الأحد، 31 ديسمبر 2017

بحثت عن معنى : كلام الليل يمحوه النهار

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
بحثت عن معنى : كلام الليل يمحوه النهار
فوجدت أننا كثيراً ما نخلف وعدا قطعناه على أنفسنا فنبرره بتلك المقولة
تقول كتب الأدب أن محمد الأمين بن هارون الرشيد وزبيدة رحمهم الله ، كان يطوف في قصر له، إذ مر بجارية ، وعليها كساء خزّ تسحب أذياله، فطلب مسامرتها، فقالت: يا أمير المؤمنين، أنا على ما ترى، ولكن إذا كان في غد إن شاء اللَّه! فلما كان من الغد مضى إليها فقال لها: الوعد! فقالت يا أمير المؤمنين، أما علمت أن كلام الليل يمحوه النهار؟ فضحك وخرج إلى مجلسه فقال: من بالباب من شعراء الكوفة؟ وكان منهم : مصعب، والرقاشي. فأمر بهم فأدخلوا عليه. فلما جلسوا بين يديه قال: ليقل كل واحد منكم شعرا يكون آخره.
كلام الليل يمحوه النهار فأنشأ الرقاشي يقول:
متى تصحو وقلبك مستطار ... وقد منع القرار فلا قرار
وقد تركتك صبّا مستهاما ... فتاة لا تزور ولا تزار
إذا استنجزت منها الوعد قالت ... كلام الليل يمحوه النهار
وقال مصعب:
أتعذلني وقلبك مستطار ... كئيب لا يقرّ له قرار
بحبّ مليحة صادت فؤادي ... بألحاظ يخالطها احورار
ولما أن مددت يدي إليها ... لألمسها بدا منها نفار
فقلت لها عديني منك وعدا ... فقالت: في غد منك المزار
فلما جئت مقتضيا أجابت: ... كلام الليل يمحوه النهار
ترى كم مرة قلنا وإن في أنفسنا ، كلام الليل يمحوه النهار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العقد الفريد (8/ 115)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق