الجمعة، 5 يوليو 2019

ومن إشراقات تاريخنا القلم الذي يستمد الحبر من دواة في داخله


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ومن إشراقات تاريخنا
القلم الذي يستمد الحبر من دواة في داخله
سلفنا من قدمه للعالم
من الظلم ودون التحقق أن ننسب اختراع القلم إلى لويس اديسون ، ووترمان في القرن التاسع عشر وهو من أسس مصنعا لأقلام الحبر السائل .
أنا لا أنسب كل مُخْتَرعٍ جديد لنا ، ولكني أدعو كل قارئ أو متحدث أن لا يتسرع في نسب ما هب ودب لغير أصحابها ليحل محل من يظلم .
ففي كتاب المجالس والمسايرات للقاضي النعمان المغربي قال القاضي النعمان بن محمد . ذكر الإمام المعزّ لدين الله . القلم فوصف فضله ثم قال نريد أن نعمل قلما يُكتَبُ به بلا استمداد من دواة . يكون مداده من داخله فمتى شاء الإنسان كتب به فأَمَدّه وكتب بذلك ما شاء . ومتى شاء تركه فارتفع المداد وكان القلمُ ناشفا منه . يجعله الكاتب في كمه أو حيث شاء فلا يؤثر فيه ولا يرشح شيء من المداد . ولا يكون ذلك إلا عندما يبتغى منه ويراد الكتابة به فيكون آلة عجيبة لم نعلم أن سُبقنا إليها ودليلا على حكمة بالغة لمن تأملها وعرف وجه المعنى .
فقلت يكون هذا يا مولانا . قال : يكون إن شاء الله
فما مرّ بعد ذلك إلا أيام قلائل حتى جاء الصانع الذي وصفت له الصّنعة به معمولاً من ذهب فأودعه المداد وكتب به فكتب وزاد به المداد على مقدار الحاجة . فأمر بإصلاح شيء منه فأصلحه وجاء به فإذا هو قلم يقلب في اليد ويميل إلى كل ناحية فلا يبدو منه شيء من المداد ، فإذا أخذه الكاتب وكتب به كتب أحسن كتاب ما شاء أن يكتب ثم إذا رفعه عن الكتاب أمسك المداد .
يقول القاضي : فرأيت صنعة عجيبة لم أكن أظن أني رأيت مثلها
ـــــــــــــــــــــــ
المجالس والمسايرات القاضي النعمان المغربي ص320

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق