الجمعة، 19 أكتوبر 2018

تريث فإن للجماد قيمة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
تريث فإن للجماد قيمة
بين الإنسان والحيوان والنبات والجماد
يقول العلماء : أن واقع الحال يوضح لنا أن الإنسان سيد هذا الكون بمشيئة خالقه، فكل ما في الكون خادم لهذا المخلوق .وقالوا أن الجماد يخدم النبات ، وهما يخدمان الحيوان ، وكلهم خدم للإنسان ، فهو السيد المسود عليهم .
ما دفعني لإثارة هذا الموضوع مروري وبشكل شبه يومي من شارع يمر أمام مدرسة ابن الوردي سايقا ، ويستمر  الشارع أمام مدرسة باحثة البادية .
لا شك أن الشارع بمكوناته من جنس الجمادات ، لكنه يحتضن أناسا لا أعرفهم ،ولكني لا زلت أحفظ أسماء الكثير منهم ، هم من أهلنا في المعرة . وكنا نلعب ونحن صغار بين تلك القبور الملاصقة لسور المدرسة ولم يقل لنا أحد أن تخطي القبور حرام . لقد أزيلت شواهد القبور وبقي من كانت تشير إليه .
سألت نفسي هل ذرات التراب وما احتوته تخاطبنا لتحذرنا ، ومن المعلوم أن التراب من أنواع الجمادات ، ولا تنسوا فللجماد لغته ألم يقل الله في كتابه : {ثُمَّ استوى إِلَى السمآء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ} [فصلت: 11] إذن فالأرض والسماء فهمت كلتاهما عن الله.
تذكرت أن أهل السِير ذكروا أن حجر في جدار خاطب سيدنا عزير بالقول : لقد كنت ملكا منذ سنين كثيرة خلت ، وها أنا  غدوت من مكونات الجدار.
قلت في نفسي ، الجمادات كالإنسان لا بد هالكة قال الله تعالى : {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} [القصص: 88] وكأن للجماد حياة فهو هالك بالقانون الذي أودعه الله فيه
وكررت ما قاله العلماء ، فهذا السيد العالي المقام - الإنسان – والذي فضل على النبات والحيوان ، يأتي إلى جماد فيعظمه ويوقره، أليس تقبيل الحجر من شعائر الحج ، والذي لا يستطيع تقبيل الحجر الأسود يشير إليه ويحييه.
وفي نفس الوقت فمن شعائر الحج أن نرجم حجرا كرمز لإبليس ،وحتى لا يختلط الأمر علينا ، ونظن أن الحجر الجماد قيمته من ذاته فهي أوامر ونواهي ممن خلق . فسبحان من رفع وخفض ، وسبحان الله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق