الجمعة، 5 يوليو 2019

المدراة


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
المدراة
وفي المعرة عندنا يقولون : ولتبرير فعل خاطئ : كنت عبداريه متل صحن الزيت .
وأهل الحكمة قالوا : آخر الدواء الكي . فلا ينبغي أن نجعله أولا
ونحنا بكلمة حلوة ربما قد أخرجناها مجبرين أو خدمة جد بسيطة قمنا بها نطلق الوصف على أنفسنا : والله داريتو قد ما بقدر . ولنا أن نتذكر أن الله يمهل من كفر به من عباده حتى انتهاء أجلهم ، بل إن الله وكما جاء في الأثر عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»
ولو سأل أحدنا عن سر المدارة لوجد أنها كثير ما تكون كحالة اضطرارية نلجأ إليها . ولهذا قيل : الزم كثيرًا من المداراة فما أكثر من دارى ولم يسلم فكيف من لم يكن منه مداراة.
فإذا هبط أحدنا بلدًا أهلها على غير ما يعرف من عادات وأفكار وهو على غير ما يعرفون ، ترى ما الذي يفعله أيعارضهم ! أي يطوف عليهم فارضا ما يشاء ناس أن الغريب ضعيف
ياذا الذي أصبح لا والدًا ... له على الأرض ولا والِدَهْ
قد مات من قبلهما آدم ... فأي نفس بعده خالدهْ
إن جئت أرضًا أهلها كلهم ... عور فغمض عينك الواحدهْ
وحتى في العداوة فلا ينبغي أن نقاتل من نحن قادرين على تجنب قتاله
والحق أن الكثير منا وكما قيل : واقف على شعرة . ويسمي هذه الشعرة مداراة
لا صبر على زوجة أخطأت مرتين وربما مرة
نفس قصير تجاه تربية أولاده ، وتجاه أي أذى متصور من جواره
يود إحراق الأرض إن لم يكونوا على رأيه
التغيير عنده مصدره نفسه بتقلباتها ، حتى وإن كان القتل والدمار ، فهما برأيه طريق للتغيير
وأشو بقول : والله ما عاد فيّ اصبر
ويسمي نفسه مصلح !
ـــــــــــــ
الأدب والمروءة - اللخمي(ص: 30)
مسند الإمام حمد مخرجا (10/ 300)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق