الجمعة، 5 يوليو 2019

سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَىٰ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَىٰ
سألت نفسي مرة أن أعيد كلاما قلته بحرفيته لا أزيد ولا أنقص حرفا واحدا ففشلت . وجربوا أنتم فستجدون ما وجدت .
خطيب وقف أما الناس فتكلم وبغض النظر عن المدة وقمنا نحن بتسجيل ما قال ثم سألناه الإعادة لمقاله فلن يفلح .
وطالما سببا لنا النسيان في القول مشكلة .
رجل جاء يستفتي بعد أن حلف اليمن التي تبعد زوجه عنه فيُسأل أحلفت بالتعريف أن بالنكرة أي قلت : علي الطلاق أم قلت أنت طالق . فلو تكرر اللفظ بالتعرف أفاد شيئا ولو تكرر بالنكرة أفاد أمراً آخر . والإجابة والله ما عاد بتذكر !
والنسيان أمر حياتي إلا في كتاب الله فنحن في حفْظنا لكتاب الله تعالى نجد العجائب ، فالصبي في سنِّ السابعة يستطيع حفْظ القرآن موجوداً ، فإنْ غفل عنه بعد ذلك تَفلَّتَ منه ونسي ، على خلاف ما لو حفظ نصاً من النصوص في هذه السن يظل عالقاً بذهنه. ودلالة ذلك أن الله هو من أنزل القرآن وضمن للنبي صلى الله عليه وسلم عدم نسيانه إلا ما شاء الله أن ينسيه فقال الله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى. الأعلى: 6.فهي ضمانة من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بعدم نسيان ما يوحى إليه . قَالَ الْوَاحِدِيُّ: سَنُقْرِئُكَ أَيْ سَنَجْعَلُكَ قَارِئًا بِأَنْ نُلْهِمَكَ الْقِرَاءَةَ فَلَا تَنْسَى مَا تَقْرَؤُهُ، وَالْمَعْنَى نَجْعَلُكَ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ تَقْرَؤُهُ فَلَا تَنْسَاهُ
فمن شاء أن لا ينسى فليستعن بالله
وهي أقول إن من نعم الله علينا أن لا ننسى وسيبقي في ذكرتنا إساءة من أساء لأهله وبلده ووطنه . ولعل الله يمحو بكرمه لمن تاب وأناب
ترى هل نسي الناس نيرون وقد أحرق روما . أو شاور الوزير الفاطمي الذي أحرق الفسطاط وتحالف مع الفرنجة الصليبيين ضد أهله وبلده
وفي المعرة عندنا يقولون : الأسى ما بينْتسى
ــــــــــ
تفسير ابن كثير (8/ 380)
تفسير الرازي (31/ 130)
تفسير الشعراوي (15/ 9203)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق