرب لمدة 33 سنة
في هذه الأثناء أي في سنة 132 هـ 750هـ إنهارت الدولة الأموية ولكن عبد الرحمن الداخل إستطاع إعادة بنائها في الأندلس بعد قهر خصومه.
توجس شارلمان من عودة الأندلس إلى حالة القوة وخشي من عودة الخطر إلى فرنسا فبدأ يتزرع بسبب للتدخل في شؤون الأندلس وكان حق العباسيين في حكم الأندلس ذريعة له دعم ذلك هرب من كانت مصلحتهم الشخصية هي الغاية أمثال سليمان بن يقظان الكلبي والي برشلونة والحسين بن يحيى الأنصاري والي سرقسطة
تحالف سليمان بن يقظان الكلبي وكا ن يسمى بابن الأعرابي أو العربي ، والحسين بن يحيى الأنصاري إضافة للثائرين على عبد الرحمن جنوب الأندلس كأبو الأسود يوسف الفهري حيث لم يستطع ثعلبة بن عبيدة الجذامي القضاء عليهم.
التقى المتآمرين مع شارلمان في ربيع 777م وفي مدينة بادربورن شمال غربي ألمانيا أي ما يعرف بسكسونية وقد عاد منتصرا على السكسونيين وتنصريهم.
دعاه المتآمرون على غزو الأندلس زاد الأمر حرجا وصول عبد الرحمن بن حبيب الفهري من أفريقيا بجيش فقضى عليه عبد الرحمن الداخل ولم يتطع المتآمرين إنجاه.
جهز شارلمان جيشا ضخما قاصدا الأندلس وقرطبة بالذات وأعلم البابا هادريان بما ينويه فوعده بإقامة الصلوات ليعود ظافرا لبلاده وذلك سنة 778م عبر الجيش جبال البرانس وقد انقسم إلى قسمين أحدهما من الغرب بقيادة شارلمان والآخر من الشرق وكانت الأوامر أن يلتقي الجيشين عند مدينة بنبلونة والتي لم يقدم حاكمها المعونة فحاصره شارلمان ولم يفتحها. وكان أيضا بانتظاره حلفائه ومع قائد جيش عبد الرحمن الداخل ثغلبة بن عبيد الجذامي
وتوجه الجيش إلى سرقسطة إلا أن الأمور لم تسر بالشكل الذي خطط له حيث دب الخلاف بين المتآمرين على الزعامة وبدأ اليأس من العون يدب في نفس شارلمان من عون المتآمرين وخصوص حين توجه إلى مدينة وشقة وقد لاقى الويل مع جيشه حين تقدمه.
فقبض على سليمان وارتد بجيشه باتجاه الشمال الشرقي وقد علم أن عبد الرحمن قد سارع لنجدة وشقة . وقد تحالف نصارى بنبلونة ومن حولهم ومع أعداد من المسلمين ضد جيش شارلمان الذي لم يظفر بشيء سوى أسيره سليمان وفشلت المجابهة وافتتح شارلمان بنبلونة .
عاد شارلمان من نفس الطريق الذي قدمه منه عائدا إلى فرنسا من مفاوز رونسفال أو ( باب شيزروا ) وهي نفس الطرق التي سلكها العرب إلى فرنسا وهي كانت المفاجئة التي دبرها صقر قريش عبد الرحمن الداخل رحمه الله .
ففي تلك المفاوز الصعبة هاجم ولم يكد الجيش الفرنسي يبدأ بالعبور حتى أشرف عليه المسلمون بقيادة ( عيشون )على مؤخرته زانتزعوا الأسلاب والأسرى وفيهم سليمان بن يقظان وبقي ثعلبه مدة حتى فك أسره فكان كمين ( باب شيزروا ) أو رونسفال مفاجئة غير محسوبة لثلاثة من أبرز قواد فرنسا هم (السنجال إجهارد) و(أنسلم )كونت مقاطعة بلاتين و(رولاند) حاكم برتاني .
ساعد البشكنس المسلمين في تلك المعركة وكان ذلك في 16 آب 778 – 14 ذي القعدة 161 هـ وسمي ما حدث في أوروبة بالمأساة الكبرى وكان للمعركة نتائج خطير على شارلمان وهبيته بين جواره الأوروبيين وأدى لتقلص مساحة أمبراطوريته واضطر لإقامة علاقة مودة مع عبد الرحمن الداخل.
ــــــــــــــــــــــــ
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب
مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام – محمد عبد الله عنان
الكامل في التاريخ - عز الدين ابن الأثير
فتح صقلية الدكتور شوقي أبو خليل
المسلمون في أوروبة – علي بن المنتصر الكتاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق