الجمعة، 5 يوليو 2019

الهواية بدي بطّل من المدرسة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الهواية بدي بطّل من المدرسة
ومن أبو محمد الفتح بن خاقان نتعلم
نتمسك بخيط العنكبوت لإبعاد أولادنا عن التعليم
والحجة خليه يتعلم مصلحة . وهل كان العلم إلا أساسا لكل مهنة ؟!
وليست القضية مرتبطة بما نحن فيه من بلاء
فالمعرة أيام البلاء الفرنجي الصليبي . وقد شرد جُلُّ أهلها . ومع ذلك رفدت الدنيا بعشرات من الأدباء والعلماء . وبالمقارنة من حيث البلاء فنحن اليوم في أمن وأمان قياسا لتلك الأيام التي خلت .
لم تمنع تلك الأيام الناس من الحرص على طلب العلم . وحين قضى الله بخروج الفرنجة ، كان شكر تلك النعمة بابتعاد الناس عن طلب العلم والتعلم فخبت جذوة العلم فيها .
ترى لو كان السلطان صلاح جاهلا ؟ هل كان بمقدوره رفع البلاء عن الشام ومصر بالجهل ؟
قبيل معركة حطين ملأ السلطان صلاح الدين سفح قاسيون في دمشق وجبل المقطم في القاهرة بعشرات المدارس والتي خرجت من انتصر في حطين
القائد أبو محمد الفتح بن خاقان أديب ظريف وشاعر له شعر مليح وهو غلب بصفاته على المتوكل وقتل معه
كان الفتح بن خاقان حريصا على عدم اضاعة الوقت في طلب العلم على الرغم من المهام التي شغل بها . فقد حدّث أحمد بن محمد بن الخطيب إما هو الجوهري أو المعروف بالمكي عن أبي العباس المبرد قال ما رأيت أحرص على العلم من ثلاثة الجاحظ والفتح بن خاقان وإسماعيل بن إسحاق القاضي فأما الجاحظ فإنه كان إذا وقع في يده كتاب قرأه من أوله إلى آخره أي كتاب كان وأما الفتح فكان يحمل الكتاب في حقه فإذا قام من بين يدي المتوكل ليبول أو ليصلي أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي حتى يبلغ الموضع الذي يريد ثم يصنع مثل  ذلك في رجوعه إلى أن يأخذ مجلسه
وهو القائل :
أيها العاشـق المعذب صبرا * فخطايا أخي الهوى مغفورة
زفرة في الهوى أحط لذنب * مـــــن غزاة وحجة مبرورة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ دمشق لابن عساكر (48/ 223)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق