الجمعة، 5 يوليو 2019

كاد ذو الغربة يكون في كربة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
قيل : كاد ذو الغربة يكون في كربة
وقالت العرب: الغربة ذلة والذلة قلة.
ومن أجل تشاؤمهم بالغراب اشتقّوا من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب
وقال أعرابي :
لا ترغبوا اخوتي في غربة أبداً ... إنّ الغريب ذليلٌ حيثما كانا
ومع ألم الاغتراب فقد يضطر المرء لمغادرة وطنه وقد قيل :
وطول مقام المرء في الحيّ مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد
فإني رأيت الشمس زيدت محبّة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد
قد تكون الحاجة دافعا لاغتراب فقد قيل : الفقر في في الوطن غربة والغنى في الغربة وطن
وكذلك ففقدان الأمن قد يكون سببا في مفارقة الوطن فخوف المرء من أمر  قد يدفعه للبحث عن الأمان في مكان آخر  . خير له من أمن مبزول قد ينقلب في لحظة إلى خوف وتهلكة . فالسّرور والهناء محتاج إلى الأمن .
ومع كل ذلك فقد يتعلل المرء بأسباب ذات علاقة بالدنيا رغبة في نوالها فيجد في الاغتراب والبعد سببا للهجرة عن الوطن والبعد عن الأهل ورحم الله سابق البربري حيث قال :
النفس تكلف بالدنيا وقد علمت ... أن السلامة منها ترك ما فيها
والله ما قنعت نفس بما رزقت ... من المعيشة إلا سوف يكفيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
قس بالتجارب أحداث الزمان كما ... تقيس نعلاً بنعل حين تحذوها
والله ما غبرت في الأرض ناظرة ... إلا ومر الليالي سوف يفنيها
ـــــــــــــــــــــــــــ
المعمرون والوصايا - السجستاني(ص: 5)
الحيوان - الجاحظ (2/ 418)
الرسائل للجاحظ – الجاحظ (2/ 390)
المحاسن والمساوئ – محمد البيهقي (ص: 138)
عيون الأخبار – الدينوري (1/ 352)
الأغاني (16/ 527)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق