الجمعة، 5 يوليو 2019

كُن اِبنَ مَن شِئتَ


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كُن اِبنَ مَن شِئتَ
فمعرفتك من كان أبي ، أو من هو أبوك لن تغير في حالنا شيئاً ، ولكن الحال يتغير إن أخبرتك من أنا وأعلمتني من أنت ؟. كيف كنا ؟ وكيف آل بنا الحال ؟ .
لقد كان العوام أبو الزبير خياطاً، وكان عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جزاراً . وكان أبو حنيفة وهو الإمام الأعظم خزّازاً .
وكان الوليد بن المغيرة حداداً، وكذلك العاص بن هشام أخو أبي جهل وكان عقبة بن أبي معيط خماراً. وكان الخطاب بن نفيل مراقاً . وهم من سادة قريش .
المتنبي  شاعر العربية كان أَبَاهُ كَانَ سقاء بِالْكُوفَةِ وَكَانَ يلقب بعبدان ثمَّ انْتقل إِلَى الشَّام بولده وإِلى هَذَا أَشَارَ بعض الشُّعَرَاء فِي هجوه
أيُّ فَضلٍ لِشاعرٍ يطْلب الْفضل ... مِنَ النَّاسِ بُكرةً وَعشيَّا
عَاشَ حِيناً يَبيعُ فِي الكُوفةِ المَاء ... وَحيناً يَبيعُ ماءَ الْمحيا
وأبو بكر الرازي كان سيداً في الطب وفِي ابتداء أمره يضرب بالعود ويسترزق منه . وكان أبو العتاهية قديماً يبيع الجرار في سوق الكوفة، ثم تأدب فارتفع بأدبه.
ترى من أنا وأنت ؟ هل نحن عالة على مجتمع نعيش فيه ؟
إمعة نقاد كما يقود الكبش الغنم ؟!
هل نحن سبب في الخراب والدمار ؟ أم نحن دليل للبناء والاعمار ؟
أم ماذا ؟
وَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ سيدنا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حيث قال :
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً... يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَـــبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِســبَتَهُ ... بِلا لِســــــــانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَــن يُقولُ ها أَنا ذا...  لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
ــــــــــــــــــ
المحاسن والمساوئ – محمد البيهقي(ص: 48)
البصائر والذخائر - التوحيدي(5/ 43)
إخبار العلماء بأخبار الحكماء - القفطي (ص: 206)
معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - القفطي(1/ 29)
طبقات الشعراء لابن المعتز (ص: 230)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق