الجمعة، 5 يوليو 2019

فاتح جُلِ بلاد الروم عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
فاتح جُلِ بلاد الروم عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك
ومن عبد العزيز نتعلم كيف كانت تربية السلف لأبنائهم
 لقب أبو الأصبغ القرشي الأموي وأمه أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان فهُوَ ابْنُ أُخْتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فأمه هي أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان . وكان الخلفاء في غاية الحرص على تنشئة أولادهم وزجهم في معترك الحياة . فاللياقة البدنية مطلوبة ، والفكر الناضح ضروري ، والسلوك الذي تقوده الأخلاق الحميدة لا غنى عنه . كل ذلك في إطار  التربية النابعة من مبادئ الدين الحنيف فكان عبد العزيز رحمه الله تعالى بهذه التربية من عقلاء بني أمية وألبائهم . استقدم له الوليد بن عبد الملك صالح بن كيسان وهو من علماء المدينة المنورة ليكون مؤدباً له . كما زجه الوليد من نعومة أظفار في معارك الشمال والشمال الشرقي في بلاد الروم ومن ذلك في سنة 91 هـ 709م غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة وكان عبد العزيز أحد من شارك فيها والتي استمر حتى أذربيجان لتكون هذه الغزوة تدريبا عمليا على فنون القتال التي تلقاها ولاسيما على يد أبرز قادة بني أمية مسلمة بن عبد الملك ليكون أبرز قواده فلقد أفاد خلال الغزوات إضافة لفنون القتال المعروفة والتي تدرب عليها فرديا فلقد تدرب على تحمل المشاق كالسير على الأقدام لمسافات طويلة ولأيام عديدة ، والحرمان من الطعام والشراب وأكل الخشن منه مدة من الزمن في ظروف قاسية صيفا وشتاء . لتكون المعارك هي التدريب العملي لكل ذلك .ومن غزواته فى سنة أربع وتسعين غزا عبد العزيز بن الوليد أرض الروم حتى بلغ غزالة شمال شرق أنقرة والقريبة من البحر الأسود. وعرف رحمه الله بتمسكه بدينه فقد كلف بأمارة الحج أكثر من مرة فقَدْ حَجَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَغَزَا الرُّومَ فِي سَنَةِ أربعٍ وَتِسْعِينَ، ورغبة في الخلافة دعا لنفسه دون علمه بأن سليمان بن عبد الملك عهد لعمر بن عبد العزيز فتراجع وبايع . رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: يا ابن أُخْتِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ سِرْتَ إِلَى دِمَشْقَ تَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ، وَلَوْ فَعَلْتَ مَا نَازَعْتُكَ، قَالَ عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ: أَنَا مِمَّنْ سَارَ مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَجَاءَنَا الْخَبَرُ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ بُوِيعَ وَنَحْنُ بِدِيرِ الْجُلْجُلِ، فَانْصَرَفْنَا. كما تولى عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك دمشق، ولم يكن في بنى أميّة ألبّ منه في حداثة سنّه، فقال أهل دمشق: هذا غلام شابّ، ولا علم له بالأمور، وسيسمع منا، فقام إليه رجل، فقال: أصلح الله الأمير، عندي نصيحة، فقال له: يا ليت شعرى، ما هذه النصيحة التي ابتدأتني بها من غير يد سبقت منّى إليك؟ فقال: جار لي عاص، متخلّف عن ثغره، فقال له: ما اتقيت الله، ولا أكرمت أميرك، ولا حفظت جوارك. إن شئت، نظرنا فيما تقول، فإن كنت صادقا؛ لم ينفعك ذلك عندنا، وإن كنت كاذبا، عاقبناك، وإن شئت، أقلناك، قال: أقلني، قال: اذهب حيث شئت، لا صحبك الله، ثم قال: يا أهل دمشق، ما أعظمتم ما جاء به الفاسق، إن السّعاية أحسب منه سجيّة، ولولا أنه لا ينبغي للوالي أن يعاقب، قبل أن يعاتب، كان لى فيه رأى، فلا يأتني أحد منكم بسعاية على أحد، فإن الصادق فيها فاسق، والكاذب بهّات؛ وسعى رجل برجل إلى عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه، فقال: إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبا، فأنت من هذه الآية: (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) وإن كنت صادقا، فأنت من هذه الآية: (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) وإن شئت عفونا عنك، قال: العفو يا أمير المؤمنين، قال: على أن لا تعود. ومن صفاته محبة الأدب ولا سيما الشعر والشعراء تزوج عبد العزيز من ميمونة بنة عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّديق رضي الله عنه فأنشد جرير مهنأ :
جمع الأمير إليه أكرم حرة ... في كل ما حال من الأحوال
حكميّة علت الروابي كلّها ... بمفاخر الأعمام والأخوال
وإذا النساء تفاخرت ببعولة ... فخرتهم بالسّيّد المفضال
 وكانت وفاته : 110 هـ فنعاه جرير فقال :
نعوا عبد العزيز، فقلت هذا ... جليل الرزء والحدث الكبير
فبتنا لا نقر بطعم نوم ... ولا ليل نكابده قصير
_________
تاريخ دمشق لابن عساكر (36/ 368)
تاريخ الإسلام - الذهبي (3/ 92)
المحبر - الهاشمي(ص: 477)
ديوان جرير (2/ 694)
نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري(3/ 289)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق