الجمعة، 5 يوليو 2019

الشيخ حَمَّادي الحلاق عالم من بلدي


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الشيخ حَمَّادي الحلاق
عالم من بلدي
رجل يعلمك الصبر لإحداث تغيير في سلوك الآخرين
أحدثت صلاة الجمعة في مسجد محمد المصري في الحي الشرقي للمعرة في نهاية الستينات من القرن الماضي وذلك بعد التوسعة الأولى للمسجد لتصلى الجمعة في ثلاث مساجد = الجامع الكبير ومسجد نبي الله يوشع ومسجد محمد المصري .
تولى الخطابة فيه أساتذة أعلام – سعدي الجندي وأحمد الطويل رحمه الله .ومن ثم استقرت ليكون خطيب الحي وإمام مسجده الشيخ العالم الجليل حمادي الحلاق رحمه الله تعالى .
درس الشيخ في كفرنبل وهي مسقط رأسه وأتم الشيخ دراسته في المدرسة الخسروية في مدينة حلب ، سنة 1355هـ 1936 م ومما امتاز به الشيخ رحمه الله وإضافة لكونه فقيها متمكنا على المذهب الشافعي فقد اشتهر بكونه ضليع بمسائل الإرث . ولقد كان شيخ المعرة أحمد الحصري يعتمده في ذلك وكذلك المحكمة الشرعية في المعرة .
كما كان الشيخ يتناوب دروس النساء مع الشيخ أحمد الحصري يومي الأثنين والخميس إثر صلاة العصر . دخلت مرة أطلب من ربتني بين النساء وكنت طفلا ففوجئت به رحمه الله وقد وضع أمام وجهه بشكيرا يمنعه النظر إلى النساء . علما بأن جلّ الحاضرات ممن تجاوز سنه الخامسة والخمسين .
من فضائل الشيخ أن عدد مرتادي المسجد بشكل دائم كان لا يتجاوز الخمسة قبيل وجوده . ولا زلت أذكرهم ، فلقد من الله علي بمن ربتني وعودتني الصلاة في المسجد رحمها الله تعالى . وهم محمد خير بن حمدو الحرامي إماماً وبشير العلوان مؤذناً وزكريا الحرامي جدي رحمهم الله ، ومصطفى خالي ابنه عافاه الله تعالى ، وكنت بفضل الله ومنته خامسهم . وكانت صلاة أبناء الحي في بيوتهم والبعض في مسجد نبي الله يوشع . علما بأن الحي من أكبر أحياء المعرة سكانا . انقلب واقع المسجد بعد قدوم الشيخ ، ولربما ببركته وصبره وحسن سيرته ، ارتقاء ليزداد عدد المصلين حتى في صلاة الفجر .
لقد كان الشيخ رحمه الله وكما يقال في المعرة – ابن سوق – خبير بالناس . استطاع بخبرته المقرونة بعلمه التأثير على أهل الحي كبيرهم وصغيرهم . فلقد استقطب حب الناس حتى عند من كان ينتقده .
الصدق والكلمة الطيبة والابتسامة ذات التأثير ، كانت سر الحب الناس له ، ولن أقول حب أهل الحي بل أهل المدينة له ، وهو رجل تاجر عرف محله مقابل مسجد أبي العلاء .
كنا مرة في صلاة العصر وصغار من أولاد الحي يلهون قرب المسجد . خرجنا من المسجد مع شيخنا حيث اندفع أحد المسنين ليشتم الصغار بسب أمهاتهم واتهامهم بالفاحشة - وهم لو سألتني من أقربائه - معللا الشتم أمام الشيخ بقوله والله يا شيخ ما خلونا نعرف نصلي . فأجابه الشيخ برصانة وجلال العالم : بتعرف ما فعله الصبية أهون بكثير مما قلت أو فعلت
فأنت الآن محكوم بثمانين جلدة أمام الناس إن لم تأت بالشهداء على فعل أمهاتهم الفاحشة . وأسألك هل سيمتنع الصبية عن تكرار ما حدث ؟ . صمت الرجل بغيظ ، فقد ظن في نفسه فعل الخير .
وكثيرا ما انتقد الشيخ لتخلفه عنه بعض الصلوات واتهم بأنه مشغول بتجارته إلا أن أهل الحي علموا بعد وفاته رحمه الله بأنه قد قدر لكل صلاة مبلغا من المال يدفعه لمؤذن المسجد محمد ديب الصيادي رحمه الله وهو من صرح بذلك بعد وفاة الشيخ  فقال : كان الشيخ يدفعلي أجر كل صلاة يتخلف عنها وكان يدفع لي مثلا أجراً أكبر عن تخلفه عن صلاة الفجر وإن كان الوقت شتاء زادني بالعطاء وقد رجاني أن أكتم ذلك . وكان بيته في المعرة بعيداً نسبيا عن موقع المسجد .
هي كلمات أحببت ذكرها اقراراً بفضل عالم كان له أثر الخير على حيينا وأهل مدينتنا
رحمك الله يا شيخنا وأسكنك جنته
ولد الشيخ 1334 هـ 1916م وتوفي قرب المسجد سنة 1406هـ 1986م ودفن في مسقط رأسه في كفرنبل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق