السبت، 20 أكتوبر 2018

أكلت لحوم أهل المعرة شيا كما تشوى البهائم وذلك سنة 491 هـ 1098م


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أكلت لحوم أهل المعرة شيا كما تشوى البهائم وذلك سنة 491 هـ 1098م
ترى أمعقول أن نمكن أحدا من عقولنا لنفعل فعلهم عياذاً بالله تعالى
سبحان ربي إن الله الذي خلقنا ولم يمكن الشيطان من عقولنا ، ومع ذلك فإنك لتجد من الناس من ملّك عقله وعواطف وبالمجان لسواه يسوقه حيث أراد .حتى كأنه في حالة النوم المغناطيسي أو من القاعدة المعروفة في الجيش نفذ وإيّاك أن تعترض . قال الله تعالى في الحوار بين إبليس وبين خالقه.: {ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف: 17]
قال المفسرون : يأتي الشيطان من اليمين ليزهد الناس ويصرفهم عن عمل الحسن والطاعة. واليمين رمز العمل الحسن؛ لأن كاتب الحسنات على اليمين، وكاتب السيئات على الشمال، ويأتي عن شمائلهم ليغريهم بشهوات المعصية. ونلحظ أن الحق استخدم لفظ {عَنْ أَيْمَانِهِمْ} و {عَن شَمَآئِلِهِمْ} ولم يأت بـ «على» لأن «على» فيها استعلاء، والشيطان ليس له استعلاء أبداً؛ لأنه لا يملك قوة القهر فيمنع، ولا قوة الحجة فيقنع. ولأن أكثر الناس لا تتذكر شكر المنعم عليهم، فيجيد الشيطان غوايتهم.
ويُرْوَى أَنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا قَالَ هَذَا الْكَلَامَ رَقَّتْ قُلُوبُ الْمَلَائِكَةِ عَلَى الْبَشَرِ فَقَالُوا: يَا إِلَهَنَا كَيْفَ يَتَخَلَّصُ الْإِنْسَانُ مِنَ الشَّيْطَانِ مَعَ كَوْنِهِ مُسْتَوْلِيًا عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْجِهَاتِ الْأَرْبَعِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ أَنَّهُ بَقِيَ لِلْإِنْسَانِ جِهَتَانِ: الْفَوْقُ وَالتَّحْتُ فَإِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى فَوْقُ فِي الدُّعَاءِ عَلَى سَبِيلِ الْخُضُوعِ أَوْ وَضَعَ جَبْهَتَهُ عَلَى الْأَرْضِ عَلَى سَبِيلِ الْخُشُوعِ غَفَرْتُ لَهُ ذَنْبَ سَبْعِينَ سَنَةً .
ترى فهل تحزن الملائكة لمن ملّك عقله وعواطفه لسواه ، وهو في الخلق لا يمتاز عنه بشيء ليجعله إمام له يتبعه كظله . لا بل منحه التفكير نيابة عنه فهو من يفكر له ليمنحه إطار لسلوكه في حياته.
تحاوره فتجده صورة كربونية عن سيده يتحرك له وبأمره
في الحروب الفرنجية ( الصليبية ) وزعت على الجند صكوك بامتلاك أرض في الجنة والغاية المرجوة أن يقوم الجندي بالقتل خدمة لمصلحة سواه .
وأصدرت فتاوٍ بأكل لحوم أهل المعرة فأكلت – ولست هنا أنسج كلامي من الخيال – فالوثائق التاريخية التي كتبها من رافق الحملة الفرنجية الأولى ( الصليبية ) من المؤرخين الصليبيين هم من يقول ذلك . ولم يفتى بغير ذلك إلا عندما دخل الفرنجة المعرة لا سواها من المدن التي دخلها الفرنجة .
وتسأل نفسك عن تفسير لكل سلوك بعيد عن الإنسانية ، فتأتيك الإجابة
لا يفعل الخبيث إلا من إإتمر بأمر إبليس من الجن أو الإنس
يزين لك الهدف ويتركك لتتحمل النتائج
طلق زوجك بتلاقي أحسن
املأ حياتك بالمخالفات وهناك تبرير
اسرق وهناك تبرير
اقتل وهناك تبرير
خرّب وهناك تبرير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير الرازي (14/ 214)
تفسير ابن كثير (3/ 395)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ، وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتي، وَآمِنْ رَوْعَتِي  وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدِي وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وعن شمالي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِكَ  اللَّهُمَّ أَنْ أُغْتَال مِنْ تَحْتِي". تَفَرَّدَ بِهِ الْبَزَّارُ وَحَسَّنَهُ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق