صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تريث فإن للجماد قيمة
بين الإنسان والحيوان والنبات والجماد
يقول العلماء : أن واقع الحال يوضح لنا أن الإنسان سيد هذا
الكون بمشيئة خالقه، فكل ما في الكون خادم لهذا المخلوق .وقالوا أن الجماد يخدم
النبات ، وهما يخدمان الحيوان ، وكلهم خدم للإنسان ، فهو السيد المسود عليهم .
ما دفعني لإثارة هذا الموضوع مروري وبشكل شبه يومي من شارع يمر
أمام مدرسة ابن الوردي سايقا ، ويستمر الشارع أمام مدرسة باحثة البادية .
لا شك أن الشارع بمكوناته من جنس الجمادات ، لكنه يحتضن أناسا لا
أعرفهم ،ولكني لا زلت أحفظ أسماء الكثير منهم ، هم من أهلنا في المعرة . وكنا نلعب
ونحن صغار بين تلك القبور الملاصقة لسور المدرسة ولم يقل لنا أحد أن تخطي القبور
حرام . لقد أزيلت شواهد القبور وبقي من كانت تشير إليه .
سألت نفسي هل ذرات التراب وما احتوته تخاطبنا لتحذرنا ، ومن
المعلوم أن التراب من أنواع الجمادات ، ولا تنسوا فللجماد لغته ألم يقل الله في
كتابه : {ثُمَّ
استوى إِلَى السمآء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعاً أَوْ
كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} [فصلت: 11] إذن فالأرض والسماء فهمت
كلتاهما عن الله.
تذكرت
أن أهل السِير ذكروا أن حجر في جدار خاطب سيدنا عزير بالقول : لقد كنت ملكا منذ
سنين كثيرة خلت ، وها أنا غدوت من مكونات
الجدار.
قلت
في نفسي ، الجمادات كالإنسان لا بد هالكة قال الله تعالى : {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ} [القصص: 88] وكأن للجماد حياة فهو هالك بالقانون الذي أودعه الله
فيه
وكررت
ما قاله العلماء ، فهذا السيد العالي المقام - الإنسان – والذي فضل على النبات
والحيوان ، يأتي إلى جماد فيعظمه ويوقره، أليس تقبيل الحجر من شعائر الحج ، والذي
لا يستطيع تقبيل الحجر الأسود يشير إليه ويحييه.
وفي
نفس الوقت فمن شعائر الحج أن نرجم حجرا كرمز لإبليس ،وحتى لا يختلط الأمر علينا ، ونظن
أن الحجر الجماد قيمته من ذاته فهي أوامر ونواهي ممن خلق . فسبحان من رفع وخفض ، وسبحان
الله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق