السبت، 20 أكتوبر 2018

بدك تسمعني ولا خيار لك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
وأقول : بدك تسمعني ولا خيار لك
وأنا لن أحترم ولن أهتم بالحال الذي أنت عليه ،
المهم أن تسمعني ، ونحن قد ربينا على احترام المتحدث ولكن ...
ألا يجدر بمن توجه لسواه أن يراعي الحال الذي عليه المتلقي حتى يتمكن من إحداث أثر به
عن نفسي ما رست التعليم وشدتني حجرة الصف إليها سنين طوال ، ومن العقبات التي كانت تواجهني وسواي ممن أحب الانتماء إلى مهنة التعليم ، أن تنقل من تعلم من حال إلى حال تريده .
كان الطلاب منفعلين متفاعلين مع مدرس سبقك يعلمهم الرياضيات ، وهنا عليك أن تبزل جهدا وبمهارة لتنقلهم من حال كانوا عليها لتعلمهم ما هو مقرر في مادة التربية الإسلامية مثلا أو الجغرافيا إن كان الطلاب من الفرع الأدبي . كنت أتألم حين أشعر أنني لم أحسن وتغمرني سعادة دون حدود حين أشعر أني قد نحجت .
كثير ممن يعمل بالتعليم لا يأبه لهذه القضية – يدخل المعلم ويبدأ مباشرة وكأن عقول الطلاب كزر المذياع تنقله من محطة لأخرى .
هذه الحالة وأقول : هي من مصائبنا اليوم ، ففي مجالسنا إن كانت في الحزن أما في الفرح ، هناك من يفرض عليك سماعه ولا خيار لك .شباب ترقص ويتصبب العرق من جباهها ، وفجأة تتوقف الفرقة عن العمل ، ليقال لك والآن من الإنشاد إلى الإرشاد . وأسألك نفسي وإياكم وبغض النظر عن بلاغة المتحدث ، هل الزمان والمكان مناسبان ، ربما إن كان في البداية أو الختام .
ضف إلى ذلك إن كان المتحدث لا يملك الأهلية للتوجه للحاضرين فكيف سيؤثر بهم . تابعت وتعلمت من علماء في المعرة وفي دمشق وأدركت أن التوجه للناس له وقته ومناسبته .
في المعرة كان الناس ودائما على شوق لسماع صوت الشيخ أحمد الحصري أو الشيخ أديب السمنة ( الآمنة ) رحمهما الله تعالى ، فهم ممن لا يمل حديثهم ، وتعلم الناس منهم أن للحديث وقت ومناسبة ، كانوا لا يفسدون على الناس الحالة التي هم عليها
تفاجئ والشيخ لم يكد ينهي التسليمة الثانية بمن التقم الميكرفون ليرفع من مقامه عند الناس ، قائلا : سأحدثكم وإن كان هذا مقام ليس بمقامي ( قال شو يعني عبيتواضع ) لأذكركم بكذا وكذا ....
طيب يا أخي الغالي إن كان هذا ليس لك بمقام فلم اتخذته ؟ ومن ثم فالناس منهم من سيصلي السنة ، ومنهم من له عمل لا بد من العودة إليه ومنهم .... ومنهم رغب في أداء سنة نبوية ، فمما يُسن لمن أنهى صلاة الفجر أو صلاة المغرب أن يقول : عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلاَةِ الفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحُرِسَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ إِلاَّ الشِّرْكَ بِاللَّهِ.
ومع هذا لا يحق له رفع صوته فقد يؤذي جواره وهو يصلى ، وإن رفع الصوت مندوب إليه.
ــــــــــــ
سنن الترمذي (5/ 392)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق