الجمعة، 5 يوليو 2019

وحب الوطن قيل الوطن مكان الولادة ، وقيل محل الإمامة الطويلة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
والله أنا من المعرة
وحب الوطن
قيل الوطن مكان الولادة ، وقيل محل الإمامة الطويلة
وقيل : أن هذا الحب يولد مع رؤية المرء النور
ولكن كيف نترجم هذا الحب إلى واقع ؟ ربما تحول المرء لأرض غير أرضه . فهل ينسى منبته ؟
منذ أكثر منذ أكثر من عشرة أعوام كنت أحد أعضاء بعثة ثقافية إلى تركيا وفي مدينة أنطاكية ، وهي في التاريخ عاصمة شمال بلاد الشام . تجولت مع بعض رفاقي نستطلع أبنية المدينة القديمة . وكان مما قدر لنا أن نقرأ لوحة كتب عليها ( حمام ميداني ) ساقنا الفضول لدخولها وكان المدخل لا يختلف عن مدخل حمام التكية في المعرة .
دخلنا وكان الباب مفتوحاً وحينها غاب عن ذهني أنني في تركيا نعم هي حمام التكية في المعرة بذاتها . ورفع أحدنا صوته بالسلام . وإذ بنا نسمع الرد من الداخل وباللكنة المعراوية وعليكم السلام ورحمة الله
كانت مفاجئة فهل نحن في حي من أحياء المعرة ؟
من أين أنتم ؟ من سوريا . ومن أين ؟ من معرة النعمان
أدمعت عينا الرجل وأنا والله من المعرة ، جدي وجدتي منها . أنا إبراهيم ... لم أزر سوريا قط
وبدأ يعد لنا أسماء لرجالات منها
سألناه عن سر لهجته المعرية فقال لقد حرص أبواي  أن نتقنها وأمي معرِّية أيضاً
غادرنا الحمام وقد ألح على الرجل علينا أن نجرب الاستحمام وزيارته في بيته
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أحب مكة وروي عنه أته قال : «وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» وأحب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة المنورة «هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه»
وليست قضية حب الوطن بغريبة على أحد فنحن نحن إلى المكان الذي ولدنا فيه – ونخبر أولادنا : يا ابني هدا كان بيتنا وهنا ولدت .
شكا أحد الأصدقاء الأجانب للمثل الإنكليزي جينيس من ضباب لندن الكثيف فثار جينيس وقال : هذا مبالغ فيه فلندن ليست أكثر المدن ضبابا . فأنا شخصيا عرفت مدينة أكثر ضبابا منها . فسئل ما هذه المدينة ؟ وأين تقع ؟
فأجاب : لم أستطع معرفة مكانها لكثافة الضباب فيها.
والحب في النهاية ليس كلام فحسب
فمن أساء أو ساهم بالإساءة لوطنه كاره له وإن أقسم بالحب
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــ
مسند الإمام أحمد (31/ 10)
صحيح مسلم (2/ 1011)
مجلة العربي الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق