بين سليمان الحلبي والقاضي ابن الجحاف البلنسي الأندلسي
أكثر من خمسة قرون تفصلهم
ويجمعهم شكل العقوبة التي نفذها الفرنجة عليهم
وحدها شهوة التلذذ بالقتل حرقا
إلا أن الرجلين فوتا الفرصة على القاتل الحاقد بشكل أفقدته
اللذة التي حلم بها
لن أغرق في ترجمة الرجلين رحمها الله تعالى وأترك ذلك لمحب
الاستزادة بمراجعة كتب التاريخ
فالتهمة التي وجهت لسليمان الحلبي معروفة وهي قتل كليبر
والتي أقرها بها رحمه الله تعالى ، وعندما سئل من خلال مجريات المحاكمة عن يده
التي قتل بها ، أشار ليده اليمنى وذلك حتى يتم إنزال العذاب بذلك العضو من جسد
سليمان قبل أن يتم إعدامه ومما أدهش من نفذ العقوبة والحاضرين معه ، أنه رفض أن
يربط لتحرق يده بل هو من قدمها صابرا حتى تفحمت أمام القضاة ومن حضر من الناس .
فأي رجل هو !
أما القاضي ابن جحاف وبعد أن وقعت بلنسية بيد أحد قطاع
الطرق (القنبيطور) وخان العهد مع القاضي بتأمين أهلها الذين أكلوا الفيران والكلاب
وقيل من مات منهم ، فلقد أمر (القنبيطور) بابن جحاف واتهمه بأنه أخفى عنده بعض
الأموال فأمر بتعذيبه (فجمع له حطب كثير وحفرت له حفرة، وألقي فيها، وجعل الحطب
حوله، وأوقدت فيه النار، فكان يضم النار إليه بيديه ليكون ذلك أسرع لخروج روحه!
فأي الرجال هؤلاء !
ــــــــــــــ
الأعلام للزركلي (2/ 123)
الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة - الشنتريني (5/ 99)
تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار - الجبرتي (2/
369)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق