الجمعة، 19 أكتوبر 2018

بين عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك رحمهما الله


وصية لوالي مصر
بين عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك رحمهما الله
دخل أسامة بن زيد الكلبي على مصر دخل أسامة على عمر بن عبد العزيز فقال يا أبا حفص إنه والله ما على ظهر الأرض من رجل بعد أمير المؤمنين أحب إلي رضا منك ولا أعز علي سخطا منك وإن أمير المؤمنين قد وجهني إلى مصر فأوصني ما شئت واكتب إلي فيما شئت فإنك لن تأمر بأمر إلا نفذ إن شاء الله قال ويحك يا أسامة إنك تأتي قوما قد ألح عليهم البلاء منذ دهر طويل فإن قدرت على أن تنعشهم فانعشهم قال يا أبا حفص إنك قد علمت نهمة أمير المؤمنين في المال وإنه لا يرضيه إلا المال قال إنك إن تطلب رضا أمير المؤمنين بسخط الله يكن الله قادرا على أن يسخط أمير المؤمنين عليك قال إني سأودع أمير المؤمنين وأنت حاضر إن شاء الله فتسمع وصاته فلما كان في اليوم الذي أراد أن يسير فيه غدا على سليمان متقلدا بسيف متوشحا عمامته يتحين دخول عمر فلما عرف أن عمر قد استقر فقعد مقعده عند سليمان استأذن ودخل وسلم ثم مثل قائما فقال يا أمير المؤمنين هذا وجهي وأردت أن أحدث عهدا يا أمير المؤمنين وأن يعهد إلي أمير المؤمنين قال احلب حتى ينفيك الدم فإذا أنفاك فاحلب حتى ينفيك القيح لا تنفيهما لأحد بعدي قال فخرج فلم يزل واقفا حتى خرج عمر من عند سليمان فسار معه قبل منزل عمر فقال يا أبا حفص قد سمعت وصاة أمير المؤمنين قال وأنت قد سمعت وصاتي قلت أوصني في خاصتك قال ما أنا بموصيك مني في خاصتي إلا أوصيك به في العامة فسار إلى مصر فعمل فيها عملا والله ما عمله فيها فرعون
وحين ولي عمر عزله ولكنه وجده آمينا فما دخله شيء من مال المسلمين فكل ما أخذه مسجل في الدوان
ــــــــــــــــ
تاريخ دمشق لابن عساكر (8/ 85)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق