الجمعة، 5 يوليو 2019

السموءل وحق الجار ومن أخلاق الجاهلية نتعلم


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
السموءل وحق الجار
ومن أخلاق الجاهلية نتعلم
أن الأمانة دونها الروح والولد
وكان من خبر السموءل بن عاديا . وكان امرؤ القيس بن حجر استودع السموءل أدراعه وكراعه وقطينه حين خرج إلى ملك الروم يستنجده على بني أسد. فلما مات امرؤ القيس بأنقرة بعث ملك من ملوك كندة إلى السموءل أن أبعث إليَّ وديعة امرئ القيس فأبى. وكان السموءل يكن في حصن بين الحجاز والشام والذي يقال له الأبلق وكان من الحصون المنيعة ، فبعث إليه برجل من أصحابه يقال له الحارث بن ظالم في جيش عظيم. فلما علم به السموءل أغلق باب حصنه، فلم يكن له فيه حيلة.
وأقبل ابن السموءل، وكان غائباً وهو لا يعلم القصة، فأخذه الحارث. وقال للسموءل: أيما أحب إليك: أن تسلك إلي الوديعة، أو أقتل ابنك؟ ففكر ثم قال: اقتله فإني لا أسلم الوديعة. فضرب الحارث وسط الغلام بالسيف فقطعه اثنين. فقال السموءل:
وفيت بأدرع الكنديّ إنّي ... إذا ما خان أقوام وفيت
وأوصى عاديا يوما  بألّا ... تهدّم يا سموءل ما بنيت
بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وماء  كلّما شئت استقيت
فذكر ذلك الأعشى فقال:
كنْ كالسَّموءل إذ طافَ الهمامُ به ... في جحفلٍ كسوادِ اللَّيلِ جرَّارِ
خيَّرهُ خطَّتيْ خسفٍ، فقال لهُ ... أعرضهما هكذا أسمعهما حارِ
واليوم أين هو الجِوار وأين هي حرمة الجوار
أين من أوصى النبي عليه الصلاة والسلام به
شعار الأغبياء حريق جارك وعيش إنتي
لا حريق وطنك بتخلص من جارك وغيرو
ويا رب فرج عنا
ـــــــــــــــــــ
الفاخر – المفضل بن سلمة(ص: 302)
الأغاني (6/ 514)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق