الجمعة، 19 أكتوبر 2018

في المعرة عندنا يقولون : طبعو هيك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
في المعرة عندنا يقولون : طبعو  هيك
يدللون بذلك على صعوبة التغيير وربما استحالته
ويبدو أن التغيير سريعٌ ، سريعٌ عند البعض ، هو طبع فيهم حتى إن اقتضى الأمر بدلوا جلودهم
المسعودي وابن خلدون رحمهما الله يشيرون إلى أثر البيئة الطبيعية والاجتماعية في طبائع البشر
سكنى الجبال تخشن الأجسام وتغلظها، وتبلد الأفهام وتقطعها، وتفسد الأحلام، وتميت الهمم، لما هي عليه من غلظ التربة، ومتانة الهواء، وتكاثفه، واختلاف مهابه، وسوء متصرفاته .
وكذلك للسهول أثرها وربما كان عكسي التأثير لساكني الجبال ولساكني الصحراء وهكذا...
والأخلاق صور تناسب البلد وتحاذيه، وتقاربه، وتوافقه وتضاهيه، وكل بلد اعتدل هواؤه، وخف ماؤه، ولطف غذاؤه- فصور أهله وخلائقهم تناسب البلد وتحاذيه، وتشاكل ما عليه أركانه، وما أسس عليه بنيانه وكل بلد يزول عن الاعتدال، انتسب أهله الى سوء الحال.
وتستغرب اليوم سرعة التبدل في الطبائع ، وتتساءل ؟
أهي حقيقة أم متصنعة ؟
بلدنا هي بلدنا فما الذي حصل حتى تبدلت الجلود هل حصل انزياح جديد في القارات فتبدلت مواقع البلدان
هل تغير المُناخ ؟ إلى قطبي فتجمدت العقول ، أو استوائي فتخلخلت لشدة الحرارة
حتى فيمن نحب ونكره تبدلت المقاييس
والمبررات جاهزة هيئها إبليس
المصلحة الذاتية
وحتى نُسَوّقها نغلفها بثوب الوطن وحب الوطن
يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــ
ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر – ابن خلدون
مروج الذهب ومعادن الجوهر  - المسعودي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق