السبت، 20 أكتوبر 2018

من قرية سرجيلا تعلمت


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من قرية سرجيلا تعلمت
عملتني زيارتي لقرية سرجيلا أن البغي هو إخراج أي شيء عن صلاحه ، وتركه مقدمة لزوال البلاء ورحم الله القائل :
وإنْ تركوا طغيانَهم وضلالَهم ... فليس عذابُ الله عنهم بلابِثِ
والكل محتاج مضطر لإبقاء الأشياء على صلاحها ، منذ سنوات خلت كنت أخرج مع عدد من العاملين في المدرسة ولسنوات عدة وبعد صلاة العصر إلى قرية سرجيلا الجميلة من نواح شتى ولا سيما أوابدها الأثرية .
هي قرية تحدثك عن الخوالي من الأيام التي كان الصلاح عنوانا لها . أما اليوم فقد خلت من سكانها ، بيوتهم حماماتهم ، معاصر الزيتون والعنب كلها تدلك على صلاح الأيام الخوالي .
وتسأل نفسك أين ذهب سكانها ؟ ولماذا هٌجرت ؟
ويأتيك الجواب : هو البغي إما من جوارها ، أو أن أهلها بغوا على أنفسهم فساء حالهم
أكثر زوارها كان من أهل أوروبا ، فلربما اعتبروا مثل تلك القرى إرثا حضاريا لهم خلفه البيزنطيون
اقترب منا سائق الحافلة ومعه امرأة تجاوزت الأربعين
دعوناه لشرب الشاي
كلنا كنا ندخن عدا اثنين عافاهم الله من التبع
ألقيت سيجارتي بعد نهايتها ألقيتها وأطفأتها بجانبي
امتعض قائد الحافلة وخاطبني بالقول أعدها ليدك فقد أدخلت نفسك في ورطة
قالت المرأة لي وأنا أستعيد عقب السيجارة أشكرك وباللغة الإنكليزية
قلت لماذا ؟
قالت لأنك أحسست بالخطأ
فلا تظلم جمال المكان Do not oppress this beauty
تذكرت أم أولادي رحمها الله وكانت وفي كل نزهة نخرج إليها حريصة على نظافة المكان قبل أن نغادره
حدثتها رحمها الله بعد عودتي ، فقالت : الله عاقبك
أقول : إن كان إلقاء عقب سيجارة على الأرض وفي قرية مهجورة بغي
فما بالنا بمن بغي على أهله ووطنه
يا رب يا رب فرج عن الشام وأهله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق