وصية
لوالي مصر
بين
عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك رحمهما الله
دخل
أسامة بن زيد الكلبي على مصر دخل أسامة على عمر بن عبد العزيز فقال يا أبا حفص إنه
والله ما على ظهر الأرض من رجل بعد أمير المؤمنين أحب إلي رضا منك ولا أعز علي
سخطا منك وإن أمير المؤمنين قد وجهني إلى مصر فأوصني ما شئت واكتب إلي فيما شئت
فإنك لن تأمر بأمر إلا نفذ إن شاء الله قال ويحك يا أسامة إنك تأتي قوما قد ألح
عليهم البلاء منذ دهر طويل فإن قدرت على أن تنعشهم فانعشهم قال يا أبا حفص إنك قد
علمت نهمة أمير المؤمنين في المال وإنه لا يرضيه إلا المال قال إنك إن تطلب رضا
أمير المؤمنين بسخط الله يكن الله قادرا على أن يسخط أمير المؤمنين عليك قال إني
سأودع أمير المؤمنين وأنت حاضر إن شاء الله فتسمع وصاته فلما كان في اليوم الذي
أراد أن يسير فيه غدا على سليمان متقلدا بسيف متوشحا عمامته يتحين دخول عمر فلما
عرف أن عمر قد استقر فقعد مقعده عند سليمان استأذن ودخل وسلم ثم مثل قائما فقال يا
أمير المؤمنين هذا وجهي وأردت أن أحدث عهدا يا أمير المؤمنين وأن يعهد إلي أمير
المؤمنين قال احلب حتى ينفيك الدم فإذا أنفاك فاحلب حتى ينفيك القيح لا تنفيهما
لأحد بعدي قال فخرج فلم يزل واقفا حتى خرج عمر من عند سليمان فسار معه قبل منزل
عمر فقال يا أبا حفص قد سمعت وصاة أمير المؤمنين قال وأنت قد سمعت وصاتي قلت أوصني
في خاصتك قال ما أنا بموصيك مني في خاصتي إلا أوصيك به في العامة فسار إلى مصر
فعمل فيها عملا والله ما عمله فيها فرعون
وحين
ولي عمر عزله ولكنه وجده آمينا فما دخله شيء من مال المسلمين فكل ما أخذه مسجل في
الدوان
ــــــــــــــــ
تاريخ
دمشق لابن عساكر (8/ 85)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق