الجمعة، 5 يوليو 2019

من أين أنت ؟ ومن بيت من ؟!


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من أين أنت ؟ ومن بيت من ؟!
رفع أبي العلاء اسم المعرة ليعطيها معنى السماء في الليل
وكان للابداع طعم ، إلا أنه سرق
سرقه الفاشلون حتى غدا للفشل طعم تتجاوز اللذة فيه طعم الابداع
في الماضي كان الإنصاف حتى في العداوة ، وعرف الإقرار بفضل التميز الاجتماعي
ألم تُقِرُ قريشٌ بصفة الأمين لرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى وهم يكيدون له وذلك ابرازاً وتدعيما لمن تميز بخير
كان من عادة أهل الحي في بلادنا الاحتفال بمن تعلم القراءة والكتابة . وهي عادة لو بحثنا لوجدنا أنها عالمية وليست محلية مقتصرة على مجتمع ما . فقد كان قدماء اليونان إذا نبغ فيهم صانع أو شاعر أو خطيب أقاموا الأفراح ونظموا الحفلات وقدموا له تاج مصنوع من أغصان شجر الغار . وكان الناس يتوافدون من كل جانب سعداء فرحين
شعراء العرب كان بمقدورهم رفع اسم قبيلة حتى يفخر المرء بالانتماء إليها لبيت شعر جادت به قريحة شاعر
بنو حنظلة بن قريع بن عوف بن كعب رفعهم ابداع الحطيئة وكان يقال لهم بنو أنف الناقة يسبّون بهذا الاسم في الجاهلية، وسبب ذلك أن أباهم نحر جزورا وقسم اللحم، فجاء حنظلة وقد فرغ اللحم وبقي الرأس، وكان صبيا، فجعل يجرّه، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أنف الناقة. فلقّب به، وكانوا يغضبون منه حتى قال فيهم الحطيئة:
سيري أمام فإنّ الأكثرين حصى ... والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
قوم هم الانف والاذناب غيرهم ... ومن يسوّي بأنف الناقة الذنبا
فعاد هذا الاسم فخرا لهم وشرفا فيهم. وصار الرجل منهم إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من بني أنف الناقة.
وجرير حط بإبداعه من قدر بني نمير وكان بنو نمير أشراف قيس وذوائبها حتى قال جرير فيهم:
فغضّ الطّرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
ورفع الفرزدق من قدر قومه . ببيت شعر وقالوا أفخر بيت قالته العرب قول الفرزدق:
ترى الناس ما سرنا يسرون خلفَنا ... وإن نحنُ أومأنا إلى الناس وقَّفوا
ونحن إن وجدنا مبدعا ما تركنا علة تشين إلا ورميناه بها
نمدح من أساء وبغباء ، ونذم من أحسن بغباء
حتى ترى البعض يتبرأ من بني جلدته فيسب العرب وهو ينتمي إليهم . وتنهال الاعجابات ابتهاجا بالسبة
كمن يقول : يلعن أبوي فيجبه الآخر . ما قصرت
ويا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــ
العقد الفريد – ابن عبد ربه (6/ 177)
البيان والتبيين – الجاحظ (3/ 269)
ديوان المعاني – ابن مهران(1/ 78)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق