الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

ليعلم كل قارئ للتاريخ أن غزوة أحد ـ هي أعظم إنتصارات المسلمين

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ليعلم كل قارئ للتاريخ أن غزوة أحد ـ هي أعظم إنتصارات المسلمين
يؤلمك أن ترى من يتحدث عن معركة أحد وكأنها كانت هزيمة للمسلمين
ولن أغرق في الكلام ولكني أتركه لحبر الأمة سيدنا ابن عباس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَوْطِنٍ، كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ. قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنِ انْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} يقول ابن عباس: والحَسُّ القتلُ {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} إلى قوله {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} وإنَما عنى بهذا الرماة، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقامهم في موضع، ثم قال: "احْمُوا ظهورَنا، فإن رأيتمونا نُقتَل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تَشْرَكُونا"، فلما غَنم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأباحُوا عسكرَ المشركين أكبَّ الرُّماةُ جميعاً فدخلوا في العسكر ينهبون، وقد التقت صفوفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهُمْ كذا، وشبّك بين أصابع يديه، والتَبَسُوا، فلما أخلَّ الرماة تلك الخَلّة التي كِانوا فيها، دخلت الخيلُ من ذلك الموضع على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فضرب بعضهم بعضاً والتَبَسُوا، وقُتل من المسلمين ناسٌ كثير، وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أولُ النهار، حتى قُتل من أصحاب لواء المشركين سبعةٌ أوتسعةٌ، وجال المسلمون جوْلةً نحو الجبل، ولم يبلغوا حيثُ يقول الناس الغارَ، إنما كانوا تحت المهْرَاس، وصاح الشيطانُ: قُتل محمد، فلم يُشَكَّ فيه أنه حق، فما زلناِ كَذلك ما نَشُك أنه قد قُتل، حتى طلع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين السَّعْدينِ، نعرفه بتكَفِّئه إذا مَشَى، قال: ففرحنا حتى كأنه لِم يصبنا ما أصابنا، قال: فَرَقِيَ نَحْوَنا وهو يقول: "اشتد غضب الله على قومِ دموْا وَجْه رسوِله"، قال: ويقول مرةً أخرى: "اللهم إِنه ليس لهم أن يَعْلونا"، حتى انتهى إلينا، فمكث ساعةً، فإذا أبو سفيان يصيِح في أسفل الجبل: أُعْلُ هُبَلُ، مرتين، يعني آلهتَه، أين ابن أَبى كبشة؟، أَين ابن أَبي قُحافة؟، أَين ابن الخطاب؟، فقال عمر: يا رسول الله، أَلاَ أجيبه؟، قال: "بلى"، قال: فلما قال اُعْلُ هُبل قال عمر: الله أعلىِ وأجلُّ، قال: فقال أبو سفيان: يا ابنَ الخطاب، إنه قد أنعمتْ عينها، فعاد عنها، أو فَعَال عنها، فقال: أين ابن أبي كبشة؟، أين ابن أبي قُحافة؟، أينَ ابن الخطاب؟، فقال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذِا أبو بكر، وها أنا ذا عمر، قال: فقال أبو سفيان: يومٌ بيومِ بدرٍ، الأيام دول، وإن الحرب سجَال، قال: فقال عمر: لا سواءً، قتلاناِ في الجنة وقتلاكم في النارِ، قال: إَنكم لتزعمون ذلك، لقد خبْنا إذن وخسرنا، ثم قال أبو سفيان: أما إنكم سوف تجدون في قتلاكم مَثْلاً، ولم يكنَ ذاك عن رأي سَرَاتنا قال: ثم أدركتْه حَمِيَّة الجاهلية، قال: فقال: أمَا إنه قد كان ذاكَ ولمَ نَكْرَهْهُ.
مسند الإمام أحمد (3/ 173)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق