الخميس، 4 يوليو 2019

من صور العدل في تاريخينا ومن سوار بن عبد الله قاضي البصرة نتعلم ونتعجب


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من صور العدل في تاريخينا
ومن سوار بن عبد الله قاضي البصرة نتعلم ونتعجب
هو تاريخنا الذي تعجب منه حتى أعداؤنا
ولنا أن نعلم أن العدل لا ينسحب فقط إلى القضاء ونتاج حكم القاضي . فالعدل ضد الظلم أياً كان ، وكيف كان
قال بعض الحكماء: إنّ من أصعب الأعمال إنصافك في نفسك، ومواساتك أخاك في مالك، وذكر الله. أما إنّي لا أعنى قول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر- وإنّ ذلك لمن ذكر الله- ولكن ذكره عنده ما يعرض من الأمور، فإن كان طاعة لله فعلته، وإن كان معصية لله اجتنبته. وروى عن بعضهم أنه قال: «ثلاثة في ظلّ عرش الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: رجل لم يعب أخاه بعيب فيه مثله حتّى يصلح ذلك العيب من نفسه، فإنّه لا يصلحه حتى يهجم على آخر، فتشغله عيوبه عن عيوب الناس. ورجل لم يقدّم يدا ولا رجلا حتى يعلم: أفي طاعة الله هو أم في معصيته؟ ورجل لم يلتمس من الناس إلّا مثل ما يعطيهم من نفسه. أما تحبون أن تنصفوا» .
أخرج عن عبد الله بن صالح قال: كتب المنصور إلى سوار بن عبد الله قاضي البصرة: انظر الأرض التي تخاصم فيها فلان القائد وفلان التاجر فادفعها إلى القائد، فكتب إليه سوار: إن البينة قد قامت عندي أنها للتاجر، فلست أخرجها من يده إلا ببينة، فكتب إليه المنصور: والله الذي لا إله إلا هو لتدفعنها إلى القائد، فكتب إليه سوار: والله الذي لا إله إلا هو لا أخرجتها من يد التاجر إلا بحق، فلما جاءه الكتاب قال: ملأتها والله عدلًا، وصار قضاتي تردني إلى الحق.
وأخرج من وجه آخر أن المنصور وشى إليه بسوار، فاستقدمه، فعطس المنصور، فلم يشمّته سوار، فقال: ما يمنعك من التشميت؟ قال: لأنك لم تحمد الله، فقال: قد حمدت في نفسي، قال: شَمّتك في نفسي قال: ارجع إلى عملك فإنك إذا لم تحابني لم تحابِ غيري.
ومن البلاء أن تلهج ألسنتنا بطلب العدل من سوانا ونحن أظلم من قرقوش والي حلب ، وليس قرقوش العادل وزير صلاح الدين
ما وافقنا وحقق ما فيه مصلحة لنا عدل وما سواه ظلم
ويا رب فرج عنا
ـــــــــــــ
الثقات للعجلي (ص: 210)
مختصر تاريخ دمشق - ابن المنظور(13/ 323)
تاريخ الخلفاء – الجلال السيوطي (ص: 197)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق