الجمعة، 5 يوليو 2019

أن نلعن الظروف مدراة للفشل وستراً للعجز


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أن نلعن الظروف مدراة للفشل وستراً للعجز
ولاعن الظرف يكثر من اللوات فلو .. ولو ..
والحق أن لعن ظروف الحياة عادة تعودها الناس ، علما بأن الناس هم من يصنعونها       
ومن أمثال العرب : يداك أوكتا وفوك نفخ
فزعموا أن قوما كانوا في جزيرة من جزائر البحر في الدهر الأول، ودونها خليج من البحر، فأتاها قوم يريدون أن يعبروها فلم يجدوا معبرا، فجعلوا ينفخون أسقيتهم ثم يعبرون عليها، فعمد رجل منهم فأقلّ النفخ وأضعف الربط، فلما توسط الماء جعلت الريح تخرج حتى لم يبق في السقاء شيء، وغشيه الموت فنادى رجلا من أصحابه أن يا فلان إني قد هلكت. فقال:
ما ذنبي يداك أوكتا وفوك نفخ فذهب قوله مثلا.
وقال بعض الشعراء:
دعاؤك حذر البحر أنت نفخته ... بفيك وأوكته يداك لتسبحا
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وقال الإمام البغوي رحمه الله : أَنَّ الْعَرَبَ كَانَ مِنْ شَأْنِهِمْ ذَمُّ الدَّهْرِ، وَسَبِّهِ عِنْدَ النَّوَازِلِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْسُبُونَ إِلَيْهِ مَا يُصِيبُهُمْ مِنَ الْمَصَائِبِ وَالْمَكَارِهِ، فَيَقُولُونَ: أَصَابَتْهُمْ قَوَارِعُ الدَّهْرِ، وَأَبَادَهُمُ الدَّهْرِ.
ومن العجب أن الكثير منا ينسب البلاء الذي نحن فيه إلى الظروف
يا رب فرّج عن سوريا وأهلها
ــــــــ
أمثال العرب - الضبي (ص: 77)
صحيح البخاري (6/ 133)
صحيح مسلم (4/ 1762)
تفسير البغوي (4/ 188)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق